ميس شلش: بعض الدول العربية تحاول منع الفن الهادف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا تنس حق العودة 'لأننا عايشين من أجل العودة لوطننا فلسطين'
سعيد فردي
يا مغرب جئنا فضمينا من بحر حبك أعطينا من كرمك نصنع أشعارا ونزف إليك أمانينا هي فلسطينية لاجئة في عمان بالأردن، لكنها تشعر بألم كبير لما تقوم به إسرائيل في فلسطين فغنت للانتفاضة والأرض والحرية وللقدس، إنها صوت الحرية ميس سعود مصطفى عبد القادر أو 'ميس شلش' فنانة فلسطينية ملتزمة، تتميز بصوتها القوي الشجي ولدت عام 1989 وأغلب أناشيدها وأغانيها وطنية تدور حول القضية الفلسطينية والانتفاضة..
بدايتها الفنية كانت مع انتفاضة الأقصى عندما كانت في الحادية عشرة من عمرها، فأدت نشيد 'صوت الحرية'، ثم 'جنين' الذي جاء بعد مجزرة جنين، ثم العديد من الألبومات التي كان أبرزها 'خنساء فلسطين'، حيث جسدت فيه دور 'أم محمد فرحات' التي ودعت ابنها وهو ذاهب للشهادة. نالت ميس الكثير من الجوائز وشاركت في الكثير من الملتقيات والمهرجانات الفنية في العالم العربي ومنها المغرب، التقينا ميس شلش، فأخذنا معها في الدردشة التالية:
* شعورك وأنت موجودة في بلدك الثاني المغرب؟
* هو شعور وإحساس كثير حلو صراحة، لقد وقف الشعب المغربي وقفة رجل واحد للتضامن ومساندة إخوانه الفلسطينيين .
* هل أنت مرتاحة نفسيا لما أفتى لك الشيخ القرضاوي، وأجاز لك الإنشاد إلى جانب الرجال؟
* أنا كنت مقتنعة من قبل ما يفتي لي يوسف القرضاوي، لأن 'المرأة' ليست عورة ما دمت أقدم رسالة مشرفة وهادفة، أقدم قضية أحكي فيها عن معاناة شعبي، أنا لما كنت أسأل الشيخ القرضاوي لارتاح بشكل كامل، حتى لا أشعر بأي ذنب..
ولما أفتاني (أجاز لي الإنشاد)، شعرت براحة زيادة وشعرت في النهاية بأن أي ذنب سيقع عليهم، لأنني سألت علامة كبيرا وقال مادام أنت لا تهدفين لا إلى الشهرة ولا إلى المال، ومادمت تحمسين شبابنا وأجيالنا للجهاد وتشرحين لهم قضايا الأمة العربية حتى لا ينسوها لا يكون في هذا حرج.
* ماذا عن الأغنية الفلسطينية الملتزمة في ظل العدوان الإسرائيلي وفي ظل الحصار المضروب على أهالينا في قطاع غزة.. هل هناك تأثير عليها؟
* عندما نتحدث عن التأثير الايجابي، أنا بالنسبة لي أرى أن الأغنية الفلسطينية الوطنية تجعل الناس دائما يتذكرون قضاياهم المصيرية، حتى وإن انتهت هذه القضايا، مثل موضوع انتصار غزة، وحتى لو مرت الأيام والسنين ستظل تذكرنا هذه الأغنية الوطنية بغزة، والشيء الايجابي للأغنية الوطنية الملتزمة أنها تصحي الأمة العربية النائمة، في ناس تعاني وفي شعوب وأطفال لا يعيشون بسلام، ومثل ما نحيي حفلا فنيا في المغرب وتأتـي أعداد كبيرة من الجماهير وتغني معنا وفي ناس تبكي، فهذا دليل على أن الأغنية الوطنية تؤثر في مشاعر الناس، ونفرغ نحن كفنانين وطنيين المشاعر والكلام الذي لا تستطيع الناس أن تحكيه.. أما أن يكون هناك جانب التأثير السلبي على الأغنية الوطنية في سؤالك، فأنا لا أرى أي شيء سلبي، السلبي هو أن بعض الدول والحكومات العربية تحاول أن تمنع هذا الفن الوطني الهادف لأنه يمس بها، ولأننا نحكي في أغانينا عن حقيقتهم، نحكي عن الذل والهوان العربي وعن العرب النائمين الذين لا يحسون بما يحدث.
* هل تخدم الأغنية الفلسطينية الملتزمة القضية الفلسطينية وتنجح فيما فشلت فيه السياسة وجولات التفاوض والحوار؟ منذ عام 48 إلى الآن هل خدمت الأغنية الوطنية القضية؟
* أكيد خدمتها..
* (أقاطعها): كيف خدمتها؟
* أنا كنت صغيرة، أول ما طلعت كنت أسمع لغيري من الفنانين، كمارسيل خليفة وجوليا بطرس وغيرهما.. وأنا لما كبرت ظللت أتذكر هؤلاء الفنانين الوطنيين، كنت اسمع لأغانيهم ومثل ما أنا أغني اليوم هناك أجيال تحفظ أغانينا، وهناك أجيال لن تنسى القضية، لأننا نغني لها، فهي أغاني وطنية تخدم القضية الفلسطينية من خلال تذكير أجيالنا الفلسطينية، نذكرهم بحق العودة نذكرهم بالوحدة الوطنية، لأن وحدتنا الوطنية هي انتصارنا وأننا لا ننسى حق العودة لأننا عايشين من أجل العودة كفلسطينيين، وإذا ظللنا متمسكين بهذا الحق سنرجع إلى فلسطين أرضنا إن شاء الله.. فبإذن الله الأغنية الوطنية هي دعم ومساندة للقضية الفلسطينية، ولا أحد ينساها وستظل دائما في قلوب الناس عايشة.
* هذا بالنسبة للفنانين الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة على الأرض الفلسطينية، وليس الفنانين الذين يستقرون في لندن أو في الدول العربية هم من سيخدمون القضية؟
* الفنانون يخدمون فلسطين، لأنهم سيظلون يذكرون الناس بالقضية وبالمعاناة التي يعيشونها وهم في الداخل، لكن سيكون صعبا عليهم أن يغنوا بسبب الحصار وبسبب عدم التطور في الاستوديوهات وفي تكنولوجيا التسجيل، وأنا أعرف أنهم لا يستطيعون أن يعطوا ما عندهم بسبب الحصار وهم غير قادرين على التنقل من مكان إلى مكان، أما الفنانون الفلسطينيون المقيمون في لندن أو في غيرها من البلدان الأوروبية ، فيخدمون القضية الفلسطينية أكثر من الذين يعيشون في دول عربية، لأن هذه الدول الغربية أصبحت تخدم أكثر من الدول العربية صارت تخدم القضايا الإنسانية وتهتم بالطفل بشكل عام، فلما يكون الطفل الفلسطيني محاصرا، تسمع أن الفنانين الفلسطينيين في لندن وفي أمريكا وغيرها أنهم يغنون ويطرحون ما عندهم من فن وطني ملتزم بدون رفض أو منع، لأنهم عندهم مبدأ الديمقراطية، نحن في دولنا العربية ممنوع أحد يحكي عن معاناته وأحلامه، دائما يريدون إسكاتنا لكن نحن ضد هذا المنع وسنظل مستمرين في الحكي.