"أوراق" سوريا الأسد نظرية في معظمها!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم
المتابعون الموضوعيون لما يجري في سوريا لا يستبعدون، وإن نظرياً فقط، احتمال نجاح نظامها في القضاء على الانتفاضة بالقوة العسكرية وإن اسال ذلك انهاراً من الدماء. لكنهم يؤكدون ان ذلك سيحوِّل سوريا دولة مماثلة لكوريا الشمالية المعزولة تقريباً دولياً لسجلها الاسود في قضايا حقوق الانسان والحريات والديموقراطية، والضعيفة اقتصادياً الى درجة الفقر والجوع، والفاقدة التأثير في السياسات الاقليمية خلافاً للسابق. ولا يستبعد هؤلاء ايضاً، وإن نظرياً فقط، احتمال استمرار الانتفاضة السلمية مع تصاعد العمليات العسكرية تدريجاً. كما لا يستبعدون قدرة النظام على التعايش مدة طويلة مع هذا الواقع. لكنهم عملياً لا يبدون مقتنعين بهذا الاحتمال. فالانتفاضة تطاول تقريباً كل محافظات سوريا ولذلك لا يسهل التعاطي معها بكفاءة. واستمرار هذه الحال طويلاً مستحيل. إذ ليس امامها إلا الانتهاء او التطور. والانتهاء معروف. اما التطور فهو مخيف لأنه قد يكون نوعاً من الحرب الاهلية. وهناك في اوساط حليفة لسوريا ومؤيدة لحربها من منطلق أقلوي، مَن يتمنى استمرار ما يجري فيها، وإن تفاقم، سنوات طويلة وذلك كي يفرض على المنطقة التي ستتأثر به كما على العالم البحث الجدي في صيغ لحماية الاقليات. والحماية لا يمكن ان تكون في عالم "متخلف" الا التقسيم او ما يشابهه.
في اي حال نعود الى "الموقف" الصادر امس لنشير الى ان المتابعين الموضوعيين لما يجري في سوريا الاسد انفسهم لا يوافقون حلفاءها على امتلاكها اوراقاً ثمانياً، لا سبعاً كما ورد خطأ في عنوان الامس، تسمح لها بالاستمرار في سياسة المكابرة والمعاندة والمواجهة المسلّحة للانتفاضة الشعبية السلمية رغم ميل بعضها الى "التعسكر". فروسيا الاتحادية لن تذهب الى الحرب او الى المواجهة الشاملة مع اميركا والمجتمع الدولي كرمى لعيون النظام في دمشق. وهي تحاول مساعدته، وفي الوقت نفسه تحاول من خلال التفاوض مع اميركا واوروبا حول المقابل الذي يدفعها، اذا اخذته، الى السير معهما في الموضوع السوري، او على الاقل الى التعاون معهما جدياً لإيجاد مخرج يحقق الاصلاح الجدي والفعلي في سوريا.
وروسيا هذه تخشى حالياً مصاعب مالية واقتصادية على ما ورد في إعلام الامس. وإذا كانت هذه المصاعب عند اميركا تمنعها من بلوغ اهدافها السورية، وهي القوة الاعظم عسكرياً واقتصادياً رغم مصاعبها، فإن مصاعب روسيا ستمنعها قطعاً من المغامرة. والصين الشعبية تعرف موقعها وحجمها جيداً. فهي القوة الدولية الوحيدة المؤهلة لأن تصبح قوة عظمى. لكن ذلك تلزمه سنوات طويلة وتقدم هائل في كل المجالات وثبات لاستقرار الداخل فيها. والاخير غير اكيد لأن الاستقرار المفروض بالقوة قد يتداعى اذا هبت نسائم الحرية او رياحها. وهي ليست منخرطة في مناورات مع اميركا او مواجهات في منطقة للاخيرة فيها مصالح استراتيجية كالشرق الاوسط. وكل ما يهمها هو الاعتراض حيث يجب ولكن بهدوء حيناً بالامتناع عن التصويت في مجلس الامن، وحيناً آخر بممارسة "الفيتو"، علماً انها لم تمارسه من زمان. والبرازيل وافريقيا الجنوبية والهند لم تتخذ موقفاً ايديولوجياً مؤيداً لسوريا بدليل موقفها المؤيد لمشروع القرار "السوري" الاخير في مجلس الامن رغم رفض روسيا له. وهذا مؤشر على تطور محتمل في مواقفها مستقبلاً.
اما العراق فاستمرار تنسيقه مع سوريا الاسد يرتبط بايران الاسلامية، والامر نفسه تقريباً بالنسبة الى "حزب الله" اللبناني. وايران هذه ستبقى الوحيدة التي تساعد النظام السوري وإن تخلى عنه الجميع لاعتبارات متنوعة. لكنها، وهذه حقيقة تعرفها دمشق، لن تنتحر اذا رأت ان الاسد قرر الانتحار، ولن ترفض صفقة مع اميركا اذا أمنت لها دوراً اقليمياً مميزاً وإن كان ذلك على حساب سوريا. اما الشعب السوري فانه لا يختلف من حيث الجوهر عن الشعب اللبناني وعن الشعوب العربية الاخرى من حيث التناقض الذي تثيره العصبيات المذهبية والدينية والطائفية والقبلية. وعدم التحدث عن ذلك علناً في هذه الامور كان بسبب استقرار فرضه القمع وليس بسبب علمانية اسسها النظام. ولو كان فعل ذلك مؤسسه لربما كانت حال سوريا افضل. لكن "فات الميعاد" على ذلك. وأما عدم وجود مصلحة لاسرائيل في سقوط النظام فإن هذه حجة في غير مصلحته، فضلاً عن انها لا تستطيع ان تساعده وإن ارادت ذلك، علماً انه لا يريد مساعدتها.
في اختصار سوريا النظام في وضع صعب. وسوريا الشعب المنتفض او الثائر في وضع مماثل. والمستقبل غامض، لكن لونه يميل مع الأسف الى "الاحمرار".
التعليقات
المستقبل لنا
محمد السوري -المستقبل المشرق لأحرار سوريا برغبة العالم أو غضبه , إن شعبا يواجه الإحتلال الأسدي ورصاصه القاتل وتنكيله غير المعروف في التاريخ بصدور عارية وبسالة لا مثيل لها سيهزم الإرهابي بشار البربري وفلوله من شراذم قطاع الطرق الحشاشين ,لا مستقبل للإرهاب الأسدي في مستقبل سوريا .إن شعبا يدرك أن الموت نهاية الخلائق على كل حال هو شعب لا يهزم .
لايخيفني التقسيم
طائفي -حماية الأقليات في سورية نكته سمجه ومحاولة دنيئه لتعميت الواقع فالحقيقة أن الغالبية السنية هي من يحتاج للحماية من الأقليات المتعاونة لبقاء الظلم والقهر على الغالبيه السنية في سورية اما اجتماعياواقتصاديا أو سياسيا أو رسميا عن طريق الدولة ومؤسساتها ...اجتماعيا..لايفتأ أفراد الاقليات من الشكاية وطلب المزيد من الحقوق الوهمية التي تزعجهم كمطالبتهم بالزواج المدني وتخفيض صوت الأذان والسماح بالأختلاط والمطالبة بالعطل وهكذا ...اقتصاديا ...تسيطر الأقليات على بعض المهن مثل الصياغة للنصارى ...وكثير من وكالات البضائع مثل السيارات وغيرها أصحابها نصارى بما يفوق نسبتهم بعشرات الأضعاف ...أما الدولة ومؤسساتها فحدث ولا حرج ...والمعلوم أن النظام الطائفي في سورية رسخ النعرات الطائفية عمليا وحاربها اعلاميا واخطر تصرفاته فيما يتعلق بالأمن حيث يوجد أعداد كبيرة من الأقليات ..ولايخفى أن المستهدف الأول في القمع والمراقبة هم السنة .....ولولة الأقليات التي نسمعها كل يوم لاتستند الى مخاوف حقيقية واقعية ليس لها دليل تاريخي ولو كان السنة يؤمنون بالاقصاء والتعصب لما كانت هذه الأقليات موجودة أصلا ...فكفاكم أرجوكم ...أخيرا ...التقسيم الذي نسمع به ولا أراه ممكنا ..ان حصل فهو قطعا في غير مصلحة الأقليات ..وهو حتما في مصلحة الأغلبيه ....لولا سيطرة الطائفية على مقدرات سورية لما تمكنت فئة قليلة من تكديس عدة مئات من مليارت الدولار في سنوات قليلة ولما برز موظفين صغار ليصبحوا ملاك لأكبر وكالات السيارات في سورية وغيرها من البضائع ...لاتتحامقوا كما تحامق موارنة لبنان ..استخدمهم ثم رموهم ...مصلحتكم ومستقبلكم مع الغالبية السنية والتي في أصل عقيدتها الأعتراف ورعاية الأخر
تحالف الاقليات
راشد المنصوري -تحالف الاقليات الدينية الذي يقوده الرئيس بشار الاسد ضد اهل السنة والجماعة وتدعمه روسيا القيصريه وايران الصفوية ستفشله باذن الله تركيا وسيكون لاهل المنطقة حريتهم الاكيدة.
الرغبات
رشيد -يقول سركيس نعوم: إذا تمكن النظام السوري من قمع الانتفاضة واستمر في الحكم، فإنه سيكون معزولا دوليا على شاكلة نظام كوريا الشمالية.. نفس الشيء بالنقطة والفاصلة كنتم تقولون عن لبنان، إذا استلمت السلطة فيه حكومة مفروضة من حزب الله سيصبح لبنان مثل غزة، ستفرض عليه إسرائيل حصارا وسيقاطعه المجتمع الدولي.ووو.. لكن لا شيء من هذا وقع. من الأفضل لو أن كتابنا الكبار تجنبوا التحليل بوحي من رغباتهم..
ورقة النظام الأخيرة
قيس -الورقة الأساسية التي بيد النظام السوري والتي لو أراد المساومة بها والتخلي عنها لرُفع الحصار الأطلسي والعربي فورا عنه، ولشرعت للتو وسائل الإعلام الجبارة في التغني بحكمته وبعد نظره وبنفاذ بصيرته، وانتقل الاتهام صوب المعارضة السورية بكونها أصولية وعدمية ومشتتة وغير براغماتية.. وما إلى ذلك من الاتهامات.. هذه الورقة، هي كسر التحالف مع إيران، والتخلي عن حزب الله وحماس ووقف الدعم لهما، والإعراب عن الرغبة في العودة إلى طاولة التفاوض مع إسرائيل دون شروط مسبقة، أي القبول بالتخلي عن جزء من الجولان للصهاينة، لو شهر النظام السوري هذه الورقة، لأصبح في رمشة عين نظاما مقبولا، وانهمرت عليه المساعدات والاستثمارات النفطية، ولهرع أركان 14 آذار إلى دمشق للركوع تحت قدميه، طلبا للرحمة والغفران، لأنه سيسمح له بالعودة لفرض الوصاية على لبنان. الحائط ليس مسدودا أمام النظام السوري كما يصوره المقال. لديه خيار الدخول إلى صف دول الاعتدال العربي، وسيتحول في لحظتها إلى نظام يستقبل في كل عواصم العالم بالطبل والمزمار. ولكن لسبب مبدئي، النظام في سورية يرفض لحد الساعة لعب هذه الورقة، ولذلك يؤدي الأثمان، حصارا، واضطرابات اجتماعية،وتهديدا بحرب أهلية، وحملات إعلامية ظالمة من أعدائه ومن إخوته عرب البترودولار..
النظام يتهاوى
سامر -يوهمنا البعض ان النظام السوري اذا اعلن الانفصال عن ايران فسيرضى العالم عنه؟ وكأن هذا النظام المبني على العصابات التي تنهب البلد وتحوله الى مزرعة تقودها عشيرة من خمسين رأس تستبيح البلد وتنشر الشبيحة والمافيات التابعة لعائلة الاسد او لابناء قرية قرداحة فقط الذين يحتكرو كل الموارد والشركات والمال والعقار ويريد البعض ايهام الناس ان بقاء النظام هو فقط اذا انفصل عن ايران لكن لماذا لا يرى هذا الكاتب الجهبذ ان النظام السوري اصبح مكشوف ومفضوح وتاجر بالشعارات الرنانة مثل الممانعة العبارة المائعة البلهاء وهذا وحده كفيل بالقضاء على بقائه وفنائه