فلسطينيو سوريا في ظل نظام الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سركيس نعوم
اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في سوريا لم يسمع العالم العربي عنهم إلا مرتين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية على النظام الحاكم فيها. المرة الاولى عندما قررت قيادة النظام توجيه رسالة تحذير الى من تتهمهم بتشجيع الانتفاضة اي اميركا واسرائيل في الخامس عشر من ايار الماضي وفي الثاني والعشرين منه. وكانت الرسالة حض السوريين على تحريك جبهة الجولان الراكدة بقرار رسمي منذ عام 1974، وإفهام مَن يلزم بأن حرباً اقليمية واسعة قد تندلع في حال الاصرار على اسقاط النظام المذكور. وحصل التحريك بالفعل وسقط جراءه قتلى وجرحى. وشارك فيه لبنان ايضاً وسقط فيه ضحايا لكن المفاجأة كانت ان غالبية الذين حرّكوا الجبهتين السورية واللبنانية مع اسرائيل كانوا فلسطينيين بعضهم مقيم في سوريا وبعضهم في لبنان. إلا أنه كانت هناك مفاجأة ثانية هي ان الفلسطينيين الذين توجهوا بحماسة بالغة نحو حدود ارضهم المغتصبة شعروا بعد انتهاء مهمتهم الرسمية انهم استٌعمِلوا اداة ايصال لرسائل معينة وبكلفة كبيرة. فكان رد الفعل في سوريا هجوماً فلسطينياً عشوائياً على مكاتب تابعة للفصائل الفلسطينية التي يعتبرونها سورية سياسة وقراراً وتنفيذاً أسقط بدوره قتلى وجرحى. اما في لبنان فكان رد الفعل امتناع فلسطينييه عن تحريك الجبهة مرة ثانية لأنهم رفضوا ان "يُلدغوا من جحر مرتين" ولأن الممسكين اللبنانيين بها احجموا عن تسهيل التحريك خلافاً للمرة الاولى لأسباب عدة جوهرية، بعضها اقليمي غير عربي. لكن ذلك دفع البعض في لبنان وخارجه الى التساؤل عن "الوضع الفلسطيني" داخل سوريا. اما المرة الثانية التي سمع العالم العربي فيها عن فلسطينيّي سوريا فكانت عندما قصفت قواتها مخيمهم على الساحل السوري.
هل من جواب عن تساؤل كهذا؟
عند جهات فلسطينية متابعة لكل ما يتعلق بالشتات الفلسطيني وخصوصاً في العالم العربي. وموضوعية في الوقت نفسه، جواب يفيد ان الفلسطينيين في سوريا فئات ثلاث. الاولى، وهي الأوسع شعبياً تنتمي الى حركة "فتح". ونشاطها السياسي محدود بنسبة كبيرة بسبب الخلافات الحالية بين الاخيرة والنظام السوري حول قضايا كثيرة اهمها الطريق لحل قضية الشعب الفلسطيني. فهي ايدت الطريق التي انتهجها الراحل ياسر عرفات واستمرت تساند ما انتجته طريقه وفي مقدمها السلطة الوطنية الفلسطينية. اما النظام فانتهج سياستين واحدة ممانعة وأخرى مستعدة لسلام معقول. وقد يكون من أسباب الخلاف او الاختلاف بين شعبية "فتح" داخل مخيمات سوريا ونظام سوريا محاولة الاخير ومنذ عقود الامساك بالقرار الفلسطيني، وتشغيل المؤسسات والفصائل الفلسطينية عنده، وذلك بغية الافادة منها لتضخيم دوره وحجم بلاده على حساب الجميع. وربما ايضاً بهدف غير مباشر هو استعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المغتصبة. اما الفئة الثانية فهي الفصائل الفلسطينية المؤيدة لسوريا، بل العاملة وفقاً لسياستها وخططها واجنداتها وحتى تعليماتها، وشعبيتها فلسطينياً غير واسعة. وهي راضية بالدور الذي تقوم به، لكن قد يكون داخلها شعور كبير من الضيق وربما التبرم جراء القبضة السورية الصارمة.
ماذا عن حركة "حماس" الاسلامية الاصولية؟
انها موجودة وبقوة في اوساط فلسطينيي سوريا، وقد استفادت كثيراً من سياسة الرفض التي انتهجت ومن توافقها مع سياسة الممانعة السورية بل مع "اجندة" النظام السوري وحليفه النظام الايراني. وقبل الخوض بشيء من التفصيل في وضعها السوري لا بد من ايضاح هويتها السياسية أو خلفيتها الايديولوجية، لأنها ومع ما يجري في سوريا منذ قرابة سبعة اشهر توضح كثيراً ما تعانيه هذه الحركة من مشكلات وهموم. "حماس" هذه، تقول الجهات الفلسطينية المتابعة نفسها، جزء من جماعة "الاخوان المسلمين" التي نشأت في مصر في النصف الاول من القرن الماضي. بل انها جزء من "الاخوان المسلمين" المصريين عملياً. فلهذه الجماعة ذات الانتشار الواسع او على الاقل المهم في العالمين العربي والاسلامي وحتى في العالم الاوسع حيث يعيش مسلمون، مرشد عام واحد يكون عادة مصري الجنسية. اما مثيلاتها خارج مصر فلكل منها امين عام او ما شابه. ويعني ذلك امرين. الاول، ان حماس "فلسطين" التي ليس لها مرشد عام ولا مسؤول اعلى آخر على غرار الجماعات الاخرى تتبع "اخوانياً" لمصر. والثاني، انها تلتزم عملياً سياسات "الاخوان" كلها ومواجهاتهم ومعاركهم وحتى حروبهم.
ماذا عن "حماس" ايضاً؟
التعليقات
lebanon
maher -دع فلسطيني سوريا و شأنهم وانظر الى اوضاع فلسطينيي لبنان و ويلاته و ذله دافع عنهم اذا دعتك نخوتك وحرصك على كرامه الانسان الفلسطيني اما سوريا شكرا لها لاحتضانها شعبنا بكرامه بل لاحتضانها للعراقيين و لكل العرب
عيب هالحكي
فلسطيني سوري -كأنو الكاتب عايش بعالم تاني او بحياتو ما سمع عن مخيمات لبنان او يمكن ما سمع انو الحكومات اللبنانية المتعاقبة منعت وتمنع الفلسطينين في لبنان من مزاولة عشرات المهن او حتى تحسين اوضاعهم المعيشية وما بعرف الكاتب بأي دولة عايش او بأي عصر بس المعروف حقده الدفين ع النظام السوري يا عيوني تعى شوف الاخوة الفلسطينين كيف عايشين بسوريا بعدين احكيويلي استحوا ماتو يا سركيس
وھل نسیتم؟
سلمان احمد -یا فلسطينيو سوريا، وهل نسیتم بان جنوب سوریا كانت كلها جزءا من فلسطین؟ فلماذا لا تحرروها؟
لعبة
دنيئة من النظام -النظام في سوريا ضحك على بضعة فتيان فلسطينيين وأرسلهم للجولان لينقلوا رسالة رامي مخلوف بأن أمن اسرائيل من أمن سوريا , وقتل منهم من قتل برصاص الاسرائليين , وعندما عرفوا باللعبة هجموا على مكاتب المنظمات المؤيدة لسوريا في المخيمات وهدموها على رؤوس من فيها .
00
مراقب -لكن لماذا نسيتم كيف ان الجيش السوري حاصر مخيم اللاجئين الفلسطيين المساكين في تل الزعتر وبعد ان نشر الجوع فيه دمره بالصواريخ ثم حاصر مخيم برج البراجنة وصارت الناس تأكل الفئران بسبب الجوع وثم قصفه واسقط مئات القتلى وحاصر بيروت وخطف شباب من صبرا وذبحهم في ارض جلول ورمى بعضهم من علو ثلاثين طابق في برج المر واغتال قيادي فتح في لبنان مثل سعد صائل وحاصر عرفات في طرابلس لمدة ثلاث شهور الى ان طرده الى تونس بعد ان سبب بمجزرة مرعبة في طرابلس؟ لكي يأتي اليوم من يمتدح النظام الاجرامي ويتجاهل الذاكرة الشعبية التي لا يمكن ان تنسى ما عانته من ظلم النظام القمعي
عجيب أمر كاتب المقال
مواطن سوري -بغض النظر عن سياسة النظام السوري القمعية إلا أنه في موضوع الاخوة الفلسطينيين فإن سوريا أعطت لهم كل المزايا التي يتمتع بها المواطن السوري، أتعجب من الكاتب مدى الحقد لديه على سوريا لتكن كلمة حق الفلسطينيين في سوريا آخذين حقوقهم كاملة مثلهم مثل المواطن السوري
سورية تؤدي الثمن
رشيد -كل الأشياء مقلوبة في عالمنا العربي. سركيس نعوم الذي كان يتعاطف في وقت من الأوقات بقلمه مع المقاومة والممانعة، يتحدث اليوم عن سورية باعتبارها تستعمل الفلسطينيين كورقة بين يديها للتفاوض موحيا كأن هذا هو هاجسها الأول. الكاتب نسي أن سورية دخلت الحرب وخسرت الجولان أصلا، دفاعا عن الفلسطينيين، ولو أرادت دمشق اليوم التفريط في القضية الفلسطينية ومقايضتها بالجولان، لحصلت على الجولان فورا، زيادة على الأمن والاستقرار، ورفع العقوبات، بل وتدفق ملايير الدولارات كمساعدات لدعم الاقتصاد السوري، ولصار بشار الأسد حكيما ومتبصرا ومعتدلا، ولفرشوا أمامه السجاد الأحمر في أغلب العواصم الغربية، ناهيك عن العواصم العربية الذيلية التابعة. سورية تؤدي ثمن وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ولا توظف القضية الفلسطينية لأغراض انتهازية كما تفعل بعض العواصم العربية التي تقترح على الغرب مشاريع القرارات التصفوية لهذه القضية، لكي يسكت الغرب عن تورطها في تفجيرات إرهابية..