مصر في اتجاه إيران أم تركيا؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
مأمون فندي
هناك حوار حول الطريق الذي ستأخذه مصر بعد الثورة، هل هو طريق إيران أم طريق تركيا؟ نفر من المتفائلين يرى الطريق مؤديا إلى تركيا ودولة رجب طيب أردوغان وجماعته، أما أنا فأرى أن الطريق مؤد إلى إيران ولكن بمسحة تخلف بيّن. أطرح هذا وأعرف أن ما سأعرضه هنا لن يكسبني الأصدقاء. كما أنني أعرف أن قارئي العربي لديه أوهام عن مصر وهي أوهام نحبها نحن كمصريين ويحبها العرب أيضا، لأنها أوهام تدغدغ فينا ما نتمناه، مثل مصر أم الدنيا ومصر الحضارة، ومصر منارة العلم والإسلام المستنير، ومصر قائدة العالم العربي، والشقيقة الكبرى. وما يحدث في مصر لا بد أنه مؤشر لما سيحدث للعرب من أمور، ولكنها تبقى أوهاما في النهاية لأنه ليس هناك ما يؤيدها في الواقع.
بعد ستين عاما من ثورة يوليو (تموز) 1952، التي يتغنى العرب بقيادتها للمشروع العربي، ما نراه أمامنا الآن وواضح وضوح الشمس هو مجتمع عالم ثالث متخلف بكل المعايير المعروفة. ما هذا بجلد للذات أو كراهية لوطني، بل هو أصل الحب أن تقول للحبيب ما فيه، وهذا هو وطني فيه 40% من ساكنيه أميون، وأن مستوى دخل الفرد فيه هو الأدنى في العالم، وأن نسبة أمراض الفشل الكلوي والكبدي الوبائي هي الأعلى في العالم، وأن عاصمته من أكبر العواصم العالمية تلوثا، وأن الرعاية الصحية فيه من الأسوأ في العالم، أما أهل هذا الوطن فهم أكثر الناس تفاؤلا في العالم، لأن إنسانا أصابته كل هذه المصائب وما زال يبتسم ليستحق جائزة نوبل في التفاؤل.
أنا شخصيا - وحتى هذه اللحظة - لا أستطيع سبر أغوار حب المصريين لبلدهم رغم هذا الفقر الشديد، ورغم أن أطفال الشوارع وأهل المقابر وصل عددهم إلى أكثر من مليوني نسمة، أي أن هذا التعداد - وبعد جيلين من التزاوج - سيصل إلى نسبة 10 ملايين أو 10% من تعداد السكان. إن كتلة بشرية كهذه وبعد عشر سنوات قد تقطع أوصال البلد بالنهب والبلطجة والبحث عن لقمة العيش بكل الطرق الشريفة وغير الشريفة. هذا هو الحال. الوهم عن مصر جميل، مصر الحضارة والتعليم وأم الدنيا إلى آخر كل هذا، ولكن الحقيقة مُرة كالعلقم، والمستقبل مظلم كالليل وكسواد شعر بنات الصعيد وعيونهن. فكيف للطريق التركي أن يظهر في ظل كل عوامل التخلف الطاغية على المجتمع؟ تركيا لم تكن مؤشراتها هكذا لا عندما ظهر نجم الدين أربكان ولا عند مجيء أردوغان. يبقى أمامنا الطريق الإيراني فقط، ومع ذلك ليس لدينا مفكرون إسلاميون برجاحة وحرية الفكر التي تمتع بها إيرانيون مثل علي شريعتي. ورغم أن إسلاميي إيران يقرأون القرآن والسنة بلغة غير لغتهم فإن الكثيرين منهم وصلوا إلى حالة معقولة من التفكير المنطقي المنظم في حوارهم حول الدين والحياة العامة. أما عندنا في مصر فرموز الإسلام السياسي هم من محدودي المعرفة بدينهم وبحقائق بلدهم وبالعالم من حولهم، يعرفون من الدين فقه الحدود وبعضا من فقه المعاملات وليس أرشده منها، أما الفكر بمعناه الواسع فهم لم يتدربوا عليه في مدارس تعليمهم، ليس منهم من يعرف علاقة الإبستمولوجيا بالإنطولوجيا والمنهج، أو بكلام بسيط للعوام، لم يتدربوا على علم المعرفة، وعلاقته بأصول الأشياء وسبل التفكير العلمي ومناهجه المتعددة للوصول إلى نتائج أقرب إلى الحقيقة. نحن مجتمع لا ينتج المعرفة، وعندما يقتبس أو يقلد فهو لا يقلد بالطريقة التي تقتبس بها بعض الشركات ما تقوم به شركة "أبل" الأميركية وتحسنه أو تضيف إليه، نحن نقلد في كل الأمور بسوقية وبتشويه متعمد. أعرف أن هذا الكلام يبدو عاما وتنقصه الأدلة أو الأمثلة، وأنا ليس لدي حرج من استخدام أمثلة بعينها أو ذكر أشخاص بعينهم، ولكن تقاليدنا الصحافية في العالم العربي لم تتسع حتى الآن إلى المناظرات الفكرية، فإعلامنا خجول وإعلام "طبطبة" على الأمور و"ضبضبة"، أو إعلام يتخيل أن له دورا وطنيا في المصالحات أو بناء الوطن، ولا يهدف إلى إثراء المعرفة.
خذ مثالا على هذا. وأنا أقرأ واحدة من الصحف المصرية الكبرى هذا الصباح والتي تصدرتها صورة لرئيس الوزارة عصام شرف مع البابا شنودة الثالث بابا الكنيسة القبطية، كتب تحتها "رئيس الوزراء في حوار ودي مع البابا"، ولا أعرف ما معنى هذا؟ فليس هناك صحف تكتب باللغات الحية تحمل عنوانا بهذا الشكل. الصحيفة تبحث عن المعلومة لتقول لنا ماذا دار في هذا الحوار، وهل البابا متمسك بمطالب المتظاهرين من الأقباط أم لا، أو هل الحكومة موافقة أم أن لديها تحفظات؟ ولكن لأن الصحيفة العريقة ترعرعت في أزهى عصور "الطبطبة" الإعلامية على رأي نانسي عجرم، فليس هناك في مخيلتها أو بين أبنائها من يتصور أن للصحافة دورا غير "الطبطبة".
مثال آخر. انظر إلى الوجوه التي تقدمت بأوراق الترشح لبرلمان الثورة. إنها ذات الوجوه التي كانت تتسيد المشهد أيام برلمان الاتحاد الاشتراكي وبرلمانات التخلف. في إيران كان للبازار أو للتجار دور كبير في الثورة، وصادر الإسلاميون الثورة بعد حين، لتصبح ثورة الخميني، ثم تدريجيا أصبحت ثورة الحرس الثوري وأحمدي نجاد ومن معه من شلة الرعناء. ومع ذلك بقي هناك خاتمي ورفسنجاني وعلي شريعتي، كل هؤلاء غير موجودين في مصر، فلا الطبقة التجارية لها مثقفون، ولا الأرستقراطية القديمة أنتجت مثقفا إسلاميا ذا وعي بمكانة ومقام الغزالي أو الطهطاوي أو الشيخ العطار أو علي عبد الرازق، الذي كان شريعتي زمانه. كل ما لدينا هم علماء يشبهون تاكسيات القاهرة وأتوبيساتها، شيء يؤدي الغرض ومحسوب علينا كتاكسي، ولكن من الممكن أن تضرب منا عجلة أو اثنتـــان ونحن فــــي الطريق إلى إيران
التعليقات
الجمهورية الرابعة
Hany haker -انتهت الثورة وبدأ العد التنازلى لظلام بارد وليل طويل ستمر فيه مصر باحلك اوقاتها منذ عصر المماليك. لا يمكن اتهام المجلس العسكرى او تحميله المسؤلية عما اوصلنا للظرف الحالى. هم الان حلقة مفصليه فى دورة التاريخ الذى لا نقرؤه وان قرأناه لا نفهمه وان فهمناه لا نصدقه مفضلين دفن رؤسنا فى الرمال. منذ حوالى قرنين هيأ الله لمصر فرصه للنهوض و الترقى. ونحن اهدرنا الفرصه. مر على حكم مصر شرفاء ولصوص. نبلاء و اوغاد. باذلين و افاقين. بناء و مخربون. الاسماء لا تهم و الاحداث مرت. لكن اخر من حكم مصر مسؤل عن اكبر كمية من التدمير. لذلك سيحكمنا العسكر و الاجانب مائة سنه اخرى ... اخطر تركه لمبارك ونظامه هو مصر المفككه و حال وحجم الجمهوريه الرابعه التى تركها. خلال السنين الاخيره لحكم مبارك بدت مصر وكانها مكونه من اربعة طبقات او جمهوريات. فى اعلاها يقبع الرئيس المخلوع فى طبقه من مائة شخص يضمون اسرته و اعوانه القربين و رجال اعمال هم قمه فى الفساد. ثرواتهم خياليه و دخل بعضهم يراوح المليون جنيه يوميا. شخص او اثنين من هذه الطبقه ما زالوا فى اماكن سلطتهم وهم الحكام الفعليين لمصر اليوم و العشر سنوات القادمه....بعدها تاتي الطبقه الثانيه , الجمهورية الثانيه , وتتكون من خمسة ملايين من المصريين تصل مداخيلهم الى مليون جنيه فى السنه للاسره وهم معدودين كقوه شرائيه جباره تضاهى الطبقات العليا فى امريكا و اوروبا. هولاء يكسبون رزقهم بالحلال او بالحرام او كليهما. مثلا ميزانية وزارة الداخليه الاخيره كانت سبع مليارات جنيه فى حين وصل استهلاك المخدرات الى ثمانية و عشرين مليار جنيه العام الماضى. الجمهوريه الثانيه حاضره بقوه فى الاستهلاك المسرف التافه و الاعلانات الاستفزازيه المرافقه له و الشئ لزوم الشئ. للامانه اثبت شباب هذه الطبقه انهم اكثر رشدا ووطنيه من ابائهم و حركوا ثورة مصر. ....الطبقة الثالثه , الجمهوريه الثالثه , تتكون من حوالى عشرة ملايين مواطن معظمهم شرفاء وطنيين هم عصب الاقتصاد الصحى غير الطفييلى. هم التجار و الصناع الذين استحقوا لقب المستورين فى مسمياتنا. دخل الفرد فى هذه الطبقه حوالى الف جنيه فى الشهر.اخطر ما تركه لنا حسنى مبارك و نظامه الفاسد هو الطبقه الرابعه او الجمهوريه الرابعة.... ....خمس وسبعين مليون نسمه من المعدمين سيئوا الصحة و التغذيه يعيش تسعة اعشارهم فى العشوائيات و العشر الباقى ف
تحية لكاتب التعليق رقم1
مكرم عزيز -احيك على هذا التعليق الرائع بس فية جمهورية وقعت منك ممكن تكون بين الثالثة والرابعة وهى جمهورية المتاجرون بلدين من سلفين واخوان ووهابيون وهذة الجمهورية هى اخطر على مصر وشعبها منكل ما ذكرت وممكن اذا ما وصلت الحكم تكون فيها نهاية مصر لان أفكارهم الظلامية اشد خطورة على مصر من ساريقيها وانا ارى ان المجلس العسكرى فى طريقة لتسليمهم البلاد لانة للاسف مئمن تماما بأفكارهم أن لم يكن منهم للك اللة يا مصر اصبحت بلاد البلطجيةوالمتعصبين معلش مش قادر اقول كلمة تانية احسن ما تنشرش التعليققققققققققققققققققققققققققققق
تحية لكاتب التعليق رقم1
مكرم عزيز -احيك على هذا التعليق الرائع بس فية جمهورية وقعت منك ممكن تكون بين الثالثة والرابعة وهى جمهورية المتاجرون بلدين من سلفين واخوان ووهابيون وهذة الجمهورية هى اخطر على مصر وشعبها منكل ما ذكرت وممكن اذا ما وصلت الحكم تكون فيها نهاية مصر لان أفكارهم الظلامية اشد خطورة على مصر من ساريقيها وانا ارى ان المجلس العسكرى فى طريقة لتسليمهم البلاد لانة للاسف مئمن تماما بأفكارهم أن لم يكن منهم للك اللة يا مصر اصبحت بلاد البلطجيةوالمتعصبين معلش مش قادر اقول كلمة تانية احسن ما تنشرش التعليققققققققققققققققققققققققققققق