جريدة الجرائد

إيران وإرهاب الدولة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ

لا أعتقد أن هناك بداً من مواجهة الإيرانيين مهما كانت العواقب. فهذه الدولة أصبحت بالفعل خطراً على الأمن والسلم الدوليين، واتضح أن من أكبر أخطاء أمريكا أنها تركت إيران طوال ثلاثة عقود تتحكم في رقاب الإيرانيين، بل وسلمت لملاليها دولاً أخرى على طبق من ذهب ليتحكموا فيها؛ الملالي في طهران لا يحكمون إيران فحسب، وإنما عراق المالكي، وكذلك لبنان ميقاتي، وفي الطريق سوريا الأسد إذا لم تستطع الانتفاضة إسقاط النظام الدموي هناك. خطأ الرئيس كارتر أنه ترك الخميني دون أن يحرك ساكناً ليصل إلى عرش الشاه ويتربع عليه، ويُقصي كل الأطياف غير الدينية عن صناعة القرار السياسي، معلناً حكماً كهنوتياً محضاً هناك؛ وكان بإمكانه آنذاك أن يفعل الكثير لمنع هذا الحاكم الكهنوتي من أن يصل إلى السلطة. بوش الابن أعطى العراق لملالي إيران بعد أن أسقط نظام صدام، وحلَّ الجيش، فأصبحت الساحة العراقية خالية لعملاء إيران؛ وتمكنوا في النهاية من أن يجعلوا العراق (العظيم) جزءاً من محافظات الإمبراطورية الإيرانية كما هو عليه الوضع الآن؛ أي أن الولايات المتحدة - عن قصد أو غباء - موّلت إلحاق العراق بإيران، ودفعت مقابل ذلك قرابة التريليون دولار من أموال دافع الضريبة الأمريكي ليتحكم الملالي في العراق.

الآن، وبعد أن حاول الإيرانيون اغتيال السفير السعودي في واشنطن، والأدلة الثابتة غير القابلة للفبركة التي تدين إيران بشكل قطعي كما يقولون، لم يعد الأمر يقبل أي جدل؛ الإيرانيون تخطوا كل الخطوط الحمراء، ونقلوا (جرائمهم) من حواضر العالمين العربي والإسلامي كما كانوا يفعلون في الماضي، إلى عقر دار الأمريكان، إلى واشنطن العاصمة؛ فهل بقي أحد من المحللين الأمريكيين كفؤاد عجمي - مثلاً - ما زال يرى أن هناك إمكانية للتفاهم مع نظام الملالي في إيران؟

هناك من يقول: وما فائدة إيران من مقتل السفير؟؛ ويشككون في القضية برمتها انطلاقاً من كونها لا تخدم إيران، ولا تحقق لها أية مكاسب على المستوى السياسي. مثل هذه النظرة للأمور لا تصلح كآلية لقراءة وتحليل تصرفات النظام الإيراني، وطريقة الملالي في التعامل مع التحديات التي تواجههم؛ فمثل هؤلاء لا يختلفون في البواعث والمنطلقات عن ابن لادن، أي أن الاغتيال جزء من آلياتهم السياسية، فهم يعتبرون (الإرهاب) أداة لتحقيق أهداف السياسة الإيرانية؛ فكل الدلائل تؤكد أنهم ضالعون من خلال حزب الله اللبناني في تفجير الخبر عام 1996، وهم - أيضاً - ضالعون في مقتل الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق من خلال عناصر من حزب الله حسب الاتهام الظني؛ هذا فضلاً عن استضافتهم لسعد بن لادن في إيران، والشكوك الكثيرة التي تدور حول وقوفهم خلف كثير من التفجيرات الطائفية في العراق التي ينفذها (القاعديون) هناك لأغراض تصب في مصلحة إحكام قبضة إيران على الوضع في العراق، وإبقاء التوتر متّقداً عندما يجدون أن ثمة من يريد أن يتمرد على سلطاتهم. كما تجدر الإشارة هنا أن رئيس تحرير صحيفة (كيهان) الإيرانية حسين شريعة مداري كان قد طالب في مقال له نشره في ابريل الماضي بالعودة إلى أسلوب الإعدامات الثورية؛ ودعا تحديدا إلى اغتيال (شخصيات سعودية) مقيمة في أمريكا وأوروبا؛ كما جاء في موقع الفضائية الفرنسية (فرانس 24)؛ علماً أن رئيس تحرير صحيفة (كيهان) يرتبط بمرشد الثورة علي خامنئي مباشرة.

نعم القضية مازالت خبراً ولم تثبت بعد؛ لكن لدى الأمريكيين كما تؤكد دوائر البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية من الأدلة والشواهد ما يجعل التهمة ثابتة؛ وهذا ما أكده - أيضاً - الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في تصريحه حول القضية؛ كما أن الإيرانيين نفوا الخبر بمجرد أن أعلنت السلطات الأمريكية عنه، ولم يطلبوا زمناً للتحقيق في الحادثة، والتأكد منها، كما هو المتبع في التعاطي مع مثل هذه الأخبار، خاصة إذا كانت صادرة من أعلى سلطة في الولايات المتحدة، وليست مجرد خبر صحفي مثلاً؛ نفي الخبر جملة وتفصيلا، بل والسخرية منه، والارتباك الذي اكتنف المسؤولون الإيرانيون عند التعليق عليه، يُثير الكثير من علامات الاستفهام، هذه العلامات ستنجلي قطعاً بمجرد أن تعلن تفاصيل التهمة، وتتضح الدلائل والمستمسكات.

إلى اللقاء

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مخطط وتعليمات المسيح
شهاب -

باعتقادي ان السعودية ليس لديها تفاصيل مقنعة حتى الآن على خطة الاغتيال وهذا يفسر لما ردة الفعل حتى الان مجرد كلام من النوع الخاص بالاستهلاك الاعلامي. كما انها تعرف ان هناك دول ومنظمات وحتى شعوب مخدوعة بأنظمتها السابقة والحالية تريد الفرجة والشماته مجانا على حرب طائفية في موسم مناسبة دينية مهمة للعالم الاسلامي والسعودية تعرف ان تطورت الامور فقد يكون حج هذا العام اكثر دموية من اي حج وفج آخر على وقع هذه الوقائع غير اننا تعرف ان السعودية مضطرة لإتباع مقولة المسيح بخصوص الخدود ووضع مثل آية في القرآن تبدأ بقوله تعالى واعدوا لهم على الرف الى حين خصوصا وان الحليف الامريكي يدفع باتجاه المواجهة بشكل غريب ومثير للريبة.

30 تريليون ستدفعوها منين!؟
احمد الواسطي -

امريكا خسرت الترليون لانها ارادت إثبات هيبتها وقوتها بعد احداث ٢٠٠١ ولكن اليوم الميزانية الامريكية لاتسمح بذلك!! حرب عراق صدام الاخيرة التي انتهت ب ٢١ يوم وكلفت امريكا هذا المبلغ الذي يساوي بيع نفطنا لعشرين سنة وكان العراق ضعيفا منهكا بفضلكم يامن تبكون عليه اليوم فكم ستطول الحرب مع ايران القويه التي لها أعوان يحكمون دول كما تقول انت!!؟ وكم ستكلف هذه الحرب!؟ اكيد انها ستكلف عشرين ضعفا ولكن امريكا لديها ساسة يعرفون كيف يجعلوا هذه الحرب بطلبا منكم يعني تدفعون انتم المبلغ مع الأرباح! تحياتي

الحقيقة نسبية أحيانا
عدو الأغبياء -

لو كان عندكم بعد نظر منذ البداية لما دعمت دولكم الخليجية صدام حسين في حربه ضد الخميني المستمر نظامه بقوة الكهنوت الذي لم يفعل الأ ما كنتم تدعونه دائما من قبله أي قوة (الكهنوت)والحكم كان دائما حسب ثقافتكم لله وتسنون القوانين من القران الكريم.والخميني جاء بقوة الشعب وعمل دستورا استفتى فيه الشعب وخلصكم من شرطي الخليج المرعب الشاة حليف اسرائيل الآن تتحسر أيها الكاتب الفذ عل الشاه كالقط الذي يحب من يخنقه ويدوس كرامته.والملالي رجال علم ودين أما المطاوعة فهم غلاظ مستبدون وينفذون سياسة عليا وهم في الحقيقة واجهة لسياسات أخرى.ولكن ثقافتكم القائمة على كره المذاهب الأخرى لا تنفك تحكمكم وتنحرف بكم الى التزمت والتعصب والحقد المؤدي الى جهل بالآخر ومهما حاولتم اخفاء مساعركم الحقيقية فانها تظهر دائما في فلتات اللسان والأقلام والسياسات المتخبطة بين مهادنة ومراوغة تعود فتحقد من جديد وهكذا،لأن الأنسان ابن بيئته ومن شب على كره شاب عليه.وغسل العقول والنفوس، أهم من غسل الأجساد.