جريدة الجرائد

الجارة إيران وماما أمريكا !

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

خلف الحربي


ليس غريبا على نظام طهران التخطيط لعمليات إرهابية خارج حدودها، فإيران دولة إرهابية تخصص الجزء الأكبر من ثروة شعبها المسحوق لعمليات التدمير والتفجير ،ودعم المليشيات المسلحة في كل مكان في العالم؛لذلك فإن محاولتها الآثمة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن تأتي في سياق سلوكها العدواني تجاه جيرانها العرب، والذي انتهجته منذ أن تولى الملالي زمام السلطة في طهران، الشيء الوحيد الغريب في هذه القضية أنها خططت لهذه العملية الكبيرة بشكل بدائي يشبه ما يحدث في الأفلام العربية حين يذهب أحدهم إلى سفاح يختبئ في الجبل، ويطلب منه قتل شخص ما وهو يقول : ( خذ نصف المبلغ والنصف الثاني بعد العملية ) ! .
على أية حال المشكلة ليست في جارتنا المزعجة إيران فنحن نعرفها ونعرف نواياها الإجرامية، وأحقادها وأطماعها تجاهنا، بل المشكلة كل المشكلة في صديقتنا ماما أمريكا التي دائما ما تبدي قلقها ومخاوفها من الخطر الإيراني ثم نكتشف أنها أول من يتغاضى عنه ويتساهل معه، والدليل الأكبر هو ما يحدث في العراق اليوم حيث قامت ماما أمريكا بتسليم العراق بعد احتلاله إلى إيران ( تسليم مفتاح ) وتركت المخابرات الإيرانية تسرح وتمرح في بلاد الرافدين، وتوزع الأسلحة والأموال والمخدرات وتدعم المليشيات الموالية لها، بينما تفرغت أمريكا لمحاصرة ما يسمى بالمثلث السني ومراقبة الحدود التي تربط العراق بالدول العربية بينما تركت حدود العراق مع إيران مفتوحة للغزو الاستخباراتي المكشوف.
علاقة إيران بماما أمريكا تحتاج إلى طبيب نفسي، فالعداء الظاهر بين البلدين لا يتخطى التصريحات النارية أما حين يجيء وقت الأفعال فإن أمريكا لا تتوقف عن تقديم الخدمات المجانية لإيران. ولعل أكبر هذه الخدمات هو إسقاط أخطر نظامين يهددان أمن إيران وهما: نظام طالبان في أفغانستان، ونظام صدام حسين في العراق، ولو كان خامنئي هو الذي يحكم إيران لاستحى من تقديم هذه الخدمة التاريخية المكشوفة التي حررت إيران من مراقبة حدودها، وأعطتها الفرصة والوقت كي تخطط لعمليات عدوانية عابرة للقارات.
وقد احتضنت إيران زعماء تنظيم القاعدة دون أن يستثير ذلك غضب أمريكا ومحافظيها الجدد، ولو فعلت أية عاصمة عربية ذلك لاستيقظ الناس فيها على مشاهد طائرات الأباتشي وهي تتجول فوق أسطح منازلهم، فكم من مرة اخترقت الطائرات الأمريكية أجواء اليمن وباكستان كي تفجر منزلا طينيا أو تصطاد سيارة بيك أب تعبر الصحراء بمجرد ورود معلومات حول وجود مسلحين من تنظيم القاعدة في هذا المكان أو ذاك، ولكن مثل هذه العمليات الجوية الخاطفة لم تحدث في يوم من الأيام تجاه زعماء القاعدة الذين يقيمون في فلل الضيافة في طهران .
وماما أمريكا هاجمت العراق بضراوة وقتلت العراقيين واحتلت أراضيهم من الشمال إلى الجنوب بسبب معلومات كاذبة حول امتلاك صدام حسين صواريخ سكود، وأسلحة للدمار الشامل، وهي الأسلحة التي لم تجدها في أي شبر من العراق، بل إن وزير خارجيتها الأسبق استقال بسبب توريطه في هذه الكذبة المكشوفة، واليوم تجري إيران تجارب علنية لصواريخ يتخطى مداها صواريخ سكود العراقية بمئات الأميال، وتدير برنامجا نوويا خطيرا تحت أبصار العالم أجمع دون أن تتجاوز ردود الفعل الأمريكية إطار العقوبات الاقتصادية التي يتم فرضها بالتقسيط المريح .
جارتنا إيران غدارة وشريرة ومحاولتها لاغتيال سفيرنا في واشنطن حلقة من سلسلة أعمالها العدائية تجاهنا، و لابد أن تدفع ثمن هذه المحاولة بأي شكل من الأشكال..ولكنني لا أثق بجدية ماما أمريكا في رد يوازي هذه المحاولة التي تستهدف أمنها وسيادتها، إنه غرام الأفاعي الذي يصعب فهمه مهما كشرت كل أفعى منهما عن نابها المسموم! .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاصح
هناء -

مايحصل لنا هو من عراقيين عاشوا في ايران ونحن من صوت لهم/// اما امريكا دخلت افغانستان و العراق. دخلوا العراق و هي دارسة وضعنا جيد هنالك عراقيين في ايران لهم علاقاتهم سياسية وتجارية و املاك وشركاتهم في ايران وكل منهم يحلم بان يرجع الى العراق الحدود العراقية و الايرانية مفتوحة صوريا لهم ولكن الحقيقة هي مفتوحة للامريكان و الهدف الرئيسي هو الافيون. الان الامريكان تسيطر على مزارع الافيون للقاعدة في افغانستان وتحاول ان تجد مخازن بن لادن الموجودة في ايران التي تعتبر من افضل انواع الموجودة في العالم. ولهذا هي مشغولة فقط بالقاعدة وتتبع رموزهم الى ان تصل لخط او احد يكتشف جواسيسها. اذا لم تجدها فلن تترك العراق اما افغانستان ستبقى فيها الى الابد. لهذا امريكا لا تريد ان تقطع علاقتها مع ايران التي هي الاقدم في المنطقة ودائما تنفذ طلباتها مباشرتا او غير مباشرة.

الاصح
هناء -

مايحصل لنا هو من عراقيين عاشوا في ايران ونحن من صوت لهم/// اما امريكا دخلت افغانستان و العراق. دخلوا العراق و هي دارسة وضعنا جيد هنالك عراقيين في ايران لهم علاقاتهم سياسية وتجارية و املاك وشركاتهم في ايران وكل منهم يحلم بان يرجع الى العراق الحدود العراقية و الايرانية مفتوحة صوريا لهم ولكن الحقيقة هي مفتوحة للامريكان و الهدف الرئيسي هو الافيون. الان الامريكان تسيطر على مزارع الافيون للقاعدة في افغانستان وتحاول ان تجد مخازن بن لادن الموجودة في ايران التي تعتبر من افضل انواع الموجودة في العالم. ولهذا هي مشغولة فقط بالقاعدة وتتبع رموزهم الى ان تصل لخط او احد يكتشف جواسيسها. اذا لم تجدها فلن تترك العراق اما افغانستان ستبقى فيها الى الابد. لهذا امريكا لا تريد ان تقطع علاقتها مع ايران التي هي الاقدم في المنطقة ودائما تنفذ طلباتها مباشرتا او غير مباشرة.

كلامك عين الحق
جعفر -

مقالتك جدا تعكس الواقع وحتى لو أرادت الولايات المتحدة أن تكرر مثل ما حصل في العراق وأفغانستان لتجاوبت السعودية ودول الخليج مرة أخرى معهم وتعاونت مع الإحتلال لضرب السنة وتنظيم القاعدة..أتعرف لماذا؟ لأنكم دولة تابعة لأمريكا..وإيران دولة مستقلة وحرة..هذا هو الفرق البسيط والكبير..

الحذر من الحكام!!
احمد الواسطي -

امريكا لا تخترق اجواء اي دولة الا ان تكون في حالة حرب معها (ليست حرب دبلوماسية) او ان تطلب تلك الدولة منها ان تضرب اهداف داخل تلك الدولة لانها عاجزة لضربها وهذا ما حصل في العراق وافغانستان واليمن وباكستان! أما ايران فلحد هذه اللحظة هي حرب دبلوماسية لم تتطور لحرب صواريخ وهذا مايريده ويبكي عليه قادة الخليج ولكن يا كاتبنا الحرب الامريكية نوعان النوع الاول باختيارها لتفرض قوتها وهيبتها وهذا حصل في افغانستان والعراق بعد ٢٠٠٣ فهذا النوع من الحروب تصرف امريكا عليها من جيبها!! اما النوع الثاني فهي الحروب التي تقوم بها امريكا بالنيابه وهذا لم نشاهده الا في إرجاع الكويت من العراق وانا عندي سؤال لك بصفتك خليجي كم قبضت امريكا ثمنا لهذه الحرب!!؟؟ اما اليوم اذا حاربت امريكا ايران فهي ستضربها لفرض واثبات القوة وبما ان الميزانية الامريكيه لاتسمح بذلك فهم يعملون على جعلها حرب وكالة اي سيدفع ثمنها!! فعلى الشعوب الخليجية ان تكون واعيه ولا تتبع حكامها لان التاريخ اثبت انهم عملاء ومن السهل الضحك عليهم وذلك رايناه بتهديم وتحطيم الجيش العراقي الجبار و بإسقاط صدام!! تحياتي ;

وجه اعلامي سلبي
ابن الواحه -

كاتب عنصري لا يتمتع بفكر حر

احمد الواسطي
هناء -

اكيد في 10 سنين في افعانستان و 8 سنين في العراق دفعنا اكثر مما دفع الخليج/// ياسيدي امريكا لا تخرج 10 دولارات اذا لم تدخل مكانها 1000 دولار بالاضافة الى تقوية جيشها وتطور تقنيتها. اي اولا ف اولا ف اولا مصلحتها و الشاطر يركب معها يربح ويربحها و هم بريطنيا وفرنسا و اليهود و عن طريق هذه الدول دخلت ايران. حتى ايران اذا تقف امام مصلحة امريكا سيكون هنلك انقلاب, افتهمها خامنئي في اخر لحضة بعد الانتخابات الرئاسية الاخيرة.