من الذي يريد قتل سفير السعودية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عطاء الله مهاجراني
كيف يمكننا أن نحلل المؤامرة التي استهدفت اغتيال السفير السعودي في واشنطن؟ من الذي سيستفيد من هذه المؤامرة الساذجة؟ هل هي أميركا أم إسرائيل أم إيران؟ وهل هذا دليل جديد يثبت نظرية باربرا تاتشمان في كتابها "مسيرة الحمقى"؟
عندما قالت: "هناك ظاهرة ملحوظة على مر التاريخ بغض النظر عن مكان أو وقت حدوثها وهي عبارة عن ملاحقة الحكومات لسياسات تتضارب مع مصالحها الخاصة. يبدو أن الجنس البشري يقوم بأداء حكومي سيئ أكثر من أي نشاط بشري آخر يقوم به".
ويبدو لي أننا نواجه قضية شديدة الضبابية هنا. لقد كان رد الفعل الأميركي قويا للغاية في الساعات الأولى من الحادث. حتى إنني تساءلت: هل نحن على شفا حرب جديدة في المنطقة؟ هل ردة فعل قاسية كهذه ضرورية؟ فقط انتبه إلى ردة فعل جهات مختلفة على هذه الأنباء:
طالب بونير، رئيس مجلس النواب، إدارة أوباما بـ"معاقبة إيران".
وقال جو بايدن، نائب الرئيس الأميركي: "لم يتم استبعاد أي احتمال"، فقد تقرر الولايات المتحدة عقوبات محتملة ورد فعل عسكري، وأضاف أن عواقب هذه القضية ستكون شديدة على إيران.
كما ذكر رئيس لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأميركي أن هذا المخطط "عمل حربي". على الرغم من ذلك جاء رد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية الذي يصر على اتخاذ أبعاد سياسية وقانونية وقضائية على الحادث أكثر هدوءا.
فقد ذكرت وزارة الدفاع الأميركية يوم الأربعاء الموافق 12 أكتوبر (تشرين الأول) أن المخطط الإيراني المزعوم لاغتيال السفير السعودي في واشنطن يستلزم إجابة دبلوماسية وقانونية، وقللت من احتمال اتخاذ رد فعل عسكري.
وتحدث جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إلى صحافيين قائلا: "لدى الجيش الأميركي مخاوف منذ فترة طويلة بشأن التأثير السيئ لإيران في المنطقة. لكن هذه القضية مسألة قضائية ودبلوماسية". وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة قد استثنت قرارا عسكريا، أجاب كيربي: "الرئيس فقط هو من يحدد كيف يريد أن يستخدم جيشه". ويبدو أن وزارة الدفاع قد قللت من المخاوف في اتخاذ رد فعل عسكري.
من ناحية أخرى، نواجه بعض التشكك بشأن هذه الدعاوى. فقد ذكر روبرت باير (ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية لقضايا الشرق الأوسط) أن "فيلق القدس" لم يكن أبدا مهملا إلى هذه الدرجة حتى يستخدم عملاء غير مدربين ويتعاقد مع تجار مخدرات مكسيكيين ويرسل أموالا من خلال حسابات مصرفية في نيويورك ويضع عملاءه على أراض أميركية مخاطرا باحتمال إلقاء القبض عليهم.. ببساطة إن "فيلق القدس" أفضل من ذلك. ويتساءل ماكس فيشر على موقع "ذا أتلانتك": ما الذي ستحصل عليه إيران من هذا المخطط الإرهابي؟ دعونا نعد من حيث بدأنا هذا المقال، ونفكر في المخطط الإرهابي كمبرر لفصل جديد في المنطقة.
يمكننا أن نتذكر أنه بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، استخدم جورج بوش الأب هذا المصطلح الذي يحمل مغزى معينا "عملا حربيا". ويبدو أن جميع الشخصيات البارزة في كلا الحزبين يستخدمون نفس المصطلح. هل تريد أميركا أن تدبر وتبدأ حربا جديدة في الشرق الأوسط؟ هل أميركا في صدد تنظيم تحالف جديد ضد النظام الإيراني الحالي؟
وعندما ندرس جميع المبررات التي بررت الحروب العالمية أو الحروب القارية نفسها، نجد أن هذا الادعاء يبدو مناسبا إلى حد ما لشن حرب جديدة. ويعد هذا فصلا جديدا في "مسيرة الحمقى" في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. دعوني أقدم لكم مثالا فريدا: كيف احتلت قوات الجيش الإسرائيلي لبنان؟ لقد بدأت القصة بمحاولة اغتيال السفير الإسرائيلي لدى بريطانيا.
في الثالث من يونيو (حزيران) 1982، اقترب ثلاثة رجال هم حسين غسان سعيد ومروان البنا ونواف الروسان من أرغوف أثناء محاولته الدخول إلى سيارته بعد حفل عشاء في فندق "دروشيستر" بلندن. وقام سعيد بإطلاق النار على رأس أرغوف. ورغم أنه لم يقتل، فقد ظل في غيبوبة ثلاثة أشهر.
وكان هؤلاء الثلاثة أعضاء في منظمة أبو نضال. كان البنا ابن عم أبو نضال وكان الروسان عقيدا في الاستخبارات العراقية. وقد أطلق الحراس الشخصيون النار على سعيد، الشخص الذي أطلق النار، وقد أصيب بجراح شديدة في الرأس إلا أنه نجا مثل أرغوف.
وتم استخدام هذه الحادثة كمبرر للحرب على لبنان عام 1982 التي بدأت في 6 يونيو وأدت إلى طرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، على الرغم من أن هؤلاء الأشخاص الثلاثة ليسوا أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية.
والآن دعونا نعد إلى السؤال الرئيسي: هل الشرق الأوسط على شفا حرب جديدة؟ ومن سيكون الفائز والخاسر في هذه الحرب؟ أعتقد أننا إذا ما خضنا حربا جديدة، فستكون إيران هي الفائز الأول. ونظرا لذلك، يعتقد البعض أن التاريخ يعيد نفسه بصورة جديدة.
أثناء حكم خاتمي قتل روائيون وسياسيون على يد فرع خاص لوزارة الاستخبارات وقوات الأمن. ولذا يمكن للبعض الزعم أن فرعا خاصا من فيلق الحرس الثوري هو الذي يقف وراء هذا المخطط. من الواضح للغاية أن هذا المخطط كان شديد السذاجة والغباء. على سبيل المثال، عندما نقرأ التعليقات على هذا الأمر، سنصاب بدرجة معينة من الشك:
"لنفترض أن الخبر صادق.. ما الهدف من قتل سفير؟ وماذا ستجني إيران من قتله؟ فلا أهداف استراتيجية سوف تحقق، ولا هذا سيخفض من العقوبات الدولية تجاهها. بإمكان السعودية إرسال المئات من السفراء بدلا منه، فهل تنوي إيران قتلهم جميعا؟ خبر غريب".
إن إيران والسعودية هما المتنافسان في المنطقة. وسوريا والبحرين والعراق هم الميادين الثلاثة لهذه المنافسة. وكلا الجانبين لديه ميزاته وعيوبه. لكني أعتقد أنه ما من أحد يلقي بالا إلى احتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة. وعندما أقول ما من أحد، فأنا أعني جميع الأطراف والمراقبين الذين ينظرون إلى الأفق البعيد. أعتقد أن حربا جديدة سوف تدمر كل شيء. وستدفع الشعوب ثمن هذا، كما دفع العراقيون والأفغانيون الثمن. لقد قال جمال خاشقجي في حوار معه على قناة "العربية": "لقد انقطعت شعرة معاوية بين إيران والسعودية!".
أعتقد في هذه اللحظة أننا يجب أن نكون أكثر صبرا ودقة، حيث إن إشعال النار لن يضع حلا للأزمة الحالية. وإذا ما اتفقنا على أن مجموعة تابعة لفيلق الحرس الثوري تهدف إلى بدء حرب جديدة في منطقتنا، فحينئذ يجب أن تتم محاسبتهم هم، يجب أن يدفعوا هم الثمن، وليس شعوب المنطقة. يجب أن نتذكر أن مجموعة أبو نضال، التي نظمت مخططا لاغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي عام 1982، لم تكن فلسطينية على الإطلاق. لقد كانوا مجرد دمى في أيدي الجانب الآخر. لكن في النهاية كان لبنان كدولة وشعب، علاوة على منظمة التحرير الفلسطينية، هم من دفع الثمن
التعليقات
ألرجاء اجابتي !
abualhuda -الأستاذ مهاجراني :ذكرت خلال مقالتك عبارة أو جملة ( أعتقد اذا ماخضنا حربا جديدة )فماذا تقصد ولماذا نسبت ألحرب ألى نفسك فهل أنت تتمناها ضد بلدك ولدمار ألمنطقة وقتل ألأبرياء أم ماذا فقط أريد ألأستفسار وهل تتقرب أنت الى ألله بذلك ؟لاحول ولا قوة الا بالله .شكرا لأيلاف
ألرجاء اجابتي !
abualhuda -الأستاذ مهاجراني :ذكرت خلال مقالتك عبارة أو جملة ( أعتقد اذا ماخضنا حربا جديدة )فماذا تقصد ولماذا نسبت ألحرب ألى نفسك فهل أنت تتمناها ضد بلدك ولدمار ألمنطقة وقتل ألأبرياء أم ماذا فقط أريد ألأستفسار وهل تتقرب أنت الى ألله بذلك ؟لاحول ولا قوة الا بالله .شكرا لأيلاف
كيف توصلت او على اي اساس بنيت استنتاجك؟
شهاب -لقد بح حلقي وانا اقول ان العملية الفاشلة ليست لإشعال الحرب ومقصود ان تفشل وتستعر حرب اعلامية وقانونية اممية لمزيد من الضغط والعقوبات من خلال مجلس الامن ومامن شك ستستغل لطرد الانتباه عن اشياء اخرى ستحصل فيما بعد. السؤال كيف توصلت الى ان ايران هي الفائز الاول في الحرب لو اندلعت افتراضا؟ ومن هو الفائز الثاني والذي يليه بما انك استخدمت كلمة الاول؟ وبالمقابل من هو الخاسر الاول والذي يليه؟ اعلم انك لن ترد لان مقالك هذا منشور في جريدة اخرى ولكن لعلك تقرأه علما ان طائفيي بعض البلدان المجاورة لن يتوانوا عن الرد والتمجيد والتكشير ثم الترنح فالسقوط.
كيف توصلت او على اي اساس بنيت استنتاجك؟
شهاب -لقد بح حلقي وانا اقول ان العملية الفاشلة ليست لإشعال الحرب ومقصود ان تفشل وتستعر حرب اعلامية وقانونية اممية لمزيد من الضغط والعقوبات من خلال مجلس الامن ومامن شك ستستغل لطرد الانتباه عن اشياء اخرى ستحصل فيما بعد. السؤال كيف توصلت الى ان ايران هي الفائز الاول في الحرب لو اندلعت افتراضا؟ ومن هو الفائز الثاني والذي يليه بما انك استخدمت كلمة الاول؟ وبالمقابل من هو الخاسر الاول والذي يليه؟ اعلم انك لن ترد لان مقالك هذا منشور في جريدة اخرى ولكن لعلك تقرأه علما ان طائفيي بعض البلدان المجاورة لن يتوانوا عن الرد والتمجيد والتكشير ثم الترنح فالسقوط.
قاسم سليماني
sonia bahjet -اذاً ليعاقب قاسم سليماني مسؤول ملف الام العراق
قاسم سليماني
sonia bahjet -اذاً ليعاقب قاسم سليماني مسؤول ملف الام العراق
زهير الصديق
محمد علي البكري -شخصية زهير الصديق تكررت في حوادث كثيرة، وقد كتب بعض المحللين في أمريكا اللاتينية مقالات تشير بأن الولايات المتحدة تبتدع لمغامراتها قصصاً سينمائية ولكي تتمكن من ترجمتها على أرض الواقع تستخدم هذه الصيغة فتأتي بزهير الصديق، أو تأتي بمنوشهر الذي قال بأنه يعرف من ارتكب عملية الاعتداء ضد جمعية أميا في العاصمة الأرجنتينية، أو تأتي بجهاز يقال بأنه صاعق لأسلحة نووية لتبرير الهجوم على العراق، والآن تأتي بشخص إيراني يحمل جنسية أمريكية، وآخر مكسيكي مجهول الهوية باعتباره عميل للولايات المتحدة مدسوس في صفوف عصابات تجارة المخدرات، ثم تبتدع شخصاً آخر في إيران لمعرفتها باستحالة تسليمه لأنه قد يحاكم وقد تلصق به تهمة، وعملياً فإن الولايات المتحدة لا يهمها صدقنا أم لم نصدق، فالمهم هو وجود ذريعة جاهزة، وعلينا فقط أن نحلل ماهو المقصود وليس ما إذا المقصود صحيحا، ويجب أن نتذكر هنا أن احتلال الجزائر من قبل فرنسا، جاء عقب قيام باي الجزائر بضرب القنصل الفرنسي بمكشّة الذباب..
زهير الصديق
محمد علي البكري -شخصية زهير الصديق تكررت في حوادث كثيرة، وقد كتب بعض المحللين في أمريكا اللاتينية مقالات تشير بأن الولايات المتحدة تبتدع لمغامراتها قصصاً سينمائية ولكي تتمكن من ترجمتها على أرض الواقع تستخدم هذه الصيغة فتأتي بزهير الصديق، أو تأتي بمنوشهر الذي قال بأنه يعرف من ارتكب عملية الاعتداء ضد جمعية أميا في العاصمة الأرجنتينية، أو تأتي بجهاز يقال بأنه صاعق لأسلحة نووية لتبرير الهجوم على العراق، والآن تأتي بشخص إيراني يحمل جنسية أمريكية، وآخر مكسيكي مجهول الهوية باعتباره عميل للولايات المتحدة مدسوس في صفوف عصابات تجارة المخدرات، ثم تبتدع شخصاً آخر في إيران لمعرفتها باستحالة تسليمه لأنه قد يحاكم وقد تلصق به تهمة، وعملياً فإن الولايات المتحدة لا يهمها صدقنا أم لم نصدق، فالمهم هو وجود ذريعة جاهزة، وعلينا فقط أن نحلل ماهو المقصود وليس ما إذا المقصود صحيحا، ويجب أن نتذكر هنا أن احتلال الجزائر من قبل فرنسا، جاء عقب قيام باي الجزائر بضرب القنصل الفرنسي بمكشّة الذباب..
إسرائيل
رشيد -يقول الكاتب ( إن مجموعة أبو نضال، التي نظمت مخططا لاغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي عام 1982، لم تكن فلسطينية على الإطلاق) الكتب والتقارير الصحافية التي نشرت في أعرق الصحف البريطانية سنوات بعد عام 82 أجمعت كلها على أن عملية الاغتيال المذكورة كانت من تنظيم المخابرات الإسرائيلية، وأن العملية استعملت ذريعة لشن حرب على لبنان لطرد منظمة التحرير الفلسطينية منه، في فترة كان العالم أجمع مشغولا خلالها بمتابعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي كانت تدور وقتها في إسبانيا، فجماعة أبو نضال أو أبو موسى أو ابو الدحداح.. لم تكن لأي واحدة منها أي علاقة بعملية الاغتيال المشار إليها..
إسرائيل
رشيد -يقول الكاتب ( إن مجموعة أبو نضال، التي نظمت مخططا لاغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي عام 1982، لم تكن فلسطينية على الإطلاق) الكتب والتقارير الصحافية التي نشرت في أعرق الصحف البريطانية سنوات بعد عام 82 أجمعت كلها على أن عملية الاغتيال المذكورة كانت من تنظيم المخابرات الإسرائيلية، وأن العملية استعملت ذريعة لشن حرب على لبنان لطرد منظمة التحرير الفلسطينية منه، في فترة كان العالم أجمع مشغولا خلالها بمتابعة نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي كانت تدور وقتها في إسبانيا، فجماعة أبو نضال أو أبو موسى أو ابو الدحداح.. لم تكن لأي واحدة منها أي علاقة بعملية الاغتيال المشار إليها..