البحرين مرة أخرى!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
موسى معرفي
يشير ارسطو في كتاباته الى ان التعرف على الشيء يوجب علينا التعرف على الفكرة من ورائه.
في ثقافتنا المحلية التي تربينا عليها في المجتمع الخليجي، وبالأخص بعد ظهور البترول، اننا نتشبث في الشكل من دون النظر الى فكرته او جوهره، ومهما عملنا، فإن الشكل يظل شكلا ان لم ننظر في عمق الفكرة من وراء ذلك.
اسئلة كثيرة، تعصف في عقولنا كل لحظة عن الديموقراطية، وما الفكرة من ورائها، وما اساسها؟ هل الديموقراطية عقيدة ام منهج؟ ام هي قيمة ثقافية؟ ام غاية او وسيلة في الحياة؟ وغيرها من الاسئلة التي نتطرق اليها بين الفينة والاخرى.
هذه المقدمة كانت ضرورية قبل الدخول في تقييم الحراك الشعبي الذي بدأ في البحرين منذ عدة شهور، وما حصل هناك، وما آلت اليه الامور على هذه الارض العزيزة علينا، حيث ان هناك فضاء خليجيا مشتركا، ذا جذور ثقافية واجتماعية عميقة، يربطنا بشعبها يصعب التخلي عنه.
ان عدم مشاركة كتلة رئيسية كــ"الوفاق" في الحياة السياسية لا يخدم الاستقرار، اذ ان هذه الكتلة تمثل اغلبية شعبية من الصعب على كل ذي عقل وبصيرة ان يقبل بذلك. فلا نتيجة من حوار لا تشارك "الوفاق" فيه، هذا هو المنطق الذي ينبغي على كل ذي عقل ان يعيه في ارض البحرين العزيزة، ووفقا لمنطق اي فكر سياسي حكيم، فإن المشاركة الشعبية في الحياة العامة هي اساس استقرار وتقدم اي بلد، وستظل اي امور اخرى شكلا من دون جوهر.
هناك من يعتقد ان الامور ستستقر باستعمال القوة في وجه كل من يطالب بالمشاركة في الحياة العامة - رغم ان هذا السلوك خطأ في خطأ، فلا استقرار في غياب حق المشاركة الذي ينبثق من الذات الانسانية منذ ان خلقها الله على هذه الارض، وهو حق ازلي في المساواة والحرية والعدل بين البشر.
لذا فإن اي ضغط باستعمال القوة لن يؤدي الى اي استقرار، مع استمرار الظلم والقهر على اي فئة، بل على العكس، فإن ذلك سوف يزيد المواطن ثباتا ورسوخا على المبدأ، وبرد الفعل الذي لن يفيد البلد، لن تنفع سياسات الإقصاء التي تم اتباعها من قبل حكومات عدة على مر السنين، بل قد زاد البعض تطرفا وأولدت عدم الثقة بين الاطراف المختلفة، والعنف الذي نعيشه منذ عشرات السنين. فالمطلوب من جميع الإخوة في البحرين الشقيقة الانفتاح لاستماع الرأي الآخر، لعل ذلك يؤدي الى استقرار الأوضاع لبناء مستقبل افضل للشعب البحريني الشقيق.