وثيقة الربيع العربي»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
منصور الجمري
وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التقى الصحافيين في مصر وعبّر عن انفتاحه على الموجة الديمقراطية التي تعم البلدان العربية، بما في ذلك بلادنا البحرين، وفي الوقت نفسه عبّر عن مخاوفه من محاولة إيران السعي لنشر نظرية ولاية الفقيه في أوساط الشيعة. وهذا الحديث ينفتح بإيجابية على الواقع، فنحن لا نريد ولاية الفقيه في البحرين، ولكننا نريد ديمقراطية تضمن استقرار الحكم وحقوق الشعب بكل فئاته.
تزامن وجود الشيخ خالد في مصر مع إصدار شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد محمد الطيب ومجموعة من المثقفين "وثيقة الربيع العربي" لدعم إرادة الشعوب العربية في تحقيق الديمقراطية ودعوة الحكام والرؤساء العرب إلى ضرورة الاستجابة لمطالب شعوبهم. مثل هذه الوثيقة تعتبر خطوة نوعية، لأنها تصدر من الأزهر الشريف، وهي تعبّر عن منهج إنساني يتوافق مع الشريعة الإسلامية، وبذلك يؤكد علماء الإسلام أنهم في صدارة التطلع الحضاري الذي ألهم انتفاضات الربيع العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي.
شيخ الأزهر قال في مؤتمر صحافي عقده الإثنين (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2011) بمقر مشيخة الأزهر "إن مواجهة أي احتجاج وطني سلمي بالقوة والعنف المسلح وإراقة دماء المواطنين المسالمين بمثابة نقض لميثاق الحكم بين الأمة وحكامها، ويسقط شرعية السلطة ويهدر حقها في الاستمرار بالتراضي".
شيخ الأزهر دعا أيضاً "قوى الثورة والتجديد والإصلاح إلى أن تبتعد عن كل ما يؤدي إلى إراقة الدماء وعن الاستقواء بالقوى الخارجية أيّاً كان مصدرها، ومهما كانت الذرائع التي تتدخل بها في شئون دولهم وأوطانهم، وإلا كانوا بغاة خارجين على أمتهم وعلى شرعية دولهم، ووجب على السلطة حينئذ أن تردهم إلى وحدة الصف الوطني".
وواصل دعوته الحضارية بمطالبته "قوى الثورة بالاتحاد في سبيل تحقيق حلمها في العدل والحرية وأن تتفادى النزاعات الطائفية أو العرقية أو المذهبية أو الدينية حفاظاً على نسيجها الوطني واحتراماً لحقوق المواطنة، وحشداً لجميع الطاقات من أجل التحول الديمقراطي لصالح الجميع، والحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم إهدار ثرواتها".
"وثيقة الربيع العربي" طالبت الحكام العرب "بضرورة الاستجابة لمطالب شعوبهم في تحقيق الديمقراطية وإرساء حقوق المواطنين في العدالة الاجتماعية لأن شرعية السلطة الحاكمة تستمد شرعيتها من رضا الشعوب واختيارها الحر من خلال اقتراع علني يتم في نزاهة وشفافية وديمقراطية باعتباره البديل العصري المنظم لما سبقت به تقاليد البيعة الإسلامية الرشيدة وطبقاً لتطور نظم الحكم في الدولة الحديثة والمعاصرة".
وبحرينياً، فإنني أدعو الجميع إلى إعلان تأييدهم لـ "وثيقة الربيع العربي" الصادرة عن الأزهر الشريف، وأدعو إلى إبعاد أي تأثير طائفي أو خارجي عن حركتنا المطلبية المشروعة