الطائفة العلوية في الأحداث السورية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محل إعراب الطائفة العلوية في جملة الأحداث السورية
مها بدر الدين
ثمانية أشهر مرت على انفجار الثورة السورية، أثبت خلالها المتظاهرون الثائرون بما لا يدع مجالاً للشك سلمية ثورتهم وبعدها تماماً عن أي نهج طائفي يحاول النظام السوري إلصاقه بالثورة، فخلال الأشهر المنصرمة لم نسمع عن أي استهداف أو استخفاف أو تهديد لأي طائفة من الطوائف المتعددة التي تعيش على الأرض السورية منذ قرون مضت بتآلف غريب وتناغم مثير وانسجام إنساني واجتماعي قل نظيره في المجتمعات التي تتشكل فسيفسائها من طيوف كثيرة مختلفة ألوانها ومشاربها، وكان شعار "الشعب السوري واحد" أول ما نادى به جموع المتظاهرين وقد تأكد تطبيقه على أرض الواقع قولاً وفعلاً.
وقد كانت الطائفة العلوية التي ينتمي إليها رأس النظام السوري من أكثر الطوائف التي جُيشت ضد الثورة وبُثت لدى أبنائها مشاعر الخوف والقلق على مصيرهم باعتبارها المرجع العقيدي والعقائدي والانتماء الديني والطائفي لعائلة الأسد التي تحكم سورية بقبضة من حديد طوال أربعين سنة ماضية، فقد حاول النظام منذ اليوم الأول للثورة ضرب أسفين قوي بين الطائفة العلوية التي تعتبر خيطاً مهماً واضح المعالم والتاريخ في النسيج السوري، وبين بقية الطوائف التي تشاركها في رسم هذا النسيج العريق، خصوصاً منهم الطائفة السنية حيث أنها تشكل السواد الأعظم من الشعب السوري والمتضرر الأكبر من النظام الأسدي، وقد نجح النظام نوعاً ما في إثارة بعض القلق لدى الطائفة العلوية على مستقبلها ما بعد الأسد، وعدم اطمئنانها لما ستؤول إليه الأمور بعد سقوط النظام.
لكن الأخوة العلويون في خضم مخاوفهم التي بثها النظام في نفوسهم من حركات انتقامية قد ينفذها الثوار ضدهم بعد سقوطه، قد تناسوا موقع إعرابهم في جملة الأحداث السورية، فربطوا مكانتهم التاريخية والدينية والعقيدية في تاريخ سورية القديم والحديث بعائلة الأسد الحديثة العهد في الوجود الإنساني على الأراضي السورية حيث لا يعرف لها تاريخ طويل في المنطقة، وقد قادتها الظروف والملابسات وربما المخططات السرية لوصولها لسدة الحكم بانقلابات عسكرية متكررة بدأها حافظ الأسد ورفاقه العلويين وانتهت بانقلابه هو على هؤلاء الرفاق وتصفيتهم واحداً تلو الآخر تكريساً لهيمنة العائلة على الشعب السوري وتحويله إلى مجموعة من العبيد يعملون بمزرعته الخاصة التي تشمل جميع الأراضي السورية، وهو في هذا لم يستثن الطائفة العلوية من هذه العبودية بل كان لأبنائها الألولوية في الاستعباد كونهم ينتمون للطائفة نفسها التي لعبت عائلة الأسد على خيطها ابتداء من الأب وانتهاء بالأبن.
و ثبت خلال سنوات حكم آل الأسد للبلاد، بأن ما أصاب أبناء الطائفة العلوية من هذه العائلة يوازي ويساوي ما أصاب بقية أبناء سورية من كبت للحريات العامة، وقمع لأصحاب الرأي والرؤى، وملاحقة المثقفين والمستنيرين، وتصفية الشخصيات ذات الثقل في الطائفة، وإرغام الشبان العلويين على ترك التعليم والتطوع بالجيش والقوات الخاصة وسرايا الدفاع مستغلين الحالة المادية البسيطة لمعظم أهالي الجبل ما أثر في فترة من الفترات على المستوى التعليمي لأبناء الطائفة وهو ما يعتقد أنه كان مدروساً ومقصوداً للسيطرة عليهم مادياً وضمان ولائهم وطاعتهم العمياء لها، ولعل في اعتقال صلاح جديد حتى وفاته وتصفية محمود عمران وغازي كنعان وغيرهم ممن تسلق الأسد الأب على أكتفاهم للوصول للكرسي، واضطهاد الدكتور عارف دليلة ونزار نيوف وغيرهم من المثقفين والمفكرين العلويين لهو أكبر دليل على أن أبناء الطائفة العلوية كغيرهم من أبناء الطوائف الأخرى في سورية معرضون لكل أنواع الاستبداد والقمع في حال تعارضت مصالحهم وميولهم مع مصالح النظام التي تتمثل بحكم عائلة الأسد سورية للأبد.
واليوم إذ يستفيق الشعب السوري من غفوته الإجبارية ليرفض هذا التوارث الذي يتنافى مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان في المشاركة السياسية والاجتماعية لبناء مستقبل البلاد، وتولد الثورة من رحم الواقع المزري للمواطن السوري لتعلن انتهاء العصر الأسدي الذي قام على الاستبداد والعنف والقمع وسلب الحريات وتقديس الحاكم واستعباد المحكوم، لتثبت على مدار الشهور الماضية رفضها التام لإقصاء الأقليات أو الطوائف أو الأعراق من جدول أعمالها، وتؤكد عملياً أن الشعب السوري واحد لا يتجزأ، وأنه كما عانى من ضيق العيش وذل الحياة وقمع الحريات فإنه يجب أن يتضامن لنفض غبار الزمن الرديء ورسم بداية جديدة لمجتمع سوري متقدم ديدنه ديموقراطي ومنهجه حر.
وأنه آن الأوان للطائفة العلوية أن تثبت لنفسها وللشعب السوري أنها جزء أصيل من هذا الكيان لا يمكن الاستغناء عنه في مراحل بناء سوريا الحديثة لأنها عمود أساسي في الهيكل السوري القديم ولابد أن يكون أساسياً في الهيكل السوري الجديد، وعليها أن تتبرأ من أعمال هذا النظام الاستبدادي الآثم الذي يحاول أن يضللها ويضلها عن طريق الحق بتبرير دوافعه الإجرامية التي تدفعه للتنكيل بالشعب السوري حفاظاً على كرسيه بالحفاظ على وجودها، متناسياً أن هذه الطائفة العريقة هي أصل سوري متجذر في التاريخ السوري وأن العائلة دخيل طفيلي تسلق عليها لتنفيذ مخطط غامض التاريخ والهدف، علماً أن نتيجة التصادم والمواجهة بين النظام البائد والشعب الخالد نتيجة محسومة لصالح الشعب ومستقبله الحر، ووقوف أبناء الطائفة مع الثورة لن يغير من هذه النتيجة لأنها حتمية لكن بالـتأكيد يساعد على حقن دماء السوريين وإيقاف آلة الإبادة مبكراً، وينقذ أرواحاً تزهق كل يوم بيد آثمة.
ولعل الحكمة اليوم تقول ان السفينة الغارقة لن تنجي من عليها حتى مهما كانت قوتها، لأن المياه التي تتسرب إليها لن تتوقف عن الهدير والرياح التي تهزها لن تهدأ عن العصف، ومن الأجدر للعاقل أن يقفز منها قبل أن تسحبه معها للقاع، فسفينة الأسد غارقة ومياه الثورة هي المغرقة ورياح التغيير ستبقى عاصفة حتى تنتهي الزوبعة إلى سلام الشعب السوري وحريته، فهل تقفز الطائفة منها وتتحمل مسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب والوطن وتشارك السوريين بناء دولتهم الحديثة وتثبت أنها جديرة بانتمائها للنسيج السوري العريق؟ أم أنها سترضى أن تبقى ظلاً للنظام ومظلة لأعماله الإجرامية وأداة طيعة في يد الظلم والاستبداد، وأنها مستعدة أن تحمل أبناءها على مدى التاريخ أوزار النظام الفاشي الساقط في مزابل التاريخ لا محالة.
التعليقات
مقال رائع
د. بسام -بل هو مقال غاية في الروعة.
خوف كبير
حسن اسماعيل -نعم على الطائفة العلوية الكريمة مسؤولية كبيرة للوقوف مع الشعب الذي هو المستقبل، ولكن الخوف هو أن القيادات الأمنية والعسكرية في الجيش هي التي تقرر عن الطائفة موقفها وليس المفكرين والمثقفين.
تضليل كبير
مواطن سوري -كان لايزال عندي شيء من الظن ان ما يصفونه بثورة الحرية المطالبة باليموقراطية في سوريا قد تكون فعلا سلمية وأن السلطة قد تكون تحاول شيطنتها ووصفها بالعنفية لكي تبرر استخدام القوة ضدهاالى يوم أول أمس حين قادني حظي العاثر في ذلك اليوم الى ارتكاب حماقة كادت تودي بحياتي عندما استقليت الميكرو المتجه من قريتي شمال حماه الى عملي في مدينة حمص وكان لزاما علينا الدخول الى حماه مرورا عابرا فب الطريق الى حمص .صدقوني ليس من يسمع كمن يرى لقد مررنا على أكثر من ستة حواجز يقيمها شبان صغار في الشوارع - شيء مرعب حقا- حفاة وعاريي الصدور بعضهم ملتحي ويحملون أدوات لم أرها في حياتي الا في ذلك اليوم - سيوف-شنتيانات بلطات - فؤوس -قضبان حديد-اجتزنا الحواجز الأربعة الأولى بتفتيش خارجي فقط أما الحاجز الخامس فطلب فيه أحدهم من السائق ايقاف السيارة على اليمين وانزال الركاب لتفقد هوياتهم والى أي منطقة ينتمون ففعل السائق - هنا ايقنت أني هالك لامحالة لأني من غير طائفتهم - سبحان الله المنجي والمحدد الاجال - صدف أن جاءت في نفس اللحظة سيارة أخرى مدنية وتبدو لهم مغرية اكثر من حيث ركابها فكان أن تحول من كان بدأ في تدقيق هوياتناالى تلك السيارة ليرى من فيها واوكل المهمة الى رفيق له ظن عندماجاء الينا أن التفتيش قد انتهى فأوعز الينا بالصعود الى السيارة ومتابعة السير فتنفست الصعداء عندئذ لأن عمرا جديدا كتب لي عندها عرفت فعلا من هم هؤلاء "السلميون المطالبون بالحرية " كان الله في عون حكومتنا وجيشنا.
صديقتي مها
hamo -صديقتي مها....العلويون قالوها ويقولوها...قطرة دم واحدة هو كثير....لا للفوضى على الطريقة الليبية او العراقية....نعم للعمل الجاد من اجل سوريا ديمقراطية.....بقي القول ان العلويين هم بقايا الدولة الحمدانية
أنت المُضلِل الكبير
رنا أيوب -إلى المعلق رقم 3 باسم (تضليل كبير) أقول بأني من سكان مدينة حماة وأعرفها شبراً شبراً وليس في محافظة حماة أو في مدينة حماة حاجز واحد إلا وهو تابع للأمن العسكري أو الأمن السياسي، وقوات الأمن تتحكم بمفاصل الحياة بكل تفاصيلها، لذلك ليس من داع لخداع الناس وقول أن شباباً ملتحين يضعون الحواجز ويحملون سيوفاً وشنتيانات، ولو كان الأمر كذلك فماذا يفعل الجيش الأسدي الذي قوامه نصف مليون عسكري وأكثر من مليون رجل أمن، حيث استحوذت دبابات وناقلات الجيش على كل المازوت في البلد والناس بقوا بدون مازوت في الشتاء، ويمكنك التأكد من كلامي بسؤال أهلك وجيرانك إذا كان عندهم مازوت لأنه ليس عندنا وليس عند جيراننا، وسنشكرك إذا دبرت لنا البعض منه حيث أنهم سجلوا أسماءنا ووضعونا على قائمة طويلة لمنتظري المازوت، فالدبابات أولى من البشر.
لست أكذب
مواطن سوري -الى المعلق على كلامي رقم 5 - اسأل ماذا حصل يوم الاعتصام المزعوم المفروض بالقوة لجمبع السرافيس المتجهة من السقيلبية الى حماه وحمص عند مفرق المجدل جنوب محردة وقبل الشيحة
العلويون ايديهم ملوثة بدماء السوريين
ابو حماة -... ايديهم ملوثة بدماء السوريين و مع ذلك يلعبون دور الضحية مثلهم مثل اليهود و الاسرائيليين، يقتلون و حين نقول ان القاتل ... يقولون اننا طائفيون ، اقول لكم نعم لقد اصبحنا طائفيين ، و سوف نعطي مؤيدي بشار حسابهم الذي يستحقونه و ليقولو ما يقولون، كل من يقف مع بشار سياتي يوم حسابه
القرامطة
ابو حماة -خارج عن الموضوع
العلويون أناس شرفاء
عدنان أيوب -المعلق رقم 7 مجحف بحق العلويين فليسوا كلهم مذنبين ولعلمك فإن أكثر الشبيحة وعناصر الجيش التي تقتل ليست من الطائفة، وهنا يجب أن نعترف بأن هناك أيدي ملوثة بدماءالشعب عند كل الطوائف، وهناك أناس شرفاء في كل الطوائف وأرجو أن لانعمم. أنا لا أريد سوريا بدون علويين وأكراد وسنة ومسيحيين وآشوريين وأرمن وشركس ويزيديين وتركمان. إن عظمة سوريا تاريخياً هو في هذا الفسيفساء المتناغم فلنحافظ عليه ولنقتلع كل الفاسدين من كل الطوائف.
الاقلية والاكثرية
عبد الله صقر -الكلام عن الاكثرية والقلية غير دقيق.المشكلة هي سياسية بامتياز.المطلوب ان تغير سوريا سياستها في المنطقةوالا سلطوا عليها الهجمات السياسية والاعلامية والارهابية وان استطاعوا العسكرية.فجأة يتم استحضار الخلافات التاريخية والفقهية والطائفية.اما اذا رضخ النظام فتستبعد كل هذه الفرضيات.يتم استحضار الديموقراطية وهي غائبة في معظم الدول المحرضة على الظام السوري.ويتم استحضار الاستبداد وهو سمة جميع الانظمة العربية.لا معنى لبحث مواقف الطائفة العلوية لان المعارضة على حد قولها ليست ضد العلويين ولا المسيحيين ولا الاسماعيليين ولا الدروز ولا باقي الاقليات.قم من قال ان كل السنةضد النظام والظاهر ان اكثرية السنة هي مع النظام.
جاءت ساعة الحسم
الفارس السوري -ايها العلويون عندم تأتي ساعة الحسم والله لن ينفعكم ابو نص لسان و لا اخوه و لا ابن خاله .فسارعوا للإنضمام فإخوانكم في ثورتهم قبل ان يفوتكم القطار فما زالت هنالك عربة بانتظاركم
To Number 7
Yasmin -I undertsand your sadness and furiousness about those who are killed by the bloddy regime of Alassad, if you want to punish the killers you will have punish Damascus bessuness men ( sunni man) and Alleppo sunni bussiness men also and mnay other sunni who are supporting the regime and his criminal gangs. Blaming Alllawei people is not wise thing to do in the transiiton to democracy . Let us make the law punish every body who participated in tkilling, supporting, turtuing , media liars etc... let us make Syria civilised country, ruled by law and regulation Not by revenge and weapons...Long Live Syria ,