تحديات الأمير سلمان!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عماد الدين أديب
أثبت نظام الحكم في السعودية بزعامة الملك عبد الله بن عبد العزيز أنه قادر على الانتقال الآمن للسلطات بسرعة وسلاسة على قواعد من الشرع والشرعية النظامية.
ولم يكن خلو منصب الأمير سلطان بن عبد العزيز في ولاية العهد ووزارة الدفاع والطيران أمرا سهلا، فقد شغل رحمه الله هذا المنصب منذ عام 1962 بكفاءة نادرة وشعبية جارفة محليا وعالميا.
وفي زمن تتعثر فيه بعض الدول في اختيار محافظ أو وزير، استطاعت الإدارة السعودية أن تحدث تغييرات وانتقالات في مناصب ولاية العهد ووزارة الدفاع والطيران وإمارة الرياض وديوان ولي العهد، بحكمة وواقعية ومن دون محاباة أو مجاملة.
منصب وزير الدفاع السعودي من المناصب ذات الأهمية القصوى والحساسية الاستثنائية في ماضي وحاضر ومستقبل السعودية.
ومنذ أن كون الملك عبد العزيز آل سعود، الملك المؤسس للدولة الحديثة، جيش الجهاد المكون من 70 مقاتلا عام 1902 وحتى بلغ هذا الجيش في يومنا هذا قرابة 235 ألفا من المقاتلين، وهذا الجيش يواجه مهام وتحديات كبرى.
ومنذ أن تولى الأمير منصور بن عبد العزيز منصب أول وزير للدفاع عام 1951 وحتى تولي الأمير سلمان بن عبد العزيز لحقيبة الدفاع هذا الأسبوع، والمنطقة العربية تواجه تحديات شديدة وخطيرة.
وسؤال اليوم هو: ماذا يواجه سادس وزراء دفاع المملكة من تحديات؟
السعودية بلد متسع المساحة تبلغ مساحته مليونين و149 ألف كيلومتر، لديه حدود مشتركة تبلغ 4431 كيلومترا مع دول شديدة الاضطراب، ولديه سواحل ممتدة تبلغ 2640 كيلومترا.
موازنة التسلح والنفقات العسكرية للمملكة تبلغ 40 مليار دولار أميركي، وتبلغ كفاءة الجيش السعودي عالميا درجة عالية تصنفه في الترتيب رقم 26 على جيوش العالم.
يتولى الأمير سلمان حقيبة الدفاع، واليمن ذات الحدود المضطربة يواجه مستقبلا غامضا، والعراق مجهول التوجه الأمني بعد رحيل القوات الأميركية، وإيران تعيش حالة من الهوس العسكري، وإسرائيل تلعب لعبة الحرب على الورق مع طهران، والبحرين تعاني من اضطرابات.
ويدرك الأمير سلمان أن بلاده لا تحمي سكانها فحسب، ولكنها موطن الحرمين الشريفين وأيضا موطن أكبر مخزن لاحتياطي الطاقة في العالم.
وأذكر أن الصديق الحبيب الأمير فهد بن سلمان بن عبد العزيز، رحمه الله، قال لي ذات يوم واصفا والده: "إنه مؤسسة انضباط ودقة وصبر وحكمة تسير على الأرض".
إن مهمة الأمير سلمان ثقيلة ثقيلة، خاصة في هذا الزمن المجنون إقليميا، لكنني على ثقة أن الرجل قادر بتوفيق من الله ودعم من مليك البلاد وولي عهده وكفاءة رجاله أن يحقق ما نجح فيه دائما، وهو الحفاظ على استقرار بلاده.