جريدة الجرائد

سورية لا تزال في بيتها العربي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فواز العجمي


القرارات التي صدرت بالأمس من المجلس الوزاري العربي واللجنة الوزارية العربية التي يرأسها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية تصب في صالح الشقيقة سورية ليس فقط لصالح الشعب العربي السوري، وإنما تصب أيضاً في صالح النظام السوري لأنها حافظت على بقاء سورية في بيتها العربي ولم تسمح أن تخرج من هذا البيت، وتفسير النظام السوري الخاطئ لهذه القرارات جاء نتيجة عدم القراءة الصحيحة وعدم إدراك أبعادها الحقيقية، لهذا وجدنا رد النظام الرسمي السوري رداً انفعالياً وعصبياً واعتقد أنها أوقعت نفسها في خطأ جسيم لأن هذه القرارات لا تزال ضمن البيت العربي ولأنها أيضاً لم تقطع شعرة معاوية بين الجامعة العربية والنظام السوري فقد أعطت هذه القرارات مهلة جديدة لهذا النظام لتنفيذ بنود المبادرة العربية التي رحب بها النظام السوري نفسه.
قرار التعليق للمشاركة السورية في أعمال الجامعة لا يعني إغلاق البيت العربي بوجه النظام السوري، بل إن هذا النظام يستطيع كسر هذا التعليق فوراً فور تنفيذ بنود المبادرة العربية هذا أولاً، وثانياً وهو الأهم أن هذه القرارات أبعدت شبح "التدويل" وهذا بحد ذاته يعتبر انتصاراً للبيت العربي ويعبر ذلك عن حرص الجامعة العربية واللجنة الوزارية العربية على حماية سورية من شرور وأخطار "التدويل" هذا التدويل الذي حذرنا منه مراراً وتكراراً وطالبنا بأن يبقى الشأن السوري ضمن البيت العربي و"تعريب" هذه القضية برز أمس من خلال هذه القرارات، لهذا فمن الضروري الآن أن يهدأ روع النظام الرسمي السوري وألا يتسرع بالحكم على هذه القرارات بأنها جاءت ترجمة لرغبة أعداء الأمة العربية والحقيقة أنها جاءت رداً على أعداء الأمة العربية الذين يدفعون نحو "تدويل" المشكلة السورية، بل إن بعضهم تمنى أن تذهب الجامعة إلى ما ذهبت إليه في قراراتها ضد النظام الدكتاتوري الليبي.
ولعل بعض الأصوات التي سمعناها من بعض المحللين الموالين للنظام السوري بعد هذه القرارات تبرهن أيضاً على جهل هؤلاء لأنهم قالوا إن المبادرة العربية ماتت وانتهت والحقيقة أن هذه المبادرة لا تزال صالحة وقابلة للتنفيذ والقرارات التي صدرت عن مجلس الجامعة تؤكد ذلك وتنفيذها يتوقف على النظام السوري وهو القادر الآن على ترجمتها وتطبيقها وهو القادر أيضاً على العودة إلى البيت العربي من أوسع أبوابه.. وهو القادر أيضاً على مساعدة الجامعة العربية في رفض "التدويل" الذي يسعى إليه أعداء سورية وأعداء الأمة العربية.
ومن أجل استمرار الأمل في "تعريب" القضية السورية لابد أيضاً من الجامعة العربية أن تشكل لجاناً عربية للوقوف على تنفيذ المبادرة فوراً وقبل السادس عشر من هذا الشهر وهو موعد اجتماع المجلس الوزاري بالمغرب، كما حددت القرارات وهذه المدة كافية لتحديد المسؤولية عن عدم تنفيذ المبادرة العربية وكافية أيضاً للنظام السوري لسرعة تنفيذ هذه المبادرة وكافية أيضاً لمعرفة الحقائق على الأرض السورية وبدون تزييف للوقائع والحقائق.
المطلوب الآن من النظام السوري أن يرحب بقرارات مجلس الجامعة العربية ويحمد الله أنها لا تزال ضمن البيت العربي ويبادر فوراً بالعمل على حماية المدنيين ووقف العنف ضد المواطنين واحترام إرادة الشعب السوري المطالب بالحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد وتداول السلطة وهذه مطالب مشروعة وفي حال تنفيذها ينسحب البساط من تحت أعداء سورية وأعداء الأمة العربية وأولى هذه الخطوات هو التنفيذ الفوري للمبادرة العربية ولا يزال الباب مفتوحاً أمام النظام لأن قرارات المجلس الوزاري العربي التي صدرت بالأمس جاءت لتحقيق مثل هذه الأهداف المشروعة والمطلوبة وترجمة هذه الأهداف المشروعة يحافظ على البيت العربي من التصدع والتمزق لأن سكان هذا البيت شعب عربي واحد وما يصيب الشعب السوري يصيب الشعب العربي من المحيط إلى الخليج ورغم تلك القرارات الصادرة عن البيت العربي بتعليق العضوية، فإن سورية لا تزال في بيتها العربي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هذا ليس نظام وانما حفنه من المجانين
عبدالله العثامنه -

صحيح ان الجامعه ابقت سوريا في بيتها العربي ووجهت رساله قويه له ان يتعقل لكن هذا الخطاب موجه لنظام عاقل وليس لنظام مجنون!! والحقيقه ان النظام مجنون رسمي ولا يفهم التعقل ولن يستجيب لرسالة الجامعه وسترى في الأيام القادمه من النظام جنونا فوق الجنون المعروف.

بشار الاسد هو من يريد الناتو في سورية
جورج من القامشلي -

هذه هي نتائج اجرام النظام وعناده على اعتماد الحل الامني الدموي الذي يروع السكان والعائلات ويحيل حياتها الى قطعة من العذاب. لو كانت رواية النظام صادقة بوجود عصابات مسلحة تقتل المتظاهرين العزل الذين خرجوا بمئات الالاف في معظم المدن السورية رغم معرفتهم بانهم قد يقتلون او يعتقلون ويعذبون ومع ذلك خرجوا في بطولة اسطورية ليقولوا لا للاسد لأستطاع الجيش القضاء على ما تسميها اجهزة اعلامه وابواقه السخيفة الغبية بالعصابات خلال اسابيع ولكن ما يحصل في سوريا هي ثورة شعبية حقيقية والا لسمح النظام بدخول وسائل الاعلام وسحب الجيش من الشوارع .. شو رح تعملوا هله رح تحذفوا العرب من الخارطة كمان ؟ لا اعتقد ان روسيا والصين ستستخدم الفيتو مره آخرى وبالتالي النظام يجّر سوريا نحو التدخل العسكري والدمار بدلا من اتخاذ موقف تاريخي من قبل ال الاسد بالتخلي عن السلطة سلميا التي جنوا منها مليارات الدولارات كسرقات من المال العام وروعوا السوريين على مدى اربعين عاما وزرعوا الخوف والام في كل بيت سوري.

الاستقراء الواقعي لعقلية سلطة الأسد
شاميران جندو -

عقلية أبناء حافظ الأسد مبرمجة على أن تكون سوريا الأسد للأبد وتحتاج هذه البرمجة إلى اختصاصيين عالميين لمسح هذه البرمجة وهذا النوع من الاختصاص غير متوفر لدى الجامعة العربية وبالتالي فستبقى الأمور في حالة من المراوحة بين وعود السلطة ومراوغتها والذي يزيد في الطين بله أن الأسد خاضع لسحر خامنئ فيحتاج إلى اختصاصيين بفك السحر .

لماذا نختبئ وراء أصابعنا؟
ماجد -

هذا المقال كلام فارغ. ليس لأني مؤيد للنظام السوري، بل لأن موقف العرب اليوم هو في الحقيقة وضع لحجر الأساس لغطاء عربي لعمليات معسكر الناتو ضد النظام السوري، وهو نفس السيناريو الليبي تماماً. لست أدري ما هو حجم الغرور والعجرفة التي يجب أن يتسم بها كاتب صحفي في صحيفة مرموقة مثل الشرق الأوسط كي يرى نفسه ذكياً لدرجة أن يحاول أن يضحك على عقول الناس وعقول النظام السوري بأن مثل هذه القرارات هي حماية للنظام السوري لأنها;تبقي المسألة ضمن الإطار العربي!بالفعل نحن لسنا فقط مبتلين بحكام قتلة خياليين مصابين بعقد العظمة لدرجة الجنون، بل نحن أيضاً مبتلون بكتاب وصحافيين من نفس الزمرة أيضاً! يبدو أن الوطن العربي يحتاج إلى ثورة على كل شيء، وليس فقط على حكامه!

قانون التاريخ
سوري حزين -

إذا استمرت الأمور على حالها من المراوحة في سوريا أي شعب يتظاهر سلمياً دون أن يستطيع اسقاط النظام ونظام غير مستعد أن يوقف عنفه وجنونه الإجرامي ضد شعب أعزل وجامعة عربية غير قادرة على فرض قرارات مؤثرة لحماية المدنيين فإن مسألة التدخل العسكري في سوريا هي مسألة وقت فقط لان قانون التاريخ يقول الطغاة مقدمة الغزاة ...الطغاة كانوا دائماً سبب الغزاة.