جريدة الجرائد

مهزلة تخبطات العدوان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


تركي عبدالله السديري

استهداف ثلاث سفارات سعودية في واشنطن ثم في سوريا ثم في محاولة الاعتداء على السفارة السعودية في البحرين.. ماذا يعني ذلك؟.. بماذا نفسر حقيقة أن الأربعة المقبوض عليهم في قطر المتهمين بمشروع عدوان ضد السفارة في البحرين لديهم مشروعية سفر إلى سوريا؟.. لماذا سوريا؟.. وما علاقة إيران بهذا السفر؟.. ثم نأتي إلى تفاصيل المشروع.. والذي ينص على محاولة نسف جسر الملك فهد بين البحرين والمملكة.. ماذا تعني هذه المحاولة القذرة الخطرة؟.. لماذا يُراد عزل البحرين؟.. هذا يعني ما هي علاقة إيران بذلك؟.. وهل أيضاً في ذلك محاولة تنفيذ لما هدّدت به سوريا العالم العربي بأن تأييد ثوار سوريا سوف يعني إشاعة الفوضى الأمنية في العالم العربي؟..

نحن في بلادنا لا نخاف أي فئات عربية تلتزم بهذا التهديد، بل إن في ذلك تأكيد مصداقية مواقف المملكة ورفض جبروت التحكم التعسّفي بحياة مواطني العالم العربي.. نحن لا نخاف، لكن نتصوّر تفاهة مسارات ما يحدث في العالم العربي من أحداث، حيث تتواصل العداوات بين كثير من الدول المتجاورة بدءاً من أقصى الغرب العربي وحتى أقصى شرق امتداده.. وهو مسار عداوات وتدخّلات لم تنشأ الآن بل هي قديمة التواجد، وهو ما جعل العالم العربي في حالة تراجع أهمية دوله وتراجع مستويات حياة اجتماعية برز فيها الفقر وتعسف التعامل مع مواطنين يريدون الحصول على أبسط حقوقهم..

إن سوريا بموجب قرار الجامعة العربية تدخل في مرحلة عزلة لن يفتح أبوابها أسلوب تجنيد محترفي إجرام.. وماذا يعني استهداف جسر الملك فهد الذي يعتبر أكبر مشروع ثنائي بين دولتين عربيتين لم يوجد بحثاً عن مكاسب سياسية، لأن علاقة الدولتين معروفة بجزالتها منذ أعوام طويلة، ولكنه يعني عزل التقارب العسكري من ناحية، وفي نفس الوقت تدمير التواصل الاقتصادي المشترك..

هذا التنوّع في الاجرام يجب أن يعيه المواطن السعودي بشكل دقيق بكل ما يعنيه من تفاهة عداوات تضيق بالدرجة الأولى بما هي عليه المملكة الآن من تفوّق عسكري واقتصادي وتعدّد منطلقات علمية، وفي نفس الوقت تدمير كل وسائل التقارب العربي..

هل يعتقدون أننا لا نعرف من جرّ لبنان البلد السياحي الأول أوسطياً، أو أننا نجهل من يوجّه هذه التفاهات في مستوى العلاقات التي تحوّلت إلى محاولات عدوان متكرر..

هم الخاسرون.. فنحن في ظل قيادة جعلت مواطننا في مستويات تأهيله الرائعة، وجعلتنا في عضوية اقتصادية دولية مرموقة.. وسيبقون هم الخاسرون بمواصلتهم تفاهات البدايات التي رفضها العالم العربي في وقت مبكر.. وما يحدث في سوريا شاهد جديد على ذلك، وما تطلبه إيران من قدرات نووية لا تستطيع أن تقنعنا لماذا التوجه إلى هذه المخاطر؟..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف