جريدة الجرائد

توقعات باستقالة ميقاتي تحت ضغط الأزمة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعدما أدرك مغزى التطور الحاسم في الموقف العربي من نظام الأسد

توقعات باستقالة ميقاتي قبل نهاية الشهر تحت ضغط الأزمة السورية ... و"حبل النجاة" المحكمة

بيروت ـ وسام ابو حرفوش

توقعت اوساط واسعة الاطلاع في بيروت استقالة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في وقت قريب. وقالت لـ "الراي" ان الظروف الصعبة التي تحوط ميقاتي ستدفعه الى الاستقالة وربما قبل نهاية الشهر الجاري.
ورأت الاوساط المتابعة عن كثب لمجريات الاوضاع في البلاد ان الضغوط الهائلة الناجمة عن تطورات الملف السوري قلصت هامش المناورة امام رئيس الحكومة، الذي ستكون الاستقالة المخرج للافلات من "الاحراج" الذي يحاصره.
وكان الرئيس ميقاتي، الذي تعهد لمراجع دولية وعربية بـ "النأي بلبنان" عن الازمة في سورية، مني بارباك شديد بعد تصويت وزير خارجيته عدنان منصور ضد قرارات الجامعة العربية في القاهرة، ومن بينها تجميد عضوية سورية.
وبدا ارباك ميقاتي، الذي يحرص على الموازنة "بين صداقته للرئيس السوري بشار الاسد وعلاقاته العربية والدولية"، من خلال التبريرات المتناقضة لموقف حكومته وملابساته، والذي اعتبر انحيازاً للنظام في سورية وخروجاً عن الاجماع العربي.
ولفتت تلك الاوساط الى ان ميقاتي، الذي ادرك مغزى التطور الحاسم في الموقفين العربي والدولي من نظام الاسد، سينأى باسباب استقالته عن مجريات الازمة السورية ليخرج من تلك "الحشرة" من بوابة المحكمة الدولية.
واشارت الاوساط ذات الصدقية في تقديراتها، الى ان ميقاتي الذي سبق ان تعهد بتمويل المحكمة الدولية سيجد في هذا الملف "حبل نجاة" للقفز من "المركب السوري" عبر الاستقالة احتجاجاً على عدم التمويل.
وفي تقدير الاوساط عينها ان رئيس الحكومة قد يلجأ الى طرح مسألة تمويل المحكمة على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر، وسط اعتقاد بان "حزب الله" الذي اقفل الابواب لن يمرر التمويل مما يسهل على ميقاتي استقالته.
وتحدثت هذه الاوساط عن ان خروج ميقاتي من السلطة عبر بوابة المحكمة الدولية يتيح له اصابة عصفورين بحجر واحد: تجنب الاثمان الباهظة لارتدادات الازمة المتعاظمة في سورية وتعويم نفسه في بيئته السياسية والشعبية.
ورغم ان ميقاتي نفى امس عبر مكتبه الاعلامي ما اشيع عن انه ابلغ النائب روبير غانم ان "استقالته ستكون جاهزة اذا لم يقنع حلفاؤه في الحكومة، لا سيما "حزب الله" بضرورة تمويل المحكمة"، فانه جدد تمسكه بالتزامه التمويل.
وفي ظل اصرار رئيس الحكومة على تمويل المحكمة، استبعدت الاوساط الواسعة الاطلاع تجاوب "حزب الله" مع المخارج الممكنة لهذا التمويل، لا سيما بعدما اظهر امينه العام السيد حسن نصرالله تشدداً حيال ذلك، بتوقيت يرتبط بمجريات الازمة في سورية.
ورسمت الاوساط عينها صورة قائمة لحال النظام في سورية ومستقبله في ضوء ما يشبه "نزع الشرعية" العربية والدولية عنه وتخبطه الداخلي، الامر الذي يجعل من الصعب على رئيس الحكومة الاستمرار في الامساك بالعصا من النصف، خصوصاً بعدما اصبح نظام الاسد والعرب وجهاً لوجه.
وشكل وجود ميقاتي في رئاسة الحكومة "حاجة" للاسد الذي سبق ان ابلغ زواره من اللبنانيين انه "عندنا في بيروت نجيب"، وذلك نظراً لما يتمتع به رئيس الحكومة من علاقات يستفيد منها النظام في سورية مع اشتداد عزلته.
واللافت ان توقع نأي ميقاتي بنفسه عن السلطة تفادياً لـ "الاثمان السورية" يتقاطع مع تقديرات القريبين من رئيس الحكومة بأن السبب الوحيد الذي قد يدفعه للاستقالة يرتبط بما قد يؤول اليه وضع النظام في سورية.
وابلغت شخصية من البيئة المحيطة بميقاتي "الراي" ان رئيس الحكومة يشعر بـ "حشره" في ملف تمويل المحكمة الدولية، معربة عن اعتقادها ان التمويل قد يمر بطريقة ما تجهلها، ربما لان "حزب الله" يحتاج لبقاء الحكومة حتى الـ 2013 لاسباب ترتبط بالانتخابات النيابية. غير ان اوساطاً اخرى استبعدت تسهيل "حزب الله" امرار قرار من مجلس الوزراء بتمويل المحكمة التي قال السيد حسن نصرالله اخيراً انها "غير موجودة"، بعدما كان اعلن صراحة رفض تمويلها لاستهدافها "رأس المقاومة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف