حرب اهلية يجب منعها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الباري عطوان
تسارعت وتيرة التحذيرات من انزلاق الاوضاع في سورية الى حرب اهلية، والنتائج الدموية التي يمكن ان تترتب عليها. سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي كان اول المحذرين، ثم تبعه بالأمس السيد احمد داوود اوغلو وزير خارجية تركيا، ومن المؤكد ان آخرين سينضمون الى هذا النادي في الايام القليلة المقبلة.
النشاط العسكري المتزايد للجيش السوري الحر الذي يتزعمه اللواء المنشق رياض الاسعد الموجود حاليا في تركيا، وقصف وحدات منه مقرا للمخابرات، والهجوم على حاجز امني سوري، ووقوع قتلى في اوساط الجنود والضباط الرسميين هو الذي ادى الى صدور مثل هذه التحذيرات، لان هذه العمليات والمواجهات العسكرية، تنتقص من صفة 'السلمية' للثورة السورية، او احد قطاعاتها الحيوية.
المتحدثون باسم المجلس الوطني السوري الذي يمثل قطاعا عريضا من المعارضة، يقولون ان الجيش السوري الحر الذراع العسكرية للثورة او الانتفاضة السورية، يقدم على هذه الاعمال العسكرية انطلاقا من واجبه في حماية المواطنين العزل الذين يتصدون لرصاص الامن والجيش بصدورهم العارية، بينما يصف النظام من يهاجمون قواته بأنهم 'عصابات مسلحة' تمكنت من قتل اكثر من الف جندي حتى الآن.
لن نجادل حول ما اذا كانت هذه الحرب الاهلية قد بدأت ام لا، ولكن ما نرى لزاما علينا التوقف عنده هو النتائج الكارثية التي يمكن ان تؤدي اليها، ليس في سورية وحدها، وانما في المنطقة العربية بأسرها، والجوار السوري على وجه الخصوص.
نحن لا نبرئ النظام السوري مطلقا من المسؤولية الكبرى عن تدهور الاوضاع الى هذه الدرجة المأساوية التي نرى فصولها تتوالى، فرفضه كل النصائح، واصراره على الحلول الامنية الدموية، وعدم الايفاء بوعوده في الاصلاح، كلها جملة اسباب، الى جانب اخرى ادت الى حمامات الدم التي نراها حاليا، وقد نرى اضعافها في المستقبل.
الحلول الامنية الدموية ادت حتى الآن الى مقتل 3500 شخص، بينهم الف جندي حسب ما يقول المرصد السوري لحقوق الانسان، وتقارير الامم المتحدة، وهو رقم ضخم بكل المقاييس، ولكن كم سيكون حجم الضحايا لو انفجرت الحرب الاهلية في البلاد، وبدأت التدخلات الخارجية، المباشرة او غير المباشرة، في تهريب الاسلحة عبر الحدود السورية الشمالية والجنوبية والغربية والشرقية؟
لم يكن من قبيل الصدفة ان الدول التي عارضت او امتنعت عن التصويت، او عارضت قرار مؤتمر وزراء الخارجية العرب بتعليق عضوية سورية في جامعة الدول العربية هي اليمن ولبنان والعراق والجزائر، والقاسم المشترك بينها جميعا هو اكتواء شعوبها وانظمتها بنيران الحروب الاهلية.
الحرب الاهلية في الجزائر بين الجيش والاسلاميين الذين حرموا من فوزهم في الانتخابات التشريعية اودت بحياة مئتي الف انسان، والحرب الاهلية اللبنانية استمرت 17 عاما وسقط فيها عشرات الآلاف، اما الحرب الاهلية اليمنية فاستمرت سنوات واستدعت تدخلات خارجية عربية، وبقية القصة معروفة.
' ' '
سورية ليست بحاجة الى حرب اهلية لا سمح الله، وانما وساطة جادة، ونظام متعقل يتخلى عن حالتي الانكار والعناد المسيطرة عليه، ومعارضة مسؤولة ذات موقف مستقل تقبل بمبدأ التعايش مع الآخر، وترفض التدخل العسكري الخارجي، وتقرأ الاوضاع بشكل علمي موضوعي دقيق بعيدا عن التشنجات والشعارات الكبرى التي يصعب تحقيقها.
من المؤسف اننا لا نرى معظم هذه العناصر متوفرة لدى جميع الاطراف المنخرطة في الأزمة السورية، ويلعب العنصر الخارجي دورا في تحريض كل طرف على التمسك بمواقفه، فالروس والصينيون، ومعهم الايرانيون طبعا، يحرضون النظام على الصمود ورفض التنازل للشعب، والجامعة العربية تحرض المعارضة على عدم التفاوض مع النظام، والمطالبة بسقوطه اولا، وهناك دول عربية بدأت تذهب الى ما هو ابعد من ذلك، اي تهريب الاسلحة.
هناك قرار عربي وغربي صدر فعلا باسقاط النظام السوري، ويجري العمل على تنفيذه حاليا بطرق عديدة بدأت بالدبلوماسية وسياسة العزل والحصار والشيطنة (وكيل الاتهامات للنظام بالقمع والفساد والدموية ينطوي على الكثير من الصحة) على غرار ما حصل للنظام العراقي السابق، والعمل العسكري في نهاية المطاف.
جميع المؤشرات توحي بان هناك خطة تتبلور في الوقت الراهن، وان خطوات التنفيذ قد تبدأ بإقامة مناطق عازلة او محميات داخل الاراضي السورية اشبه بمنطقة الحظر الجوي التي اقامها حلف الناتو في مدينة بنغازي الليبية، تحت عنوان حماية المدنيين، وتركيا التي باتت عضوا اصيلا في الجامعة العربية، تشارك في جميع اجتماعاتها، وربما تأخذ مقعد سورية بشكل مؤقت تمهيدا للعضوية الدائمة، هي المرشحة للدور الاكبر في هذا الصدد. والسيد داوود اوغلو قال في الامس في باريس ان قرار اقدام تركيا على اقامة مناطق عازلة يتطلب التنسيق والتشاور مع الدول العربية.
سورية تختلف عن ليبيا فعلا لان الجيش قوي ويدعم النظام، وفيها طوائف واديان واعراق متعددة، ومعظم هذه الطوائف (الدروز والمسيحيون والعلويون، وبعض السنة) ما زالوا متعاطفين مع النظام لأسباب متعددة.
' ' '
صحيح ان اصدقاء النظام السوري من العرب يكادون يكونون معدومين، وان وجدوا، فقلة قليلة، ولكن هناك اصدقاء غير عرب ايضا لا يجب الاستهانة بقوتهم، ونحن نتحدث هنا عن ايران وروسيا والصين، ويجب ان لا ننسى 'حزب الله' القوة المجربة في الجوار اللبناني.
مع ذلك لا بد من الاعتراف بأن كل يوم يمر يضيق هامش التحرك لدى النظام السوري، فقد حققت الضغوط العربية والاقليمية والدولية، والحملات الاعلامية المكثفة اهدافها في تهشيم صورة الرئيس بشار الاسد ونظامه، بشكل مروع، بحيث باتت فرص المناورة امامه محدودة للغاية، ولذلك علــيه ان يلعب آخر ما تبقى لديه من اوراق وفورا قبل فوات الأوان.
نصحنا الرئيس السوري كثيرا، مثلما نصحه العديد من اصدقائه، باتخاذ خطوات اصلاحية، حتى قبل انفجار الانتفاضة السورية المشروعة، ولكنه للأسف لم يستمع الى نصائح احد، وفي افضل الحالات تظاهر بالاستماع، ولم ينفذ مطلقا. ولكن هذا لا يعني ان نتوقف، لأننا نحرص على سورية واهلنا فيها، في اي خندق وقفوا، او اجبروا على الوقوف، ونلخص نصيحتنا التي قد تكون الاخيرة في النقاط التالية:
السلطات السورية تقول ان الشعب، او القطاع الاكبر منه يؤيدها، والدليل على ذلك المظاهرات المليونية، بينما تقول المعارضة ان الشعب لا يريد النظام، فلماذا لا تقوم الحكومة اذن باجراء استفتاء عام للمواطنين، وبمراقبين من الجامعة العربية ومنظمات حقوق الانسان العالمية، ويكون هذا الاستفتاء مختصرا: هل تؤيد الحكم؟
اجب بنعم او لا. وفي حال جاءت الاغلبية معارضة للنظام فإن على الرئيس ان يتنحى فورا وكل اركان نظامه، واذا جاءت الاغلبية مؤيدة له، فعلى المعارضة والجامعة تأييد رأي الاغلبية شريطة ان يبدأ الحوار وتبدأ الاصلاحات الديمقراطية، ويتم تكليف حكومة وحدة وطنية انتقالية تعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية وتكوين مجلس عسكري اعلى من شرفاء ضباط الجيش ليكون ضامنا لهذه المرحلة الانتقالية على غرار ما يحدث في مصر.
هذه الصيغة، السهلة الممتنعة، لو جرى تبنيها ستشكل مفاجأة للعالم اجمع، وستخلط كل الاوراق، فهل يفعلها النظام حرصا على سورية وشعبها، وحقنا للدماء، وإغلاقا لجميع الابواب امام التدخلات الأجنبية، عسكرية كانت ام سياسية؟.
نشك ان يستمع النظام السوري الى هذه النصيحة، او اي نصائح اخرى، ويبدو ان الكلمة النهائية في سورية لن تكون لصوت العقل، ولا الاحتكام الى صناديق الاقتراع ورأي الشعب، وانما الى الصواريخ والمدافع، مما يعني ان الحرب الاهلية التي قد تكون بدأت فعلا هي النهاية المحتومة.
التعليقات
نهاية الإرهاب
محمد السوري -وصول سوريا لهذا الوضع بسبب المثقفين المضللين أمثالك وخداعهم للشعوب باسم الصمود والكل يعرف كذب صمودهم وما هي إلا شعارات للبقاء في السلطة ونهب البلاد , نعم إن نهاية بشار الاسد قريبة جدا أكثر مما تتصور , واقول لك إن الحرب قادمة لا محالة وهي ضرورية لتطهير سوريا من شراذم قطاع الطرق الاسدية وعصاباتهم البربرية وإعدام الإرهابي بشار البربري مخترع قلع الحناجر وسلخ الجلود الأدمية ونهب أعضاء الشهداء وقطع الأعضاء الذكرية , لقد زرعت عائلة الاسد الكثير من نبات الشر والفساد والحثالات لذلك وجب تطهير سوريا من شرورهم , واقول نقلا عن مصدر رفيع إنه يأمل نهاية بشار قبل نهاية الشهر الحالي .
change
syrian -Mr Atwan forgot that all started because syrians wanted freedom and they are determined to do it. It is not the west or Turkey, it is syrians on the streets who are making the future. Outsiders are reacting. |Even opposition is reacting Civil war is not happing but if Mr Attwan considers killing the killers is civil war so be it..
أين تعليقي؟؟
سوريا بلدي -لماذا لم تنشروا تعليقي، الذي جهدت بكتابته ليلة أمس؟؟ عيب والله ان تستهتروا بمجهود القراء.. ابحثوا عن تعليقي بين تعليقات ليلة أمس، المهملة، .. شكرا
اذب ومضلل
يسرى منصور -طول عمرك يا عطوان كاذب ومضلل باسم الصمود والممانعة الخزعبلاتية فلا تتحفنا بآرائك الساذجة. ألاتعلم بأن من يخرج مؤيداً للنظام يخرج غصباً عنه مع بعض المنتفعين ، وأي استفتاء ستجري على تأييد النظام أو لا، ألا تعرف بأن النتيجة ستكون 99.9999% لصالح النظام. هل تتغابى أو تتذاكى علينا ياعطوان. والله عيب عليك تسخر من دماء الشعوب.
الأسد و الأفعى
اللامنتمي -بعد أن رأى بشار ما الذي حل ببقية المومياءات التي حكمت تونس و مصر و ليبيا لردح طويل من الزمن و ما آلت إليه أحوالهم، فإنه من الطبيعي أن يفعل أي شيء للبقاء في السلطة، فالقضية بالنسبة له و لمافيته العائلية الحاكمةفي سوريا أضحت قضية حياة أو موت أو كما يقال: يا قاتل يا مقتول، و لذلك فإنه من العبث ذر الرماد في العيون و الأمل بحل عن طريق مفاوضات أو تراضي، و ما كل هذا التسويف إلا مناورات لكسب الوقت فحسب. فالحرية و الديموقراطية و ما يترتب عنهما من كرامة وطنية و رخاء لايمكن أن ترى النور، طالما بقيت هذه المافيا العائلية في سدة الحكم، فالأفعى تبدل جلدها مرات وكرّات، و لكنها تبقى كما كانت: أفعى.
مغالطات
عربي متابع -أولاً الجزائر لم تعترض على القرار بل أيدته، وفيما يخص اعتراض لبنان فذاك بفضل نصر الله، والعراق لطائفية الحكومة، واليمن خوفاً من دوره القادم، فيجب قراءة الأمور كما هي وأنت يا سيد عطوان سيد العارفين بالأوضاع. أما نصحيتكم الموقرة فلو يعلم النظام أنه يملك مؤيدين كما تعكسه المظاهرات المؤيدة فلن يتوانى لحظة عن ذلك. وأما دعم روسيا والصين فلن يرقى إلى أكثر من هذا أي سياسي فقط، وأما إيران وحزب الله المجرب فهي تعدم بكل طاقاتها على أرض المعركة ولكن: إذا الشعب يوم أراد الحياة فلا بد أن يوصل ذات يوم. أليست تلكم شعاراتكم يا سيد عطوان، سبحان مغير الأحوال.
غصت بحلقك !؟
ابو الشمقمق -غصت بحلقك الثورة السورية أيها العروبي المزيف . إنك تبكي القذافي حتى الآن . إنك تدعي الخوف على فلسطين وتروج أن الطغاة هم من سيحررها ؟ تتباكى على ضحايا الناتو وأنت تعلم أن القذافي لولا تدخل الناتو لسحق ملايين من الشعب الليبي . تنح جانباً !! نحن من سيحرر فلسطسين ولست أنت وأيتام بشار والقذافي وعلي طالح !
لاتلوموا عطوان !!
سعيد -لانريد من السيد عبد الباري عطوان ولاممن على شاكلته من فلسطينيي الأنظمة الفاشية مثل جيش التحرير وفصائل جمع المصاري وقتل الناس كما حصل في مخيم البرموك لانريد منهم نصرة الشعب السوري ، لأننا لن ننتصر به . مازال هو وأمثاله يصدقون أنظمة الممانعة والمقاومة التي سرقت الشعب طيلة خمسين عاماً بحجة تحريرفلسطين . إننا تحناج إلى 5 ألاف قتيل أخرين ليقتنع بكذب هكذا أنظمة . كيف نلوم عطوان وهو يوحي للآخرين أن الثورة السورية والليبية هي استجابة لتحريض دول الخليج وأمريكا ومازالت دول مثل الجزائرواليمن والسودان تصدق تلك المقولات الكاذبة . إننا نقول إن ثورتنا هي الحرية والكرامة وهي التي ستحرر فلسطين وليس أنظمة العهر الفساد التي يتسير عليها . سنترك أهل فلسطين الشرفاء يردون عليه وعلى أمثاله .
حل عنا ياعبد الباري !
ابو علي -حل عنا ياعبد الباري ! الناتو أشرف من القذافي المجرم وبشار الالأهتر وعلي الطالح .لم يقتل الناتو في ليبيا إلا المجرمين والقتلة والمرتزقة ، وسيفعل في سوريا نفس الشيء بإذن واحد أحد .حل عنا منشان اللي خلقك !!