"الجيش السوري الحر" يبدأ قريباً معركته في قلب دمشق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بعدما فتحت العقوبات العربية أمامه أبواب التسلح
باريس - حميد غريافي
كشف أوساط قيادية في "المجلس الوطني السوري" الذي يرأسه برهان غليون من مقر إقامته في باريس, أمس, أن "الجيش السوري الحر" بقيادة العقيد رياض الأسعد "سيبدأ قريباً جداً عملياته المسلحة ضد مواقع عسكرية قيادية وأمنية وسياسية تابعة لحزب البعث في قلب دمشق, وهو ما يحاول نظام الأسد منذ بدء الثورة قبل تسعة أشهر منع حصوله, اذ رمى بكل ثقله العسكري والأمني لحماية المؤسسات الرسمية مثل قيادتي الجيش والاستخبارات والقصر الجمهوري ومقر قيادة حزب البعث وفروعه في مختلف أنحاء المدينة, وضاعف أعداد القوات الخاصة حول الثكنات العسكرية ومخازن الدبابات والصواريخ والاسلحة الثقيلة خوفاً من اقتحام بعضها ووقوعها في ايدي الجيش الحر".
ونقل قيادي سوري معارض في باريس قريب من نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام تأكيده ان "الانشقاقات الجوهرية داخل الجيش, وخصوصا في دمشق وحلب ومدن رئيسية اخرى في الشمال والجنوب والشرق (الحدود مع العراق), قد لا يتأخر حدوثها لما بعد نهاية ديسمبر المقبل, وان هذه المدن ستشهد اندلاع الثورة المسلحة من داخل النظام وقواته ووحداته".
وقال المعارض لmacr;"السياسة" ان عدد المنشقين من الوحدات العسكرية السورية في مختلف المحافظات وكذلك من قوى الاجهزة الامنية, حسب قيادة "الجيش السوري الحر" في تركيا, بلغ حتى نهاية الشهر الماضي 32 ألف ضابط وجندي, وان هذه القيادة تتوقع ارتفاع هذا العدد الى 50 ألفاً قبل نهاية العام الحالي.
وأكدت مصادر "الجيش الحر" ان تعديلات جوهرية طرأت على ستراتيجية مقاومة قوات نظام البعث خلال الاربعين يوماً الاخيرة, اذ ضاعفت قيادة "الجيش الحر" عدد افراد وحداتها العاملة ضد تلك القوات في كل أنحاء سورية بحيث اصبحت كل وحدة مؤلفة من 60 ضابطا وجنديا بعدما كان عدد افرادها لايزيد عن العشرين في سبتمبر الماضي, وهذا ما يؤكد اتساع نطاق الانشقاقات التي تزايدت بشكل ملحوظ منذ حوالي 20 يوما بعدما تسلمت جامعة الدول العربية الملف السوري بكامله وتمكنت من اتخاذ قرارات جريئة ستكون لها تداعيات خطيرة على النظام في دمشق".
وأعرب المعارض السوري في باريس عن اعتقاده ان يكون هناك اتجاه قوي لدى وزراء خارجية الدول العربية لاصدار تحذيرين الى روسيا والصين يدعوانهما الى العودة للصف الدولي في مجلس الأمن ومساندة الاجماع في الجامعة العربية, والا فإن هاتين الدولتين الكبريتين ستجدان نفسيهما معزولتين ومدانتين بمساندة الجرائم ضد الانسانية التي يقودها نظام دمشق بدعم من طهران.
وكشف المعارض أن "عقوبات جامعة الدول العربية على نظام الأسد فتحت أمام الجهات العربية والدولية أبواب انهاء التردد في تزويد "الجيش السوري الحر" وآلاف المتطوعين من المدنيين الذين تدربوا عسكريا كاحتياطيين في جيش النظام, بأسلحة متوسطة وخفيفة ومعدات مراقبة متطورة وألغام ارضية وقاذفات مضادة للدبابات والدروع وحتى صواريخ ارض - جو محمولة على الكتف من طرازي "سام -7" الروسي و"ستنغر" الاميركي, اضافة الى آليات متوسطة الحجم لنقل الجنود والمقاتلين".
ونقل المعارض عن مصادر "الجيش السوري الحر" قولها ان النظام بقيادته العسكرية الموكلة الى شقيق الأسد اللواء ماهر قائد الحرس الجمهوري واللواء الرابع, ينفذ منذ شهرين خصوصاً موجة اعتقالات لم يسبق لها مثيل في صفوف القيادات العسكرية والأمنية العليا من رائد وعقيد وما فوق, لمجرد انهم لا ينتمون الى حزب البعث ولا يدعمون علناً عمليات النظام ضد الشعب الثائر".