جريدة الجرائد

تونس.. «وهم الأغلبية» والتواضع المطلوب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فيصل البعطوط

مع أنها الأقل شغبا إلى الآن، تبدو المسيرة التونسية نحو ربيعها متعثرة مضطربة، ولا تزال بعيدة عن إشاعة البهجة، ولا حتى التفاؤل الحذر بين عموم التونسيين الذين علقوا فرحهم وتفاؤلهم مع ظهور نتائج الانتخابات بعد يوم اقتراع مشهود.
فبعد أكثر من أسبوع على افتتاح أول اجتماعات المجلس التأسيسي الجديد لا تزال "ترويكا" الحكم تبحث مع نفسها -وربما مع شركاء محتملين- تشكيلة الحكومة المقبلة. في أجواء أقل ما يقال فيها إنها غير مريحة بعد أن تسربت أنباء وصدرت تصريحات من بعض مسؤولي "الترويكا" المتحالفة ذاتها تعكس عدم الرضا عن طريقة سير الأمور، وتتهم حركة النهضة جهارا بـ "عدم التواضع" وضمنيا بالغرور!
فقد اضطر خميس قسيلة أحد قياديي حزب التكتل وهو أحد أعضاء "الترويكا" إلى كسر الصمت المقدس واللجوء لوسائل الإعلام للتعبير عن ضيق حزبه بمحاولات النهضة فرض رؤيتها على شريكيها في الائتلاف... وسرعان ما تلا ذلك تلويح بالانسحاب من الائتلاف وترك حزب النهضة يمضي في خيلائه وحيدا.
فعلا. صدق من ذكر قادة النهضة بأنهم يخطئون إذا صدقوا أنهم أغلبية بسبب أن الأصوات التي حصلوا عليها لا تمثل في الحقيقة سوى %17 من أصوات الناخبين. باعتبار أن نصف من يحق لهم الاقتراع في تونس تغيبوا يوم الاقتراع، فضلا عن إلغاء أصوات ثلث الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، وهي حقائق وأرقام تزعج النهضاويين الذين استمرؤوا ترويج وسائل الإعلام لصورة "الانتصار الباهر".
قد يكون كل ذلك وجها آخر للديمقراطية الوليدة في تونس، لكنه أيضاً إشارة إلى ما سيعترض "الائتلاف الحاكم" من مصاعب في التوافق. خصوصا إذا غابت الرغبة في التوافق، وفي التنازل للشركاء، وتحديدا لحزب التكتل الذي لا تنظر قواعده بعين الرضا لتحالف زعيمه مع النهضة، بالإضافة إلى وعي بدأ يتنامى، ملخصه أن زعيم حزب المؤتمر المنصف المرزوقي ليس سوى الوجه الآخر لعملة النهضة وعصاها التي تتكئ عليها وتتزين بها في محفل تعددية أقرب للديكور منها للحقيقة.
الحليف الثاني لحركة النهضة (حزب المؤتمر من أجل الجمهورية) لا يسمع له صوت ما عدا صوت رئيسه المنصف المرزوقي الذي غدا نجم وسائل الإعلام بما أنه رئيس الدولة المفترض بحسب اتفاق ثلاثي، يبدو أنه سابق للانتخابات... ورغم سعادته البادية بالغنيمة نتيجة تحالفه مع النهضة فإن منسوب "شعبيته" لاح على صفحات الفيس بوك التي "احتفت" به بشكل لافت، فلم تدخر فيه وصفا لاذعا إلا نشرته، ولا صورة متهكمة إلا بثتها بما بات يطرح أسئلة جدية عن درجة قبول التونسيين لرئيسهم المقبل، عدا المعنويات التي سيصل بها إلى قصر قرطاج!
في الأثناء قد يكون زعيم معارض آخر هو أحمد نجيب الشابي عبر عن رغبته في منافسة المرزوقي لمنصب الرئاسة. ورغم أن الشابي أقل في المجلس التأسيسي الذي يقع تحت سيطرة "الترويكا" إلى الآن -وهو من سينتخب الرئيس- فإن فكرة التوافق عليه للمنصب الأول في الدولة لقيت ترحيبا شعبيا واسعا، أولا لما عرف عن الرجل من إخلاص وصدق واعتدال. وثانيا لأن ذلك قد يشكل مخرجا لحالة الاختناق النفسي في الشارع الذي كره أن يجد نفسه فجأة في قبضة "ديكتاتورية" أحزاب ثلاثة... ثم الأهم أنه بالشابي رئيسا يتجسد على الأرض توافق حقيقي وواسع يريح الأقلية في المجلس التأسيسي. ويبعث أملا جديدا في ديمقراطية ناشئة تحتاج فعلا إلى التوافق وإلى "تواضع المنتصرين" بعيدا عن وهم "الأغلبية" وتقديرا لحقيقة "الأقلية" على الأرض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فيصل البعطوط وصحافة الوهم....
khaled -

مسكينة الصحافة التونسية سواء التي تنشر داخل البلاد...أو التي تكتب بالدولار من خارج تونس....ومثالها الواضح هذا المقال السخيف المشوه للحقيقة والمدعي للموضوعية....ذكرنا بما تنشره سابقا صحافة العار لبن علي ووكالة الإعلام الخارجي...اللعب بالأرقام على وتيرة عدم وجود أغلبية ..واستنقاص فوز النهضة الساحق...كان بإمكان الصحافي من وراء البحار..أن يذكرنا بنسبة فوز النهضة مقارنة بسكان فرنسا أو الصين ..لتصبح النسبة صفر فاصل...وهي نتيجة الأحزاب التونسية ال 107 مجتمعة... النهضة حققت فوزا تاريخيا لا يجحده إلا منكر أو مصاب بعمى الألوان...الجدل الدائر حول الرءاسات طبيعي والتجاذبات لا إشكال فيها..إنها السياسة يا بعطوط...أما الشابي الذي تزعم أنه أحد الحلول..فهذه نكتة أبريل ......

فيصل البعطوط وصحافة الوهم....
khaled -

مسكينة الصحافة التونسية سواء التي تنشر داخل البلاد...أو التي تكتب بالدولار من خارج تونس....ومثالها الواضح هذا المقال السخيف المشوه للحقيقة والمدعي للموضوعية....ذكرنا بما تنشره سابقا صحافة العار لبن علي ووكالة الإعلام الخارجي...اللعب بالأرقام على وتيرة عدم وجود أغلبية ..واستنقاص فوز النهضة الساحق...كان بإمكان الصحافي من وراء البحار..أن يذكرنا بنسبة فوز النهضة مقارنة بسكان فرنسا أو الصين ..لتصبح النسبة صفر فاصل...وهي نتيجة الأحزاب التونسية ال 107 مجتمعة... النهضة حققت فوزا تاريخيا لا يجحده إلا منكر أو مصاب بعمى الألوان...الجدل الدائر حول الرءاسات طبيعي والتجاذبات لا إشكال فيها..إنها السياسة يا بعطوط...أما الشابي الذي تزعم أنه أحد الحلول..فهذه نكتة أبريل ......

لما كل هذا التحامل
محمد علي التونسي -

اول شيء اعجبني هذا المقال صحيح ما يجري في تونس حاليا لا يبعث على الاطمئنان هنالك بوادر عودة الدكتاتورية بثوب جديد وهي احتكار المناصب والوزارات السيادية من قبل رئيس الحكومة وتفريغ رئيس الجمهورية من اغلب الصلاحيات .ثانيا هنالك غول جديد يسمى بالسلفيين الذي بدا يبث سمومه داخل الفضائات التربوية والمجتمع والذي يبعث على الخوف اكثر هو التزام النهضة بالصمت حيال هذه المارسات الارهابية .اظن ان السلفيين هم الوجه الخفي للنهضة .النقاب سوف يغزو شارعنا وبعد ذلك سوف يقرر قانون تعدد الزوجات و يلزم الحجاب وتغلق اماكن الترفيه الخ الخ ...

لما كل هذا التحامل
محمد علي التونسي -

اول شيء اعجبني هذا المقال صحيح ما يجري في تونس حاليا لا يبعث على الاطمئنان هنالك بوادر عودة الدكتاتورية بثوب جديد وهي احتكار المناصب والوزارات السيادية من قبل رئيس الحكومة وتفريغ رئيس الجمهورية من اغلب الصلاحيات .ثانيا هنالك غول جديد يسمى بالسلفيين الذي بدا يبث سمومه داخل الفضائات التربوية والمجتمع والذي يبعث على الخوف اكثر هو التزام النهضة بالصمت حيال هذه المارسات الارهابية .اظن ان السلفيين هم الوجه الخفي للنهضة .النقاب سوف يغزو شارعنا وبعد ذلك سوف يقرر قانون تعدد الزوجات و يلزم الحجاب وتغلق اماكن الترفيه الخ الخ ...

مقال تافه من صحفي ********
مالك بن أحمد -

صراحة استغربت في البداية من هذا المقال لأن كل معلوماته خاطئة و ماينقل عن الشعب التونسي ليس هو ما أراه في الشارع... لكن بالبحث في سيرة الكاتب فهمت أسبابه.. مازال إلى اليوم يظن أن بن علي في الحكم.

مقال تافه من صحفي ********
مالك بن أحمد -

صراحة استغربت في البداية من هذا المقال لأن كل معلوماته خاطئة و ماينقل عن الشعب التونسي ليس هو ما أراه في الشارع... لكن بالبحث في سيرة الكاتب فهمت أسبابه.. مازال إلى اليوم يظن أن بن علي في الحكم.