الأدوار المشتركة بين العالم.. ودول الخليج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
العالم يشهد تحولات في البنى الفكرية، والاقتصادية والعلمية، ولا تقف على بلد دون آخر عندما أصبحت ثورة المعلومات المؤثر السريع في خلق عالم مختلف عن كل العصور والأجيال الماضية..
ومنطقة الخليج العربي، ليست خارج المدار الكوني ومؤثرات العولمة، ففي حرب 1973م عندما تم حظر النفط أدرك العالم مدى أهمية هذا المصدر للطاقة، وكيف لعب دوراً مؤثراً، وليس الأمر مقتصراً على سبب واحد، ففي حروب الخليج، سواء بين العراق، وإيران، أو تحرير الكويت، وكذلك احتلال العراق من قبل أمريكا ودول حلف الأطلسي، كانت المنطقة في عمق هذه القضايا، ولعل بروز إيران كقوة إقليمية تريد امتلاك أسلحة نووية، وزعزعة أمن الخليج العربي بدعاوى دينية تغلّفها أطماع امبراطورية فارسية، فرضَ على هذه الدول أن تدخل السباق في تحصين أمنها بوسائلها الخاصة..
فالأمن الإقليمي لموقع حساس، ومؤثر على اقتصاديات العالم كله، لايمكن العبث به تحت أي ذرائع، وتبقى مسؤولية دوله، ليس فقط بناء منظومة عسكرية موحدة، بل بوضع كلّ الإمكانات البشرية والمادية في الدفاع عنه، ولازلنا نحتاج إلى معالجة هذا الأمر بجدية أكثر، طالما المسؤولية لا تعفي أي دولة مهما كان حجمها من مواجهة المخاطر في أي لحظة..
انعقاد مؤتمر الخليج والعالم الذي يضم وجوهاً بارزة في العديد من الاختصاصات يؤكد أن أي دولة ذات إمكانات تتصل بالتأثير على الاستراتيجيات العالمية أياً كان نوعها، هي في قلب الحدث ولا يُستثنى في ذلك بلد صغير عن آخر كبير، وقد صارت المواقع الحساسة تهم العالم بأسره، ودول الخليج في قلب هذه المؤثرات..
فالقوى الكبرى تنظر لمصدر الطاقة على أنه محور العملية الاقتصادية وخاصة في ظروف مضطربة، وعملية بحث مستقبلها بتعاون بين كل الأطراف، سواء الدول المنتجة، أو المستهلكة يجب أن تقوم على أسس عدم الإضرار بمصالح أي طرف، ولعل بروز الدول الصاعدة الجديدة، ودخولها عضوية نادي العشرين، لا يأتي اعترافاً بها، بل يأتي بإيجابيات توسيع دائرة النادي، الذي عرف أن اختزال اقتصاديات العالم بالدول السبع لا يعطي المردود الإيجابي لكيانات بدأت تؤكد دورها في العديد من الساحات..
العالم يشهد بروز أقطاب جدد، يكسرون احتكار القطبية الواحدة أو الثنائية، وهذا يأتي لمصلحة العالم كله بخلق توازنات تضبط إيقاع العمليات الأمنية والسياسية والاقتصادية، وتأتي الدعوة لانعقاد هذا المؤتمر، لأن مجرى الأحداث في المنطقة العربية التي تشهد تبدلاً جذرياً، وكذلك العواصف التي أدت إلى اضطراب مالي عمّقا المشكلة للقوى الرئيسية في أوروبا وأمريكا، وقد تلحق الأضرارَ دول أخرى إلا أن التكامل بين دول العالم مرتبط بالاستقرار في كل الجوانب، وهذا ما يجعل دول الخليج العربي في عمق الاستراتيجية الكونية..
التعليقات
اسقاط الأعداء كاحجار الدومينو
عبدالله العثامنه -وبنائا عليه فأن المحاور الأقتصاديه في عالمنا العربي مطلوب منها ان تحصن نفسها اكثر واكثر دفعا لأخطار محتمله ودول الخليج العربي في دائرة الخطر اكثر من غيرها ويجب ان لا تركن لموضوع الأستقرار المحلي وتكتفي وتقول ان لا مشاكل عندي وان الربيع العربي لن يطالني فالخطر الأكبر خارجي وليس داخلي مع عدم تقليلي من العنصر الداخلي لكن عندما تمل اسرائيل وامريكا وايران من المراهنه على العنصر الداخلي فأن المخططات الخارجيه ستكون الكفيل في زعزعة امن تلك البلاد وادخالها في حاله من عدم التوازن مما يجبرها على شراء كميات كبيره من السلاح بعشرات المليارات من الدولارات!! وقد ثبت ان هذا لا يفيد على المدى الطويل فالأفضل ان تستخدم ما لديها من فوائض ماليه لأسقاط اعدائها واحدا تلو الأخر كاحجار الدومينو اي الأنتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم، فالكل يستخدم هذا الأسلوب فلما لا تستخدمه دول الخليح على الأقل ان لم تسقط اعدائها تشغلهم وتربكهم وتنقل المعركه الى ساحاتهم بدلا من ساحاتها...الخطر القادم كبير ويجب ان تكون سياسيه دول الخليج خبيثه وخطيره بحجم ذلك الخبث وتلك الأخطار .