كلام صحّي لبرهان غليون...
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يفترض بسوريا ان تعود يوما دولة طبيعية، دولة قادرة على الاعتراف بمشاكلها الحقيقية وتعمل على حلّها بدل الهرب المستمرّ منها. لذلك، يمكن القول ان الكلام الصادرعن الدكتور برهان غليون، الذي يمكن اعتباره حاليا الوجه الابرز في المعارضة السورية، عن مستقبل علاقة بلده بايران كلاما صحّيا. هناك للمرّة الاولى سياسي سوري يتحدّث عن الواقع ويرى ان ما يسميه بعض الجهلة "اوراقا" في يد سوريا ليست في طبيعة الحال سوى اثقال يتحمّلها البلد وينوء تحت عبئها كل مواطن سوري...
بكلام اوضح، تشكّل طبيعة العلاقة مع إيران، بشكلها الحالي، تعبيرا صارخا عن عمق الازمة التي يمرّ بها الكيان السوري منذ الاستقلال. بل ان هذه العلاقة غير الطبيعية تعطي فكرة عن المرحلة الخطيرة التي بلغتها الازمة السورية التي تحوّلت في السنوات الثماني والاربعين الاخيرة، اي منذ تولّي البعث السلطة، الى ازمة كيان وازمة نظام في الوقت ذاته.
من يتابع تطور سوريا منذ الاستقلال يكتشف ان ازمة الكيان السوري اختلطت في مرحلة معيّنة بأزمة النظام لتنتهي بتحويل سوريا كلها مجرّد تابع لإيران. صار على النظام في سوريا الاستعانة بميليشيا ايرانية موجودة في لبنان، بفضله اوّلا، لسدّ الفراغ الامني الذي خلّفه الانسحاب العسكري من البلد الجار في نيسان- ابريل 2005 نتيجة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. وفي السنة 2011، لم يعد امام النظام السوري من خيار غير الاستعانة بسلاح "حزب الله" الإيراني كي يسقط حكومة الرئيس سعد الحريري ويفرض حكومة بديلة من صنع "حزب الله" ولا احد آخر غير الحزب...
هناك الآن في سوريا من يفكّر بطريقة مختلفة. يفكّر في كيفية استعادة السوريين خصوصا والعرب عموما لسوريا وتخليصها من عقدة الدور الاقليمي. هذا الدور ليس في واقع الحال اكثر من وهم جلب على السوريين الويلات وجعلهم يضيعون بلدهم الذي يمتلك ما يكفي من الثروات الكفيلة بتحويله الى دولة متقدمة على كل صعيد. تكفي ثروة اسمها ثروة الانسان السوري الذي استطاع ان يبني في لبنان ويساهم في ازدهار الوطن الصغير على الرغم من كل ما تعرّض له لبنان في السنوات الاربعين الماضية من ظلم ذوي القربى اوّلا.
كلام برهان غليون عن مستقبل العلاقة بإيران و"حزب الله" و"حماس" اكثر من صحّي. انه كلام سليم يصب في مصلحة الشعب السوري اوّلا وفي العودة الى الاهتمام بالشأن السوري من زاوية اخرى تختلف كليا عن نظرة النظام الى سوريا والسوريين.
لا يستطيع اي عربي عاقل تجاهل ان إيران دولة كبيرة في المنطقة. ولكن ليس في استطاعة اي عاقل اكان عربيا او غير عربي الا التساؤل ما الذي لدى النظام الايراني يقدّمه لدول المنطقة غير تصدير الغرائز المذهبية والعمل على اثارتها. ولا يستطيع اي عاقل تجاهل ان عناصر "حزب الله" لبنانية ولكن لا يستطيع اي عاقل ايضا تجاهل ان كلّ ما فعله "حزب الله" حتى الآن هو تعميق الشرخ بين الطوائف والمذاهب في لبنان بغية تمكين المحور الايراني- السوري من استخدام الوطن الصغير "ساحة" لا اكثر!
كلّ ما هو مطلوب ان تكون هناك علاقة طبيعية بين اي دولة من دول المنطقة من جهة وايران من جهة اخرى. ايران موجودة في المنطقة شئنا ام ابينا وهي تمثل حضارة كبيرة ذات جذور راسخة. هذا واقع. لكن الواقع شيء وتحول هذه الدولة او تلك تابعة لإيران شيء آخر.
مرّت سوريا منذ الاستقلال بمراحل كثيرة. شهدت في العام 1949 اول انقلاب عسكري في المنطقة بعد حصول دولها على الاستقلال. وشهدت اوّل وحدة بين دولتين عربيتين في العام 1958. كانت الوحدة المصرية - السورية تجربة فاشلة نظرا الى انها لم تقم على اسس علمية بمقدار ما انها كانت تعبيرا عن هرب سوري من ازمة داخلية راحت تتفاقم بسبب العجز عن اقامة مؤسسات ديموقراطية قابلة للحياة.
حصل الانفصال في العام 1961، لكن عملية الهروب الى امام استمرّت. جاء البعث في العام 1963 . كان مدنيا في البداية وما لبث ان تحوّل عسكريا. كان مجيء البعث تغطية لانقلاب عسكري قادته مجموعة من الضباط اشتهروا بالمزايدة على بعضهم بعضا، فكان التوريط السوري لجمال عبدالناصر في حرب العام 1967.
لا حاجة الى ذكر ان النظام العسكري تحول تدريجا الى نظام طائفي ثم الى نظام طائفي تتحكّم به عائلة واحدة ابتداء من العام 1970 وصولا الى نظام لا مكان فيه سوى للعائلة ابتداء من العام 2000. كلّ ما في الامر ان افضل ما فعلته المعارضة السورية يتمثّل في الاهتمام بسوريا كسوريا وفي اعادتها الى كنف العروبة الحضارية بعيدا من الارتباط بإيران وغير إيران.
ما تبدو سوريا في حاجة اليه مستقبلا هو فترة نقاهة تفسح في المجال امام التفكير في كيفية اخراج البلد من الوصاية الايرانية. هذه الوصاية منعت عمليا النظام من التفكير باكرا في كيفية الخروج من ازمته عن طريق اصلاحات جذرية كان مفترضا ان يباشر بها الرئيس بشّار الاسد في السنة 2000 وليس في السنة 2011، اي عندما كان لا يزال قادرا على اخذ مبادرات بدل القراءة من كتاب قديم عفى عنه الزمن. كتاب يقول ان الغاء الآخر هو الحل وان في الامكان استعباد الشعب السوري الى ما لا نهاية ما دامت إيران تقف مع النظام في دمشق. لم يستفد هذا النظام حتى من خروجه العسكري من لبنان. بقي اسير وهم الدور الاقليمي الذي لم يفارق الكيان السوري منذ الاستقلال!
التعليقات
تحليل تاريخي
ابن خلدون -إن بذور ضعف الدولة السورية وإنهيارها موجود منذ بداية الإستقلال، فالقاد السوريون رغم وطنية الكثير منهم كانوا رجال دولة هزيلين وضعغاء فلم يعمدوا إلى بناء جيش وطني ومؤسسة عسكرية مهنية وحيادية ،مماأدى إلى جعل هذه المؤسسة مؤسسة إنتهازية وبؤرة لتنفيذ الإنقلابات والمؤامرات من قبل القادة العسكريين على القادة السياسيين متى أحسوا بضعف الطبقة السياسية أو متى شعروا بوجود نقمة شعبية على هذه الطبقة يمكن إستغلالها ليلعبوا دور البطل المخلص للشعب ،بل إنهم نفذوا الإنقلابات على بعضهم البعض وكان طموحهم الأول هو السلطة وقد شرح ذلك بالتفصيل الضابط الإنقلابي عبد الكريم النحلاوي في شاهد على العصر ،أما قمة التدمير فكانت بعد إستلام حزب البعث السلطة وصبغه للجيش بصبغة عقائدية جعلت منه جيش النظام وليس جيش الشعب ، ثم أتى حافظ الأسد بحركته التخريبية وكرس الطائفية والقبلية والعشائرية والمناطقية ... في السلطة والدولة والجيش وجعل الجيش حامياً لشخصه هو ولورثته من أبنائه وهذا ماظهر بوضوح في الأحداث الاخيرة التي تشهدها سورية الآن .
تحليل واقعي
معن - دبي -لو نظرنا الى معظم دول العالم بمختلف اديانها وقومياتها لوجدنا ان الجيش لحماية الوطن ولحماية مكتسبات الشعوب الا الدول العربية فان الجيوش تستخدم للطحن والقمع ضد شعوبها وتكون وسيلة لتدمير المكتسبات والانجازات بدل حمايتها وهذا يتم عندما يودلج الجيش بعقيدة تنحاز قوميا ومن ثم طائفيا وبعدها حزبيا ليضل الى حماية العائلة والشخص القائد الضرورة الذي لم يكن له في العالم مثيلا..والى متى تبقى الشعوب العربية محكومة بهذا العبث السياسي والفكري وحتى الديني ..السياسيون ينادون بالشعارات والايدلوجيات منذ اربعينات القرن الماضي والعرب يزدادون انكسارا وانحدارا بين بقية الامم ..لنرى الهند والصين وروسيا واوربا ونرى انفسنا ..اين وصلوا واين نحن ..العالم يتحد اقتصاديا ونحن ننقسم اكثر والعالم يتطور ونحن نتراجع ..ويتبجحون باننا خير امة اخرجت للناس ..على ماذا..والحديث يطول
تخاريف المثقفين
جمال سعيد معروف -كلام التخريف الذي ينطق به السيد خيرالله سمعناه منذ عشرون سنة مضت وهو يمدح ويدافع عن رجال وأصحاب ما يسمى مباحثات اوسلو التي لم نحصد من ورائها سوى السراب والخيبة وها هو السيد خيرالله يدافع عن أراء بعض الذين في عقولهم وهم ومرض الذين باعوا ورهنوا كل مبادئهم إلى بعض شيوخ الدين التابعين للعرعورين أو القرضاوين. القاعدة التي نفهمها منذ زمن بعيد أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ( أقوال الرئيس خالد الذكر جمال عبد الناصر ) ( ما أخذ بالسيف لا يسترد إلا بالسيف اقوال قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الاطرش ) القيادة السورية دخلت في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة وسلكت طرق عديدة من اجل استعادة الحقوق العربيةالسليبة بالطرق السلمية لكنها ومع الأسف الشديد لم تحصد سوى الخيبة لا اضن أن أراء السيد خيرالله وأفكار السيد غليون ستجد غير خيبة الامل المعطوفة على قلة الهيبةوالكرامة في حين ان المقاومة العربية التي دعمت من قبل القيادة السورية اثبتت جدواها في لبنان والعراق بدحر المعتدين وإجبارهم على الرحيل في العراق وبتحرير الأرض وستعادة الثقه بالنفس في لبنان. كل هذه الإنتصارات جاءت بفعل المقاومة العربية الإسلامية هذه المقاومة التي ينحرها في الضهر هؤلاء المثقفين الذين باعوا نفوسهم وتاريخهم لأعداء هذه الأمة, أريد أن اذكر السيد خير الله بان القيادة الفلسطينية حاولت وهى تدير معركتها المسلحةضد العدو الصهيوني بالإستعانه بكل دول العالم الإسلامي وغير الإسلامي من أجل نصرة القضية وعلى هذا الأساس ما العيب وما الضير بالإستعانة بالقوة الإسلامية في إيران من أجل نصرة أهدافنا ومقاومتنا لقد تم الإستعانة بإيران المسلمة بعد أن فقدنا الامل بكل الدعم العربي ولا داعي لنشر الغسيل العربي الوسخ .غسيل المخ المتبع من قبل بعض المثقفين وشيوخ الفتنة ليست سوى خيانة لله ورسوله وتمزيق لوحدة كلمة المسلمون في هذه المنطقة الملتهبة في ختامالمداخلة اريد أن أسال كافة جهابذة هذا العصر من هو المستفيد من كل هذه الفتن والدسائس.
أبصر الشعب طريقه
محمد الحاج علي -سورية اليوم تولد من جديد، تتشكل، لقد بدأ التغيير يطال كل شيء، وإنني أثق ولا يقلقني طول فترة المخاض الثوري وحجم الخسائر،و بدون مزاودات أريد للمواطن السوري الموالي والمعارض أن يفهم حقائق الحياة وحقائق التاريخ والحاضر والمستقبل نريد أن يصل الوعي الخلاق المبدع إلى عقل كل مواطن سوري، لكي يتحول إلى محرك فعال بكل قواه لبناء سورية الجديدة سورية الغد سورية المجد، سورية العدل والمسااواة والحرية والكرامة الوطنية،سورية المواطنة سور ية حقوق الإنسان لكل إنسان يعيش على أرض سورية حتى ولو كان غير سوري ولو زائرا أو مقيما او عابر طريق يجب أن يشعر أن هذا شعب حضاري راقي وأن الدولة المدنية الديمقراطية السورية القادمة هي دولة مثل غيرها من الدول المعاصرة، وما الاستاذ غليون وكل مناصري ثورة جيل الديجيتل جيل الوعي والعيون المنفتحة إلا عوامل في بلوغ هذه الأهداف التي تحتاج إلى جهود كل مواطن سوري وإلى دعم كل أحرار وشرفاء العالم فقضايا الحرية والكرامة الإنسانية واحدة والعالم كله قرية صغيرة