مات الديكتاتور.. وبقيت الديكتاتورية!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي الدخيل
المشاهد الأخيرة من الدراما التونسية بلغت أقصاها مع تعيين منصف المرزوقي رئيساً، ومن ثم البدء بتدشين بقية المؤسسات، من الحكومة إلى أصغر مؤسسة. تونس تحاول، وهي تجرب أولاً أولئك الذين شيطنهم النظام السابق، ولهذا التجريب ضريبة بالتأكيد، لأن النظام الذي أتى خرج من رحم الإخوان المسلمين وهو حركة النهضة، لكن الشعب سيستمتع بخياره إن أصاب، وسيعلم حجم الكارثة إن أخطأ. والأهم في نظري أن يفرق الشعب التونسي وغيره بين نهاية الديكتاتورية ونهاية الديكتاتور!
قد يذهب الديكتاتور وتبقى ديكتاتوريته، حين جاء الرئيس اليمني للعلاج لم يتأثر النظام الذي أقامه، لسببٍ بسيط أن المؤسسات ليست هي التي تحكم، بل لأن الحلقة الضيقة واللصيقة بالرئيس اليمني هي التي تحكم، فحتى لو رحل علي عبدالله صالح فإن النظام الذي بناه على مدى ثلاثين عاماً لن ينطمس بيومٍ وليله. هناك شبكات ديكتاتورية يصنعها الطاغية فيصعب التخلص منها دفعةً واحدة. مصر تجرّب ذلك لكنها تتعثر أحياناً، وليبيا الوضع فيها بلغ أشده، الدماء السيّالة والحروب البينية بين الثوار وفصائلهم جد خطيرة، وهذا يعني فكرة أساسية، وهي أن رحيل القذافي لم يقدم شيئاً محورياً وجوهرياً لليبيا حتى الآن، بل إن الصراعات القبلية بلغت أشدها، وأنتج الواقع الليبي معسكرات سياسية وأخرى حربية. دماء تجعلنا نفرق بين الديكتاتور الذي يمكن أن يكون رحيله سهلاً، لكن الديكتاتورية التي تصبغ النفوس، وتمتلئ بها الصدور هي الأخطر.
الطاغية الداخلي في الإنسان هو الأخطر، لأن الحظوظ تنمو مع انهيار النظام، فيشعر كل ثائرٍ بمسؤوليته عن الثورة فيبحث عن نصيبه، فتضيق الشروط ويصبح إرضاء الجميع مستحيلاً، لأن الفرد يأخذ أمراض الطاغية الذي أزاله فتنتج مشكلة أمنية وسياسية كبرى لا يمكن تداركها بسهولة.
قال أبو عبدالله غفر الله له: كان البعض يرى في الثورات قيمة تنظيمية لأنها بلا قائد، لكن عدم وجود قائد فيها أنتج مشكلة. من تفاوض؟ هل تمسك بكل فرد في الميادين وتستشيره عن أي قرار؟ من أجل إنهاء ديكتاتوريات النظام المتشابكة والتي تربى عليها الثوار وربما يصاب بعضهم ببعض أمراض النظام، فالحذر من الوقوع فيما ننتقده مهم للغاية... فهل تهزم الديكتاتوريات كما هزم الديكتاتور؟!
التعليقات
نعم هي ضريبة لكنها ليست باهظة مقارنة بعهود ظالمة!
ليبية -إجمالا في دول الثورات لا يمكن أن تتحول الدول المتحررة من دكتاتورية إلى جنة على الأرض فجأة وبسرعة وإن كانت الأغلبية الساحقة مع التغيير. لإن سبب بقاء الدكتاتوريين مدة طويلة كان أفراداً وجماعات فاسدين لا يمكن أن يذهبوا معهم فجأة كذلك! ولذا فهم متخللين ومندسين في خلايا البلد وبعضهم سيحاول إنتهاز الفرص والعبث بالأمن وخصوصاً عند توفر السلاح مع عدم تمكن النظم الجديدة من السيطرة الأمنية بشكل جيد!! نحن في ليبيا على قناعة تامة بأن مرحلة ما بعد المقبور لابد وأن تمر ببعض العواصف كنتيجة طبيعية لاسلوبه الخبيث في الحكم حيث استغل القبيلة في صناعة تحالفات ضد بعضها بعض وقد كان يتعامل معها كأسواق البورصة من أجل ضمان سيادته عليهم وعلى البلد! لكن المنغصات التي تمر بها البلاد الآن لا تقوم على أساس قبلي بل على أساس أفراد ينتمون إلى قبائل عدة ولم يكن تحركهم من أجل القبيلة بل من أجل مصالحهم وحقدهم على العهد الجديد فهم محسوبين على قبائلهم ..ولم نسمع عن قبيلة بكاملها وقفت إلى جانب المقبور حتى في احلك أيام الصراع.. وإذا كان افراد معدودين في قبيلة بعينها يثيرون القلاقل أكثر من غيرها فهذا لا يعني انه صراع قبلي لإن معظم سكان بني وليد مثلا يريدون الإستقرار والتحول إلى مرحلة البناء! هناك خونة في كل القبائل !! وطبقة الخونة هذه طبقة متطرفة في موالاتها لشخص العقيد كانت مستفيدة انتهت إمتيازاتها لا تريد العدالة ولا يهمها الوطن ولا التعليم ولا الصحة ولا أي شيء إلا مصالحها أو إرباك البلد وهؤلاء يتم التعامل معهم بما يستحقون بمجرد كشف هويتهم فتطهير البلد من هؤلاء الأنانيين أمر مشروع .. ايضا هناك من يرفض المصالحة مع مناطق بعينها بسبب الإغتصاب والقتل والتخريب الذي حدث والذي يسرته بعد المدن وليس القبائل لمرتزقة المقبور وسينتهي ذلك بمجرد محاكمة الجناة وستعود الأمور إلى طبيعتها! كما لا نبريء المسئولين الجدد من المسئولية فهناك حالة من البطء وعدم الوضوح أحيانا تلف سياسات وشخصيات لا تتناسب وحجم التضحيات التي قدمت وهذا الغموض أفضى بالبعض إلى شكوك حول أهلية ونزاهة القائمين على مرحلة التغيير .. كما ظهر لنا من بين ممن هم محسوبين على الثورة رعناء أساءوا إلى مدنهم بتصرفات حمقاء ولهذا فالمهمة صعبة على مجلس وحكومة تشكلت إرتجالياً .. وشكراً للعديد من الحكماء هنا وهناك الذين أخذوا
نعم لم نتخلص من الدكتاتويرة مع ذهاب الدكتاتور
ابن الفرات -وهذا ما حصل بالعراق فقد ذهب الدكتاتور وبقيت الدكتاتوريه. اليوم السيد المالكي هو الناهي الامر وحزبة سيطر على اغلب دوائر الدولة ورئاسة الوزراء والدوائر المهمة كلها من حزب البعث الجديد حزب الدعوه ذهب حزب البعث وجاء حزب الدعوه. حزب البعث كان يظم من جميع مكونات الشعب العراقي اكراد شيعة سنه، ومن الطائفة الشيعيه في البعث كانوا اكثر من السنه بكثير. امام حزب الدعوه فهو حزب طائفي بامتياز . البعثيين كانوا يحاربون غيرهم ممن لم ينتمي للحزب ، اذا كانوا حسب تصورهم معادين لهم وهذه هي تعابيرهم السخيفة. اما حزب الدعوة الشيعي وللاسف نكتب هذه التعابير المقززه ( سني او شعي)) فهو معادي للطائفة السنية بامتياز سواء الشخص كان بعثيا ام كان مظلوما بعهد صدام. الدكتاتورية كما بالامس تفرض بالقوه والمليشيات والعصابات التابعه للاحزاب المنطوية تحت المحاصصة الطائفية المقيتة واحزاب الدولة خاصة هي اصلا في الاجهزه الامنية وهي تقوم بالتخلص باي شخص غير مرغوب به وباسليب كثيره سهلها كاتم الصوت والعبوه الاصقه. سياسيوا اليوم بالعراق هم اكثر خطرا على العراق والشعب من الارهاب ومن عصابات ايران والقاعدة . انهم الارهاب بام عينه. هذا هو الواقع الاليم والمزري الذي لا يتحمل ان يسمعه الطائفيون ومن مشترك بتقسيم الكعكة. السياسيون ومن كلا الطائفتين اليوم هم مشتركون بجريمة ما وصلت اليه الامور من مأسي اليمة يعاني منها المواطن. وكل من يقول غير ذلك اما جاهل او منافق او منتفع.
قال الكواكبي قبل ان تسقط الدكتاتور يجب ان توجد الب
fatima -قال الكواكبي قبل ان تسقط الدكتاتور يجب ان توجد البديل وبما ان معظم الثورات لم تحر البديل اصبح حالنا مصداقا لقول ابي فراس الحمداني( حتى اذا اصبحت في غير صاحبها =باتت تنازعها الذؤبان والرخموالذئبان والرخم ومن تعودوا على السوظ والنفاق واستغلال الفرص عددهم جد كبير في وطننا العربي في العراق ذهب صدام وبقيت الصدامية وفي ليبيا ذهب القذافي وستبقى القذافية وفي مصر ذهب حسني مبارك السمسار وسيظهر السماسرة ومتصيدي الفرص المباركيون وفي سريا وتونس هكذا الى ان يجعل الله مخرجا وختاما اقول لابن الفرات ماقلته صحيح لكن الذي لاتعرفه ان حزب الدعوة همش الشيعة من غير حزب الدعوة اكثر مما همش الاخرين لان اعضائه لديهم ثار يريدون تنفيذه بمن نافسوهم فهم انانيون لايفكرون الا بمصالحهم وحزب وبس