هزيمة الامريكيين في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد صادق الحسيني
مع نهاية هذه السنة الميلادية تكون القوات الامريكية الغازية قد غادرت الاراضي العراقية وهي تجرجر اذيالها وخيبتها وتسجل هزيمة تاريخية لقيادتها السياسية لم تشهدها منذ حرب الفيتنام، هذا ما تؤكده الكثير من الوقائع والمؤشرات والعلامات الدامغة ربما كان من اهمها فشل قيادة هذه القوات من املاء قرارها على الحكومة العراقية للتمديد لقواتها او استحصال حصانة على جزء ممن كان يفترض ان يبقى او الحصول على قواعد ثابتة تتجسس على الشعب العراقي كما على الجوار العراقي العربي والاسلامي!
واذا كان صحيحا القول من جانب الكثيرين من المحبين للمقاومة العراقية ومنهم قيادة المقاومة الاسلامية اللبنانية العزيزة بان علينا ان نحتفل بهزيمة الغزاة الامريكيين في العراق وتظهير هذه الهزيمة بكل ما اوتينا من وسائل الا ان هذا هو ليس كل الصورة التي امامنا!
نعم لقد تمت هزيمة الجيش المحتل واجبر على الجلاء والهروب من ارض الرافدين ولكن ونحن نظهر هذه الهزيمة ونحتفل بها علينا ان نسجل للتاريخ وللاجيال القادمة ما يلي:
ـ ان الفضل الاكبر والاول في ذلك يعود الى سواعد المقاومة العراقية الاسلامية البطلة والشريفة التي عملت 'رهبانا في الليل واسودا في النهار' على انهاك هذا المحتل الذي جاء في الاساس ليبقى وليس ليرحل!
ـ الفضل موصول في هذا السياق ايضا للشعب العراقي العظيم والمظلوم الذي عانى الامرين من القريب والبعيد لاسيما ممن هم من بني جلدته الذين فتحوا هواءهم وسماءهم ومياههم واراضيهم امام الغزاة ثم تركوه يقاوم وحده بلحمه الحي اعتى امبراطورية وحشية في العالم وقد جاء وقت الحساب!
ـ ثمة بطانة احتلال وانتهازيون وتجار حروب ومقاولو انتداب اجنبي ومتعاقدون رسميون وغير رسميين من رجال السياسة والنخب المثقفة منهم
الليبراليون ومنهم العلمانيون ومنهم اليساريون ومنهم الاسلامويون ومنهم المتاجرون باسم الدين او المذهب او الطائفة ممن عمل وساهم على انجاح الغزو او اطالة امد الاحتلال ويريد اليوم ان يتاجر بسفر الهروب الامريكي معنا، ولكن جاء وقت الحساب!
ـ صحيح ان الجسم الخشن للاحتلال قد خرج ولكن الجزء الناعم منه وربما سيشكل في الآتي من الايام الخطر الجديد الاكثر تعقيدا امام العراق المحرر لا يزال جاثما فوق صدر الشعب العراقي الا وهو الجواسيس ورجل الاستخبارات الذين لن يقلوا وحشية عن الجيش المدجج بالسلاح والذين ابقتهم قيادة الاحتلال المهزوم اما باسم ديبلوماسيين يقال ان عددهم سيتراوح بين 15 الفا الى 17 الفا بالاضافة الى 22 منظمة امنية مكنها المنظمة الامنية سيئة الصيت اي بلاك ووتر والتي تقول الانباء بانها باقية ولكن باسم جديد، بالاضافة الى جيش من الجواسيس الاقتصاديين والمرتزقة من ناهبي ثروات الشعوب والذين يقال ان بينهم 55 شركة يهودية صهيونية تمارس نشاطها فعليا فوق ارض العراق لا بد لكل مقاوم شريف ان ينتبه لها ويلاحق فلولها ويطردها سريعا من ارضه لان كل واحدة منها يمكن ان تشكل سفارة متجولة للكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين اي قلب الامة الاسلامية وجرحها النازف!
ـ صحيح ان العراق بات بلدا مستقلا وعاد دولة عربية ذات سيادة وبدأ يأخذ دوره العروبي والاسلامي لاسيما الى جانب المقاومة العربية والاسلامية مشكورا، الا ان الصحيح ايضا بان على الحكم العراقي بحلته الجديدة مهام تاريخية ينبغي له ان ينجزها والا سقط في الامتحان واهمها ملاحقة القتلة والمجرمين من مرتكبي حروب الابادة ضد الشعب العراقي المظلوم من قادة عسكريين وامنيين وسياسيين امريكان ارتكبوا طوال سنوات الاحتلال ابشع الجرائم بحق العوائل والسكان والمجاميع والافراد العراقيين وان من حق هؤلاء على من يمثلهم اليوم ان يطالب بحقهم في المحاكم الدولية حتى تكتمل فرحة النصر بهزيمة الجيش الامريكي والا ستبقى الفرحة ناقصة وغصة في حلق ملايين العراقيين!
ـ ان على رجال الحكم الفعليين واجب اخلاقي وحقوقي وديني وانساني تجاه اسر الشهداء والجرحى والمقاومين والمفقودين وضحايا الحرب القذرة والمهجرين غصبا وبالاكراه، لا بد من تهيئة كافة الظروف التي تعيد لهم حقهم الطبيعي في العيش الكريم في بلدهم المحرر كما يفترض!
ـ ان على رجال الحكم الحاليين الامتناع منعا باتا من الاقتراب من رجال
المقاومة الشريفة والمناضلة وافساح المجال لهم بالتمام والكمال ليبقوا الجنود المجهولين الذين كما ساهموا في صناعة اسطورة النصر على اعتى جيش امبراطوري في العالم ان يكملوا مهامهم في الحرب الناعمة التي ستنطلق بقوة اكبر ضد من تبقى من فلول هذا الجيش المهزوم في بلاد الرافدين حتى يتحرر العراق كاملا ويتم تطهيره من براثن كل اشكال الاحتلال وزبانيته وبطانة احتلاله!
نعم في مثل هذه الحالة فقط يحق لمن يريد من رجال السياسة والنخب المثقفة من المترفين ان يشارك الشعب العراقي ومقاومته في احتفالات النصر على المحتل وان يكفر عن بعض مما اقترفه من ذنوب او تقصير تجاه شعبه ايام الشدة وطريق ذات الشوكة الذي اختطه المقاومون لانفسهم، فيما كان هو يغرف من بيت مال شعب العراق العظيم دون رحمة او رأفة!