جريدة الجرائد

ماذا يريد المالكي ؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علي حسين


ظلت الناس تتساءل لماذا تم توقيت قضية الهاشمي مع انسحاب آخر جندي أمريكي ، ولماذا خرج عليهم رئيس الوزراء في مثل هذا اليوم متجهما متحدثا بخشونة ، البعض يقول ربما المالكي اختار هذا التوقيت بعناية ليوصل أكثر من رسالة وإشارة بأن المعركة السياسية القادمة ستدار بالطريقة التي يريدها هو ، هذا على مستوى الشكل اما على مستوى المضمون فان اخطر ما جاء في حديث المالكي هو تلك العبارة التي قال فيها " علينا ان نقبل به - يعني الدستور -

على ما موجود به ومن يرفض الدستور عليه ان يكون خارج الحكومة " ولو وضعنا هذه العبارة بجوار ما يصرح به مجموعة المقربين من رئيس الوزراء سندرك اننا بصدد لعبة خطيرة تقوم على تفسير الدستور بما يتلاءم مع الظرف الذي يمر به رئيس الوزراء، شيء من ذلك جرى في المؤتمر الصحفي الأخير والذي لم نفهم منه شيئا باستثناء أن " نعم " للإجراءات الأخيرة تعني الاستقرار السياسي والحفاظ على الدستور، بينما كلمة " لا " تعني عدم الحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الماضية حسب تعبير المالكي نفسه.
لقد قامت صورة الدولة بعد 2003 على فكرة تقاسم السلطات والفصل بينها بحيث تمنع ظهور "الحاكم الأوحد" وقد دفع المواطنون جميعا الثمن غاليا بعد عقود من الدكتاتورية التي مارسها صدام وبعد سنوات من الصراع بين أجنحة السلطة للوصول إلى تفاهم مشترك لتقاسم السلطة ، الفصل بين السلطات لم يكن ليتاح لولا تضحيات العراقيين الذين عانوا سلطة الرجل الذي بيده كل شيء ويعرف كل شيء، لكن يبدو أن البعض لا يريد لصورة القائد الضرورة أن تغادر الذاكرة العراقية، فبدأ من الآن يضع نهاية للمسلسل السياسي العراقي ، نهاية يظهر فيها القائد الأوحد وهو يبتسم ويطمئن شعبه أن كل شيء يسير بالاتجاه الصحيح وان مؤامرات الامبريالية وأعوانها ستقبر والى الأبد ، وينتهي المشهد بتصفيق حاد من المشاهدين المساكين الذين تنطلي عليهم اللعبة، والذين لا يعرفون حتى لحظة اقامة المؤتمرات الصحفية ، كيف يتخذ القرار في العراق؟ ونعني هنا القرارات التي تمس حياتهم وأمنهم ومستقبلهم، ومن المؤكد أن أعضاء في مجلس النواب هم مثلنا نحن المساكين تفاجؤوا بالبيان الهادر الذي اصدرته قيادة عمليات بغداد ، في معظم الخطوات التي يتخذها رئيس الوزراء فان الذين يعرفون ببواطن الامور وبما سيصدر من قرارات هم فقط مجموعة صغيرة من الدائرة الضيقة المحيطة بالسيد المالكي ، بعد ذلك سيجد اي قرار مهما كان مصيريا طريقه للاعتماد عبر تصريحات من المقربين يهللون ويطبلون ويعتبرون ما حدث انجازا سيضاف الى الانجازات الكثيرة التي ارهقت المواطنين خلال السنوات الماضية.
ندرك جيدا أن الحكومة تتعامل بعشوائية مع ملفات خطيرة ومهمة ،و تتحرك بلا أي إستراتيجية أو منطق وبلغت بها قلة الحيلة أنها صارت تخترع لنا كل يوم عدوا جديدا كي تلهينا عن العدو الحقيقي، وصارت معظم تصريحات المقربين من رئيس الوزراء تثير المشاكل والأخطر غضب الناس .
ان قراءة سريعة لمجريات الأحداث في الأيام الأخيرة ستوضح لنا أن القوى السياسية إذا لم تتوافق فيما بينها فإننا ذاهبون ــ لا قدر الله ــ إلى كارثة محققة.
السيد المالكي ليس امامك اليوم من طريق سوى ان تجلس مع القوى السياسية الاخرى وان تتفق معهم على القواعد التي تحكمون بها البلاد وحسب الدستور الحقيقي ، لا الدستور الذي في مخيلتك ، لأن البديل لا يمكن تخيله وقد يجر الجميع الى طريق لن ينفع فيه الندم أبدا.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الديكتاتورية
احمد الواسطي -

ابو حسين، العراقيون وبكل مشاربهم يعلمون جيدا ويطلبون ان تفصل المشاكل السياسية عن المشاكل الأمنية !! فلمدة ثمان سنوات كان هناك خلط بين الأمرين فمثلا يزعل شخص في البرلمان وهدد بحرب أهليه!! فالكل في الحكومة ولكن هناك الاف تقتل!! فيجب ان تاخذ الوزارت الامنيه دورها بعيدا عن السياسة!! وهذا الامر يتطلب شخصا يوقف تداخل السياسة بالأمن والرجل الذي اظهر بانه قادر على ذلك هو المالكي!! اما عن الديكتاتورية فليطمأن ابو حسين ان هذا غير ممكن في العراق لاسباب عديدة!! تحياتي;

طائفي ودكتاتوري!!
علي -

ماذا يريد المالكي ؟ سؤال نتوجه به لكافة أبناء العراق بدون استثناءو خاصةً من لديه حس و طني و غيرة على أرضه و عرضه ...الحقيقة مؤلمة يابو حسين اطمأن فالعراقيون وبكل مشاربهم يعلمون جيداان المالكي طائفي عنصري ودكتاتوري !!بدون ثورة حقيقية و وقفة عز بوجه هذه العصابة التي يقودها أبن طويريج لن يتحقق شيء و سيسير العراق والعراقي من سيء إلى أسوء , لأن نوري المالكي سيبقى يفتعل المشاكل و الأزمات بينه و بين خصومه ليس من أجل العراق و من أجل شعب العراق بل من أجل الحفاظ على المناصب و المكاسب التي كسبها و الأموال التي نهبها هو و أبنائه و عشيرته و أصهاره و أنسابه و أسياده , نعم هذا الرجل استقوى علينا بأسياده الأمريكان و الإيرانيين الفرس ألد أعداء العرب , و استأثر بالكرسي و السلطة أيما استئثار و هو ذاهب بنا و بالعراق حتماً إلى الهاوية و التقسيم و الشرذمة و القتل و التشريد حتماً... لا يعنيه إطلاقاً هموم و مآسي و حرمان هذا الشعب المغلوب على أمره!!! الى تعليق (1) انتم من تصنعون الطغاة كما صعنتم من صدام طاغية...

من اين دخل الاحتلال الامريكي ؟من السعوديه اوايران؟
احفاد البابليين -

اقلب عنوان المقال كل اتي ..ماذا نريد من المالكي؟؟؟؟نريده دكتاتوريا عادلا قاسي جدا جدا على العملاء والخونه وحاضنات الارهاب الوهابي الاعرابي وعطوف جدا جدا على الشعب العراقي الذي انتخبه..نحن نعرف جدا ان السعوديه التي ادخلت لنا الاحتلال الامريكي من ارضها هي التي زرعت قائمه البعثعراقيه كسرطان لتخريب وتعطيل العمليه السياسيه لانعرف هل السعوديه احست بذنب لاانها ادخل الامريكان من اراضيها؟؟؟؟؟