جريدة الجرائد

هكذا جرّت أميركا ذيول الخيبة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

وفيق السامرائي


يوم الأمل، يوم النصر.. كثرت تسميات العراقيين في وصفهم للانسحاب الأميركي الذي لم يكد دخان محركات المعدات المغادرة يتبدد حتى نشبت أزمة سياسية تهدد العلاقات الوطنية تهديدا خطيرا.

وإذا كان في الانسحاب الأميركي نصر للعراقيين، فإنه سجل خيبة كبيرة للسياسيين الأميركيين من ذوي العقول القاصرة. وإذا ما راجعنا السجل الأميركي نراه ملطخا بهزائم استراتيجية كبرى وتكتيكية لا تحصى، تعكس كارثية القرارات المتهورة الجوفاء والحسابات الركيكة.

زجوا بقواتهم في خليج الخنازير وهزموا، وزجوا بها في حرب فيتنام وخسرت أميركا نحو 200.000 قتيل وجريح من قواتها، وكانت الخاتمة هزيمة ساحقة. وتدخلوا في الصومال بعملية الأمل وهربوا في أول اختبار، وشنوا حربا باردة على الاتحاد السوفياتي فوضعوا لبنات ترشيق الدولة الروسية وتخليصها من ترهل كان سيؤدي إلى انهيار حتمي داخلي، وشنوا حربا على أفغانستان وها هي طالبان موجودة، وبقيت كل تهديداتهم للبرنامج النووي الإيراني فارغة وهراء.. أما نتائج حرب العراق فأدت إلى بداية تقوقع نفوذ أميركا وانحسار دورها القيادي.

نعم كان لدى العراق برنامج نووي وترسانة من أسلحة الدمار تبين أن بغداد دمرتها بعيدا عن عيون المراقبين، وهو خطأ كان ممكنا تفادي عواقبه لو جرت الإجراءات بإشراف المراقبين. وحدث الذي حدث وأخل الأميركيون بتعهداتهم. فعمد بريمر حاكمهم المدني على تفتيت العراق، وإثارة النعرات، وتجسيد فلسفة المكونات، وزرع العداء بينها. فانتشرت العمليات المسلحة من عشرات الأشخاص في الفلوجة وسامراء إلى مئات آلاف المسلحين والمساندين والداعمين المباشرين في كل أنحاء العراق، وما يؤكد هذه الأرقام أن عدد من أدخلوا المعتقلات الأميركية تجاوز نصف المليون شخص. وساعد المخبرون السريون وتقاريرهم الكاذبة إلى القوات والأجهزة الأميركية في تأجيج مشاعر الغضب الشعبي وانتشار حمل السلاح، فتراجعت قدرة الأميركيين على ضبط الأمن على الرغم من ضخ المزيد من خيرة تشكيلاتهم القتالية، واستمر التدهور إلى حد التفكير بانسحاب شامل مبكر، لولا تصادم الجماعات المسلحة في ما بينها وظهور الصحوات.

لقد تحملت القوات الأميركية خسائر كبيرة، ووضعها سياسيو واشنطن تحت ظروف بالغة التعقيد. وفشل الجيش وأجهزة المخابرات في تعديل المسارات الخاطئة للسياسيين الذين اعتمدوا في حساباتهم على توصيات سطحية لأشخاص ربما لم يروا العراق من قبل.

وماذا حدث في أفضل الأحوال؟ رفضت الكتل السياسية التجديد لبقاء القوات الأميركية على الرغم من التعقيدات المحلية والإقليمية، فخرج الأميركيون بخفي حنين، وكل ما يقال عن امتيازات ومكاسب حقيقية ليس إلا هراء وسرابا. فخسائرهم تعدت كل الحسابات وكل المكاسب التافهة. والسبب الرئيسي للهزيمة يكمن في سياسة واشنطن لمرحلة ما بعد الاجتياح المتغطرسة الهوجاء. ويفترض أن تكون الهزيمة الأميركية عبرة للآخرين؛ كل الآخرين.

ومهما قيل عن الحجم غير العادي للسفارة الأميركية في بغداد وكثرة موظفيها وعناصر حمايتها، ومهما ضخم عدد المدربين الأميركيين، فقدت الإدارة الأميركية القدرة على فرض إرادتها على العراقيين، وذهبت مئات مليارات الدولارات هدرا، وذهبت دماء جنودهم كسابقاتها.

فهذا هو العراق كما كان قبل 1400 عام، بلد الشد والجذب والمناورات والغزوات الداخلة والخارجة، وأهله من الشعوب الصعبة المراس، وعلى أرضه تلتقي الحضارات أحيانا وتتصادم في حالات كثيرة. وحتى على المستوى الداخلي، أظهرت الأحداث الأخيرة قيادات متحمسة مستعدة للتصادم باستخدام كل الوسائل المتاحة لها. وهو ما يقود إلى استنتاج واحد كبير هو أن التصادم إذا ما حدث فإنه سيقود إلى ما يكسر التوقعات ويتجاوز بالتأكيد النطاقين، المحلي والإقليمي. ولا تزال أمام العراقيين فرصة للتعايش في عراق ديمقراطي موحد، وهذا يتوقف على الالتزام بالدستور، بكل الملاحظات المسجلة عليه، واحترام الخصوصيات الخاصة للثقافات والديانات، إلى أن يأتي يوم يختار فيه العراقيون طواعية حمل هوية واحدة اسمها هوية المواطنة، وهذا يمكن تحققه إذا حسنت نيات السياسيين، أو يستغرق أجيالا، وقد لا يحدث، وقد تسبقه أحداث دراماتيكية. والموقع الجغرافي يساعد في فهم طبيعة المعادلات. فإذا كان من البساطة أن يجد الفرد مجالا ميسرا للتواصل الخارجي فكيف حال الأحزاب والجماعات؟ ربما هناك من يقول إن القوانين كفيلة بالحل، فالمشكلة أن الناس ضعف التزامهم بالقانون، وكلما ازدادت قسوة المواد القانونية، دفعتهم نحو الالتفاف والتمرد. وهذا يتطلب وقتا طويلا وشعورا بالعدل والإنصاف. "فالمكونات" الرئيسية الثلاثة قوية بما لا يمكن الاستهانة بأي منها.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أكثر أهل النار نتيجة حصائد السنتهم ( حديث شريف )
ابومنتظرالعتابي -

ماذا تريد ان تقول يا وفيق السامرائي . أصبحت كلمة الحق ثقيله عليكم لا تستطيعون ان تنطقوها . وأصبحتم تكتبون دراما وسيناريو من بنات أفكاركم . لنا سؤال واحد لو كنتم تستطيعون الاجابه عليه نكون شاكرين لكم على بيان الحقيقه وتثبيت مصداقيّتكم . السؤال هو : لون كان القضاءالعراقي أصدر مذكرة أعتقال بحق الدكتور الجعفري أو الدكتور احمد الجلبي أو رئيس الوزراء نوري المالكي او الرئيس جلال الطلباني أو رئيس أقليم كردستان مسعود البرزاني . هل تكتبون بنفس الطريقه وتطرحون نفس الافكار وتضعون نفس التحليلات .

مع ام ضد
عراقي -

وفيق السامرائي انت واحد من الطبالين والمزمرين للاحتلال .... ثم بعد ذلك منحوك منصب مستشار عسكري لطالباني ... ثم اكتشفوا انك واحد مما شارك في عمليات الانفال والقبور الجماعية فمنحك السيد الطالباني فرصة ان تنفذ بجلدك ... وها انت تمجد خروج الاحتلال ... ما افتهمنا انتم شنوا ... رقصتم عمندما جاءت امريكا.... ورقتصم عندما خرجت امريكا ...........

يتكلم!!!
سامي -

مخالف لشروط النشر

خير انشاء اللة
ابن الرافدين -

اشو كثروا علينا المدعين باخراج الامريكان من العراق بس اكيد انتة طلعتهم الضاري شيخ الخاطفين ايضا يدعي لولا مقاومتة لما خرج الامريكان بس السوال الان خرج الامريكان هل تستمر الاحزمة الناسفة والمفخخات تحصد بالشعب العراقي ؟

عجبي
جبار ياسين -

هناك مغني مصري في اوائل سبعينات القرن الماضي كان يغني عجبي على عبد بيطاول على سيدو اي سيده وهذا ينطبق عل السيد السامرلي .

من اخرج الامريكان؟
رافد السليم -

في الحقيقة والواقع ، وابتداء واقعا فان الذي اخرج الاحتلال هو المصارعان عباس الديك بطل الزورخانة المعروف في الاربعينات الذي قلع مصارين المصارع الامريكي وليم هيغ بقبضة يده ورماه خارج الحلبة ميتا وحاز على بطولة العالم في المصارعة الحرة. ومنذ ذلك الوقت يدور الصراع بين امريكا والعراق حتى جاء المصارع الفذ عدنان القيسي صاحب( ) المشهورة والتي اعجب بها رئيس الوزراء نوري المالكي حين التقى الكفاءات العراقية العائدة من الخارج وقال له لقد تاثرت كثيرا بالعسكية التي كنت تطرح بها المضارعين الامبرياليين في بداية السبعينات وخاصة العكسية التي وجهتها للغول الامريكي كوريانكو الذي طرحته ارضا في ملعب الشعب بينما كانت الاعتقالات ضد المعارضين العراقيين تجري على قدم وساق. اما الشخص الثالث الذي اخرج الاحتلال فهو الشيخ مزبان بن عفطان ، شيخ مشايخ عشائر الدولمة والبابونغ الذي يستخدم كلمة( عفطية) وكلمة (حثلّلك) المشددة في وصف الامريكان وقد فهم الامريكان معنى الكلمتين الجهادي فهربوا واحدا بعد الاخر تاركين العراق للعراقيين من الحثلك والعفطية .

شرف لا يمكن ان تدعيه
عراقي -

خروج الامريكان من العراق هو شرف لا يمكن ان يدعيه احد , فكم عدد خسائرهم؟ خسائرهم هي اربعة الاف جدني خلال تسع سنوات ؟ يعني حوادث الطرق في امريكا يموت فيها اضعاف هذا الرقم خلال السنة والان تريد ان تقعني بانهم خرجوا بسبب الخمسائر؟ , اتركوا الاستعراض يا حاقدين , اما ( المقاومة ) وهي كلمة حق اريد بها باطل , فو الله ما اوجدتوها الا لقتل اخوتكم في الوطن وقتلهم و التمثيل بجثثهم , لا نريدك ولا نريد تحلليلاتك واتركنا نعيش بسلام .