جنبلاط ينصح مبارك بأن يرحل مع رموز نظامه

جنبلاط ينصح مبارك بأن يرحل مع رموز نظامه: فليعذرني الحريري والأفضل تعلم دروس الجغرافيا السياسية

بيروت


أعلن رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنه ترجم انعطافته لمصلحة رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي عندما رأى أن باب التسوية السورية ـ السعودية حول لبنان قد أغلق، داعياً الرئيس سعد الحريري الى "أن يتعلم من دروس الجغرافيا السياسية". ورأى ان "لا مناص للرئيس حسني مبارك من أن يسمع مطالب الشعب وأن يرحل بهدوء مع رموز نظامه".
واستغرب جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، "التفاهة التي يتحلى بها البعض من المنظرين والمحللين الاستراتيجيين الغربيين الذين يحذرون من أن البديل المتوافر عن النظام الحالي هو الحركات الاسلامية التي يحلو لهم توصيفها بأنها متطرفة، بينما هي جزء من التاريخ والتراث العربي والاسلامي والمصري"، مطالباً إياهم بـ"الكف عن تقديم النصائح وليترك للشعب المصري أن يحدد خياراته السياسية".
وأكد أن "ثورة مصر بغنى أيضاً عن نصائح المستشرقة هيلاري كلينتون لأنه عندما انطلقت شرارتها من عمق الأحياء والشوارع والساحات المصرية لم تكن تنتظر صفارة الغرب لتتحرك، ولم تلهث وراء دعم هذه الحكومة أو تلك".
ووجه نصيحة الى الرئيس مبارك قائلاً: "من الواضح أن الشعب المصري قال كلمته، ويبدو أنه لا مناص للرئيس حسني مبارك من أن يسمع مطالب الشعب وأن يرحل بهدوء مع رموز نظامه بعد كشف حساب عن الممتلكات غير الشرعية التي تعود للشعب، لعله يوفر بذلك المزيد من الغضب عن هذا الشعب العربي المناضل".
وفي حديث الى صحيفة "الوطن" القطرية، اشار جنبلاط الى ان "الانعطاف التدريجي لموقف الحزب والعودة إلى العلاقات الطبيعية والتاريخية مع سوريا ومع "حزب الله"، بدأ في العام 2009، ثم كان لقاء مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله"، مذكرا بأنه "في 31 آذار 2010 كانت المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد، لذا فالموقف الذي اتخذته في العام 2009 واللقاء مع الرئيس بشار الأسد واللقاء مع السيد حسن نصر الله، تُرجم بالمفصل الذي هو تسمية الرئيس ميقاتي، أي لم أقم بهذا في شكل مفاجئ، بل حذّرت ونبّهت وقمت بالانعطافة الموضوعية التاريخية".
اضاف: "لقد حاولت إلى آخر لحظة أن أوصل مشروع التسوية السورية ـ السعودية، ثم القطرية ـ التركية، والتي كانت في بنودها واضحة لناحية مواءمتها للتسوية السورية ـ السعودية، إلى الآخر، ولكن أميركا بالتحديد عطلت تلك التسوية".
واكد "لن أدخل في سجال مع الشيخ سعد الحريري، لأن هذا ليس مناسبا، ولكن كان يمكن له أن يقوم بتلك التسوية وربما الظروف منعته، وعندما رأيت أن باب التسوية أغلق كان لا بد من هذه الانعطافة، أو بالأحرى كان لا بد من ترجمة تلك الانعطافة لمصلحة ميقاتي".
وعن التصريح الاخير للرئيس الحريري وشعوره بالخيانة من حلفائه السابقين، قال: "فليعذرني الرئيس الحريري.. ما من أحد يدوم. الشعور بالخيانة والاغتيال السياسي كلمات ذات طابع عاطفي. في النهاية هو اليوم خارج الحكومة، وغداً قد يعود. هذه هي اللعبة السياسية في الأنظمة الديموقراطية، وهذه ليست نهاية العالم، ولكن أفضل شيء هو أن نتعلم دروس الجغرافيا السياسية". وتمنى "ألا يلغي خلافي السياسي مع الحريري صداقتي الشخصية معه".
اضاف: "لو كنت مكان الشيخ سعد لشاركت بلا تردد في حكومة نجيب ميقاتي". ورأى أن رئيس "تيار المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "يتمنى فشل الحريري ليعود إلى رئاسة الحكومة".
ووصف كلام قوى 14 آذار بأن الحكومة المقبلة ستكون تحت مظلة ولاية الفقيه لأنها حكومة "حزب الله"، بأنه "غير صحيح"، معتبراً ان "الرئيس ميقاتي له قاعدته السنية والإسلامية المعروفة بالاعتدال، وله حلفاء في العالم العربي وفي الغرب، وصوتي وصوت "حزب الله" وصوت العماد (ميشال) عون والغير كان له الترجيح. هذه اللعبة وماذا بعد؟".
ولفت الى أنه تم استهدافه في يوم الغضب الذي نفذه انصار "تيار المستقبل"، احتجاجا على عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، مشيراً إلى أن "اللبنانيين ليسوا بحاجة إلى نصائح واشنطن وتحديداً نصائح مدام هيلاري (كلينتون)".
واذ اعترف بـ"التورط في كشف اتصالات المقاومة"، أقر بأن "ذلك كاد ان يدخل البلاد في حرب مذهبية"، معتبراً أن "اتهام سوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أتى استنادا إلى شهادات وإفادات تشبه أفلام هوليوود". وقال: "هاجمت سوريا والآن أدافع عن العلاقة التاريخية الموضوعية بينها وبيننا".
وعن انشقاق النائب مروان حمادة، قال: "لن أدخل في سجال مع حمادة، والمحكمة ستقرر إذا كان متورطا في ملف شهود الزور". واوضح "لم أغيّر موقفي بشكل مفاجئ بل حذرت ونبهت ثم قمت بالانعطافة التاريخية، وعلينا أن نحترم الجغرافيا السياسية لحفظ الأمن والاستقرار في بلدنا".
وأبرق جنبلاط الى وزير خارجية ايران علي أكبر صالحي مهنئا بنيله ثقة مجلس الشورى الايراني. ومما جاء في البرقية: "اهنئكم على نيلكم ثقة مجلس الشورى، وأتمنى لكم كل النجاح في مهامكم، خصوصا في هذه الظروف التاريخية التي نمر فيها، والدور المهم للجمهورية الاسلامية الايرانية".