الجيش المصري: مَطالب الشعب مشروعة والحرية مكفولة

الحكومة الجديدة تؤدي اليمين.. ومحمود وجدي للداخلية بدل العادلي

مصر تتأهب لمسيرات مليونية تحت عنوان "يوم القيامة"

القاهرة

أدت الحكومة الجديدة في مصر برئاسة الفريق أحمد شفيق اليمين الدستورية امس، واحتفظ فيها عدد من الوزراء السابقين بحقائبهم الوزارية. فيما تم تعيين اللواء محمود وجدي، رئيس مصلحة السجون السابق ، وزيرا للداخلية خلفا لحبيب العادلي الذي أثار لغطا كبيرا إثر مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين أوقعت عددا من القتلى خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك فيما تدفقت امس أعداد متزايدة من المتظاهرين على ميدان التحرير في قلب القاهرة، بالتزامن مع إضراب عام، وقبل ساعات من "مسيرات مليونية" اليوم لمطالبة الرئيس مبارك بالتنحي" في سابع أيام الغضب.
واحتفظ وزير الدفاع المشير محمد حسين طنطاوي بحقيبته الوزارية، كما عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء.
كما احتفظ بحقائبهم كل من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير البترول سامح فهمي، ووزير الإعلام أنس الفقي، ووزير الإنتاج الحربي سيد مشعل، الكهرباء حسن يونس، الاتصالات طارق كامل، التضامن الاجتماعي محمود مصيلحي، ووزير التعليم العالي هاني هلال، ووزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبد الهادي.
وعين الدكتور جابر عصفور وزيرا للثقافة خلفا لفاروق حسني، وعينت مشيرة خطاب وزيرة دولة للأسرة، كما عين يحيى عبد المجيد مصطفى وزير دولة لشؤون مجلس الشورى، وعين الدكتور عبد الله الحسيني وزيرا للأوقاف، وزاهي حواس وزير دولة لشؤون الآثار.
كما ضمت الوزارة الجديدة سميحة السيد فوزي إبراهيم وزيرة للتجارة والصناعة وسمير محمد رضوان للمالية، وإبراهيم أحمد مناع للطيران المدني وأحمد سامح حسني فريد للصحة وحسين إحسان العطفي للموارد المائية والري وممدوح مرعي للعدل وأيمن فريد أبو حديد للزراعة واستصلاح الأراضي.

يوم القيامة

في غضون ذلك، قال الصحافي محمود جمعة إن متظاهرين أطلقوا على المسيرة المليونية المقررة اليوم عنوان "يوم القيامة" في إشارة إلى "قرب نهاية النظام". كما قال إن المسيرة هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل.
واطلق البعض على تظاهرات اليوم في القاهرة والاسكندرية ومعظم المحافظات عنوان "جمعة الرحيل" للاطاحة بشكل كامل بالنظام.
وفي ظل استمرار قطع خدمة الانترنت في جميع انحاء مصر وكذلك خدمة الرسائل النصية القصيرة، يعتمد المتظاهرون على نشر الدعوة من خلال نقلها شفهيا.
وفي ميدان التحرير الذي اصبح بؤرة الانتفاضة في القاهرة، استمرت التعبئة كما في الايام السابقة طوال الليل على الرغم من حظر التجول اذ ظل المئات مخيمين في شوارع وحدائق الميدان الاكبر في العاصمة المصرية.
وبعد ظهر امس بدأ توافد الاف المتظاهرين المصريين على الميدان.

تحرك للجيش

وفيما وصفت بأنها محاولة للحد من اتساع نطاق الاحتجاجات وتحولها إلى مسيرة مليونية، بدأ الجيش تعزيز وجوده في ميدان التحرير مستعينا بقوات من الشرطة التي غابت اخيرا عن معظم الأنحاء، وسط حالة من الانفلات الأمني. وسادت حالة من الخوف بين المحتشدين نتيجة انتشار الجيش وتعزيز قواته، لكن قوات الجيش حاولت طمأنتهم بإعلان أن الهدف هو تأمين مبنى مجمع التحرير الذي يضم العديد من المصالح والهيئات الحكومية.
وظل المناخ العام بين قوات الجيش والمحتجين في الميدان هادئا وتقاسم الناس الطعام واقفين بجوار دبابات كتبت عليها بالطلاء شعارات مناهضة لمبارك.
ويحمل الجيش فيما يبدو مفتاح مصير مبارك لكن رغم امتناع القادة عن سحق الاحتجاج لم يسحبوا أيضا المساندة للرئيس.
وكتب محتجون على لافتة في ميدان التحرير "على الجيش أن يختار بين مصر ومبارك".
وأرسل الجيش قوات اضافية الى المدن في أنحاء البلاد للمساعدة في تهدئة روع السكان ووقف أعمال النهب.
ورغم سعي الجيش لوقف حالة انعدام القانون لا يوجد ما يشير إلى استعداده لدفع المحتجين لمغادرة الشوارع.
وقال العميد عاطف سيد في السويس شرقي القاهرة التي شهدت بعضا من أسوأ اعمال العنف بين الشرطة والمحتجين إن الأمن والاستقرار سيعودان في الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف أن الجميع يحق لهم التعبير عن آرائهم وان الجيش ينصت ويحاول المساعدة في إرضاء كل الأطراف.

برلمان شعبي

وبينما أعلن التلفزيون المصري أن الرئيس مبارك وجه رئيس الوزراء الجديد لبدء حوار مع المعارضة، أعلن المحتشدون بميدان التحرير عن تشكيل ما وصفوه ببرلمان شعبي اتخذ عدة قرارات أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قاضيين وأحد قادة القوات المسلحة.
وعبر المجلس عن رفضه لكل الإجراءات التي اتخذها مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 25 يناير، وتحميله المسؤولية عن الفوضى والانفلات.
وقرر البرلمان الشعبي اختيار مجلس لقيادة ما وصفها بالثورة، ويضم ممثلا عن الشبان المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري، بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعي ومحمد البلتاجي وحمدين صباحي وأيمن نور وأسامة الغزالي حرب وجورج إسحق وأبو العز الحريري.

ليس البرادعي وحده

من جانبها، قررت الجمعية الوطنية للتغيير التي تضم الاخوان المسلمين والحركات الشبابية واحزابا اخرى تشكيل لجنة للتفاوض مع السلطة.
وقال الناطق الاعلامي باسم الاخوان المسلمين انه خلافا لما اعلنه الاخوان الاحد لم يتم "تفويض" المعارض محمد البرادعي وحده للتفاوض وانما تم تفويض "لجنة تضم عدة شخصيات من بينها البرادعي" للقيام بهذه المهمة.
من جهة اخرى، شكلت اربعة احزاب مصرية مع شخصيات عامة تحالفا باسم "الائتلاف الشعبي للتغيير" لمواجهة الفراغ السياسي.
واعلن السيد البدوي رئيس حزب الوفد الليبرالي في مؤتمر صحفي ان احزاب الوفد والتجمع والناصري والغد اضافة الى شخصيات عامة على رأسها الدكتور كمال ابو المجد والدكتور احمد زويل الذي قال انه سيعود اليوم الى مصر، ستقوم بتشكيل هذا الائتلاف لمطالبة مبارك بترك منصبه.

دعوة للحوار وإمكانية حل مجلس الشعب

في ما بدا محاولة للاستجابة الى مطالب الادارة الاميركية باجراءات ملموسة من اجل اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، صدرت عدة تصريحات عن المسؤولين المصريين تشير الى الاستعداد لتنازلات محدودة.
ووجه الرئيس مبارك ليل الاحد الاثنين خطاب تكليف لرئيس الوزراء الجديد الفريق احمد شفيق بتشكيل الحكومة من خلال حوار مع المعارضة في اشارة الى احزاب المعارضة المعترف بها رسميا التي تجاوزتها تماما انتفاضة الشباب.
كما طلب مبارك من رئيس الوزراء الجديد "مكافحة الفساد" ووضع مصالح محدودي الدخل على رأس اولويات حكومته.
من جهته، اعلن رئيس مجلس الشعب فتحي سرور ان البرلمان المصري الذي انبثق عن انتخابات شابها تزوير واسع النطاق، "سيصحح عضويته" من خلال الالتزام باحكام القضاء.
وبعد ذلك اعلن سري صيام رئيس محكمة النقض المخولة قانونا الفصل في الطعون بشأن الانتخابات، ان هذه المحكمة قد توصي بحل مجلس الشعب.

وقف حركة السكك الحديد قبل مسيرة اليوم

اعلن التلفزيون المصري امس توقف حركة السكك الحديد في كل انحاء الجمهورية وذلك عشية مسيرة عملاقة دعا اليها المتظاهرون الذين يطالبون برحيل الرئيس حسني مبارك.
وقال المذيع ان "حركة القطارات توقفت" في كل انحاء البلاد.

إمكانية التجاوب مع الإضراب

في ما يتعلق بالدعوة للإضراب العام اليوم، قال الصحافي عبد الرحمن سعد إن الدعوة بدأت محدودة من جانب المتظاهرين في ميدان التحرير، وتوقع أن تلقى تجاوبا، مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات منحت العاملين فيها اجازات مفتوحة بالفعل. في مقابل ذلك، أشار صحافيون وناشطون إلى أن الدعوة للإضراب قد لا تلقى استجابة واسعة، نظرا لعدم نشرها بسبب قطع الإنترنت ووسائل الاتصال عن المحتجين.

قناة السويس تعمل بكامل طاقتها

اعلنت وسائل الاعلام المصرية الرسمية امس ان قناة السويس تعمل "بكامل طاقتها ولم تتأثر بالاوضاع الحالية". واعلن التلفزيون المصري ان "مصدرا مسؤولا اكد ان قناة السويس تعمل بكامل طاقتها ولم تتأثر بالاوضاع الحالية". ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط تصريح المسؤول نفسه.

حركة جديدة وأربعة مطالب

ظهرت بشكل مفاجئ أمس وسط المتظاهرين حركة جديدة تحت اسم "حركة النهضة المصرية شباب الثورة والشعب"، وأصدروا بياناً حددوا فيه أربعة مطالب رئيسية هي: رحيل مبارك ونظامه، حل الحزب الوطني، محاكمة رجال الشرطة المتسببين في قتل الثوار، استرجاع مال الشعب من الفاسدين، حسب البيان، مؤكدين أنهم مستمرون في تظاهراتهم حتي يتم تنفيذ مطالبهم.