الإسلاميون يهاجمون القمع التونسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
خليل علي حيدر
ما إن أطيح بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي إثر الثورة الشعبية أو الانتفاضة الجماهيرية، حتى امتلأت الصحافة العربية ومنها الكويتية بمقالات لا تحصى، يعبر فيها الكثيرون، ومنهم الكتاب الإسلاميون، عن فرحتهم برحيل نظام القمع وتحرر الشعب التونسي، وصاروا فجأة يمجدون الديموقراطية وحرية الرأي والتعددية، ويهاجمون دولة الحزب الواحد!.
هل سيستمر حماس الإسلاميين للحرية والتعددية، حتى إن هيمنت الأحزاب الإسلامية على حياة تونس السياسية، وتم تطبيق القوانين المكبلة للحريات، وفرضت السياسات التعليمية والإعلامية "المعروفة"؟!
د.وليد الطبطبائي مثلا، الذي جمع بين الإيمان بالسلفية المتشددة، ونظام طالبان في أفغانستان، والديموقراطية الكويتية، كتب يؤيد الثورة ويهاجم طاغية تونس "الذي لم يفهم شعبه".
قال، "ما أغبى الحكومات التي لا تفهم شعوبها أو لا تريد أن تفهمهم. وما أغبى الحكومات التي تنشئ إعلاماً منافقاً يدبج لها الأكاذيب فإذا هي أول من يصدق أكاذيبها، وما أجهل الحكومات التي تظن أن وحش الفساد حليف لها وضمانة لها في الحكم، وما أحمق الحكومات التي تظن صمت الشعب قبولاً وولاء وأن صبره الطويل طاعة وتسليما".
واختتم "لله دركم أحرار تونس، لقد ضربتم المثل وأرعبتم أنظمة الاستبداد في عالمنا العربي، فلا نامت أعين الطواغيت".
وهل طبق د.الطبطبائي مسطرته الديموقراطية على "نظام طالبان"، يوم خنق الأفغان، ومنع تعليم النساء، وصادر حرية كل التيارات، ولم نسمع بأي مجالس أو انتخابات أو صحافة أو دستور في كابل وقندهار؟!
ثم ألا تستحق جرائم طالبان منذ أن سقط نظامهم، وكل هذه التفجيرات وحرق مدارس البنات، واغتيال المدرسات والناظرات، وتشويه وجوه السيدات بالأحماض، وقتل الأبرياء، أي كلمة من كاتب صحافي ونائب في البرلمان ومناصر للدستور في الكويت وداعية للقيم السلفية؟!
الزميل الداعية "نبيل العوضي" كتب مقالاً عن ثورة تونس، الوطن 2011/1/16، ما كان للأديب الشهير فولتير أن يكتب أفضل منه في مآل الطغاة ومصير البغاة، قال "الطغيان مهما علا وتجبر إلا أنه سينكسر يوما وسيوطأ بأقدام الشرفاء حتماً، والليل مهما طال فسينجلي بفجر صادق.. إن الشعوب الحرة قد يسكتها الطواغيت فترة من الزمن وقد يرهبها الجبابرة بالحديد والنار، ولكنها ستنطق بالحق يوماً وستقوم بدفع الظلم وستكون ردة الفعل متناسبة مع فترة القهر والظلم وشدته والشعب سيكسر القيد يوماً ولو طال"، وسفّه الداعية من يظن "أن الملوك دائمون"، وأنهم على كراسيهم مخلدون.
وقال إن "العالم اليوم تغير وباتت التكنولوجيا بيد الجميع"، وانتقد المفاهيم السلفية المعروفة قائلا، "هناك علماء ومشايخ سوء كانوا حول السلطة - في تونس- عقوداً من الزمن، يحلون لهم الحرام ويفتون بوجوب طاعتهم، زين العابدين هو ولي الأمر الذي لا تجوز معصيته"، ولكنه وهو الحريص على القرآن والسنة، لم يقل لنا ماذا نفعل بكل النصوص الدينية والأحاديث الصحيحة في دعم الموقف الشرعي لهؤلاء العلماء والمشايخ، فالداعية العوضي يريد أن يجمع بين الحكم الشرعي والحكم الثوري، دون أن يشرح للقارئ كيف ولماذا!.
يمجد الزميل العوضي التغيير و"أن العالم اليوم تغير"، و"أن التكنولوجيا باتت بيد الجميع".
هل سيتحمل الإسلاميون هذه المستجدات وثورة المعلومات وحرية الفكر والاعتراض والنقاش؟
لننتظر الأيام!
التعليقات
لا لركوب الثورة
قرطاجي -لا نريد دولة مبنية على أشخاص مقدسة دينية يصعب سقوطها أو تغيير سياستها. كلنا خطاؤون حتى رجال الدين فمن يصلح رجال الدين ويوقفهم عند حدهم اذا كانوا يبررون افعالهم بنصوص دينية وهو الواقع الايراني والسوداني والباكستاني والسعودي بامتياز. في تونس نعي هذا الدرس جيدا والحمدلله تونس ثورتها ليست إقتصادية كما يتوهم الكثير فلا أحد طلب تغير السياسة الاقتصادية الى اليوم. ثورة تونس هي ثورة تطلب العدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية...ثورة لتطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية التي وقعناها في مجال حقوق الانسان وغيرها. وهي الوحيدة الكفيلة بتدعيم حقوق الدفاع عن الطبقة العاملة وكل المواطنين والاجانب من استعباد بعض رجال الاعمال والمتنفذين الفاسدين الذين يستغلون انعدام الحريات وعدم نزاهة القضاء لتحقيق ارباح غير مشروعة والسيطرة على أرزاق الناس.