جريدة الجرائد

المحروسة ... قاهرة أم مقهورة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله المجيحم

لقد هالني ما يجري على أرض الكنانة، وذهلت وغيري من المتابعين من الحوادث الأخيرة والتي تجري في مختلف المحافظات المصرية، والمثير للدهشة غياب الأمن وكثرة السراق والبلطجية إلى درجة أجبرت الأهالي على تنظيم صفوفهم ضد هؤلاء الخارجين عن القانون، وأخذوا يتناوبون الحراسة بين الحارات والطرق والمحلات حتى سيطروا على الوضع في ظل غياب تام لرجال الشرطة، بل شوهد بعض أفراد وأمناء الشرطة يشاركون البلطجة والسرقة ولكن تكاتف المصرين حد من امتداد أعمال النهب والتدمير، وحتى مشايخ الأزهر الشريف وعلى رأسهم شيخ الأزهر أخذوا يوجهون الأهالي والشباب وعامة الشعب إلى المحافظة على الأرواح والممتلكات، وكانت لهذه الفتاوى والتوجيهات الأثر الكبير على تحرك الأهالي وعودة الأمن، واستمر كثير من المشايخ في توجيه الشارع المصري الذي تحرك بفعل الفيسبوك والتويتر حتى أن المشاهد للعيان يرى أن أكثر المتواجدين في المظاهرات هم من فئة الشباب والمستخدمين للانترنت بكثرة، ويدخل معهم على الخط الصحافيين والكتاب ومجموعة كبيرة من الدكاترة والمحامين والأطباء، والمتابع لما يجري على الأرض يرى بأم عينه الغياب الكبير لما يسمي قوى المعارضة ورموزها! أم أن عدم التصديق والخوف دفع بعض الأحزاب للعب دور المحرض المتفرج حتى تنتهى اللعبة ثم تدخل على الخط وتعلن أنها السبب من كانت وراء هذا التحرك الشعبي الكبير، والذي أراد أن يرفع من سقف مطالبه ليصل إلى رحيل النظام بأكمله.
نحن هنا لا نتدخل في الشؤون الداخلية في البلدان الشقيقة، ونحن كذلك على ثقة بأن الشعب المصري سيتجاوز هذه المحنة ويرسو على بر الأمان، ولكننا نحزن ونتأثر من بعض المشاهد المؤلمة وهي تعرض عبر القنوات الفضائية، ويؤلمنا ما يجري لهذا البلد العربي الشقيق والذي يعد من أكبر البلدان العربية، بل والعمود الفقري لمنظومة جامعة الدول العربية، والتي لم تحرك ساكنا وكأن الطير أكل لسان أمينها العام والذي يملأ الدنيا بتصريحاته عندما ينتقل بين الدول العربية، أم أن النار أكلت طرفاً من ثوبه وآثر السكوت ولم يعلق أو يبدى رأي جامعة الدول العربية أو تصريح شخصي على الأقل وخاصة بعد دخول المظاهرات اسبوعها الثاني ولو بتصريح.
ونعود مرة أخرى للمشهد الدراماتيكي والذي مسرحه (قاهرة المعز) فقد كثرت التصريحات ومعها أخرى مضادة لها، والشعب المصري لا يمتثل للأومر الصادرة بمنع التجول وحظر المظاهرات في الأماكن العامة، وكل يوم يزداد عدد المتظاهرين ويزداد عدد الضحايا والمنظمين ويتوعدون بمظاهرة مليونية من دون أن نعرف أو يعرف الشارع العربي من هم قادة هذه المظاهرات والتي يسميها بعض المتظاهرين بالثورة!
والمشهد الأكثر إثارة إقالة الرئيس للحكومة وتعيين حكومة جديدة والتي يقول عنها المتظاهرون أنها لا تلبي مطالبهم وهو رحيل النظام بأكمله. وحتى لو كانت مطالب المصريين بهذا السقف العالي فهم أحرار، ولكن من الخطأ المطالبة بإسقاط كامل لدولة، ومن الصواب عدم الانجراف وراء بعض الهتافات التي تريد حرق البلد بأكمله، والتي يختبأ محرضيها خلف الشبان والفتيات الذين يطلقون صيحاتهم مطالبين برحيل الرئيس وهم لا يعلمون خطورة ذلك الوضع، و لو أنهم قبلوا بالإصلاحات وتريثوا حتى يحصلوا على حقوقهم لكان خيراً لهم ولبلدهم... ولتبقى المحروسة محروسة بعناية الباري عز وجل القائل "ادخلوها بسلام آمنين" ثم محروسة بعناية أبنائها المخلصين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف