جريدة الجرائد

تردُّد الجيش ينهي نظام مصر ويهدِّد أميركا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سركيس نعوم

لم تكن الولايات المتحدة، سواء في عهدي "المحافظين الجدد" وباراك اوباما مغرمة بالرئيس المصري حسني مبارك وبسجل نظامه. وكانت لها في العهدين "كباشات" مهمة معه وضغوط مباشرة عليه بغية اقناعه بتوجيه نظامه نحو الديموقراطية وإن تدريجاً تلافياً لمواجهته ونظامه تطورات غير محسوبة كالتي تشهدها بلاده منذ "25 يناير" الماضي يمكن ان تقلب الاوضاع في مصر وتُهدِّد جدياً المصالح الحيوية الاميركية في الشرق الأوسط.
لكن الولايات المتحدة لم تصل الى حد التآمر على مبارك مع مؤيديه وحماة نظامه وفي مقدمهم الجيش ربما لأنها لم تكن تتوقع الانتفاضة الحالية أو الثورة. وربما لأن مبارك كان "شريكاً" مخلصاً لها ساهم في تنفيذ الكثير من سياساتها في المنطقة كما ساعد في إحباط المخططات المعادية لها. اما الآن وبعد الذي تشهده مصر منذ نحو اسبوعين فإن الولايات المتحدة بدأت تفيق من "الحلم الاستقراري" داخل مصر الذي أقنعها به مبارك. فغالبية الشعب تريد رحيله عن السلطة وإسقاط نظامه. علماً ان النظام وراعيه الاميركي يمكن ان يضحيا بالرئيس بغية المحافظة على النظام سلميّاً وإن بوجه جديد يُقنِع الجماهير الغاضبة بحفظ الشراكة الاستراتيجية المصرية - الاميركية والسلام المصري - الاسرائيلي ويعزز دور مصر في مكافحة "الارهاب" الاسلامي الاصولي التكفيري، المؤمن بالعنف وسيلة للتغيير. وهذا ما تحاول اميركا القيام به بمساعدة الجيش بكبار ضباطه. لكنها تبدو مترددة حيناً وعاجزة حيناً وخائفة حيناً، وكل ذلك لا بد ان ينعكس سلباً عليها وعلى نظام مصر المتحالف معها. فالجماهير التي اقتصرت مطالبها حتى الآن على الاصلاح ورحيل مبارك ونظامه قد تبدأ قريباً طرح شعارات جذرية مثل الغاء المعاهدة مع اسرائيل واشهار العداء لاميركا واقامة نظام اسلامي في مصر. والجيش الذي هو ضمان النظام والذي بدا نموذجاً خلال أسبوعين في الانضباط ومسايرة الشعب قد لا يستمر على موقفه هذا، ولا أحد يستطيع ان يؤكد انه لن يتحرك إما لحسابه أو لحساب "بلاده" أو "دينه" أو "أسلاميته" او جهات اقليمية لها مصلحة في نقل مصر من معسكر اقليمي - دولي الى آخر او في ايقاعها في الفوضى والاقتتال جراء العجز عن ذلك.
لكن ما تحاول اميركا ان تفعله لن ينجح الا اذا حزمت أمرها مع الضامن لنظامها في مصر أي الجيش، وإلا اذا تخلى الاخير عن تردده وأقدم مباشرة على تبني التغيير والاصلاح الذي تنادي به غالبية الشعب. واذا لم يحصل ذلك فإن أحداً من كباره كما من كبار النظام لن ينجو من مصير أسود.
كيف يرى الاميركيون المنطقة بما فيها مصر في ضوء الانتفاضة المصرية المستمرة؟
يتحدث خبراء اميركيون عملوا طويلاً في المنطقة العربية عن رؤيتهم للتطور المرتقب في عدد من الدول العربية المهمة والمؤثرة فيقولون ان ما يجري في مصر لن يحصل في سوريا الأسد. ذلك ان "قاعدة" حكمها الضيقة اساساً رغم غطاء "حزب البعث" لها تعرف ماذا سيكون مصيرها اذا خسرت السلطة. وتعرف انها ستواجه اي تحدٍّ جدي لها بالاسلوب نفسه الذي واجهت به تحدي الاخوان المسلمين في أوائل الثمانينات من القرن الماضي.
ويقولون ايضاً ان اسرائيل تراقب بدقة ما يجري في مصر، وتأمل في ان ينجح مبارك أو بالأحرى نظامه في البقاء. وما تقصده بذلك المؤسسة العسكرية بقادتها الكبار. وما يقلق اسرائيل هو حدود مصر مع قطاع غزة الفلسطيني وما يمكن ان يجري عبرها. طبعاً لا يعني ذلك انها على استعداد للمغامرة لكن سقوط نظام مصر وسيطرة الاسلاميين على السلطة قد يدفعها الى "المغامرة".
ويقولون ثالثاً ان المملكة الاردنية الهاشمية منيعة جداً على الأقل حتى انجاز تسوية بين العرب واسرائيل. فجيشها "القبائلي" موالٍ للعرش. واذا تطورت التظاهرات فيها الى ما هو اكثر خطراً من ذلك فان "ايلول الأسود" قد يتكرر سواء كان المستهدفون به اردنيين أو فسلطينيين.
ويقولون رابعاً، ان المملكة العربية السعودية لا تزال آمنة حتى الآن. فالعائلة الحاكمة ستوحد صفوفها عند مواجهة أي تهديد جدي. وعندها ما يسمى "الجيش الابيض" القوي الذي انشئ اساساً لحمايتها. طبعاً تصبح المملكة في خطر اذا سقط نظام مصر اذ تصبح ساعتها بين خطر ايران الاسلامية الشيعية وخطر مصر (اكبر دولة عربية) الاصولية السنية المتشددة. علماً ان هناك خطراً آخر قد تواجهه هو الصراع على السلطة.
يقولون خامساً، انه اذا سقط نظام مصر وسيطر "حزب الله" مباشرة او مداورة على السلطة في لبنان فإن تدخلاً اسرائيلياً قد يحصل. لكن في الوقت الحاضر تكتفي اسرائيل بالمراقبة لمعرفة ماذا ستفعل سوريا الاسد في لبنان بعد عودتها "المظفرة" اليه. فإذا "ضبطت" "الحزب" وأبقت الهدوء جنوباً يمشي الحال. واذا لم تفعل ذلك فإنها "ستتصرف". علماً انها تعتقد ان لا مصلحة لسوريا الاسد في ترك لبنان تحت سيادة "الحزب".
في اختصار يقول الخبراء الاميركيون انفسهم "العالم كله قلق مما يجري في مصر وعليها وكذلك على المنطقة. والمعنيون بها ينفضون الغبار عن المخططات الموضوعة سابقاً ويضعون مخططات جديدة. لكنهم يميلون الى الاعتقاد ان مبارك ونظامه في مأزق. فهما يعتقدان انهما سيربحان "المواجهة" الحالية. لكنهما قد يكونان مخطئين. أما اذا تنحى مبارك وبوشرت اصلاحات فإن مصر ستتقدم وستبقى في موقعها الاقليمي - الدولي كما سيتعزز دورها لأن الجيش هو المؤسسة الأقوى في البلاد ولأنه ينوي الاستمرار كذلك وإن قضى ذلك "بمرافقته" مبارك الى خارج السلطة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إلى حضرة الكاتب
Amar -

لو سمحت لا تستخدم كلمة سوريا الاسد، فسوريا ليست ملكاً لآل الأسد، فإما أن تكتب النظام السوري، أو بشار أسد، فسوريا كشعب في معظمه لا يوافق بشار أسد و من قبله أبيه على سياستيهما الداخلية و الخارجية.

supporting Isreal
supporting Isreal -

تردُّد الجيش قالت فيه من نصف ساعه انه و كان شغال برنامج تقريبا برنامج واحد من الناس قالت فى الاعلامى عمرو الليثي انه ضابط مباحث امن الدوله يعنى الذى كان يتكلم معى يوم لجؤئ لـ سفاره اسرائيل و قالت انه و خلفه علم مصر فيه الابيض الروح و اسرائيل و مصر قالت هذا ممكن تسمع الرئيس مبارك يتكلم لكن الحكم ضابط المباحث مباحث امن الدوله فـ ليس كما تفهم ممكن الرئيس مبارك يتكلم و هو لا يطيع هو فقط يفهم من مصر و اسرائيل تقريبا و كانت تقول ايضا و هى تغير فى نظرتى له فـ اراه مستنسخ لا يفهم ممنوع الخطائ امامه الابيض يعنى الطاهر قوانين و من العالم لا فصال فيها لا شئ اسمه مراكز قوه من الشرطه بالذات ثم فى ظهور شباب من شباب ميدان التحرير قالت لا يستطيع يضحى بهم و خلفه كان شرائح عائمه فى الشاشه بيضاء و حمراء تمثل الحدود شكل الاسهم التى تشتغل الان فى خلفيه خلف الاعلاميه قالت فيما معنا لا يستطيع يضحى بهم يعنى يضربهم بالشرطه اكثر مما حدث من هنا الجيش صعب يتعامل معهم و يجب تعود الشرطه و تبعدهم عن محلات الناس او وكالات سياحيه فى التحرير و مكان بائعى جرائد و مجلات لانهم جالسين على اماكن من حق السكان

syria of Asad
hajjibaba -

well after 40 years you can claim that Syria has become a faarm of the Baath abd the Asad family. how else can you describe it?the syrian people are great people .we love them theyare our families.may god open up the eyes ofthe president and embark on some serious reforms to spare syria all the trouble of violent change .the region is on a volcano and no one can stop it.