جريدة الجرائد

حجم مصر ..؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

انس زاهد

لو نجحت مصر في الخروج من الأزمة الحالية بأمان ، فإن مصر والمنطقة العربية كلها ستتمكنان من صناعة الغد ومن العبور إلى المستقبل . وإذا ما فشلت مصر لا قدر الله ، فإننا كعرب سنعود إلى الوراء كثيرا .. وعندما أقول سنعود إلى الوراء فإنني لا أقصد العود إلى مرحلة النصف الثاني من القرن السابق فقط ، ولكنني أقصد العودة إلى مرحلة دويلات الطوائف أو ربما إلى مرحلة ما قبل الدولة نفسها .
. العرب ، ، يعون خطورة ما تدونه مصر الآن في كتاب التاريخ ، فإنك تجدهم معنيين بمصر كما لو أنهم كانوا مصريين بالفعل .
هناك مقولة معروفة مؤداها أن لا حرب ولا سلم بدون مصر . والأحداث الأخيرة أكدت أن دور مصر يتجاوز حدود الحرب والسلم ، لأنها أثبتت أن لا حاضر ولا مستقبل بدون مصر .
الأميركيون ، الإسرائيليون ، والغرب كله مصاب الآن بالرعب . حتى الصين حجبت كلمة مصر من جميع محركات البحث الإلكترونية حتى لا يتأثر شبابها بالأحداث الجارية في ميدان التحرير الذي أصبح أشهر ميادين العالم .
هل رأيتم حجم مصر ..؟ هل فهمتم الآن دورها ..؟ هل عرفتم يا خبراء العالم أن تحجيم دور مصر في المنطقة العربية وانكماش حضورها في أفريقيا والعالم الثالث ، يمكن أن يؤدي إلى تأمين مصالح الغرب على المدى القصير ، لكنه سيخلق اضطرابات لا يعرف ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج ، سوى الله وحده .
مصر لا يمكن أن تتنازل عن دورها التاريخي والقيادي بسهولة ، لأنه قدر أكثر من كونه دورا اختارته وتمارسه بإرادتها .
الغرب لا يريد أن يفهم ذلك ، ولذلك فإنه كان ولا يزال ، يعمل على إضعاف مصر متجاهلا أن إضعاف مصر سيتسبب في خلق المشاكل التي لا قبل له بمواجهتها ، أكثر مما يمكن أن يؤدي إليه من تأمين لمصالحهم الاستعمارية .
المشكلة ان الغرب لا يحتمل وجود مصر قوية ولا ضعيفة .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف