رسائل من بر المحروسة!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
سعيد حارب
مشهد الجِمال والخيول والبغال وهي تدخل ميدان التحرير بالقاهرة يوم الأربعاء الماضي، جسّد البُعد الحضاري بين المعتصمين في الميدان والمهاجمين له، فحين يتحصن المعتصمون بأحدث أجهزة التواصل مع العالم من خلال مواقع شبكة الإنترنت والفيس بوك وتويتر والقنوات الفضائية العالمية، لم يجد المعارضون لهم والذين يدافعون عن النظام سوى تلك الحالة التي تؤكد أن "المحروسة" ليست كما نشاهدها في الأفلام أو في المواقع السياحية، فقد تغيرت "المحروسة" خلال الأيام الماضية، وأكدت أن الحاضر لا يصنع المستقبل، بل المستقبل هو الذي يصنع الحاضر، وأن الفارق بين جيل "الإنترنت" وجيل "البغال"، أكبر من معالجته بحلول ترقيعية، وأن الشباب المصري الذي قيل كثير عن "استهتاره" و "لا مبالاته" و "إهماله"، ليس كما تُظهره مقالات "العواجيز" على صفحات الصحف القومية المصرية، أو مناقشات المثقفين الجدلية، أو لوحات الفنانين الذين لا يرون في "المحروسة" سوى لوحة جامدة لا روح فيها، وإذ بـ "المحروسة" تكشف لهم عن جمالها الذي لم يعرفوه من قبل، جمال في يدٍ حافية تنظف ميدان التحرير لتزيل عنه تراكم "الأقذار" التي خلفها الفساد، وحبل ممدود من أجل تنظيم المرور الذي غاب عندما طُلب، وسياج بشري حول كنوز الدنيا ونصف تاريخ البشرية حتى لا يسرق "حرامية" التاريخ ما بقي منها، وصوت هادئ ينطلق من فتاة دون "زعيق" أو شتائم لتقول ما تريد في كلمات موجزة معبرة عن تطلعها لشروق شمس جديدة على أمها "المحروسة"، لم تكن هذه هي الرسالة الوحيدة التي أرسلتها "أم الدنيا" للعالم، فثورة الخامس والعشرين من يناير حُبلى بالرسائل والدروس التي تحتاج إلى فترة من الدراسة والتحليل، ولعل من أبرز الرسائل التي جاءت من بَر "المحروسة"، أن ربيع العرب قد تأخر عشرين عاما، لكنه لم يخلف الم