الحكومة الجديدة تلتئم .. كلينتون: خططوا لمستقبل مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف مخيمر، أحمد عبد الله، هناء البنهاوي ــ القاهرة
التأمت الحكومة الجديدة في مصر بكامل أعضائها للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات قبل أسبوعين، مع عدم وجود تقدم ملموس في محادثات مع قوى معارضة تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك. ويحاول مبارك الذي يرفض مطالب بالتنحي قبل انتخابات سبتمبر (أيلول) قائلا إن استقالته ستسبب فوضى في مصر التركيز على إعادة النظام.
وتعهد المحتجون المعتصمون في ميدان التحرير بالبقاء إلى أن يتنحى الرئيس ويأملون أن تنطلق حملتهم إلى الشوارع غدا والجمعة.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة من بين الجماعات المعارضة التي التقت بالمسؤولين الأحد في مؤشر على تغيرات كبيرة خلال 13 يوما هزت العالم العربي وأثارت قلق الغرب. لكن شخصيات معارضة رفيعة ذكرت أنه لم يتحقق الكثير، وبينما ظل المطلب الرئيس هو الرحيل الفوري لمبارك يشعر كثيرون بالقلق من أن يحل محله بعد رحيله حاكم آخر.
وتقول الولايات المتحدة إنه مع وجود حكومة تعد بالإصلاح وقوة معارضة خبرتها السياسية محدودة، وعملية دستورية تدعو لعدم التعجل ودور استراتيجي مهم يجب أن تكون الخطوات التالية لمصر محسوبة بعناية.
وحققت المعارضة مكاسب كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين، إذ قال مبارك إنه لن يرشح نفسه للرئاسة مرة أخرى، كما تم استبعاد نجله جمال من تولي الرئاسة من بعده، وعين نائبا للرئيس للمرة الأولى منذ 30 عاما، كما استقالت قيادة الحزب الوطني الحاكم وأقيلت شخصيات من الحكومة القديمة، بل وربما يكون الأهم من ذلك أن المحتجين ينطلقون بمئات الآلاف دون خوف، وقبل 25 يناير (كانون الثاني) كانت مظاهرة من بضعة مئات تستدعي رد فعل عنيفة من قوة الشرطة في مصر.
وبدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون تخفف فيما يبدو من لهجتها المطالبة بتنحي مبارك، وقالت إن سياستها المتعلقة بمصر تتطلع إلى الأفق، فيما يتعلق بمستقبل البلاد الديموقراطي، وهو مستقبل لا بد من التخطيط له بعناية.
وكان للنهج الأمريكي الحذر في التعامل مع الأزمة التي تمر بها مصر ثمنا، إذ جعل إدارة الرئيس باراك أوباما في مسار غير متجانس مع المحتجين الذين يطالبون بتنحي الرئيس المصري قبل بدء محادثات سياسية جادة.
وقال وزير التجارة المقال رشيد محمد رشيد "اعتقد أن وجود مبارك في المرحلة الانتقالية المخطط لها خلال الأشهر المقبلة مهم جدا".
وزاول المحتجون المعتصمون في ميدان التحرير أنشطة يومية عادية أمس بعد احتجاجات قوبلت بقمع دموي تقول الأمم المتحدة إنها أسفرت عن سقوط 300 قتيل حتى الآن، وأطلق نشطاء على هذه الحركة "ثورة النيل".
وكان الهبوط في سعر الجنيه المصري أقل حدة مما توقعه العديد من المتعاملين، حيث بدا أن البنك المركزي يدعم العملة.
هذا وقد نفى البيت الأبيض إجراء اتصالات بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد مشاركتهم الأحد في جولة أولى من الحوار مع السلطات المصرية في ضوء الانتفاضة الشعبية التي تطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية روبرت جيبس في مؤتمر صحافي "لم نجر اتصالات مع الإخوان المسلمين"، مذكرا بأن الولايات المتحدة "تختلف في أمور كثيرة مع تصريحات بعض قادة هذه المنظمة".
ودعا جيبس أي حكومة مصرية مقبلة إلى احترام "الاتفاقات والالتزامات" الحالية، في إشارة أكيدة إلى معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل.
إلى ذلك، اختلطت المواقف الإقليمية من المظاهرات في القاهرة، إذ أكد أمين عام حزب الله حسن نصر الله أمس تضامنه مع الحركة الاحتجاجية في مصر التي "ستغير وجه المنطقة"، معتبرا أن الولايات المتحدة تحاول "تحسين صورتها البشعة" عبر "احتواء الثورة" ــ على حد قوله.
وقال نصر الله في كلمة ألقاها عبر شاشة عملاقة ضمن مهرجان دعت إليه أحزاب وطنية ويسارية وإسلامية "دعما لعروبة مصر وتعزيزا لنهج المقاومة".
وأضاف وسط تصفيق المئات من المناصرين "باسم حزب الله وفصائل المقاومة والتيارات السياسية الوطنية اللبنانية والمحتشدين في مهرجان اليوم، نضع كل إمكاناتنا بتصرف شعب مصر وشبابها. وكلنا دعاء وأمل أن ينصركم الله".
ووصف نصر الله ما يجري في مصر بأنه "مفصل من أهم مفاصل هذه الأمة والمنطقة"، مضيفا "حركتكم ستغير وجه منطقتنا لمصلحة شعوبها كافة خاصة في فلسطين".