جريدة الجرائد

المصريون يريدون.. وأميركا تريد!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد النبي العطار

لا أعتبر نفسي محللا سياسيا، ولا من الذين كشف عنهم الحجاب في عالم السياسة، لكن قطعا استطيع في الحد الادنى "فك الخط" ولدي عينان وفي بيتي تلفزيون أشاهد به فضائية "الجزيرة" وربما الــ "بي.بي.سي" ايضا، وبعيدا عن الدجل والتلاعب بالعواطف والعقول يحق لي ان أتساءل: بأي عقلية تنظر السيدة كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية الى هذه الملايين التي خرجت الى شوارع مصر وميادينها من اقصاها الى اقصاها منذ يوم 24 يناير حتى تاريخ كتابة هذه السطور؟ ترى، هل تعتبرهم ضمن خانة البشر الذين يحق لهم ما يحق لاي انسان على وجه هذه الارض من التعبير عن وجهة النظر والعيش بأمان في بلده وان يختار النظام السياسي الذي يرتئيه من دون املاءات وتدخلات من اي جهة اجنبية كانت مثله مثل المواطن الاميركي والبريطاني والفرنسي والياباني؟! ما يحيرني في هذه السيدة هو عدم وضوح ما تريده من الشعب المصري! ففي الوقت الذي يردد فيه السيد الرئيس اوباما قوله انه يحترم ويقدر انتفاضة الشعب المصري "العظيم" على حد تعبيره ويدعو قادة هذا البلد الى احترام رغبات هذا الشعب وتنفيذ طلباته "الآن"، اقول في الوقت نفسه نجد ان هذه السيدة تردد قولا، اذ تقول في تاريخ 5 فبراير خلال مشاركتها في فعاليات المؤتمر الدولي الــ 47 للأمن في ميونخ - والعهدة على موقع روسيا اليوم - "المشاكل لا تحل باللجوء الى الشوارع في الدول الديموقراطية". ولتسمح لي السيدة المحترمة بهذا السؤال: هل انت متأكدة من ان اللجوء الى الشارع (تعني به الجماهير) تصرف غير ديموقراطي؟ اذا كيف تصفين تصرف الآلاف من المواطنين الغربيين عند لجوئهم الى التظاهرات في الشوارع يوميا للتعبير عن احتجاجاتهم في امور تتفاوت من مطالباتهم برحيل رئيس وزراء معين وصولا الى مطالباتهم بإباحة زواج المثليين مرورا بمطالباتهم بتغيير المناهج الدراسية الى الاحتجاج على ارتفاع اسعار البيرة.. الخ؟! ام انه يجوز للغربيين ما لا يجوز لغيرهم، وان ما هو حلال على الغرب حرام على العرب؟ وان السلوك الديموقراطي حكر على الغرب وان قدرنا حكم الدكتاتورية والعسكرتاريا، بل ليتها وقفت عند هذا الحد، اذ اضافت سامحها الله، "ان اعتماد الديموقراطية في مصر قد يؤدي الى وصول نظام استبدادي الى سدة الحكم"! كيف اصف هذه المقولة؟! اذاً لم غزوتم العراق؟ لم استبحتم افغانستان؟ لم تسعون لاسقاط النظام في فنزولا؟ لم، لم، وألف لم.. عفوا سيدة كلينتون أبهذه العقلية والمنطق يراد للديموقراطية ان تنتشر في العالم؟ لم لا يحق للمصري والعربي عموما ان ينعم بالديموقراطية؟ وهل "الخوف" من وصول نظام استبدادي الى اي مكان يبرر مساندة النظم في الاستمرار في قمع الشعوب ومصادرة الحريات؟! سيدتي المحترمة.. الا تتفقين معي على ان مقولة ان اعتماد الديموقراطية في مصر قد يؤدي الى "وصول نظام استبدادي الى سدة الحكم" يؤكد ما يردده البعض ان اميركا ترتكب في مصر الخطأ نفسه الذي ارتكبته في كوبا وفيتنام وايران وغيرها؟ انا افهم ان هناك مصالح استراتيجية لاميركا في مصر، لكن أليست مصلحة الشعب المصري في وطنه اولى من مصلحة اي كان، حتى وان كانت مصلحة الولايات المتحدة الاميركية؟!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف