أزمة ثقة.. في ميدان التحرير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة - rlm;عبد الرؤف خليفه
في ميدان التحريرrlm;..rlm; يشيع بين شبابrlm;25rlm; يناير ويسود مناخ عدم الثقة فيما يردده المسئولون من وعود براقة يطلقونها لفتح نوافذ الأملrlm;..
rlm;لكن الفجوة بين الوعود والواقع تتسعrlm;.rlm; ويفرض المكان عليهم مشاعر خوف من مطاردات أمنية قد يتعرضون لها فور الخروج من قلب المظاهرات وعبور ميدان التحريرrlm;.rlm; كل في طريق حياتهrlm;.rlm;
لم تعد الوعود تؤثر فيهم أو تقنعهم أو تبعث بداخلهم الطمأنينةrlm;,rlm; يريدون ضمانات موثقة للخروج من ميدان التحرير بأمانrlm;,rlm; يريدون كلاما واقعيا يقبل التطبيق علي أرض الواقع ويواكب أحلاما داعبت خيالاتهمrlm;.rlm; يؤمنون بأن ماحققوه يصل الي سقف مطالبهم لكنهم استيقظوا علي كابوس يطاردهم وخوف جارف اذا وقعوا تحت طائلة القانونrlm;.rlm;
لم يخف أحمد محمود ـ طالب بالفرقة الثانية بالقسم العبري بعين شمس ـ مشاعر الخوف الساكنة بداخله من تبعات مشاركته في المظاهرةrlm;.rlm; فله تجرية سابقة مع الأمن وخبرة سيئة لايريد نسيانهاrlm;.rlm; وعلي حد قولهrlm;..rlm; دخلت الي ميدان التحرير ولا اتصور انني سأخرج منه دون مساءلة قانونيةrlm;.rlm;
ويضيف لم أثق في الوعود التي يقولها المسئولون فمن السهل التغاضي عنها وكم من وعود كان يقطعها البعض علي نفسه وتذهب ادراج الرياحrlm;.rlm;
أريد واقعا عمليا وضمانة حقيقية للمستقبلrlm;.rlm;
لا أريد ان اخوض فيما كنت اتعرض له من قبل الأمنrlm;..rlm; نحن نريد حرية طالما نعبر عنها في قنوات شرعيةrlm;.rlm;
يقف الي جواره سامي زكي يعمل في شركة خاصة كمحاسب ومتزوج حديثا ليمسك بخيط الحديث قائلا أعمل في شركة خاصة ساعات طويلة ورغم ذلك لا أجد أجرا عادلا يحقق لي حياة كريمة ومستوي اجتماعيا ملائماrlm;,rlm; لقد جئت الي هنا لتغيير الواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه ولم نحضر لاسقاط الرئيسrlm;,rlm; هناك عناصر أخري كثيرة جاءت الي الميدان لتقفز فوق المكاسب التي حققناها ولاعلاقة لنا بهم نحن جئنا لنرسم مستقبلا أفضلrlm;..rlm; لكننا نشعر جميعا أننا علي خلفية ذلك اصبحنا في ورطة وخوف من مطاردة الأمن بعد الخروج من الميدان وانتهاء المظاهراتrlm;..rlm; نحن نريد ضمانة حقيقية بألا يتعرض لنا أحدrlm;,rlm; ما حققناه شيء يدعو للفخر والاعتزاز ويكفينا ذلكrlm;.rlm;
علامات الخوف
وتبدو علامات الخوف مرسومة علي وجه أكرم سمير الذي تخرج قبل عامين من كلية الحاسبات والمعلومات ولم يجد فرصة عمل فأقام مشروعا مع الصندوق الاجتماعي للتنمية وأغلقه بعد شهرين بسبب الضرائب ولم يجد بعدها فرصة عمل أو فرصة زواجrlm;.rlm; وعلي حد قولهrlm;,rlm; الشباب كان في حاجة الي هذه الثورة حتي يسمع صوتنا المسئولونrlm;,rlm; وهذا ما كنا نريدهrlm;..rlm; لم نكن نريد اكثر من ذلكrlm;..rlm; لكن بعد ما تحقق صحونا جميعا علي مشاعر الخوف عندما نخرج من ميدان التحرير وملاحقات الأمنrlm;.rlm;
يريد الدكتور يحيي جعفر استشاري الطب النفسي وضع صياغة نفسية محددة لشبابrlm;52rlm; يناير حتي يتسني فهم طبيعة المناخ الذي يحيط بهم في هذه اللحظة الراهنةrlm;..rlm; فقالrlm;..rlm; ذهبت الي ميدان التحرير حيث يتجمع هؤلاء الشبابrlm;..rlm; لأدرس سلوكهم وأسلوب حياتهم وأحلل طبيعة هذه الشخصية التي فجرت آفاقا رحبة لأحلام وطنrlm;..rlm; فوجدت أن هناك أزمة ثقة بين هؤلاء والمسئولين في الدولةrlm;..rlm; لم يعد يصدقهم أحد فيما يقولونه من كلامrlm;.rlm;
الشباب يعيش في واقع مؤلم ومحبط يحيطه مصير مجهولrlm;..rlm; ليس فيه مستقبل مشرق وكان عليهم اقتحام هذا المصير المجهول أملا في تغيير الواقع الذي يعيشون فيهrlm;.rlm;
ولديهم أزمة ثقة في كل شيءrlm;..rlm; هؤلاء لابد ان نعيد معهم بناء جسر الثقة الذي انهار بفعل عوامل عديدة خلفتها سياسات لم تضع في اعتبارها احتياجات هؤلاء الشباب وتطلعاتهم للمستقبل وأحلامهم الغائبةrlm;.rlm; هذا الشباب النقي ـ علي حد قوله ـ دخل ميدان التحرير بحثا عن أحلام مفقودة ومستقبل مظلم ولم يشأ الخروج منه إلا عندما يستعيد واقعا جديدا وأملا جديدا وحياة مختلفة ووعودا صادقةrlm;.rlm; ولو استطعنا اضاءة المنطقة المظلمة التي يراها هؤلاء بقرارات صادقة ووعود حقيقية فلن يجلس واحد منهم هناكrlm;.rlm;
ويقيني ان الخطاب الاعلامي الذي يتبناه أحمد شفيق رئيس الوزراء والسيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية يقف علي أعتاب طريق حقيقي لنزع فتيل الأزمة واحتضان هؤلاء الشبابrlm;,rlm; كون مايخرج عن لسانهما يحدوه مصداقية واقرب الي الواقع وفيه مواجهة وتصد لإحساس عدم الأمان الذي خلفته مظاهرات ميدان التحرير علي هؤلاءrlm;.rlm;
والذي انعكس علي سلوكهم بشكل ترك داخل وجدانهم مشاعر خوف غائرة ولذلك تجدهم داخل الميدان جوار بعضهم البعض في مجموعات ويصعب ان تجدهم متفرقينrlm;.rlm; هذا الشباب المدافع عن مستقبله الباحث عن أحلامه ـ بحسب قول الدكتور يحيي جعفر استشاري الطب النفسي ـ لايملك بداخله مشاعر عدوانية عندما دخل الي ميدان التحرير لكن بعد انغماسة في المظاهرات بدأ العدوان يتحرك بداخلهrlm;.rlm; ورغم ذلك لم يستطع واحد منهم التخلص من الخوف الساكن بداخله فقد أجبره المناخ الذي يعيش فيه ويحيط به علي اعتناق مشاعر مضطربةrlm;.rlm;
وأهم واخطر من ذلك ان مايردده البعض عن هؤلاء برغبتهم في رحيل الرئيس مبارك كشرط للحوار لم يكن من صناعتهم وانما صناعة آخرين استثمروا ماحدث لمصلحتهمrlm;..rlm; فمازال هؤلاء ينظرون للرئيس نظرة الوالدrlm;.rlm;
وهؤلاء لم يستطع أحد منهم كسر النظرة الي الوالدrlm;..rlm; فمازال الاحساس بتلك المشاعر يغلفها احساس قوي ولذلك لم يطلب أحد منهم رحيل الرئيس مباركrlm;..rlm; كونه الوالد الذي ينظر اليه نظرة لها خصوصية شديدةrlm;.rlm;
خريطة حياة
جاءت نظرة الدكتور رشاد عبداللطيف استاذ تنظيم المجتمع بحلوان ونقيب الاجتماعيين السابق اكثر نقاء لشباب25rlm; ينايرrlm;,rlm; وحسبما يقول ذهبت الي ميدان التحرير كي أمارس دوري كاخصائي اجتماعي في فهم السلوكيات التي دفعت هؤلاء لأن يبادروا في رسم خريطة حياة لمستقبلهم فوجدت شبابا أصحاب قضية لديهم أحلام يريدون لها الوجودrlm;..rlm; أحلام بسيطة وواقعية ومشروعةrlm;..rlm; فرصة عمل حقيقية ومناخ يبعث علي العدالة داخل عمله وشقة في مكان مناسب وفتاة يبدأ معها حياتهrlm;..rlm; من حق هؤلاء أن يجدوا مناخا ملائما ومنطقيا لتحقيق أحلامهمrlm;..rlm; هؤلاء يريدون مجتمعا جديداrlm;..rlm; حاولوا البحث عنه في مظاهرة تعبر عن أحلامهم وطموحاتهمrlm;..rlm; فقط أرادوا احتياجات البقاءrlm;.rlm;
ووسط ميلاد حلمهم وجدوا سقف الطموح ارتفع ومع الاسف تحاول فئة ذات مصالح استخدام احلامهم الطيبة الطاهرة لتحقيق اغراض سياسيةrlm;..rlm; لن تفتح لهؤلاء نوافذ المستقبلrlm;.rlm;
وبحسب قوله فان شبابrlm;52rlm; يناير لم يستطع مغادرة ميدان التحرير بعد ما وجدوا فيه ثمرة أحلامهم وبات بينهم وبين المكان رباط وثيقrlm;.rlm;
لو وضعت الحكومة في اعتبارها مطالب هؤلاء الشباب عبر اقوال حقيقية وواقعية وقابلة للتطبيق علي أرض الواقع فلن نجد واحدا منهم لايزال يقف هناكrlm;..rlm; لذلك أجد أن علي الحكومة دورا مهما ومؤثرا في هذا الصدد بأن تتجاوب مع مطالب الشباب الحياتية وتعيد بناء جسور الثقة التي انهارت بفعل عوامل اجتماعية مختلفة تتعلق بغياب العدالة وشيوع الواسطة والمحسوبة وتعيين قيادات لاتلقي القبول الشعبي كل هذا يفرض علي الشباب مناخا محبطا ومولما يزيد رقعة المنطقة المظلمة أمامهمrlm;.rlm;
هؤلاء الشباب في حاجة شديدة الي حوار المستقبل وتحقيق مطالبه الحياتيةrlm;.rlm;
كل مايتحدث عنه الناس علي حد قول الدكتور رشاد عبداللطيف استاذ تنظيم المجتمع ونقيب الاجتماعيين السابق لايعبر عن مكون احتياجات الشباب الذي فجر الثورة في محاولة لتغيير الواقع والبحث عن أدوات تحقق له احلامهrlm;..rlm; هؤلاء مطالبهم مشروعة وذات صلة وثيقة بمتطلبات الحياةrlm;.rlm;
ولذلك أجد علي الحكومة ضرورة وجود حوار حقيقي ومباشر مع الشباب يواكب أحلامهم وطموحاتهم ولايعكس مزايدات يحاول البعض الخروج منها بمكاسب شخصيةrlm;..rlm; هؤلاء لم يطالبون برحيل الرئيس مبارك فقط يريدون حياة أفضل ومستقبل أرحب ووفاء باحتياجاتهم الحياتيةrlm;.rlm;
الخوف
يحيط بشبابrlm;52rlm; يناير مناخ خوف ساد علي خلفية أزمة ثقة ولده احساس عام ترشح في المجتمع ووفق مايقوله الدكتور رمضان بطيخ استاذ القانون الدستوري بحقوق عين شمسrlm;..rlm; بأن هؤلاء الشباب لديهم الآن احساس قوي بأن ماحققوه يعد مكاسب حقيقية ترضي طموحاتهم وأحلامهم في المستقبلrlm;..rlm; لكنهم أمام مأزق حقيقي يدفعهم نحو عدم مغادرة ميدان التحرير في ظل هذه الأزمة الراهنةrlm;..rlm; خوفا من بطش الشرطة واستخدام قانون الطوارئ ضدهم علي اعتبارهم مارسوا عملا سياسياrlm;..rlm; خاصة عندما شاهدوا كثيرا من زملائهم يتم القبض عليهمrlm;,rlm; وهنا يتولد لديهم الاحساس بالخوف من مغادرة المكانrlm;.rlm;
واتصور أنه لو خرج الرئيس حسني مبارك وأصدر قرارا بقانون يلغي فيه قانون الطوارئ وفق صلاحياته التي كفلها الدستورrlm;..rlm; فإن ذلك يشجع كثيرا من الشباب علي مغادرة ميدان التحرير والقضاء علي مناخ عدم الثقة والأمان الذي فقدوه علي ضوء هذه الاحداثrlm;.rlm;
هؤلاء الشباب لن يستطيعوا مغادرة ميدان التحرير دون موثق يصون حقهم فيما فعلوهrlm;,rlm; كونه تعبيرا سلميا أقدموا عليهrlm;.rlm; عندما نطالب بالغاء قانون الطوارئ فإن ذلك يدفع هؤلاء نحو الشعور بالأمان وبعث مناخ الثقة في وجدانهمrlm;..rlm; خاصة ان وجود قانون الطوارئ علي مدي تلك السنوات الطويلة لم يقدم شيئا في التصدي للارهابrlm;.rlm;
يذهب الدكتور حمدي عبدالرحمن استاذ القانون الدستوري بعين شمس الي منحي آخرrlm;,rlm; يقول عنه انه من الممكن لبعث الطمأنينة داخل نفوس هؤلاء الشباب فانه من الممكن اصدار عفو عام لهم كضمانة حقيقية إنه لن يستطيع أحد اخضاعهم تحت طائلة القانون كخطوة أولي للتصدي لما اعتراهم من مشاعر خوف ورهبةrlm;.rlm;
ويرفض الدكتور رمضان بطيخ استاذ القانون الدستوريrlm;..rlm; الايمان بإصدار عفو عام عنهمrlm;,rlm; كون هؤلاء علي حد قوله لم يرتكبوا جريمة فعلوها وصدرت بشأنهم احكام واجبة النفاذrlm;..rlm; هؤلاء قاموا بثورة شعبية طالبت بمطالب عادلة وتلاقت مع شريحة كبيرة من المجتمعrlm;.rlm;
ولذلك فإن الافضل والاصلح إلغاء قانون الطوارئ اذا كنا نريد بث روح الطمأنينة داخل نفوس هؤلاء الشبابrlm;.rlm;