الصحافة الإسرائيلية : مرحلة جديدة في الشرق الأوسط... والانتخابات ليست حلاً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الصحافة الإسرائيلية : مرحلة جديدة في الشرق الأوسط... والانتخابات ليست حلاً للقضية الفلسطينية
تل أبيب
الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة، وتعيين رئيس هيئة الأركان المسلحة الإسرائيلية، والانتخابات الفلسطينية القادمة، وتحديات إقليمية تواجه إسرائيل... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية.
جديد الشرق الأوسط
تحت عنوان "فجر يوم جديد في الشرق الأوسط"، استهلت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي متطرقة إلى الثورة الشعبية التي اجتاحت مصر على مدى الثمانية عشر يوماً الماضية وأطاحت بمبارك بعدما ظل في السلطة لثلاثة عقود متتابعة، وتعترف الصحيفة بداية بالمفاجأة والذهول اللذين أحاطا بجميع المراقبين سواء في إسرائيل أو في الغرب تجاه الثورة المصرية وإصرار الشعب على نيل حقوقه والتخلص من نير التسلط والديكتاتورية، إذ رغم المشاكل والاحتقان الاجتماعي، الذي طغى على مصر في السنوات الأخيرة، وحالة القنوط واليأس التي سيطرت على فئات واسعة من الشعب المصري، لم يتوقع أحد أن ينتفض الشباب ويخرج إلى الشارع مطالباً بالكرامة والحرية، وترى الصحيفة أن الثورة المصرية التي جاءت في أعقاب ثورة تونس تدشن حقبة جديدة في الشرق الأوسط تتميز بقدرة الشعوب، كما أن الأنظمة لم تعد قادرة بعد الثورة المصرية على التعويل على الأجهزة الأمنية وحالة الطوارئ لتأبيد حكمها وضمان استمرارها في السلطة، بل لا بد من مباشرة إصلاحات سياسية سريعة بات الجميع متفقاً على ضرورتها في دول الشرق الأوسط، ورغم الشعور الإسرائيلي بالخوف لما حدث على حدودها الجنوبية وانهيار نظام مبارك الذي ضمن لها الأمن على الحدود وساهم في ازدهار إسرائيل وإمدادها بالغاز والطاقة، إلا أنه من المبكر إصدار أحكام على النظام البديل الذي سيحل في القاهرة، أو إصدار أحكام متسرعة، وإذا كان الخوف الإسرائيلي مشروعاً، إلا أن الصحيفة تحذر حكومة نتنياهو من التدخل في شؤون جارتها الجنوبية وترك الأمور تجري وفقاً لدينامية القوى الداخلية في مصر التي تتنازعها، حسب الصحيفة، قوتان أساسيتان هما: الجيش وجماعة "الإخوان المسلمين".
قائد جديد
تابعت "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء عملية اختيار الجنرال "بيني جانتس" رئيساً جديداً لهيئة أركان القوات المسلحة الإسرائيلية، مشيرة إلى التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي في ظل المتغيرات الإقليمية التي بدأت تطل برأسها على المنطقة بدءاً من مصر وليس انتهاء باحتمال انفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية، وإذا كان من درس يمكن استخلاصه من تعيين الجنرال "جانتس" هو صعوبة التنبؤ بمن يرأس الجيش الإسرائيلي ما دام هذا الأخير لم يكن المرشح المفضل لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ولا لوزير الدفاع، إيهود باراك اللذين كان يحبذان، الجنرال "أشكنازي" لولا تورط هذا الأخير في مجموعة من الفضائح حالت دون وصوله إلى قمة هرم الجيش، لكن مهما يكن الأمر ترى الصحيفة أن على الجيش في المرحلة القادمة التركيز على إعادة اللحمة بين القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية وإحداث التوافق التام ليتحول الجيش إلى أداة طيعة في يد السياسيين وليس العكس، فما شهدته عملية اختيار رئيس هيئة الأركان المسلحة من نقاشات وخلافات يبين، حسب الصحيفة، أن الخطر الذي يتهدد الجيش ليس الاضطرابات على الحدود بقدر ما هو غياب تماسك الجبهة الداخلية، وفي هذا الإطار تدعو الصحيفة المؤسسة العسكرية التي سيرأسها الجنرال "بيني جانتس" بالدفع في اتجاه السلام وعدم التسرع في إشعال معارك على الحدود، أو مع الجيران إلا إذا اضطرت إلى ذلك، بحيث تكون الأولوية للتهدئة والسلام، لا سيما في ظل التطورات التي تشهدها الحدود الجنوبية مع مصر.
الانتخابات الفلسطينية
استهلت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي بالحديث عن إعلان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، يوم السبت الماضي بعد يوم واحد من تنحي مبارك تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية بحلول شهر سبتمبر المقبل، حيث كان واضحاً حسب الصحيفة أن الخطوة جاءت بتأثير فعلي من التطورات المصرية التي تمددت تداعياتها ووصلت أصداؤها إلى السلطة الفلسطينية الراغبة في تجديد شرعيتها ودعم قيادة "فتح" لحركة التحرير الفلسطينية من خلال الحصول على تفويض شعبي جديد يبعد عن السلطة شبهة الاستئثار بالحكم بعد هبوب رياح التغيير على المنطقة، فقد كان رحيل مبارك على الساحة المصرية وبالطريقة التي تم بها ذلك مزلزلاً على أكثر من صعيد، إذ اتضح للجميع مدى قوة الشعوب وقدرتها على إحداث تغييرات جوهرية وغير متوقعة باتت تؤرق القادة في المنطقة، لكن بالنسبة للحالة الفلسطينية من الصعب إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في ظل الانقسام وسيطرة "حماس" على قطاع غزة، التي سارعت إلى إعلان رفضها للانتخابات ومقاطعتها في حين أصر محمود عباس على إجرائها، خاصة وأن "حماس" تخشى في اللحظة الراهنة من خسارة الانتخابات بعدما أشار استطلاع للرأي أجراه الدكتور "نبيل كوكالي"، مدير المركز الفلسطيني للرأي العام سنة 2010 أن 42 في المئة من الفلسطينيين في غزة يؤيدون "فتح" فيما يؤيد حوالي 19 في المئة "حماس"، أما في الضفة الغربية تتمتع "فتح" بنسبة شعبة تصل إلى 48 في المئة مقابل 41 في المئة بالنسبة لحركة "حماس"، وبصرف النظر عن مدى دقة الأرقام التي جاءت في استطلاع الرأي، لا سيما بعد الكشف عن وثائق سرية خاصة بالمفاوضات الفلسطينية، لا ترى الصحيفة أن الانتخابات ستحل المشكلة الفلسطينية كما لن تساهم في إحلال الديمقراطية بسبب غياب التوافق الوطني الضروري لإنجاح الانتخابات.
تحديات جسيمة
في مقاله المنشور في "يديعوت أحرنوت" يوم الإثنين الماضي تناول الكاتب والمعلق الإسرائيلي، أليكس فيشمان، التحديات التي سيواجهها رئيس هيئة أركان الجيش المعين حديثاً، بيني جانتس، في ظل تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية التي جعلت من عام 2011 لحظة محورية تستدعي اهتماماً خاصاً من إسرائيل وجيشها للتصدي للاضطرابات سواء على الحدود الغربية مع مصر أو الشرقية المرشحة للاضطراب في الأردن، لذا يقول الكاتب إن ما تحتاج إليه إسرائيل اليوم ليس قائداً للجيش يحظى فقط بتقدير الرأي العام وينخرط كما غيره في حملة علاقات عامة لتلميع صورته، بل تحتاج البلاد إلى قائد على وفاق مع باقي قادة الجيش يتمتع بالثقة ويساعد القيادة السياسية على اتخاذ القرار لأن ما على المحك اليوم هو أكثر من صورة قائد عسكري، بل قدرة الجيش واستعداده لردع الأخطار والتعامل معها، فحسب الكاتب الذي يستشهد بما جاء في تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية سيكون عام 2011 حافلاً بالتحولات الكبرى التي بدأت من مصر لكن لن تقف عند حدودها، حيث تستعد الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان، كما تعتزم إنهاء تواجدها في العراق بحلول نهاية السنة الجارية، ناهيك عن اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية في متمم السنة الجارية، بالإضافة إلى ما قد يصاحب الانتخابات البلدية في الضفة الغربية المقررة خلال يونيو المقبل من قلاقل تزعزع الاستقرار. هذه التحديات التي يعددها تقرير الاستخبارات العسكرية تحتم على الجيش الحذر واليقظة وصياغة خطط فعالة للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
إعداد: زهير الكساب