خطة إيرانية ـ سورية لدعم «الإخوان» في مصر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هدى الحسيني
السباق على أشده في إيران، بين الخطط التي وضعها النظام الإيراني لإقامة تحالف إقليمي برئاسته، وقدرة المعارضة الإيرانية بكل أطيافها على نسف كل الخطط وكشف النظام الإيراني.
قبل الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك، رحبت دولتان علنا وبشكل رسمي بما يجري في "ميدان التحرير": إيران حيث إن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي اعتبر هو والرئيس محمود أحمدي نجاد أن ما يجري في مصر تتمة للثورة الإسلامية الإيرانية، وسورية التي قال رئيسها بشار الأسد بعد سقوط مبارك مباشرة : انتهت مصر كامب ديفيد، (وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال الاثنين الماضي إن قرار القيادة العسكرية المصرية احترام معاهدات مصر الدولية والإقليمية قرار مصري). هذا بالإضافة إلى الموقف التركي.
من يراقب التفكير الإيراني يدرك إصرار إيران على تطبيق خططها التوسعية حتى لو اضطرها ذلك إلى استعمال العنف مع شعبها، والتغيير الذي وقع في مصر يزيدها اقتناعا بأنها على وشك النجاح، خصوصا بعدما كانت هي وسورية أول من وضعتا خطة للتنسيق في ما بينهما تتعلق بمصر "ما بعد مبارك"، وكان ذلك في كانون الثاني (يناير) من عام 2010. وبدأت الدولتان اتخاذ الخطوات الأولى للتأثير على انتخاب خليفة مبارك بعدما توصلتا إلى قناعة بأنه سيتنحى عن الحكم بسبب اعتلال صحته.
مع بدء المظاهرات المصرية في "ميدان التحرير"، قيمت سورية أن نظامها مستقر، وأن نظام مبارك متجه إلى السقوط، وأن دولة عربية ستليه، وبالتالي عليها وإيران استغلال الفرص لتقوية التحالف الراديكالي.
لذلك، أعد مسؤولون كبار في وزارة الخارجية السورية تقريرا قدموه إلى أعلى المراجع، عن مصر وأوضاع دول عربية أخرى، واقترحوا الإسراع بتطبيق الاتفاق مع إيران الذي هدفه شد مصر إلى محورهما المناهض للولايات المتحدة الأميركية، وضرورة أن يناقش كبار مسؤولي البلدين الأوضاع في الدول العربية الأخرى.
أكد التقرير أن لا خطر على الاستقرار في سورية، ونصح باتخاذ عدة احتياطات سرية، لأن اتخاذ احتياطات علنية سيفسر عن أن النظام قلق، وسيدفع المعارضة في سورية إلى استفزاز النظام، من هنا جاء السماح باستعمال الـ"فيسبوك" والـ"يوتيوب"، لأن الإنترنت غير منتشر في سورية.
اعتبر واضعو التقرير أن ما حدث في تونس لا سابقة له في التاريخ العربي الحديث، المعتاد على الانقلابات العسكرية أو التدخل الخارجي لتغيير الأنظمة، إنما لفتوا إلى احتمال أن تتكرر حالات انهيار الأنظمة العربية "خصوصا في مصر". واستعان واضعو التقرير بمعلومات استخباراتية إيرانية عن تآكل قدرات الردع لدى النظام المصري في مواجهة شباب مثقف يعاني الفقر والبطالة وتدني مستوى المعيشة والنظام السياسي وفساد النظام، وبالتالي من المستحيل أن يقدر النظام المصري على تحييد العصيان الشعبي، لأنه لا يملك الحلول للمشاكل الاقتصادية المتأصلة في مصر، والنظام يتخوف من اللجوء إلى العنف في مواجهة المظاهرات، بسبب الفضائيات العربية وبالذات فضائية "الجزيرة". تضمن التقرير إشارة إلى أن دراسة يجري إعدادها لمعرفة سياسة هذه الفضائية تجاه سورية، ومحاولة التوصل إلى اتفاق معها كما فعلت إيران خلال المظاهرات التي سارت بعد الإعلان عن فوز أحمدي نجاد.
محللو الخارجية السورية توصلوا إلى أن النظام الإيراني غير قلق من أحداث مصر، فهو نجح في إيجاد قوة ردع كبيرة ضد المعارضة الإيرانية خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، وأن الذين عانوا من المعارضين على أيدي النظام لن يفكروا في تحديه مرة أخرى. ثم إن إيران، إثر المظاهرات التي تلت انتخاب أحمدي نجاد، درست طريقة عمل المعارضة، وهي قادرة بالتالي على محاصرة كل المنظمات المعارضة ومنع المظاهرات.
وعن انعكاسات الثورة التونسية والمصرية، التي حسب التقرير صارت واقعا، رأى أنها تأكيد إضافي على ضعف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في المنطقة، وأن ما جرى يزعزع صورة الغرب الذي دعم هذه الأنظمة، لكنه لم يقف معها عندما تعرضت لأزمة، ورأى أن هذا تطور مهم وعلى سورية انطلاقا من هذه الانعكاسات أن تقيم موقعها في العالم العربي والمنطقة، إلى جانب الانتصارات التي حققتها أخيرا في لبنان.
ورأى المحللون السوريون واضعو التقرير، أنه على الرغم من أن الإسلاميين لم يكونوا وراء ما جرى في تونس ومصر، فإن الحركات الإسلامية ستسيطر على هاتين الدولتين وتقربهما أكثر من إيران وسورية، وبناء عليه، فإن على سورية وإيران الإسراع في تطبيق ما اتفقتا عليه سابقا في ما يتعلق بـ"اليوم ما بعد مبارك"، وقبل كل شيء تطبيق بنود الاتفاق الداعية إلى إقامة علاقات دائمة مع الإخوان المسلمين لإيجاد استراتيجية معهم من أجل السيطرة على النظام.
وكانت إيران صاحبة تلك الفكرة، وشرحها الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في 25 شباط (فبراير) 2010، عندما زار دمشق، مشددا على ضرورة التدخل الإيراني - السوري في مصر التي تتهيأ لانتخاب رئيس بدل مبارك، قائلا إن هذه فرصة نادرة للتأثير على مصر وشدها إلى المعسكر الراديكالي، وشدد يومها على عدم تضييع الوقت، خوفا من أن يتم انتخاب جمال مبارك في حال غياب أي عوامل داخلية تعرقل هذا الانتخاب.
واستقر الرأي الإيراني على الاستنجاد بالإخوان المسلمين لإثارة القلاقل الداخلية في مصر قبل وبعد الانتخابات الرئاسية. وحسب مصدر موثوق ومطلع على تلك الخطة الإيرانية - السورية، فإن الفكرة الإيرانية بإشراك الإخوان المسلمين في الخطة سببت خلافا ما بين طهران ودمشق المعروفة بعدائها لـ"الإخوان" ومخططاتهم. وكان الاقتراح الإيراني أن تعقد لقاءات بين الإخوان المسلمين فرع مصر والإيرانيين فوق الأراضي السورية. ثم نجح الإيرانيون في كسب موافقة القيادة السورية عندما أكدوا أن هذه الاجتماعات لن تعقد في سورية، بل فوق الأراضي المصرية.
وافق السوريون يومها وبدأ تطبيق الخطة، وتكاثرت الاجتماعات الأمنية بين الدولتين لمتابعة الوضع الصحي لمبارك وضعف النفوذ المصري في أفريقيا والمنطقة العربية.
وشجعت إيران سورية على أن المرشح المحتمل لخلافة مبارك، الذي يتمتع بمكانة ونفوذ في المنطقة، يجب أن تحتضنه دمشق كي تكون لها، لاحقا، اليد العليا في العلاقة المصرية - السورية، من أجل دعم مصالح الكتلة الراديكالية.
تجدر الملاحظة إلى أن الإيرانيين، أثنوا على محمد البرادعي ورأوا ضرورة إيجاد وسيلة لإيصاله إلى رئاسة الجمهورية، فهو كان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحائزا على جائزة "نوبل" للسلام ثم إن لديه العديد من العلاقات مع الدول الغربية.
في مصر، سقط نظام مبارك وتسلم الجيش مسؤولية الحماية بانتظار بروز هيكلية سياسية جديدة. الكل يقدر فرح المصريين، لكن لم تقع ثورة كاملة في مصر، بل نصف ثورة، وهذا يعني أن مستقبل البلاد محط أنظار الكثير من اللاعبين الإقليميين والدوليين.
إيران منذ سنة استعدت لهذه اللحظة، والدول العربية إذا كان بإمكانها رؤية المستقبل القريب لمصر بوضوح، تستطيع أن تغير مساره لمصلحة مصر أولا، ومصلحة المستقبل ثانيا.
التعليقات
ومن اعرض عن ذكرى ...
عادل البورسعيدى -ولماذا لاتتكلمون عن اسرائيل وخططها التوسعية . هل مكتوب علينا ان تكون اسرائيل وامريكا من ناحية ثم ايران وحزب الله من ناحية اخرى . هل نحن ليس لنا هوية او شخصية .. الصح ان نكون مع الله الواحد القهار ومعنا مالم يمتلكه العتاة والجبابرة معنا كتاب الله وسنته الذى لايرتضيه كل كافر فاجر لا امريكا واسرائيل الماسونيون ولاايران وحزب الله الشيعيون المرتدون ولكن لاسبيل لنا الا باتباع كتاب الله وسنته .
راي مخالف
Shady-Paraguay -للاسف اصبح كل كاتب محلل سياسي واصبحت ايلاف منبر الكتاب او المحللين الغير موضوعيين , اما مايذيدني اعجابا بمحللين ايلاف من اين ياتون باستنتاجاتهم او تقاريرهم او المعلومات السرية مثل صاحبة هذا المقال او هذه المعلومة .لأن الإنترنت غير منتشر في سورية..بالله عليك من اعطاك صفة صحفية واخيرا ااسف لاني اضعت الوقت بقراءة مقالك المعتوه.
راي مخالف
Shady-Paraguay -للاسف اصبح كل كاتب محلل سياسي واصبحت ايلاف منبر الكتاب او المحللين الغير موضوعيين , اما مايذيدني اعجابا بمحللين ايلاف من اين ياتون باستنتاجاتهم او تقاريرهم او المعلومات السرية مثل صاحبة هذا المقال او هذه المعلومة .لأن الإنترنت غير منتشر في سورية..بالله عليك من اعطاك صفة صحفية واخيرا ااسف لاني اضعت الوقت بقراءة مقالك المعتوه.
راي مخالف
Shady-Paraguay -للاسف اصبح كل كاتب محلل سياسي واصبحت ايلاف منبر الكتاب او المحللين الغير موضوعيين , اما مايزيدني اعجابا بمحللين ايلاف من اين ياتون باستنتاجاتهم او تقاريرهم او المعلومات السرية مثل صاحبة هذا المقال او هذه المعلومة .لأن الإنترنت غير منتشر في سورية..بالله عليك من اعطاك صفة صحفية واخيرا ااسف لاني اضعت الوقت بقراءة مقالك المعتوه.
لا تغلطوا يا أخوان
مهجدي -إذا اغلطوا بالتعامل مع أنظمة شمولية ستخسروا شرعيتكم ولن يرحمكم التاريخ والشعبونقول للأنظمة الشمولية الراحلة قريباً أدركت الشعوب المستبد بها أن ما يسمى برجال الأمن ليسوا إلا بلطجية يمارسون كل الأدوار القذرة التي تبث الرعب والخوف في قلوب الناس أدركت الشعوب المستبد بها : أن الإرهاب من صنع الطغاة وان الإرهابيين قد تم إعدادهم في مدارس الطغاة كي يقوموا بالهاء الناس عن مطالبهم الإنسانية المشروعة ولغرس الخوف في النفوس الطامحة في العيش بأمان واستقرار. أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطغاة ينهجون الفتنة كوسيلة تبررها غاية التسلط، وان كل فتنة طائفية ونعرة قبلية يقف وراءها كل فكر استبدادي تنفذه عناصر بلطجة تتلبس بعباءت الدين والفضيلة وتكون على رأس هرم تعليمي او ديني أدركت الشعوب المستبد بها : أن كل خلل أدى إلى تلوث البيئة وانهيار الصحة وتخلف التعليم وانتشار الفساد ليس أمرا عفويا وإنما هو مقصود وممنهج كي لا تشم الشعوب هواء نقيا أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطاغية بلطجي، لايملك علما ولا فكرا ولا تربية ولا قيما ولا اخلاقا، وانه اكبر عدو لشعبه ولأمته. أدركت الشعوب المستبد بها : أن الطاغية مغيب عن هموم شعبه، لايستجيب للمطالب ويعتقد أن من يطلب حقا شيطان يستحق العقاب جلدا او صلبا او قتلا او دهسا، لأن الطاغية يظن انه قد وصل إلى درجة الإله بسبب ما يحيطه به المنافقون والمتملقون واللصوص أدركت الشعوب المستبد بها : أن تفجير المساجد والكنائس وصناعة الإرهاب من صنع الطغاة، يا طغاة العالم : كل شيء أصبح واضحا ومكشوفا ومتعريا... وعيكم قاصر، وفكركم سطحي، وأفقكم ضيق، وأساليبكم معروفة، ولم يعد أمامكم
شوية غيري
عاصم كامل -الم تلاحظي ياسيدتي الكاتبة المحترمة بان كتاباتك اصبحت مملة,وتحاليلك بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي المحاط بنا. كان من المستحسن منك ان تكوني كاتبة لقصص الخيال العلمي ,لانك لاتكتبين بتنوع, ولاتعاصرين الاحداث وانما جل اهتمامك منصب على موضوع واحد وهو ايران.هسة لو تحدث بلبلة في كوبا, راح تگولين بان النظام الايراني وراءه.غيري واعطي شوية مذاق لكتاباتك. وماذا تفعلين لو تغير النظام في ايران؟.
لاتتعجلوا
المهندس -تقدرون وتضحك الاقدار. فلاتتعجلوا الامور. لان ما حدث فى مصر ام الدنيا هو ميلاد لشرق اوسط جديد سوف تختفى فيه وجوه كثيره.
شوية غيري
عاصم كامل -الم تلاحظي ياسيدتي الكاتبة المحترمة بان كتاباتك اصبحت مملة,وتحاليلك بعيدة كل البعد عن الواقع السياسي المحاط بنا. كان من المستحسن منك ان تكوني كاتبة لقصص الخيال العلمي ,لانك لاتكتبين بتنوع, ولاتعاصرين الاحداث وانما جل اهتمامك منصب على موضوع واحد وهو ايران.هسة لو تحدث بلبلة في كوبا, راح تگولين بان النظام الايراني وراءه.غيري واعطي شوية مذاق لكتاباتك. وماذا تفعلين لو تغير النظام في ايران؟.
سوريا
حسان -كتاباتك و اوهامك للاسف شي بالخيال كيف ايدك قادرة تخط هالافكار ايمتا سوريا كانت تحب الاسلاميين؟
سوريا
حسان -كتاباتك و اوهامك للاسف شي بالخيال كيف ايدك قادرة تخط هالافكار ايمتا سوريا كانت تحب الاسلاميين؟
تشمئز نفسي كلما ذكرت
تشمئز نفسي كلما ذكرت -تشمئز نفسي كلما ذكرت سوريا اقصد النظام السوري الذي باتت العابه مكشوفة وليس الشعب الذي اثبت انه لاحول له ولا قوة
فى الاحلام
مصرى -مين بيتكلم؟!!! هدى حبيب العادلى !!!!!
فى الاحلام
مصرى -مين بيتكلم؟!!! هدى حبيب العادلى !!!!!