جريدة الجرائد

شباب متهور حوّل مسيرة البدون السلمية إلى شغب

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يوسف المطيري- محمد إبراهيم - راشد الشراكي - عبدالرزاق المحسن


تحوّلت المسيرة السلمية لغير محددي الجنسية في منطقة تيماء في محافظة الجهراء الى اعمال شغب واصطدام بين قوات الامن والمحتشدين بعد رفضهم الامتثال الى اوامر وزارة الداخلية بفض التجمهر الذي اكدوا انه غير قانوني، وخلال محاولات رجال الامن تهدئة الوضع بعد ساعتين ونصف الساعة لتفريق المتجمهرين وعودتهم الى منازلهم، قام بعضهم برشق رجال القوات الخاصة بالحجارة، الامر الذي دعا احد رجال القوات الخاصة الى اطلاق رصاص صوتي، وبعدها حاول الوكيل المساعد لشؤون العمليات اللواء د. مصطفى الزعابي تهدئة الامور مجددا، وطالب المتجمهرين البالغ عددهم نحو 300 شخص بفض التجمع والعودة الى منازلهم، وبعد هذه المحاولات سلم الزعابي الموقع الى القوات الخاصة للتعامل مع المتجمهرين، حيث بادروا على الفور برش المياه عليهم، وهنا انطلقت شرارة الصدام الاولى بين المتجمهرين والقوات الخاصة، وقام بعدها رجال الأمن باطلاق الأعيرة النارية الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، والتوجه الى المتجمهرين لاعتقالهم وضربهم، الا ان عدداً كبيرا منهم لاذ بالفرار الى المساكن القريبة بين منطقتي النعيم وتيماء.

هدوء
وبعد مرور 10 دقائق على هذا الوضع، فوجئ رجال القوات الخاصة بأن المتجمهرين عادوا لتنظيم صفوفهم وترديد بعض الهتافات والنشيد الوطني، فقام رجال القوات الخاصة باطلاق الاعيرة الصوتية والقنابل المسيلة للدموع نحوهم، مما اسفر عن سقوط مصابين بين الطرفين.
وبين هتافات المتجمهرين "سلمية.. سلمية" عادت مجدداً القوات الخاصة لتطالبهم بضرورة العودة الى منازلهم وعدم التجمهر لانه مخالفة قانونية، الا ان "البدون" رفضوا الامتثال للأوامر وجلسوا في الشارع الفاصل بين منطقتي النعيم وتيماء، وبعدها قام عدد منهم برشق رجال الأمن بالحجارة، فعادت الشرارة مجدداً ليصطدم رجال القوات الخاصة بالمتجمهرين الذين لاذوا بالفرار مجدداً وسط شوارع المساكن القريبة منهم، وقام رجال القوات الخاصة بملاحقتهم، وخلال ذلك قام عدد من "البدون" باتلاف دوريتي أمن وآلية ونش تابعة لوزارة الداخلية، حيث قاموا بتحطيمها، وخلال ذلك اعتقل رجال القوات الخاصة والأمن العام عدداً منهم.
وما ان فض التجمهر حتى فوجئ رجال الأمن بعودتهم مجدداً في مسيرة تتقدمها امرأة، وهنا تقدم الوكيل المساعد للأمن العام اللواء خليل الشمالي تجاه المتجمهرين، ومن ثم تحدث مع هذه المرأة وبعدها أبعدها من المكان حتى لا تصاب بأذى.
وما ان هدأت الاوضاع مجدداً في الساعة الخامسة مساء حتى عاد عدد من المتجمهرين ووقفوا في الساحة الترابية الواقعة في منطقة تيماء وهم يرددون الهتافات، فتدخل رجال القوات الخاصة لابعادهم من خلال اطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع.
وحسب مصادر امنية، اكدت لـ القبس ان عدد الذين تم اعتقالهم في احداث الشغب بلغ 50 شخصا، فيما بلغت الاصابات نحو 30 شخصا، بينهم 7 من رجال الامن.

منطقة الصليبية
ومساء أمس شهدت منطقة الصليبية تجمهر عدد من البدون والبالغ عددهم نحو 80 شخصا على غرار الجهراء للمطالبة بحل قضيتهم ، وتواجد رجال القوات الخاصة في الموقع حيث قاموا بالسيطرة عليه وفض التجمهر سلميا.

هتافات
ردد البدون خلال تجمهرهم هتافات ‭{‬عاش الأمير.. عاش الأمير.. تحيا الكويت‭}‬ و"الشعب يريد ارجاع الحقوق"، و"الى متى بدون"؟ و"سكروا.. سكروا اللجنة"، و"يا الحمود يا الحمود شيل الفضالة"، و"ملينا وعود"، و"كرامة.. كرامة وحرية".

مسلم البراك للمتظاهرين:
التزموا بالقانون وحقوقكم ستقر
طالب النائب مسلم البراك المتظاهرين في الصليبية بالتهدئة، مؤكدا انه سيتبنى مطالبهم، وسيعمل على تحقيقها من خلال لجنة البدون في مجلس الامة، والعمل على اقرار حقوقهم المدنية.
ووعد البراك بالسعي لاطلاق سراح الاشخاص الذين تم القاء القبض عليهم في تيماء، كما وعد بزيارة المصابين في المستشفى. واضاف: عليكم الالتزام بالقانون وعدم تكرار ما حدث في تيماء.

مطالب
خاطب مدير امن الجهراء البدون المتظاهرين قائلا: "لدي رسالة اريد توجيهها اليكم ، وهي ان رسالتكم وصلت ومتفهمون لمطالبكم المشروعة، ونحن متفهمون لقضيتكم لكن عليكم الانصراف الآن".
فرد عليه المتظاهرون بالقول: "مظلومون.. مظلومون.. نريد الكرامة.. نريد الكرامة".
فخاطبهم مجددا بالقول: "قلت عليكم بالانصراف".

رسالتكم وصلت
بعد كر وفر بين القوات الخاصة والمتظاهرين البدون، خاطبهم احد قادة القوات الخاصة وهو العقيد فهد الصالح عبر الميكروفون قائلا "انتم شباب الكويت ورسالتكم وصلت وعليكم فض التظاهرة لمصلحتكم.. لان اثارة الفوضى والرشق بالحجارة ليسا في مصلحة احد"، وبعد ذلك حدث اشتباك عنيف بين المتظاهرين والقوات الخاصة.

المتظاهرون خالفوا القانون
أكد محافظ الجهراء الشيخ مبارك الحمود ان العنف مرفوض، وان المتظاهرين خالفوا قانون التجمعات ويجب ان تكون مطالباتهم في الأطر القانونية.
واضاف في تصريحات للصحافيين: سوف نتعامل مع هذا الموضوع "بجدية وسلامة"، قائلا هناك قانون يجب ان يطبق.
واكد بالقول: نعرف جيدا حجم المعاناة التي تعيشها هذه الفئات، والحكومة تتعامل معها بجدية، وهناك جهاز تم تشكيله اخيرا لمعالجة اوضاع البدون.

باللغة الإنكليزية
قال احد المتجمهرين موجها حديثه لوسائل الاعلام باللغة الانكليزية "ابلغ من العمر 55 عاما، وتلقيت تعليمي في الكليات الحربية في الولايات المتحدة الاميركية، وعملت بالقوات المسلحة، والآن لا املك اي وظيفة".

كيف انطلقت الشرارة؟
في منطقة تيماء، قطعة 2، بينما انتهى المصلون من صلاة الجمعة في المسجد الشعبي، دعا عدد من الافراد، الذين كانوا متواجدين خارج المسجد، المصلين الى تجمع "البدون" في الساحة الترابية المقابلة للمسجد، وبعدها شكلوا صفا واحدا للجلوس في الشارع الفاصل بين القطعتين 2 و3 في منطقة تيماء، وخلال ذلك كان يتواجد عدد من رجال الامن، واثناء تبادل الحديث بين المتجمهرين وأحد الضباط حدثت مشادة كلامية، حيث طلب منهم اخلاء الشارع الذي تعطلت فيه حركة السير، والانتقال الى الساحة الترابية، لكنهم رفضوا الامتثال الى ذلك.
وفي الساعة 1.00 ظهرا قام المتجمهرون بمسيرة باتجاه التقاطع الرئيسي بين منطقتي النعيم وتيماء ومستشفى الجهراء، حيث كان عددهم قرابة 150 شخصا، ولم تمر لحظات حتى وصل رجال القوات الخاصة وعملوا طوقا امنيا لمنع المتجمهرين من الوصول الى الطريق الرئيسي، حيث كانوا يريدون عمل تظاهرة امام المارة، وظلوا متواجدين وسط الطوق الامني حتى صلاة العصر التي ادوها جماعة في الساحة الترابية، وقبل ذلك طلب رجال الامن منهم 3 مرات فك التجمهر وترك المكان، لكنهم رفضوا الامتثال للاوامر، مرددين الهتافات.
في الساعة 3.15 عصرا حدث الاشتباك الاول.
في الساعة 3.30 عصرا هدأت الأمور.
في الساعة 3.45 عصرا عاد التشابك مجددا.
في الساعة 4.00 لاذ المتجمهرون بالفرار وسط المنازل القريبة.
في الساعة 4.10 عاد المتجمهرون الى تنظيم صفوفهم وترديد الهتافات.
في الساعة 4.10 جلس عدد من البدون وسط الشارع.
في الساعة 4.15 اشتبك رجال الامن معهم مجددا.
في الساعة 4.25 هدأت الامور.
في الساعة 4.37 عاد المتجمهرون.
في الساعة 5.20 مساء تجدد الاشتباكات مجددا، حيث قام رجال القوات الخاصة بالتوجه الى وسط الشوارع السكنية لملاحقة المتجمهرين.

إتلاف دوريات
أُتلفت بعض دوريات الشرطة والمرور وسيارات تابعة لأمن الدولة خلال المواجهات بين "البدون" المتظاهرين ورجال الأمن والقوات الخاصة، وتكسر زجاج الدوريات وتناثر في الشوارع.
وصفت مصادر طبية لــ القبس حالة أحد المصابين "البدون" بالخطرة، حيث فقد الوعي وأدخل غرفة العناية الفائقة في مستشفى الجهراء فور وصوله، وتبينت اصابته في الرأس والوجه وأجزاء أخرى من الجسم.

أطلقوا سراح المعتقلين
رد المتظاهرون في الصليبية على مطالبة مدير أمن الجهراء العميد محمد طنا لهم بالانصراف بالقول "لن ننصرف الا اذا اطلقتم سراح الاشخاص "البدون" الذين اعتقلتموهم في تيماء"، فرد طنا بالقول "امنحونا فرصة لتحقيق مطالبكم".

مطالب
طالب المتجمهرون باقرار الحقوق المدنية والاجتماعية وانصاف البدون ورفع القيود الامنية للحصول على الجنسية الكويتية، قائلين "نريد حياة كريمة، ومن يستحق الجنسية يحصل عليها".

رصد الصليبية
توجهت القوات الخاصة الى منطقة الصليبية بعد تردد معلومات عن تجمع عدد من "البدون" على غرار ما حدث في الجهراء

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف