سيدة كوندي... ماذا فعلتم بمصر ؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
راجح الخوري
آخر من يحق له توجيه اللوم الى الرئيس المنهار حسني مبارك والتصفيق لنجاح ثورة التغيير في مصر، هي أميركا، سواء جاء اللوم والتصفيق من الذين يمسكون بالادارة الاميركية الآن، أو من أولئك الذين أمسكوا بها بالأمس. فلقد كانوا جميعا، ومنذ ثلاثين عاما، شركاء يعتمدون في السهر على المصالح الاميركية في مصر خصوصا وبعض المنطقة عموما، على ممارسات ذلك النظام الذي قاده حسني مبارك وخصوصا في الاعوام الـ15 الاخيرة.
لقد قرأت بكثير من الاستغراب ما كتبته وزيرة خارجية أميركا السابقة كوندوليزا رايس عن "مستقبل مصر الديموقراطية"، وقد كانت شريكة الرئيس جورج بوش الابن في أكثر حقبات السياسة الاميركية الحمقاء، التي بدأت طلائع هزائمها تتوالى الآن من مصر الى باكستان، مرورا بالعراق وأفغانستان وربما بمعظم دول الشرق الاوسط، التي تواجه في هذه الايام دومينو من الانهيارات.
لكنها انهيارات ضرورية وحتمية، يؤمل في طول هذه المنطقة وعرضها أن تؤدي في النهاية ولو بعد فترة طويلة من الفوضى والآلام والمعاناة، الى قيام أنظمة ديموقراطية شفافة ونظيفة وواعية، تصنع حاضرا ومستقبلا لكل هذه الشعوب المقهورة، التي شبعت فقرا وتنكيلا وتخلفا واستغلالا.
❒❒❒
لم يكن من حق السيدة رايس ان تذكّرنا بما قالته في الجامعة الاميركية في القاهرة في أيار من عام 2005 من ان "أميركا ستقف مع الشعب الذي يسعى لنيل حريته"، على الاقل لأنها كانت في ذلك الوقت تعرف ان الشعب المصري يريد حريته ولكنه ممنوع من السعي لنيل هذه الحرية، ولأنها تعرف ايضا أن دعم واشنطن للنظام المصري الذي قاده حسني مبارك، منع المصريين حتى من الحلم بالحرية!
لم تكن رايس في حاجة الى تعداد البشاعات والاخطاء التي ارتكبها مبارك والنظام المصري، بل كانت في حاجة، على الاقل، الى الاحساس بأنها تستدرك وتتذكر البشاعات والاخطاء التي ارتكبتها واشنطن، حتى قبل وصول مبارك الى السلطة ومنذ قام أنور السادات بتوقيع اتفاق كمب ديفيد الذي قيل إنه اتفاق سلام، تصفه رايس بأنه "سلام بارد"!
طبعا ليس خافيا على رايس ولا على الرئيس باراك أوباما الآن ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، ان الذي همّش دور مصر وأهميتها المحورية التاريخية، التعامي عن ديكتاتورية النظام والميل الى التطبيق البائس لاتفاق كمب دييد ودائما لمصلحة اسرائيل، اسرائيل التي قيل يوما إنها "الولاية الاميركية الثانية والخمسين".
إن دعم النظام الفاسد سواء مع أنور السادات أم مع حسني مبارك، هو الذي حال دون قيام التغيير التدريجي والتطوير المتدرج والتحسين المدروس وصولا الى قيام ديموقراطية مزدهرة لا تعطي الشعب المصري حقه في الحياة الكريمة فحسب، بل تعيد الى مصر دورها الاقليمي المحوري المؤثر، لكن مصر تم تفريغها من مصريتها اذا صح التعبير كما تم قهر المصريين وتجويعهم وافقارهم ونزع الامل من حياتهم، في وقت كانت المليارات الـ90 من الدولارات الاميركية (وهذا هو "المنظور") تنفق على يد مبارك ونظامه بأساليب السرقة وتكديس الثروات والناس في جوع!
❒❒❒
أخطر من كل هذا كانت أميركا تعرف وكانت تسكت وتتغاضى، وإن لم تكن تدرك ان كل هذا سيؤدي الى الانفجار الذي شهدناه أخيرا فتلك مصيبة، وان كانت تدرك (وهي تدرك) وتركت الامور في الاهتراء كل هذا الوقت، فالمصيبة أعظم!
نقول هذا ليس لأن واشنطن التي احتارت في الاسبوعين الماضيين، مَن تدعم بقاء النظام أم رحيل مبارك، بل لأن سقوط مبارك هو بداية سقوط تسويات عمياء انحازت الى اسرائيل فذبحت فرصة السلام العادل والشامل والمستقر، الذي طالب به أولا الرئيس حافظ الاسد وقبلته كل العواصم العربية، ولم تعره واشنطن ما يستحق من الاهتمام.
وعندما تكتب رايس ما يشبه النصيحة قائلة: "ان الخوف من سماع الأصوات الحرة لم يعد قادرا على تبرير إنكار الحرية"، فمن واجب واشنطن بالتحديد ان تسمع جيدا!
التعليقات
الحاكم والمحكوم
أحمد توفيق -يبدو أننا أصبحنا أُمة ترمي أخطاءها وأخطاء حكامها على الآخرين؟ لا نريد أن نعترف أن الحاكم فاسد ليس لأن أميركا صنعته فاسداً وأن الشعب الذي لا يتوق إلى الحرية مع كل المظالم والقمع الذي يتعرض إليه هو شعب جبان خانع لا يستحق الحرية إن لم يطالب بها، سمعت أحد المعلقيين سابقاً يقول ولماذا نتظاهر لا نريد سياسة نحن بأمن وأمان طالما لا نناقش أمور ليست من شأننا (السياسة والفساد والحالة الإقتصادية) وصل الحال ببعض الشعوب المقهورة إلى الخضوع لمبدأ خاص بهم أنهم يأكلون وينامون ويعملون لذا لماذا التظاهر، وكأن الرعية خلقت كالأغنام للرعي والنوم والإستيلاد أما أن يكون لأحدهم رأي فهذا غير مقبول وتدخل سافر في شئوون ليست من إختصاصه فيبدأ القمع والحبس والضرب، عدم وجود الوعي لدى غالبية الشعوب العربية أدى إلى نشوء حكام ديكتاتوريون والسكوت على المظالم وكبت الحريات والقمع بأنواعه المتعددة خلق حكام يحسبون أنهم أنصاف آلهة يتحكمون بمقدرات شعوبهم ويسيرونهم كالقطعان كيفما يشاؤون طالما لا أحد يتصدى لهم والفرد في الأمة إن لم يكن ينتمي إليها فيعاني كما يعانون يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ويتألم لمصابهم فهو شاذ عنهم وليس منهم وهذا شأن حكام العرب هم بواد والشعوب العربية بوادٍ آخر وشكراً
الحاكم والمحكوم
أحمد توفيق -يبدو أننا أصبحنا أُمة ترمي أخطاءها وأخطاء حكامها على الآخرين؟ لا نريد أن نعترف أن الحاكم فاسد ليس لأن أميركا صنعته فاسداً وأن الشعب الذي لا يتوق إلى الحرية مع كل المظالم والقمع الذي يتعرض إليه هو شعب جبان خانع لا يستحق الحرية إن لم يطالب بها، سمعت أحد المعلقيين سابقاً يقول ولماذا نتظاهر لا نريد سياسة نحن بأمن وأمان طالما لا نناقش أمور ليست من شأننا (السياسة والفساد والحالة الإقتصادية) وصل الحال ببعض الشعوب المقهورة إلى الخضوع لمبدأ خاص بهم أنهم يأكلون وينامون ويعملون لذا لماذا التظاهر، وكأن الرعية خلقت كالأغنام للرعي والنوم والإستيلاد أما أن يكون لأحدهم رأي فهذا غير مقبول وتدخل سافر في شئوون ليست من إختصاصه فيبدأ القمع والحبس والضرب، عدم وجود الوعي لدى غالبية الشعوب العربية أدى إلى نشوء حكام ديكتاتوريون والسكوت على المظالم وكبت الحريات والقمع بأنواعه المتعددة خلق حكام يحسبون أنهم أنصاف آلهة يتحكمون بمقدرات شعوبهم ويسيرونهم كالقطعان كيفما يشاؤون طالما لا أحد يتصدى لهم والفرد في الأمة إن لم يكن ينتمي إليها فيعاني كما يعانون يحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ويتألم لمصابهم فهو شاذ عنهم وليس منهم وهذا شأن حكام العرب هم بواد والشعوب العربية بوادٍ آخر وشكراً
truth
smuel -This is the truth Mr. khouri ,but most arabs cannot read the history.
truth
smuel -This is the truth Mr. khouri ,but most arabs cannot read the history.
You are wrong
Ahmad Zahrah -I am really surprised to read such analisis by somebody who I thought has good understanding to such matter; what is the different between Egypt and any other Arab countries like Lybia or Syria which talk against America day and night. They are all arabS and MUSLIMS.. I live in the USA and it''s really a great and democratic country and I have many friends who always discuss with me our culture and believe. I think we all need to re-read our history to understand our present.