قصة التشييع السياسي في الخريطة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
علي سعد الموسى
كنت، وقبل أسابيع ثلاثة، أحاول أن أضع الخطوط العريضة لملامح عنوان هذا المقال (بعاليه) وأنا أصعد الطائرة لدبي لنقاش الفكرة في برنامج - حواري - بقناة العربية. ثم بتراكم سببي، انسحبت مضطراً من الحوار التلفزيوني، ومن ثم كان تتالي الأحداث في ميادين بعض العواصم العربية وهو ما يستدعي إعادة توصيف ملامح الخطر الداهم في العنوان: قصة التشييع السياسي في العالم العربي. ومساء البارحة فقط، كان مزمار هذه الجنازة المفزعة يدق أبواب البحرين الشقيق، ومن الخطأ بمكان أن ننظر للموضوع على أنه امتداد طبيعي تلقائي لما حدث في سيدي بوزيد أو بعده بميدان التحرير القاهري ذاك، أولاً، أنه يضرب في العمق الاجتماعي والسياسي لمنظومة الخليج العربي المستقرة، وثانياً، لأنه بكل النذر مجرد شواهد إيرانية واضحة لقصة هذا التشييع السياسي وكل القصة مجرد دهاء فارسي لتمرير الحالة البحرينية في ثوب الثورات الشبابية العربية حتى تبدو طهران بعيدة عن الحدث البحريني بأصابعها السافرة. وبالنسبة لي، كانت ذروة التشييع السياسي لخريطة العالم العربي عندما استيقظت ذات صباح نهايات شهر يناير الماضي على الأخبار التي وردت عن قبول - نجيب ميقاتي -، حليف الحريري السابق، على اختراق المنظومة السنية في لبنان وقبوله الترشح كستارة دستورية نظامية لمنظومة حزب الله وهو ما يعني بكل التفاصيل أن تصل - ولاية الفقيه - إلى قلب أكثر المجتمعات العربية ليبرالية وعلمانية وتعددية مذهبية وعرقية ناهيك عن نصف الشعب اللبناني من الطوائف المسيحية وذروة هذا الاختراق تثير كل كوامن الدهشة حين تعلم أن التيار الوطني الحر بزعامته المسيحية المارونية قد سقط في براثن هذا التشييع السياسي. ولنأخذ القصة بالتدرج. إذ قبل أن نصل إلى ما كان مستحيلاً من ولاية الفقيه في لبنان، كانت أميركا تفرش البساط أمام المدرج العراقي الذي سلمته من حيث لا تريد إلى سلطة عدوها المعلن وكانت كل ظروف هذا الاستسلام تبرهن على دهاء إيراني في التعامل مع الواقع العراقي الجديد بشكل يبرهن أن طهران، لا واشنطن، باتت اللاعب الأساسي في رسم خريطة هذا العالم العربي وتشكيل منظوماته السياسية. لا ننسى أن قصة سقوط بعض العواصم العربية من قبل في براثن الخطاب السياسي الفارسي لا تحتاج اليوم إلى عظيم تحليل وللذين أصابتهم دهشة قديمة من - هلال فارسي - فإن الصورة المخيفة اليوم تنبئ عن - قمر - دائري متكامل.
وأنا هنا أعلن الفارق الواضح بين مصطلحات التشييع العقدي ونظيره السياسي. وحين تعلم طهران استحالة تصدير مدها العقدي في المحيط العربي المقابل فإن المنظور الذي تحقق فيه نجاحاً مدهشاً هو فرض الأنموذج السياسي. ومن الشواهد المفزعة أنها تنجح في هذا الاختراق وتستميل إليه كل الطوائف المتباينة. وبقدر ما هو معلن من طوائف إيران المسيحية في العالم العربي في شواهد لبنان، وفي النخب الليبرالية في بعض مؤسسات الثقافة العربية، إلا أن اللافت الأهم أنها تركب الموجة الدينية السنية في خريطة العالم العربي من منظومة حماس حتى شبكات الإخوان المسلمين مروراً باختراقها الأخير للمجمع السني اللبناني ودعوات التأييد الملحوظة في شوارع الجزائر وفي كثير من النخب الإسلامية التي سمعنا صوتها بوضوح في قناة العالم أثناء الأحداث العربية الأخيرة. وبالطبع فإن أي تحليل يربط ما بين ثورات الشباب في تونس ومصر بالتحديد مع الثورة الإيرانية سيظل تحليلاً غبياً قاصراً ولكن: عادة ما علمتنا طهران أنها تركب الموجة وتحسن إلهاب مشاعر الجماهير وتنتصر في نهاية الأمر ومن المفارقة أننا نشاهد المعادلة بوضوح: شباب يخلع رداء التبعية للغرب ولكن لمصلحة تبعية جديدة.
حديث المرشد الإيراني الأعلى عن ثورة يناير وأنها إلهام من الثورة الإيرانية وبذرة من بذورها لا يستهدف غير التوأمة بين ثورتين، وأولى البشائر أن السفن الإيرانية تعبر للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً إلى قناة السويس وفي هذا مجرد رمزية بالغة الدلالة. والمهم الأهم، أن هذا المد الفارسي يقرع أبواب أكبر منظومة عربية مستقرة ليستغل بشكل سافر قصة التباين المذهبي في البحرين وتحويرها إلى تقابلية عرقية. وهذا نوع سافر من القمار السياسي يجب على كل المنظومات والحركات مهما كانت مرجعياتها في هذا العالم العربي أن تتنبه له. وبقدر ما أنادي على الدوام كل الأقليات المذهبية في العالم العربي أن تأخذ حقوقها المدنية والاجتماعية وأن تذاكر واجبها الوطني، بقدر ما أدعو لها أن تعرف خطورة ردة الفعل عليها من محيطها الأكبر الذي تسبح فيه. وبقدر ما سيكون من الخطأ على وضع ومستقبل الأقلية السنية في إيران لو أنها تململت ضد محيطها الشيعي بقدر ما ستجد الأقليات المذهبية نفسها في ورطة كبرى إن هي فعلت ذات الشيء في المحيط السني المقابل في الخريطة المقابلة. وحين تقرع طهران أبواب المنامة فإن اليقظة تستلزم من الداخل الاجتماعي في بلدان الخليج أن تتوحد وتتكاتف لأن البشائر الفارسية لا تحتاج لدليل جديد، وأيضاً أن نعطي لهذه الأقليات المذهبية حقها الفطري الطبيعي تماماً مثلما يستلزمه عقد المواطنة.
التعليقات
الخوف
نصر الله -لا اريد ان ادخل معاك بحوار الطرشان لانكم حالمون غارقون بالاوهام، مقالتك باتجاه احدة القنوات الاخبارية ... لاتقفوا بوجه حركات التحرر مثلما تفعلون وتدسون انفكم بالعراق سواء بقوافل الارهابين او بالحصار والاعلام ، اتركوا البحرين لشعب البحرين هو من يقرر ، ايران غارقة بهموها ومعارضيها يرفعون لافتات تدعو للاصلاح واقتلاع الفساد ويواجهون عنف السلطة ، هل بلغت بكم الجراة لفعل نفس الذي الان في ايران ، على الاقل قولوا كلمة حرة شريفة ، اما التشيع والتشيع السياسي فلا اعتقد هذه معظلتنا كعرب ومسلمين ، الافضل يسود ، وكما للسنة والشيعة او غيرها من مذاهب حق في تثبيت عقائدها وهي رسالة نبينا محمد (ص) وانتشارها فهذا ليس صراع سياسي كما تصوره بل هو واجب اسلامي واخلاقي وعقائدي ،لاتخف او ترتعب من الاصوات بل يجب عليك ان تخاف سكوتك عن الظلم وغياب الحقوق وتساوي الفرص بين كل كيانات المجتمع العربي ، لاتميز في العقيدة او الدين فان الوطن والمواطنة حق وشراكة في السلطة والمال . هذا جرس انذار وان تاخر فان قادمه قريب.
الخوف
نصر الله -لا اريد ان ادخل معاك بحوار الطرشان لانكم حالمون غارقون بالاوهام، مقالتك باتجاه احدة القنوات الاخبارية ... لاتقفوا بوجه حركات التحرر مثلما تفعلون وتدسون انفكم بالعراق سواء بقوافل الارهابين او بالحصار والاعلام ، اتركوا البحرين لشعب البحرين هو من يقرر ، ايران غارقة بهموها ومعارضيها يرفعون لافتات تدعو للاصلاح واقتلاع الفساد ويواجهون عنف السلطة ، هل بلغت بكم الجراة لفعل نفس الذي الان في ايران ، على الاقل قولوا كلمة حرة شريفة ، اما التشيع والتشيع السياسي فلا اعتقد هذه معظلتنا كعرب ومسلمين ، الافضل يسود ، وكما للسنة والشيعة او غيرها من مذاهب حق في تثبيت عقائدها وهي رسالة نبينا محمد (ص) وانتشارها فهذا ليس صراع سياسي كما تصوره بل هو واجب اسلامي واخلاقي وعقائدي ،لاتخف او ترتعب من الاصوات بل يجب عليك ان تخاف سكوتك عن الظلم وغياب الحقوق وتساوي الفرص بين كل كيانات المجتمع العربي ، لاتميز في العقيدة او الدين فان الوطن والمواطنة حق وشراكة في السلطة والمال . هذا جرس انذار وان تاخر فان قادمه قريب.
اتباع ايران
الياس الزغبي -رغم ان الوزراء الشيعة في الحكومة اللبنانية هم اقلية لكنهم يعطلوا اي قرار او اي جلسة وكما ان نبيه بري رئيس المجلس النيابي هو يعطل اي جلسة مهما كانت للبرلمان حتى ولو لنقاش اي مسألة اجتماعية او مصيريةوهم يتحركوا فقط لارضاء ايران ولا قيمة لديهم لمصلحة وطنهم بل التبعية المخلصة الوفية لايران ولو كان الثمن تدمير وطنهم الأم
اتباع ايران
الياس الزغبي -رغم ان الوزراء الشيعة في الحكومة اللبنانية هم اقلية لكنهم يعطلوا اي قرار او اي جلسة وكما ان نبيه بري رئيس المجلس النيابي هو يعطل اي جلسة مهما كانت للبرلمان حتى ولو لنقاش اي مسألة اجتماعية او مصيريةوهم يتحركوا فقط لارضاء ايران ولا قيمة لديهم لمصلحة وطنهم بل التبعية المخلصة الوفية لايران ولو كان الثمن تدمير وطنهم الأم
انهم قادمون
محمد الشامي -شكرا لصاحب المقال اقول واةالله والله اننا في خطر عظيم فلا حكوماتنا بوضعها الحالي تستطيع ان تعمل شيئا ولا شعوبنا التي لم تستوعب هذا الزحف القدم وفق تخطيط محكم فلحل اما وحدة دول الخليج في دولة واحده او حدة الدول العربيه في دولة واحده عربية اواسلاميه وقطع الطريق على ايران في سوريا عن طريق تشجيع الشعب السوري لاسقاط نظامه الذي جعل سوريا العربيه الابيه وهي العمود الفقري للعرب في التاريخ وهي سبب نهضتهم وانكفاءهم مركزا رئيسيا لتنفيذ المخطط الايراني .
انهم قادمون
محمد الشامي -شكرا لصاحب المقال اقول واةالله والله اننا في خطر عظيم فلا حكوماتنا بوضعها الحالي تستطيع ان تعمل شيئا ولا شعوبنا التي لم تستوعب هذا الزحف القدم وفق تخطيط محكم فلحل اما وحدة دول الخليج في دولة واحده او حدة الدول العربيه في دولة واحده عربية اواسلاميه وقطع الطريق على ايران في سوريا عن طريق تشجيع الشعب السوري لاسقاط نظامه الذي جعل سوريا العربيه الابيه وهي العمود الفقري للعرب في التاريخ وهي سبب نهضتهم وانكفاءهم مركزا رئيسيا لتنفيذ المخطط الايراني .
لا اعرف ماذا اقول
حسين -ان كاتب المقال لديه هوس اسمه بعبع ايراني ويبدو ان جل تفكيره معبا تجاه ايران التي جعل منها قوة عالمية تتحكم بمقدرات الشعوب العربية، ويعتبرها ضمنيا شعوب مغلوبة على امرها وايران تتحكم فيها. ما هذا الخرف السياسي بل الجهل لواقع الامور... هل ان ثورة الشعب المصري وراءها ايران... وهل ان ثورة الشعب التونسي التي سبقت المصري وراءها ايران، وما يجري لحليف ايران التقليدي القذافي الذي مد ايران بالصواريخ لضرب بغداد... وتحرك الشعب الليبي بازالة الدكتاتور... خلي حكام ايران يلحكون على انفسهم من تحرك الشارع وتصاعد الثورة الشعبيه لازالة حكامه واقامة ديمقراطيه آخذا من تحركات الشارع العربي منطلقا لازالة الظلم الواقع عليه .... ان الكاتب اما يحاول ان يصرف النظر عما يجري بايران من تطوورات الاحداث ويجعل من تحركات الشارع العربي كانها مخطط ايراني وبذلك يكون بوق دعاية لايران وهذا واضح من مقاله ... او يحاول تغليف تحركات الشارع العربي بغلاف طائفي وضيع لايمت بصلة لما يجري .... الكاتب الرصين يكون لديه حصافة وبعد نظر بعيد الطائفية والعنصرية الشوفينية
لا اعرف ماذا اقول
حسين -ان كاتب المقال لديه هوس اسمه بعبع ايراني ويبدو ان جل تفكيره معبا تجاه ايران التي جعل منها قوة عالمية تتحكم بمقدرات الشعوب العربية، ويعتبرها ضمنيا شعوب مغلوبة على امرها وايران تتحكم فيها. ما هذا الخرف السياسي بل الجهل لواقع الامور... هل ان ثورة الشعب المصري وراءها ايران... وهل ان ثورة الشعب التونسي التي سبقت المصري وراءها ايران، وما يجري لحليف ايران التقليدي القذافي الذي مد ايران بالصواريخ لضرب بغداد... وتحرك الشعب الليبي بازالة الدكتاتور... خلي حكام ايران يلحكون على انفسهم من تحرك الشارع وتصاعد الثورة الشعبيه لازالة حكامه واقامة ديمقراطيه آخذا من تحركات الشارع العربي منطلقا لازالة الظلم الواقع عليه .... ان الكاتب اما يحاول ان يصرف النظر عما يجري بايران من تطوورات الاحداث ويجعل من تحركات الشارع العربي كانها مخطط ايراني وبذلك يكون بوق دعاية لايران وهذا واضح من مقاله ... او يحاول تغليف تحركات الشارع العربي بغلاف طائفي وضيع لايمت بصلة لما يجري .... الكاتب الرصين يكون لديه حصافة وبعد نظر بعيد الطائفية والعنصرية الشوفينية
الهدوء ألذي يسبق ...
Ali -المقال نشر في الوطن السعوديه إذن فهو للأستهلاك المحلي لاكن أقول للكاتب ألثوره قادمه فهي مسألت وقت لاأكثر
الهدوء ألذي يسبق ...
Ali -المقال نشر في الوطن السعوديه إذن فهو للأستهلاك المحلي لاكن أقول للكاتب ألثوره قادمه فهي مسألت وقت لاأكثر
hey
adam -أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنـيا زهوها لا ينفدُ آثرت فانيها على الـحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحـدك عبرة تتجـددُ هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لأسال مدمعك المصير الأسودُ كتل من الترب المهين بخربـةٍٍ *** سكـر الذباب بها فراح يعربدُ خفيت معالمها على زوارهــا *** فكأنها في مجهــل لا يقصــدُ والقبة الشمـاء نكـس طرفهــا *** فبكـل جزء للـفناء بهــا يدُ تهمي السـحائب من خلال شقوقها *** والريح فـي جنـباتها تــترددُ وكذا المصلى مظــلم فكــأنه *** مـذ كان لم يجتز به متعــبدُ أأبا يزيد وتلك حكـمة خالق *** تـجلى على قلب الحكيم فيرشدُ أرأيت عاقبة الجـــموح ونزوة *** أودى بـلبك غّـيها الترصــدُ تعدوا بها ظلما على من حــبه *** ديـن وبغضتــه الشقاء السرمدُ ورثت شمائـــله بـراءة أحمد *** فـيكاد من بريــده يشرق احمدُ وغلـوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثـا لكـل مــدمم لا يحمدُ هتك المحــارم واستباح خدورها *** ومضى بـغير هــواه لا يتقيدُ فأعادها بعد الـــهدى عصـبية *** جـهلاء تـلتهم النفوس وتفسدُ فكأنما الأسلام سـلعة تاجر *** وكـأن أمـته لآلك أعــبدُ فاسأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تـلكم الـنار التي لا تخمدُ أرسلت مارجـها فـماج بحره *** أمــس الجـدود ولن يجّنبها غدُ والزاكـيات من الدماء يـريقها *** بـاغ على حرم الــنبوة مفسدُ والطاهرات فديـتهن حوارا *** تـنثال من عـبراتهن الأكـبدُ والطيـبين من الصغار كـأنهم *** بــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ تشـكو الظــما والظـالمون أصمهم *** حقد أناخ على الجوانح موقدُ والذائـدين تبعـثرت اشلاؤهم *** بدوا فثمة معصـــــم وهنا يدُ تطأ السنابـك بالظـغاة أديمها *** مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ فعلـى الرمال من الأباة مضرج *** وعلى النـياق من الهداة مصفدُ وعلى الرماح بقّــية من عابـد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ ان يجهـش الأثـماء موضع قدره *** فـلقـد دراه الراكـعون السّجدُ أأبا يزيد وســاء ذلك عـــثرة *** ماذا أقول وباب سمعـك موصدُ قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بــاك أرمدُ تلك العظــام أعز ربك قــدرها *** فـتكاد لولا خوف ربك تعبدُ ابدا تباركـها الوفـــود يحثـها *** من كـل حدب شوقها المتوقدُ نازعـ
hey
adam -أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنـيا زهوها لا ينفدُ آثرت فانيها على الـحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحـدك عبرة تتجـددُ هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لأسال مدمعك المصير الأسودُ كتل من الترب المهين بخربـةٍٍ *** سكـر الذباب بها فراح يعربدُ خفيت معالمها على زوارهــا *** فكأنها في مجهــل لا يقصــدُ والقبة الشمـاء نكـس طرفهــا *** فبكـل جزء للـفناء بهــا يدُ تهمي السـحائب من خلال شقوقها *** والريح فـي جنـباتها تــترددُ وكذا المصلى مظــلم فكــأنه *** مـذ كان لم يجتز به متعــبدُ أأبا يزيد وتلك حكـمة خالق *** تـجلى على قلب الحكيم فيرشدُ أرأيت عاقبة الجـــموح ونزوة *** أودى بـلبك غّـيها الترصــدُ تعدوا بها ظلما على من حــبه *** ديـن وبغضتــه الشقاء السرمدُ ورثت شمائـــله بـراءة أحمد *** فـيكاد من بريــده يشرق احمدُ وغلـوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثـا لكـل مــدمم لا يحمدُ هتك المحــارم واستباح خدورها *** ومضى بـغير هــواه لا يتقيدُ فأعادها بعد الـــهدى عصـبية *** جـهلاء تـلتهم النفوس وتفسدُ فكأنما الأسلام سـلعة تاجر *** وكـأن أمـته لآلك أعــبدُ فاسأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تـلكم الـنار التي لا تخمدُ أرسلت مارجـها فـماج بحره *** أمــس الجـدود ولن يجّنبها غدُ والزاكـيات من الدماء يـريقها *** بـاغ على حرم الــنبوة مفسدُ والطاهرات فديـتهن حوارا *** تـنثال من عـبراتهن الأكـبدُ والطيـبين من الصغار كـأنهم *** بــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ تشـكو الظــما والظـالمون أصمهم *** حقد أناخ على الجوانح موقدُ والذائـدين تبعـثرت اشلاؤهم *** بدوا فثمة معصـــــم وهنا يدُ تطأ السنابـك بالظـغاة أديمها *** مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ فعلـى الرمال من الأباة مضرج *** وعلى النـياق من الهداة مصفدُ وعلى الرماح بقّــية من عابـد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ ان يجهـش الأثـماء موضع قدره *** فـلقـد دراه الراكـعون السّجدُ أأبا يزيد وســاء ذلك عـــثرة *** ماذا أقول وباب سمعـك موصدُ قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بــاك أرمدُ تلك العظــام أعز ربك قــدرها *** فـتكاد لولا خوف ربك تعبدُ ابدا تباركـها الوفـــود يحثـها *** من كـل حدب شوقها المتوقدُ نازعـ