جريدة الجرائد

ليبيا ليست القذافي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


إياد الدليمي

سنوات طويلة ونحن لا نعرف شيئا عن ليبيا، حتى الصور التي تأتي من هناك كانت شحيحة، لم نكن نعرف ماذا يدور خلف ذاك السور الذي صنعه نظام القذافي حول ليبيا، كأنها ضيعة أو بيت تابع له ولعائلته، كل ما كنا نعرفه من ليبيا هو القذافي، وفي السنوات الأخيرة عرفنا سيف الإسلام وأيضاً هانيبعل، عرفنا مغامراتهم ونزقهم، لتبقى الصورة من طرابلس مشوشة وضبابية، حتى جاءت الثورة.
لقد سعى اللانظام القائم في طرابلس إلى حجب ليبيا عن العالم، سعى لتكون محميته الخاصة، أسدل عليها جلبابه المتخلف، ظن أن المال يمكن أن يشتري كرامة الشعوب، عَكَس على بلد المختار شيئا من تخلفه وعنجهيته حتى ساعة الحساب، فبدا وكأنه خارج من قاع مصباح علاء الدين، لا يدري عما دار حوله طيلة عقود من الزمن.
من استمع للقذافي في خطابه مساء الثلاثاء ومن قبله خطاب ابنه سيف الإسلام، أدرك تماما أننا إزاء نظام مختلف ومتخلف في الوقت ذاته، فلقد تعامل الأب وابنه مع ليبيا معاملة القمعي والدموي الذي يرفض أن يسمع كلمة "لا" له ولنظامه الحاكم.
لقد بدا القذافي ومن قبله سيفه -وليس سيف الإسلام- متهالكا على كرسي الحكم، مستعدا أن يحرق ليبيا إذا لزم الأمر، في سبيل عرشه الوهمي الواهي الذي أقنع نفسه به سنين طويلة، فكانت صورة أخرى تخفي وراءها أسباب الانكسار التي غالبا ما كنا نلحظها على وجوه الليبيين، فهم يعيشون في ظل نظام أقل ما يقال عنه إنه دموي وقمعي، حتى الديكتاتورية تكون وصفا رقيقا إزاء تلك الوحشية المفرطة التي عبر بها الأب وابنه.
ثورة الشهداء الألف في ليبيا غيرت المفاهيم، وأظهرت معدن هذا الشعب الثائر، أظهرت حقيقة تلك النفوس التي تحدت هذا الجبروت القذافي وخرجت إلى الشارع معلنة صرختها المدوية، لا للقذافي ولا لابنه وعائلته.
ثورة الشهداء الألف كشفت وبشكل جلي أن أحفاد عمر المختار ما زالوا قادرين على أن يغيروا مجرى التاريخ، ما زالوا يمتلكون تلك الروح الثائرة التي جابهوا بها آلة الاستعمار الإيطالي، ولسان حالهم يقول ما قاله المختار الشهيد "نحن شعب لا نستسلم.. ننتصر أو نموت".
لقد كانت الروح المختارية حاضرة في ضواحي بنغازي وطبرق والبيضاء وطرابلس، كانت المشاهد القليلة التي تصل من هناك تدلل وبما لا يقبل الشك أن الشعب الليبي نفض عن نفسه ثوب الخنوع لهذا الطاغية، وقرر أن لا يعود إلا وقد تحرر من طغمة القذافي.
صاحب الكتاب الأخضر لا يبدو أنه سيكون مثل سابقيه، زين العابدين ومبارك، فهو أبدى استعدادا واضحا -ومن قبله ابنه- لحرق ليبيا، كل ليبيا، كما فعل من قبله نيرون، وهو ما يتطلب موقفا عربيا ودوليا واضحا لتجنيب ليبيا حمامات من الدم ينوي أن يغوص فيها القذافي.
الليبيون خرجوا، لا يريدون سوى حريتهم وكرامتهم، يريدون أن يشعروا بقيمة ليبيّتهم، قيمة جدهم الشهيد عمر المختار، قيمة انتمائهم لقبائل عربية أصيلة لا ترضى بالذل والاستكانة التي يريدها لهم القذافي.
الصورة من ليبيا اليوم ليست كما عهدناها، ليبيا اليوم ليست القذافي يا سيادة الزعيم، ليبيا اليوم تريد أن تعود لتاريخها، ليبيا لفظتك، ولفظت خرافاتك وطغيانك وجنونك، فاستمع لصوت العقل واترك البلاد، الآن وليس غداً، هذا إذا كنت ما زلت تشعر بالانتماء إلى ليبيا، ولو أني أشك في ذلك.
دمويتك أيها الزعيم كشفت عن وجه قبيح، وجه
وحشي، شوّهت به صورة ليبيا وتاريخها، لطخت به كل تلك السنوات الطويلة التي كانت فيها ليبيا في يوم من الأيام قبلة الأحرار حول العالم، فارحل ولا تتمادَ أكثر فالتاريخ لن يرحمك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
متى استعبدم الناس...
سامي - تونس -

أقل ما يمكن ان أستشهد به في خضم هذه الأحداث الدامية التي يتعرض لها الأخوة الليبين هو قول الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر و لا بد لليل أن ينجلي *** و لا بد للقيد أن ينكسر ..... فالشعب الليبي المعروف بسماحة أخلاقه و طيبة سريرته له الحق في أن يتمتع بحريته و يمارس ديمقراطيته و يختار من يديره و على أهل الحكم في ربوع هذا القطر أن يتنازلوا و يتنحوا بكل روح رياضية عن كراسيهم و مناصبهم حيث أثبت فشلهم في إدارة البلاد....فالقذافي هو انموذج للحكام العرب الذين يغتصبون شرعية الحكم بالحديد و النار فور و صولهم السلطة و يقتلون روح المبادرة الحرة و نسمة الديمقراطية....لدى شعوبهم......فعلى الشعوب أن تستميت في أخذ حقوقها المغتصبة و أن تأذن بإرساء ديمقراطياتها فهي المنفذ الوحيد لبلوغ مباغي التنمية .... إلى الأمام أيها الشعب الأبي ... إلى النصر ... فهو قريب ...قريب من بنغازي إلى طرايلس

متى استعبدم الناس...
سامي - تونس -

أقل ما يمكن ان أستشهد به في خضم هذه الأحداث الدامية التي يتعرض لها الأخوة الليبين هو قول الشابي : إذا الشعب يوما أراد الحياة *** فلا بد أن يستجيب القدر و لا بد لليل أن ينجلي *** و لا بد للقيد أن ينكسر ..... فالشعب الليبي المعروف بسماحة أخلاقه و طيبة سريرته له الحق في أن يتمتع بحريته و يمارس ديمقراطيته و يختار من يديره و على أهل الحكم في ربوع هذا القطر أن يتنازلوا و يتنحوا بكل روح رياضية عن كراسيهم و مناصبهم حيث أثبت فشلهم في إدارة البلاد....فالقذافي هو انموذج للحكام العرب الذين يغتصبون شرعية الحكم بالحديد و النار فور و صولهم السلطة و يقتلون روح المبادرة الحرة و نسمة الديمقراطية....لدى شعوبهم......فعلى الشعوب أن تستميت في أخذ حقوقها المغتصبة و أن تأذن بإرساء ديمقراطياتها فهي المنفذ الوحيد لبلوغ مباغي التنمية .... إلى الأمام أيها الشعب الأبي ... إلى النصر ... فهو قريب ...قريب من بنغازي إلى طرايلس

تصحيح
مراقب من عين المكان -

خطأ كبير بأن يتجرأ البعض لأن يقول ليبيا لسيت القذافي وسورية ليست الأسد والامارات ليست آل مكتوم ونهيان والاردن ليست العائلة الهاشمية وتونس ليست بن علي وروسيا ليست يلتسين والى ماهنالك .....ان الاخ الكتب أشار هنا بانه لم يعرف الكثير عن ليبيا وعن الليبيين، على الرغم من اعترافنا بأنها خطيئة كبيرة للنظام الليبي بأنه قام وعلى مدى عقود بحجب أية صورة لا يظهر فيها عقيد ذلك النظام فيها، ولكن ورغم اعترافنا بفساد وجبروت نظام العقيد وسطوته هل للكاتب الأشم بان يقول لنا عما يعرفه عن ليبيا قبل نظام العقيد، وما كانت ليبيا عندها، وهل لنا بان يقول ما كانت تونس قبل بن علي، وعن مدى التطور الذي حصل في تونس خلال سنين حكم بن علي الفاسد، ذلك التطور الذي استفز حسدنا على ذلك البلد الفقير في موارده وثرواته، وهل لنا بعلومات منه عما كانت عليه سورية قبل الاسد؟؟؟؟، وعن امكانيته في احصاء عدد الانقلابات العسكرية والسياسية والاجتماعية والانقلابات على الظهرية التي حدثت في سورية ولم تأت على السوريين الا بمزيد من الالم والفوضى والفقر واللانظام؟؟؟؟، ....وهل للمعلق التونسي على مقال الكاتب بأن يقول لنا ما سبب حصول تفجيرات مدينة الكاف التونسية بعد سقوط نظام بن علي؟؟؟؟ وعن المتشددين الاسلاميين الذين القت الشرطة التونسية القبض عليهم اثناء قيامهم بزرع متفجرات في شارع الدعارة في تونس العاصمه؟؟؟؟ وهل لنا بأن نعرف نظرته المستقبلية عن تونس؟؟؟ عندما يأتيها من رضع الحليب الانجليزي و الفرنسي ونام في أحضان المتشددين الاسلاميين وعاش في كنف الحريات الامريكية والشيوعية والرأسمالية؟؟؟؟ أخوتي.... لقد قالها المرحوم جمال الدين الافغاني يوما: ان الشعوب العربية لا يصلح لقيادتها الا ديكتاتور عادل، وانا أضيف: وحتى ان لم يكن عادلا فيجب أن يكون ديكتاتورا.... نعم، لقد كانت أنظمة فاسدة ومن العيار الثقيل واللامحتمل واللامنطقي واللا انساني ، ولكنها صنعت استقرارا استحال صنعه على الكثيرين، وصنعت مثقفين وعلماء واغنياء وفاسدين وسارقين لم يكون في استطاعتهم تحقيق ذلك الا في ظل هذه الانظمة، والذين هم بدورهم انقلبو عليها الان بعدما شبعوا واستقلو في مصروفهم وموارد معرفتهم ورزقهم....ان الذي يحمل جواز السفر الليبي يا اخي الكاتب يستطيع وببساطة الحصول على أي تأشيرة من أي سفارة في العالم، ويستطيع بكبريائه الذي صنعه له العقيد القذافي بان يشتم موظ

تصحيح
مراقب من عين المكان -

خطأ كبير بأن يتجرأ البعض لأن يقول ليبيا لسيت القذافي وسورية ليست الأسد والامارات ليست آل مكتوم ونهيان والاردن ليست العائلة الهاشمية وتونس ليست بن علي وروسيا ليست يلتسين والى ماهنالك .....ان الاخ الكتب أشار هنا بانه لم يعرف الكثير عن ليبيا وعن الليبيين، على الرغم من اعترافنا بأنها خطيئة كبيرة للنظام الليبي بأنه قام وعلى مدى عقود بحجب أية صورة لا يظهر فيها عقيد ذلك النظام فيها، ولكن ورغم اعترافنا بفساد وجبروت نظام العقيد وسطوته هل للكاتب الأشم بان يقول لنا عما يعرفه عن ليبيا قبل نظام العقيد، وما كانت ليبيا عندها، وهل لنا بان يقول ما كانت تونس قبل بن علي، وعن مدى التطور الذي حصل في تونس خلال سنين حكم بن علي الفاسد، ذلك التطور الذي استفز حسدنا على ذلك البلد الفقير في موارده وثرواته، وهل لنا بعلومات منه عما كانت عليه سورية قبل الاسد؟؟؟؟، وعن امكانيته في احصاء عدد الانقلابات العسكرية والسياسية والاجتماعية والانقلابات على الظهرية التي حدثت في سورية ولم تأت على السوريين الا بمزيد من الالم والفوضى والفقر واللانظام؟؟؟؟، ....وهل للمعلق التونسي على مقال الكاتب بأن يقول لنا ما سبب حصول تفجيرات مدينة الكاف التونسية بعد سقوط نظام بن علي؟؟؟؟ وعن المتشددين الاسلاميين الذين القت الشرطة التونسية القبض عليهم اثناء قيامهم بزرع متفجرات في شارع الدعارة في تونس العاصمه؟؟؟؟ وهل لنا بأن نعرف نظرته المستقبلية عن تونس؟؟؟ عندما يأتيها من رضع الحليب الانجليزي و الفرنسي ونام في أحضان المتشددين الاسلاميين وعاش في كنف الحريات الامريكية والشيوعية والرأسمالية؟؟؟؟ أخوتي.... لقد قالها المرحوم جمال الدين الافغاني يوما: ان الشعوب العربية لا يصلح لقيادتها الا ديكتاتور عادل، وانا أضيف: وحتى ان لم يكن عادلا فيجب أن يكون ديكتاتورا.... نعم، لقد كانت أنظمة فاسدة ومن العيار الثقيل واللامحتمل واللامنطقي واللا انساني ، ولكنها صنعت استقرارا استحال صنعه على الكثيرين، وصنعت مثقفين وعلماء واغنياء وفاسدين وسارقين لم يكون في استطاعتهم تحقيق ذلك الا في ظل هذه الانظمة، والذين هم بدورهم انقلبو عليها الان بعدما شبعوا واستقلو في مصروفهم وموارد معرفتهم ورزقهم....ان الذي يحمل جواز السفر الليبي يا اخي الكاتب يستطيع وببساطة الحصول على أي تأشيرة من أي سفارة في العالم، ويستطيع بكبريائه الذي صنعه له العقيد القذافي بان يشتم موظ