جريدة الجرائد

ليبيا تحت رحمة "جنون" القذافي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أسعد حيدر

"ربيع" ليبيا دامٍ. لن يسقط العقيد معمر القذافي بسهولة، أثبت حتى الآن أنه مستعد لإغراق ليبيا والليبيين في "حمام دم". ما لم ينقلب عليه "رجاله"، سيقاوم حتى آخر ليبي في الشرق أو الغرب من البلاد. القذافي أقام نظاماً لا شبيه له في العالم، والعالم ساعده في مراحل مختلفة على تصديق "أسطورته". أموال النفط كانت دائماً في خدمته وليس في خدمة الشعب الليبي. حول الليبيين كلهم الى "قبيلة" في خدمته، يوزع عليهم ما يريد ويمنع عنهم ما يشاء.
سرعة الحسم تنقذ ليبيا. كلما طالت الثورة، كانت كلفتها عالية جداً. الخطر لم يعد محصوراً في سقوط الضحايا بالمئات وحتى الآلاف. انه أكبر من ذلك بكثير. القذافي لن يتردد أبداً في استخدام كل الوسائل للحفاظ على نفسه وأولاده ونظامه، خصوصاً وان اقفال أبواب النجاة أمامه سواء في الداخل أو بقرار الأمم المتحدة تحت البند السابع قد حشره في الزاوية. من ذلك أن:
[ التحصن في طرابلس والقتال من "العزيزية" وحصنها، حتى لو احترقت بيتاً بيتاً و"زنقة زنقة".
[ العمل لتأليب القبائل ضد بعضها. جزء من هذه السياسة فشل حتى الآن. لكن شعور "القذاذفة" أنهم في خطر وجودي الى جانب قبائل أخرى قد يدفعها للقتال حتى النهاية. كيفية تقديم الضمانات "للقذاذفة" والباقين أمر مهم وهو يعني ليبيا وكل الليبيين.
[ يدفع القذافي الدول الغربية نحو التدخل المباشر وغير المباشر، حتى يستعيد كما يعتقد "شرعيته الشعبية"، باسم المقاومة وحماية ليبيا من الاحتلال. لذلك أي حركة خاطئة أو مقصودة من العواصم الغربية خصوصاً واشنطن وروما وباريس، ستغير كل المعادلات. من الأفضل أن يأخذ الليبيون مصيرهم بأيديهم، حتى لو طالت المعركة والمواجهات على أن يقع الغرب في "فخ" القذافي. ربما يلجأ العقيد لوسائل على قياس "جنونه" لدفع الغرب نحو السقوط في التجربة. كل الاحتمالات واردة، ومنها استخدام أسلحة محظورة بعد أن استخدم الطيران.
[ إطالة المعارك ستقيم أمراً واقعاً في ليبيا. هذا الأمر سيؤدي الى تقسيم البلاد "دوفاكتو"، بين مناطق شرقية زائد "جزر" من الغرب، تديرها "لجان ثورية" ناشئة من "الثورة" ونتاج فرز للقوى المقاتلة، من جهة، وطرابلس ومن يقف معها من جهة أخرى. بذلك يقع تقسيم ليبيا وفعلياً مما يمكن القذافي وعائلته التفاوض من موقع قوة.
مفاعيل "عاصفة الربيع"، لا يمكن إلا أن تأخذ بخصوصية المجتمعات والنظم العربية. ما حدث في تونس مختلف عما حصل ويحصل في مصر. وبالتالي في ليبيا واليمن وغيرها.
"الثورة" في تونس ومصر ما زالت في بداياتها رغم بعض التمايزات. التغيير طال القمة ولم يصل بعد الى تحت. لا يكفي تحديد قمة "جبل الجليد" لمعرفة الحجم الكامن من "الجبل" في الأعماق. كذلك لا يمكن الحديث عن الثورة، والتغيير لم يقلب "الهرم" رأساً على عقب. لذلك يجب الحذر من المفاجآت، لأن بعضها قد يكون مدمراً، إن لم يكن قاتلاً. من حظ تونس ومصر ان المؤسسة العسكرية فيهما متماسكة وحتى قوية. كان "العسكر" حتى "ثورة الربيع" يشكلون الخطر القائم والكامن في وقت واحد. حالياً "المؤسسة العسكرية تبدو هي "المرساة" التي تضمن عدم دفع "السفينة" المصرية أو التونسية نحو الصخور أو الاندفاع بسرعة غير محسوبة نحو مجهول أعالي البحار.
سواء في ليبيا أو مصر واليمن وحتى في تونس، ودول أخرى عديدة، فإنّ هذه الأنظمة استمرت بين عقدين وأربعة من الزمن، تعاقب خلالها على العالم خمسة رؤساء في فرنسا وتسعة رؤساء في الولايات المتحدة الأميركية، وانهار أيضاً الاتحاد السوفياتي وكامل المنظومة الاشتراكية، وقام الاتحاد الأوروبي وأصبح يضم 25 دولة، وولدت "العولمة" وتوسعت حتى حوّلت العالم كله إلى "قرية كبيرة". وفكفكت "المعلوماتية" الحدود وفتحت المجتمعات بعضها على البعض. لقد نجحت هذه الأنظمة في الاستمرار، لأنها أصبحت "أنظمة ريعية"، بدلاً من أن تعمل على بناء مجتمعاتها وتفتح الأبواب أمام الشباب للعمل فإنّها عملت على إقفال أبواب التنمية سواء لأنه ليس لديها سياسة تنموية فعلية أو لأنها اعتمدت "الجهوية" أو "الطائفية" مقياساً لهذه التنمية. الولاء كان دائماً هو المطلوب وليس للوطن. سياسة "الرشوات" الاجتماعية، تضخم لأنه أقل كلفة من التنمية المدروسة والجدية، لكنه حوّل المجتمعات وخصوصاً شرائح الشباب منها الى "قنابل موقوتة".
أيضاً ما عزز هذه الأنظمة استخدام شعار "لا صوت يعلو على صوت المعركة"، وهو حق لتحقيق هدف باطل وهو استمراريتها. بذلك أصبحت فلسطين "سلاحاً" وليس هدفاً. كذلك انّ الحرية كانت دائماً هي الغائب الحقيقي والفعلي مثلها في ذلك مثل الاشتراكية سابقاً والعدالة الاجتماعية حالياً.
ليبيا مفتوحة على كل الأخطار. ليس بالضرورة أن تكون "العرقنة" فقط بين الطوائف والمذاهب حتى تقع. يمكن أن تكون أيضاً بين القبائل والجهات والتدخلات الخارجية، التي تجد في المحافظة على سلامة النفط الليبي مسألة "أمن قومي" بالنسبة لها.
حمى الله ليبيا من "جنون" القذافي والآخرين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاستغاثة
خالد -

نعم ليبيا اصبحت تحت رحمة هذا المجنون وضحايا بالالاف هناك مجازر ترتكب وهل من المتسغيث أين العرب اين المسلمون هل تنتظرون ان يأتي الغرب [الكافر[ لانقاذ هذا شعب المغلوب على امره طبعا بالتأكيد نعم نحن هكذا متعلمين ان نرمي بمشاكلناعلى الغرب كما حصل سابقا ابان تحرير الكويت من غزو صدامي وبالاخير سوف تقولون جاء الغرب من اجل النفط اذا على بوتفليقة وبشير وبشار الاسد واحمدي نجاد ان يعملوا على انقاذ الشعب الليبي وولاتعطوا فرصة للغرب ان يأخذوا النفط

جنون الأسد
كردي عربي -

وما أدراك ما جنون الأسد . أعان الله الشعب السوري الذي سيفقد أضعاف ما يكون قد فقدهالوطن العربي بأكمله من الشهداء في سبيل الأستقلال الحقيقي من زمرة دمى الموساد التي تحكّمت برقاب الشعب السوري منذ 8 آذر المشؤوم . وانظروا يا عالم كيف لن يتدخلالمجتمع الدولي في الشأن السوري بسبب حمايته من إسرائيل التي تهيمن على القرار في اوروبا وأمريكا للمحافظة على نظام الأسدالذي هو عبارة عن دمية على حدودها الشمالية. والأيام التوالي سترينا العجائب

الاستغاثة
خالد -

نعم ليبيا اصبحت تحت رحمة هذا المجنون وضحايا بالالاف هناك مجازر ترتكب وهل من المتسغيث أين العرب اين المسلمون هل تنتظرون ان يأتي الغرب [الكافر[ لانقاذ هذا شعب المغلوب على امره طبعا بالتأكيد نعم نحن هكذا متعلمين ان نرمي بمشاكلناعلى الغرب كما حصل سابقا ابان تحرير الكويت من غزو صدامي وبالاخير سوف تقولون جاء الغرب من اجل النفط اذا على بوتفليقة وبشير وبشار الاسد واحمدي نجاد ان يعملوا على انقاذ الشعب الليبي وولاتعطوا فرصة للغرب ان يأخذوا النفط