قيادات بنغازي تكشف حقيقة سقوط كتيبة الفضيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي - موفد العرب: حسام حنفي
الجيش والشعب "أيد واحدة".. هتاف يدوي في بنغازي عند رؤية أي مجند أو ضابط من الجيش الليبي، وهذا الهتاف وإن لم يكن جديدا أو من صنع الليبيين، فمن قبل هتف به المصريون والتونسيون قبل سقوط الأنظمة لديهم، بيد أنه في ليبيا يبدو مختلفا بعض الشيء، فالجيش ليس صاحب النفوذ والسلطة والمعدات التي تسمح له بفرض قراره على الأرض، لكنه أحد ضحايا نظام العقيد معمر القذافي الذي همشه وفككه إلى كتائب أمنية تتبع أبناءه.
كنت في طريقي إلى مبني محكمة بنغازي الابتدائية، حيث مقر الاعتصام، ولصعوبة المواصلات وهطول الأمطار، استوقفت سيارة جيش، وطلبت من الضابط الذي يقودها مساعدتي على الوصول للمحكمة، فوافق بمجرد أن عرف أنني صحافي وأقوم بتغطية أحداث الثورة.
السيارة كانت تحمل نحو 10 قاصفات "آر.بي.جي" وبنادق آلية وقواذف وذخيرة، أما الجو الممطر فزاد سخونة بإطلاق عدد من الأعيرة النارية احتفالا برؤيتنا، وتسببت في تجمع العشرات من الشباب الليبي حول السيارة وأصروا على نزول الضباط ومساعديه والهتاف والعدو أمام السيارة وهم ممسكون بعلم الاستقلال.
يقول "محمد.خ" الضابط المرافق: إنه من أول أيام التظاهرات (17 فبراير) اتخذ قرارا بعد الاعتداء على أهله في بنغازي أو أي مدينة أخرى.
وأشار إلى أنه كان يعلم تمام العلم أن القذافي لم ولن يكون في نيته الاستعانة بوحدات الجيش البسيطة؛ لأنه أفرغ الجيش من سلطاته وحولها كلها إلى كتائب يقودها أولاده ليضمن ولاءهم له.
وأكد أن تواجد الجيش في شوارع بنغازي ليس بالأمر العادي، فالكثير من الضباط أصبحوا مسؤولين عن تأمين المدينة من الخارج والتنسيق مع اللجان الوطنية المسؤولة عن الحماية لتدريب واختيار الشباب القادر على حمل السلاح للوقوف في كمائن ونقاط حماية.
وأمام مبنى المحكمة (مقر الاعتصام) يوجد مبنى للأمن أحرقه المتظاهرون فاتخذه الثوار والجيش مقرا للتأمين وجمع السلاح لضمان تأمين الحدود.
يقول العقيد جميل المهدي من قوات الصاعقة والمظلات الليبية: "انضممنا للثوار بعد أن شاهدنا محاولة الشباب اقتحام كتيبة الفضيل الأمنية التابعة للقذافي".
ويضيف: "كانوا شبابا غير مسلحين ويطلق عليهم رصاص حي، ويستخدم ضدهم أسلحة ثقيلة، ويسقط بينهم الشهداء، ولكنهم أصروا على الاقتحام وإنهاء تلك الأسطورة الأمنية الكاذبة".
ويتابع: "عندما حاول الشباب اقتحام الكتيبة في أول يوم (17 فبراير) سقط العشرات من الشهداء، فقاموا بدفنهم ثاني يوم وعادوا مرة أخرى إلى مقر الكتيبة عقب دفن الشهداء".
ويوضح: "كانت بالنسبة لنا لحظة الحازمة حيث قررت كتيبة الصاعقة في بنغازي تأييد الثورة وتأمين المتظاهرين، فخرجنا في خمس عربات تابعة للصاعقة وكان الشعب كله حولنا وهتف الهتاف المعتاد والذي سمعناه في ميدان التحرير المصري (الجيش والشعب أيد واحدة)، وتوجهنا جميعا إلى مقر كتيبة الفضيل حيث حاول شاب أن يصدم بسيارته بوابة الكتيبة فيدمرها ويموت".
واستطاع الشباب الاستيلاء على بعض الدبابات ولم يستطيعوا التعامل معها، ولكن أفراد الصاعقة لديهم قدرة ومعرفة بالتعامل مع تلك الآليات، فاتخذنا قرار بالتعامل المباشر مع الموجودين بالكتيبة، بيد أنهم سلموا وهرب منهم من هرب واستسلم منهم الكثير.
وحمل العقيد المهدي، العقيد جميل عبدالسنوسي قائد الكتيبة مسؤولية ما حدث من قتل وإبادة للشباب المتظاهرين، وقال إن السنوسي والقذافي جسم واحد برأسين ويرتبطان مع بعضهما البعض بعلاقات أسرية وعائلية.
ووعد أهالي الضحايا بتقديم المجرمين وعلى رأسهما القذافي والسنوسي إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال إنهم يقومون حاليا بتجميع الشهادات والصور وتلقي الشكاوى من أهالي الضحايا.
وعن الوضع الأمني على الأرض، قال المهدي إن بنغازي مؤمنه تأمينا كاملا على الأرض بواسطة أفراد الجيش المنضمين للثورة واللجان الوطنية.
وعن احتمال الهجوم عليهم بشن غارات طيران،
يقول إن الطيارين الليبيين عندما يصدر لهم أوامر لقتل المتظاهرين يرفضون الانصياع ويخرجون بالطائرات ويلقون بها في الصحراء.
ويضيف: "اتصلت ببعض أصدقائي في المناطق الغربية وأكدوا لي أن القذافي يرفض إعطاءهم السلاح خوفا من الانقلاب عليه والانضمام للثوار".
وبشأن التأمين الحدودي الساحلي، يقول المقدم عبدالسلام عطية من القوات الخاصة البحرية إن السواحل الليبية مؤمنة، وهناك تنسيق كامل مع أجدابيا والبريجة بين الجيش واللجان المحلية.
لكنه يقول إن سلاح الجوي الليبي غير معروفة ولاءاته حاليا فلم نعرف بعد المنضم منه للثورة والموالين للقذافي، وأضاف: "ما هو إلا يوم أو يومان وستتحرر ليبيا بالكامل إن شاء الله".
وقال: "قدمنا شهداء ولم يكن عندنا قطعة سلاح، فما بالك وبنغازي الآن الجيش والشعب متعاونان فيها ويصل عددنا الآن تقريبا إلى نحو 50 ألف جندي بين نظامي ومتطوع واحتياطي".
وأكد عطية أنه لا يوجد مشكلة بشأن آبار النفط.