جريدة الجرائد

محمد عبد اللطيف آل الشيخ ومنصور الجمري: البحرين ..الصراع الطائفي وتحويل الشحن إلى عنف

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

البحرين والصراع الطائفي

محمد عبد اللطيف آل الشيخالجزيرة السعوديةما يجري في البحرين من اضطرابات سياسية هو صراع طائفي بامتياز؛ ولا يمكن للمراقب أن يتعامل معه بمعزل عن أطماع إيران في المنطقة، وإذكائها المتعمد للصراع الطائفي بين السنة والشيعة ليصب في مصلحة الأهداف الإستراتيجية لإيران؛ يكفي أن تتابع قناة العالم الإيرانية، والناطقة باللغة العربية، وطريقة تعاملها مع أحداث البحرين، لتجد أنها تسعى بكل جهده لإذكاء الصراع الطائفي، ودفع الأزمة في البحرين إلى مزيد من الاشتعال؛ فقد خصصت هذه القناة كل ساعات بثها هذه الأيام للنفخ في نار الصراع، وتغطيته من زاوية محض طائفية؛ فهذه القناة قناة (تعبوية) هدفها وجل غايتها ليس التغطية الإعلامية الموضوعية للحدث، بقدر ما تسعى إلى صب مزيد من الزيت على النار لتأجيجها بطريقة واضحة لا تخطئها العين؛ وغني عن القول ما للإعلام اليوم من تأثير محوري في الدفع بالاحتجاجات والاضطرابات والمظاهرات إلى السطح. قد يكون في البحرين تجاوزات وممارسات خاطئة ما كان يجب أن تترك منذ البداية دونما حل، ومن حق أي مواطن بحريني، بغض النظر عن انتمائه الطائفي، أن يطالب بإصلاح هذه الأخطاء، ويسعى إلى تعديل مسار السياسات الحكومية، وتصحيح التوجه؛ ولكن أن يكون المنطلق (شيعياً)، ومن يتزعم المطالبين هناك (المعممون)، والشعارات التصحيحية تحمل النفس الطائفي، فهذا يعني أن القضية هي صراع طائفي بين الشيعة والسنة؛ ولا يمكن للمراقب أن يأخذها على اعتبار أنها مطالبات تصحيحية سياسية أو اقتصادية في منأى عن هذا البعد الطائفي. ومنذ نجاح الثورة الخمينية وإيران توظف الصراع الطائفي في المنطقة لخدمة أهدافها، وتضع من طهران أنها حامية الطائفة الشيعية في المنطقة، بينما أن الهدف هو خدمة المصالح الإستراتيجية الإيرانية، وتوظيف الصراع الطائفي ليكون بمثابة الثقب الذي من خلاله يلجون إلى شؤون المنطقة الداخلية لتأجيج الصراع الطائفي، ومن ثم توجيهه لخدمة إيران؛ وقد تكررت مثل هذه التدخلات (السافرة) عدة مرات وبطريقة مكشوفة في أكثر من مكان على الضفة الغربية من الخليج. إيران يهمها في النهاية أهدافها ومصالحها الإستراتيجية، غير أن الذي يجب أن يعيه الإنسان الشيعي، سواء في البحرين أو في منطقة الخليج، أن هناك حقيقة مؤداها أن الضفة الغربية من الخليج منطقة ذات أغلبية سنية، وأن تكريس الخلاف الطائفي يسيء أول ما يسيء للشيعة، ويجعل التعايش السني الشيعي بين أبناء الوطن الواحد أمراً متعذراً، وهذا بحد ذاته هدف إيراني؛ فالتلاحم السني الشيعي في البحرين يُفوت على الإيرانيين أطماعهم، والعكس صحيح؛ أي كلما زادت الفرقة والتباعد بين الطائفيتين تهيأت للاعب الإستراتيجي الإيراني مساحة لتوظيفها بهدف تحقيق غاياته ومصالحه. إيران لها مصالحها التي لا تتطابق بالضرورة مع مصالح الوطن البحريني؛ وعندما يأخذ المواطن البحريني النعرة الطائفية، ويقع في الفخ الطائفي، ويقترب من الإيراني على حساب ابتعاده عن مواطنه السني، فهو على المدى البعيد من سيدفع الثمن غالياً؛ فإيران ستتخلى عنه حتماً عندما تجد أن مصالحها تدعوها لذلك؛ إضافة إلى أن هناك نظرة عنصرية لا يمكن إخفاؤها عند الإيرانيين تجاه العرب بشكل عام؛ يستوي في ذلك المعممون بغير المعممين؛ ومن درس في حوزات الشيعة في إيران يجد هذه العنصرية في منتهى الوضوح من خلال تعامل ملالي الشيعة بالطالبة العرب عموماً، وبالبحرينيين بشكل خاص. كل ما أريد أن أقوله هنا إن الخاسر الأكبر من إذكاء البعد الطائفي في البحرين، ناهيك عن بقية دول المنطقة هم (الشيعة) على المدى البعيد؛ فالبحرين جزء من منظومة (مجلس التعاون الخليجي)، وهي منظومة ذات أكثرية سنية، فضلاً عن أن اقتصاد البحرين يرتبط ارتباطاً وثيقاً باقتصاديات دول الخليج وليس إيران؛ ولن تترك دول هذه المنظومة البحرين - مهما كلفهم الأمر - تغرّد في الفضاء الإيراني؛ لذلك فإن من الموضوعية، إضافة إلى الرصانة، أن يضع عقلاء الشيعة في البحرين هذه الحقيقة أمام أعينهم في كل تعاملاتهم السياسية، ولا يذهبون بعيداً في تعاطيهم مع قضايا الإصلاح. إلى اللقاء. تحويل الشحن إلى عنفمنصور الجمريالوسط البحرينيةكما توقع عقلاء البحرين من مختلف الفئات، فإن "الشحن الطائفي" بدأ يتحول إلى "عنف طائفي"... بدأ في الدوار السابع في مدينة حمد، هدأ قليلاً، ثم انتقل إلى البسيتين في وقت متأخر من مساء أمس. التفاصيل مختلفة، والجوهر واحد، وهو انزلاق الخطاب السياسي - الديني، وتصعيد المطالب التي اقتلعت كل السقوف، وانفلات المشاعر، وتشتت الآراء فيما يتعلق بالمخرج من الأزمة السياسية الحادة التي دخلتها البحرين منذ الرابع عشر من فبراير/ شباط 2011.بحريننا أصبحت "منقسمة" في بيتها الصغير، وليس هناك وقت لإلقاء اللوم على من ساهم في الوصول إلى هذه النتيجة غير الحميدة، التي نعيش واحدة من فصولها، والتي نأمل أن تشحذ همم جميع العقلاء والأخيار للدخول على الخط، ووأد الفتنة، وإرجاع الطمأنينة إلى النفوس.البحرين وقفت شامخة في مراحلها المديدة كرمز للتعايش السلمي، والفترات التي شهدت شحناً ومن ثم عنفاً، انتهت باجتماع ووئام... ولكن هذا كان في وقت سابق، في عشرينيات وخمسينيات القرن الماضي، ونأمل ألا تتطور الأمور إلى أكثر مما هي عليه الآن، إذ ينبغي أن يتدخل الجميع من دون استثناء لتشكيل "لوبي ضاغط" يمسك الوضع من كل جانب.إننا بلد متعدد الأعراق والمذاهب والأديان، وأجدادنا عاشوا في تجانس حافظ على تعددية جميلة، وكانت النخب تلعب دورها المؤثر والإيجابي لتصحيح المسار الوطني، وكان التفاعل ديدن البحرينيين. ولعلنا في السابق كنا نعاني من "حساسيات طائفية"، ربما تصعد إلى مستوى النكات الساخرة التي تنهزم عندما تشتد الأمور ويتدخل الفضلاء. أما الآن فقد تحول الأمر لدى البعض إلى "طائفية عقائدية"، بمعنى أنه يرى الآخر باطلاً، وأن التخلص منه يقربه إلى الله... ومن أجل ذلك يخطب ويتحدث في المنتديات وعلى الإنترنت وفي القنوات الفضائية التي أصبحت منطلقاً إلى بث السموم في جميع الاتجاهات.تُركت الأمور تتطور سلبياً، بينما ركز الخطاب الرسمي على المجاملات والبروتوكولات والتحدث عن متطلبات النمو والازدهار الاقتصادي، هذا بينما الواقع كان يتحدث عن تخندقات ساهمت فيها جهات نافذة رسمياً أو دينياً أو مجتمعياً.ثم جاءت الأحداث المتتالية في عدة بلدان عربية مطلع العام 2011، وسرعان ما لحقت البحرين بتلك الموجة العارمة نحو التحرر من القيود... ولكننا كنا ندعو إلى ضرورة الالتفات إلى خصوصية البحرين؛ لأن كل بلد يختلف عن الآخر، وبالإمكان الاستفادة من تجربتي تونس ومصر، ولكن لا يمكن تقليدهما؛ لأننا في وضع مختلف جداً، ومن المفترض أن تسود الحكمة والسداد في الرأي اللذان لا غنى عنهما في أي حال من الأحوال. إن الاستنتاجات من أي تجرية لا يمكن تعميمها من دون النظر إلى التفاصيل الموضوعية المختلفة، إذ تعاني الدولة والمجتمع من تقسيمات قبلية وعرقية وطائفية حادة.المؤسف أن البعض كان يرى أن تعزيز هذه الانقسامات يضمن توازناً من نوع ما، ويحافظ على استقرار الوضع على شكل من الأشكال، ولكننا نجد أن تبعات ذلك خطيرة على من اتبع هذا النهج. مهما يكن، فإننا بحاجة إلى العقلاء للدخول على الخط، وإبعاد الساحة عن مزيد من هذه الانزلاقات

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البحرين
زكي -

قضيتنا محلية وطنية بامتياز ولا دخل لاحد بها نحن اهل البحرين احرار في بلدنا ونحن ضد المستوطنيين الذين جلبوا من اماكن بعيدة لغرض قمع شعب البحرين والتضييق عليه ولانقبل احد سوى من عاش بيننا لسنيين طويلة وطاب له المقام وحصل على الجنسية اما من حصل عليها وهو في بلده فليحزم امتعته سواء كان اسيويا او بلوشيا او افريقيا او من صحاري الشام والاردن فكلهم اعداء لشعب البحرين والدليل طريقة قمعهم للمظاهرات وتعذيبهم للمساجين

الى-1
مالك الاشتر -

لما لاتذكر المجنسين الايرانين في الخمسينيات و الستينات وحتى السيعينيات . شي من العدل يااخي. حفظ اللة شعوب الخليج ( عرب وغير عرب).

الى الكاتب آل الشيخ،
Adil -

الى الكاتب آل الشيخ، هناك مظاهرات في جزر الواق واق هل لأيران أيادي خفية؟ وهل لحزب الله ميليشيات؟ أو يمكن المالكي قررأن يرشح نفسه للأنتخابات هناك؟ !!!!!!؟؟؟؟؟ ماهذه الشيعة فوبيا المقيتة، ثورة مصر وتونس واليمن والبحرين وليبيا كلها سببها أيران والشيعة هذه هرطقة، وسرقة لثورات الشعوب، في أوربا كل حركة تحررية يلصقوها بالقاعدة والأسلاميين لتخويف شعوبهم من الخطر الأسلامي، لكي يحافظوا على مصالحهم وعقودهم وعملائهم من رؤساء وملوك، وها هو آل الشيخ يريد مصادرة أرادة الشعوب وتخويفهم بالمد الشيعي اللاموجود داخل ثورات الشعوب، ليسمعنا أسطوانة طائفية سقيمة لاتقنع حتى عقول العصافير، كفاك وكن موضوعي ولاتعطي لأيران قيمة أكثر مما تستحق الشعوب العربية لاتحتاج للمرجعيات الأيرانية للقيام بثوراتها،

الزمن غير جلده
الفصول المهمة -

بكل احترام للكاتب ال الشيخ أولا: يجب ان نحترم وطنية الشعوب في حال الخلاف و ننصف المظلومين من الطائفية الواضحة و ليس تهديدها بطائفية اقليمية متمثلة بدول الجوار.ثانيا: من البديهي كما حصل في العراق يأخذ الحق الذي يتناسب معه في حجمه وقوته و ارادته وعلي الاخرين ان يأقلموا أوضاعهم مع هذه الحقيقة.ثالثا: لو تغيير النظام الايراني الي علماني ماذا سوف توصف ما يحدث في االبحرين انها اسطوانه مكسورة عفا عليها الدهر.رابعا: كن منصفا و تناسي الطائفية عند الوقوف على جثث الشهداء البحرين فانهم قتلوا رافعين علم البحرين الذي جاء به الحاكم تجاوزا لكم لتنصفوهم على الاقل بصمت أقلامكم.خامسا: الدوله اصلا تقر يتحالفاتها مع الدول الغربية و لم يكتب قلمك انها خيانه للاسلام او حتي للقومية العربية الذي لا احبها كون الذي يجمع الناس هو انسانيتهم و دينهم.

كبيرة شوى !!
احمد -

عاد صار الوضع مستوطنين وسكان اصليين هل صرنا مثلا مثل اسرائيل ,, يعنى انت ومن على ديدنك. يا اخى البحرين دائما كان فيها بحارنه وعرب ..العرب معرفيين من اين اما البحارنه فهم خليط من ايران من بقايا الاحتلال الفارسي للبحرين ومن العراق والاحساء والقطيف ,, يعنى الاصول معروفة في البحرين وحتى تسمية القرى : دمستان .. كرزكان , شهركان كلها اسماء فارسية. ولا خلاف على ان شرف الجنسية فى كل العالم لا يجب ان يكون بالفوضى ولكن ايضا لا يعالج بطريقة عنصرية وشيفونية مثل هذا الطرح.

مشكلة الجهل المركب
عاكف -

عندما اقرأ مقال يطبل لصالح ايران وقوتها بحجة التحذير منها أو اتقاءا من خطرها, اعرف جيدا ان الكاتب اما ان يكون مدعوما من الايرانيين , واما ان يكتب لصالح ايران من حيث لايعلم.. النتيجه تنتهي لصالح ايران , .. تذكروا, لم يجعل من اسرائيل قويه في اعيننا الا تخويفنا منها . انتبهوا لكتاباتكم يانصاف العقول.

ثقافة القبيلة
امينة -

صحافة البحرين تعتمد ثقافة القبيلة والمتصحرةوالملك يلعب بورقة الطائفيةسعى الحقل الأكاديمي والثقافي دائما إلى تميز الكتابة بأسلوب التدقيق بمنهج صادق مدعوم بالحقائق بعيدا عن الأكاذيب والتزوير والمصلحة الشخصية وخاصة في حقل الإجتماع والسياسة والدين والإقتصاد والقضية العامة وليس اجمل من توظيف الحقل الأكاديمي لغرس القمح الثقافي العلمي في قضايا الوطن والشعوب والمجتمعات عبر الصحافة والإعلام لأنهما الحقلان المرتبطان بثقافة المجتمع كما هما اللسانان اللذان يعبران عن الوطن ومدى حضوره الثقافي والعلمي والتقدمي الحضاري على مستوى العالم والحياة لكن حينما يتخذ الصحافة والإعلام منحى منحرف ويصر على ثقافة الصحراء التي تعاند الإخضرار هنا تكون الطامة الكبرى لخراب الوطن وتشعب الجهالة والتدني الثقافي يبقى سمته مما يجعل منه يمارس ثقافة القبيلة فيوظف كل جهوده لمصلحة جزء بسيط من الوطن وهو الجهة الحاكمة أو السلطة وهو الجزء القابل للتغيير بينما تجهض المصلحة العامة وهي الشعب الذي هو أساس وكيان الوطن وعلى هذا المثال ليس هناك بلد أو وطن وظف الصحافة والإعلام وحتى الثقافة العامة لمصلحة السلطة كدولة البحرين رغم حجم المجتمع الصغير الذي تأخذه الكلمة الطيبة وتأسره لقمة الملح بكل روح وطنية ونزعة أخلاقية جعلته كمجتمع إنساني واحد لا يهتم لإختلاف مذهب قدر ما يرتبط بمعنى الأسلام الواحد.رغم ان هذه الحقول هي أهم وأخطر فعاليات للتأثير على الحقائق والأفكار وتحولات الناس والمجتمع لست هنا بصدد توضيح أو عرض دراسة الأسباب الجوهرية والشائعة لظاهرة التأثير والحال الذي نرى عليها الشارع البحريني اليوم من التفرقة وتدني التفكير الصحفي والإعلامي بسبب سعي مرتزقة الصحافة والإعلام البحرينية وإرتباطهم بما تريد السلطة.حيث الجوهر يبدو مباشرا للعيان بغرق السلطة بعشق نفسها وإنجراف أقلام ومذيعي الولاء لبلاطها المرصوف بالمال والمكافئات ..نما هدفت توضيح أو التعليق على الوضع برمته إلى جانب تسليط الضوء على كفاءة الأقلام الصحفية والمذيعين وهم يجتهدون في إستنزاف الحبر الصيني واستهلاك حلول استقبال البث الفضائي بشكل يومي لتلميع وجه السلطة إلى جانب إجهاض مناهضات الشعب الحقوقية لأجل استقطاب من تأخذهم الأضواء الكاذبة على إنسانيتهم كما يعجبهم منطق ( إعمل عبيط ) كما يدلي الكاتب جمال الشاعر في كتابه (اعمل عبيط وعش سلطان ز