الصحافة البريطانية : فشل للغرب في الشرق الأوسط ومهام بريطانية سرية داخل ليبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن
التغييرات التي تجري في مصر في الوقت الراهن وفشل الغرب في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط والمهام العسكرية البريطانية السرية في ليبيا، وإخفاق حكومة الائتلاف في بريطانيا في اتخاذ القرارات السليمة بشأن قضايا مالية مهمة... موضوعات نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة البريطانية.
"دور الجيش المصري"
تغيير في أرض النيل"... عنوان اختارته "الفاينانشيال تايمز" لافتتاحيتها يوم الأحد الماضي، والتي تبدأها بالقول إن المصريين عندما يتطلعون شرقاً إلى جارتهم ليبيا يجب أن يحمدوا ربهم على أنهم نجحوا في الإطاحة بحاكمهم السابق مبارك بتضحيات محدودة نسبياً، مقارنة بنزيف الدماء الذي لا يزال مستمراً في ليبيا. وتقول الصحيفة إن سبب محدودية خسائر المصريين يرجع للموقف الذي اتخذه الجيش المصري، الذي تبنى منذ اللحظة الأولى لنزوله إلى الشارع مطالب المتظاهرين وعمل على حمايتهم. وبعد تنحي حسني مبارك وضع المجلس العسكري الأعلى للقوات المسلحة جدولًا زمنياً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وقام بحل مجلسي الشعب والشورى المزورين، وشكل لجنة لتعديل بعض مواد الدستور القائم وإجراء استفتاء عليه، وحجز على أموال مبارك وأسرته، وقبض على بعض الوزراء الفاسدين وبدأ في محاكمتهم، وهي كلها إجراءات يستحق المجلس الإشادة عليها. بيد أن الجيش في رأيها يجب أن يقوم إلى جانب ذلك بقيادة عملية الانتقال للديمقراطية بسلاسة، ومن دون مشكلات كبيرة، ثم يقوم بعد ذلك بتسليم الحكم لمدنيين مع الحرص على إتاحة الفرصة للقوى، التي صنعت الثورة لممارسة الحكم. والمهمة العاجلة التي يجب أن يقوم بها الجيش المصري في نظر الصحيفة هي العمل على إعادة الأمن إلى نصابه من خلال إعادة هيكلة المؤسسة الأمنية، وتحديد مهامها، وإعادة الثقة المفقودة بينها وبين الشعب. وبعد أن يقوم الجيش بذلك يمكن القول حينها إنه قد وضع الأسس، وكان هو الرافعة لتحقيق التقدم المأمول في أرض النيل. وهناك نقطة أخرى مهمة تشير إليها الصحيفة وهي ضرورة العمل على فتح باب تشكيل الأحزاب من دون أي عوائق مع العمل على مد الفترة الانتقالية لعام كامل، وليس ستة شهور فقط لإتاحة الفرصة للأحزاب القائمة للاستعداد، ولنشأة أحزاب جديدة معبرة عن القوى التي اضطلعت بأدوار مهمة في القيام بالثورة الأخيرة.
*منظور جديد
في افتتاحيتها الأحد الماضي تحت عنوان:"نحن بحاجة للديمقراطية في الشرق الأوسط وفي إسرائيل كذلك"، أشارت "الجارديان" إلى أن الغرب بحاجة إلى إعادة النظر في تعاطيه مع الشرق الأوسط من خلال نقاش عام يتم فيه النظر إلى الأمور كما هي موجودة على أرض الوقع، وليس من خلال أي منظور آخر. وتمضي الصحيفة للقول إن الغرب اعتاد طويلاً أن ينظر إلى المنطقة من خلال المنظور الإسرائيلي، الذي كان يصور المنطقة على أنها صحراء شاسعة تسكنها شعوب متخلفة يحكمها طغاة ولا تعرف شيئاً عن الديمقراطية وإن إسرائيل، هي الواحة الديمقراطية الوحيدة في تلك الصحراء، وأن هذا المنظور، مصحوباً بالبراجماتية الفجة في التعامل مع المنطقة، جعل الغرب يتغاضى في كثير من الأحيان عن الضغط على الأنظمة الحاكمة في المنطقة للتحول إلى الديمقراطية، وكان يميل للاستماع إلى الحجج التي يقدمها هؤلاء الحكام وأهمها أنهم يعطون الأولوية في عملهم للقضية الفلسطينية، على ما عداها، ويؤجلون بالتالي التفكير في عملية التحول الديمقراطي إلى ما بعد استعادة الأرضي المحتلة. وبعد أن وجهت اللوم للغرب وللحكام العرب توجه إصبع الاتهام لإسرائيل على أساس أنها هي التي وفرت الحجة لهؤلاء الحكام من خلال الاستمرار في احتلالها للأراضي العربية، وانتهاك حقوق الفلسطينيين، وبناء المستوطنات على أراضيهم، وممارسة إرهاب الدولة ضدهم، واغتيال قادتهم، ووضع دول عربية كبرى تحت التهديد باحتلال الأرض أو إعادة احتلالها. وتخلص الصحيفة في النهاية إلى أن الأمر يوجب على الغرب، عدم الاكتفاء بالضغط على النظم العربية للتحول إلى الديمقراطية، وإنما الضغط أيضاً على إسرائيل لدفعها للالتزام بحقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة، وإعادة الأراضي لأصحابها الشرعيين.
*مهام سرية
تحت عنوان "مهام إم آي ـ6 والقوة الجوية الخاصة السرية في ليبيا لم تكن فاشلة"، رأت "الديلي تلغراف" أن المهام التي قامت بها الاستخبارات الخارجية البريطانية( إم.آي ـ6)، والقوة الجوية الخاصة "إس.آي.إس" في ليبيا لم تكن فاشلة كما ذهب إلى ذلك عدد من كبار الساسة البريطانيين الذين اعتمدوا في حكمهم على القبض على عدد من الضباط، الذين قاموا بتنفيذ هذه المهمات من قبل المتمردين الليبيين، وترى الصحيفة أن اللوم في الكشف عن تلك العمليات يرجع إلى المتمردين الليبيين الذين فهموا بالخطأ أن هناك غزوا بريطانياً لبلادهم قد بدأ، وهو ما يرجع في الأساس لضعف التنسيق بين فصائل المعارضة الليبية. وترد الصحيفة على من ذهبوا للقول بأن البريطانيين كان يمكن أن يحصلوا على المعلومات التي يريدونها من المعارضة الليبية لو كانوا قد أجروا مكالمة تليفونية معها من خلال ترتيبات يجريها بعض أفراد السفارة البريطانية في ليبيا، وأن الأمر بالتالي لم يكن يستدعي المخاطرة بالتالي فيقولون إن نظام الاتصالات في ليبيا معرض للتنصت وغير محمي جيداً، وأن الأمر كان يستدعي التقاء هؤلاء الضباط بقيادات المعارضة الليبية في الأماكن التي توجد فيها سواء في بنغازي أو في الصحراء الليبية كما ترد الصحيفة على من زعموا بأن استخدام طائرة هيليكوبتر، هو الذي أدى إلى فشل العملية بالقول إن الانتقال بهذه الطائرات في ظروف مثل السائدة حاليا في ليبيا أكثر أماناً من التنقل بالسيارات في الصحراء القاحلة، وتنتهي إلى القول بأن الحاجة تستدعي من بريطانيا تقديم المزيد من المساعدات للمعارضة الليبية في وجه حملة القمع الدموية، التي يقوم بها نظام القذافي، وأن وقوع بعض العثرات والإخفاقات هنا أو هناك أمر وارد تماماً في مثل هذه الظروف، ولكنه يجب ألا يقف عائقاً أمام القيام بما يتوجب عمله في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الشعب الليبي.
قصور في الشجاعة والرؤية: اختارت"الجارديان" هذا العنوان لافتتاحيتها أمس الأربعاء والتي بدأتها بالقول إن فشل السياسات يأتي في أشكال وأحجام عديدة، وأن من أبرز أشكال الفشل ذلك المتعلق باتخاذ اختيارات سيئة في فترات العسر المالي، وأن حكومة الائتلاف في بريطانيا قد وجدت نفسها منذ أيام أمام اختيارين متعلقين بسياسة الشرطة وهيكلتها ومخصصاتها. والثاني بالرسوم الجامعية، وأن الاختيار الذي اتخذته في كل منهما كان اختياراً خاطئاً حيث فشلت تلك الحكومة في اتخاذ قرار بتخفيض الأموال المخصصة لجهاز الشرطة في الميزانية على الرغم من حقيقة أن أعداد ذلك الجهاز يفوق الحاجة الفعلية بكثير أما بالنسبة للتعليم، فإن القرار الخاطئ من جانب حكومة الائتلاف، كان هو رفع الرسوم الدراسية الجامعية بهدف تخفيف الأعباء على الميزانية، في حين أن زيادة تلك الرسوم سيدفع الطلاب وعائلاتهم للمزيد من الاقتراض لمواجهة هذا الارتفاع، مما سيشكل بدوره عبئاً على الميزانية كما سيحرم الطلاب المنتمين إلى العائلات الأقل دخلاً من الالتحاق بالجامعة، وهو ما يخل بمبدأ العدالة الاجتماعية، ويقود بالتالي للخروج بمحصلة مؤكدة، وهي أن حكومة الائتلاف قد فشلت سواء في اختبار الشجاعة في مواجهة المشكلات وفي الرؤية المبكرة لها.
إعداد: سعيد كامل