وزير العدل السعودي : البعد عن الضجيج والمراهقات السياسية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعاليم الإسلام قائمة على الحكمة...
الرياض - فيصل المخلفي - الدمام
حذّر وزير العدل الدكتور محمد العيسى من مراهقات سياسية تستهدف الأمن واجتماع الكلمة في المملكة، التي رأى أن لها خصوصية تجعلها مختلفة عما سواها، وذلك في وقت أكد فيه أن المظاهرات ما كانت حلاً في يوم من الأيام، وإن بدا لمن وصفهم بالغافلين عكس ذلك. وشدد العيسى في تصريح إلى "الحياة" على أن النهج الإسلامي الذي قامت عليه بلاده يكون النصح فيها بالحكمة والموعظة الحسنة والبعد عن الإثارة والضجيج.
وقال العيسى في عرض تعليقه على بيان هيئة كبار العلماء بشأن الاضطرابات والمظاهرات: "تطبّق المملكة العربية السعودية المنهج الإسلامي في إدارة شؤون الحكم، القائم على النصيحة الشرعية وفق مفهومها الصحيح، البعيد عن المهاترة والشغب والفوضى، سواء بأسلوب المظاهرات المخالف لنظام الدولة وما في تضاعيفه من الارتجال والإساءة، أو التوقيع على البيانات وتداولها ونشرها، وعندما نقول هذا نوضّح أن للمملكة خصوصية تختلف عن غيرها، وفي وسع كل مواطن أن يبرئ ذمته بما يراه من نصح، إما بإيصاله مباشرة أو بإبلاغ من يوصله من العلماء والمسؤولين، وهو بهذا خارج من العهدة برئ الذمة، هذا هو أدب الإسلام وسمته الرفيع في التعامل مع ولاة أمر جعلوا من هدي الكتاب والسنة منهجاً لدولتهم، ومتى تقرر هذا المبدأ فإن أي خروج عن هذا السياق الإسلامي لا يمكن أن يعود بالخير، بل يرتد سلباً، ويتعيّن التعامل معه بكل حزم". وأضاف: "تعاليم الإسلام قائمة على الرفق والحكمة، والبعد عن الضجيج والإثارة والصخب والمراهقات السياسية، فدعوة الإسلام وهي أعظم مطلب موجّه للعالمين - كباراً وصغاراً - تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وما كان عنت المظاهرات وفوضاها حلاً في يوم من الأيام، وإن توهّم كل غافل - في بادئ الأمر - تحقيق شيء من خيالاته فإن حلها يندر أن يعقبه عَقْد وانتظام بل انفراط وانفصام، وبعض الدول التي لا تأخذ بمبدأ النصيحة الإسلامية تضطر للسماح بهذه المظاهرات؛ لكن تحتاط لها أشد الاحتياط؛ لعلمها بخطورة خروجها عن سياقها المسموح به لدى تلك الدول، ولذلك فهي تطلب الإذن المسبق بتسييرها، وتحديد موقعها، وزمنها، ومدتها، ومتى خرجت عن ذلك فهي تتعامل معها على أنها خروج عن النظام يوجب التدخل حماية للأمن، والمشاعر العامة، والمشروعية".
من جهة أخرى، رفضت نخب شيعية سعودية في المنطقة الشرقية "إثارة الفوضى"، أو التعبير عن الرأي بشكل "يضر بمصالح المواطنين والآخرين". وقال الدكتور توفيق السيف: "إن الإشكالية تكمن بين جيلين، فجيل مقتنع تماماً بأن التظاهر لن يقدم فائدة، وأن هناك طرقاً أكثر جدوى لإيصال الآراء إلى المسؤولين. بينما هناك جيل آخر يصعب إقناعهم، وكانوا إلى وقت قريب يستمعون ونحن نتحدث. فيما هم يريدون منا الآن الاستماع لهم". مشدداً على أن "الحوار الصريح، وليس التظاهر هو الطريق الأصوب". ولخّص السيف، لـ "الحياة"، دور النخب في هذه المرحلة في جانبين، الأول "فهم مطالب الشباب وإيصالها إلى المسؤولين. وهذا يتطلب أن يتعامل معها المسؤولون بدورهم بجدية واهتمام". أما الدور الثاني للنخب - بحسب السيف - فيتلخّص في "عقلنة الشارع، من خلال طرح البدائل، والتعاون مع الدولة في تصميم تلك البدائل". مستشهداً بالحوار الوطني، الذي وصفه بأنه "من أنجح الخطوات التي اتخذت خلال المرحلة السابقة، لتعزيز اللُّحمة بين أبناء المجتمع الواحد". وأكد السيف أن ما تشهده الدول الأخرى "لن تشهده المملكة"، لافتاً إلى أن "السعوديين كافة مجمعون على حكومتهم، ومتمسّكون بها، وأيضاً متمسّكون بأن أي إصلاح يجب أن يتم من خلال هذه الحكومة". وأضاف أن "السعوديين كشعب هم أقرب إلى التفاهم من نظرائهم في الدول الأخرى"، موضحاً أن الشعوب الأخرى "عانت من العسر المزمن، ما جعلهم يميلون إلى الارتياب أكثر من الثقة، ما يجعلني أطمئن إلى أنه حتى لو كانت هناك تجاوزات من البعض، إلا أنه بالإمكان احتواؤها". فيما رفض الناشط الحقوقي جعفر الشايب "الإضرار بمصالح الآخرين". ونوّه إلى "تنامي حالات التظاهر، لاسيما في العالم العربي في الفترة الأخيرة، كوسيلة تعبير عن الرأي، لكنها تحتاج إلى آليات وضوابط". وقال: "لم تعد طبقة المثقفين هي الجهة المسيطرة على الشارع، والتي تستطيع كبح جماح مثل هذا النوع، إذ بات الشباب هم أصحاب رأي، ولكن بالإمكان توجيههم إلى طريقة التعبير الأصوب، والاجتهاد في إيصال هذه الفكرة"، مجدداً رفضه لأي أعمال من شأنها الإضرار بمصالح البلاد.