جريدة الجرائد

مصر: أفلام تنبأت بثورة الغضب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بعضها ساهم في إذكاء روح الحمية لدى الشباب

القاهرة - خالد بطراوي


كان من الضروري أن تنشأ سينما وطنية من صلب الثورة المصرية نفسها، سينما تستطيع أن تعبر عن وجهة نظر الثورة والوطن، سينما تؤكد النصر الكبير، وبشكل فيه كثير من الحماسة والوطنية.
لم تكن الأعمال الفنية على مستويات عديدة سواء سينمائيا أو مسرحيا وحتى على مستوى الدراما التلفزيونية بعيدة عن المظاهرات الشعبية التي تضرب البلاد وتطالب باسقاط النظام، اذ تنبأ عدد كبير من تلك الأعمال بما حدث، ويمكن أن يكون بعضها قد ساهم بشكل أو بآخر في إذكاء روح الحمية لدى الشباب الذين شاركوا في انتفاضة ثورة الاحتقان والغضب الحالية.

على رأس هذه الأعمال يأتي الفيلم الشهير "هي فوضى" للمخرجين يوسف شاهين وخالد يوسف عام 2007 حيث انتهى الفيلم بالثورة على أمين الشرطة "حاتم" رمز الفساد الذي يستغل سلطاته في جمع الأموال، وهو صاحب السلطة في القبض على المساجين حتى لو قام وكيل النيابة باطلاق سراحهم.
ثم جاء بعد ذلك الفيلم الأشهر للمخرج خالد يوسف "حين ميسرة" الذي تنبأ فيه بالسلب والنهب وثورة الجياع ومحاكاة ما حدث في يناير عام 1977 من أحداث مماثلة واضطرابات نتيجة معركة بين رجال الشرطة وبين رجال القاعدة، تنتهي بإزالة العشش كلها، وفيها بعض سكانها.
ناقوس الخطر
وتأتي أفلام المخرج الراحل عاطف الطيب رائد المدرسة الواقعية لتدق ناقوس الخطر منذ فترة طويلة لما يحدث بأقسام الشرطة، فمن الأفلام التي ناقشت ما يحدث من تجاوزات بأقسام الشرطة كان فيلم "الهروب" للفنان أحمد زكي، ثم تلاه فيلم "البريء" الذي يكشف عن تعذيب المعتقلين السياسيين داخل السجن بناء على أوامر قائد المعتقل "توفيق شركس" الذي اقنع جميع الحراس من الجنود بأن النزلاء من المعتقلين هم أعداء الوطن ويجب معاملتهم بقسوة.
وكذلك فيلم "واحد من الناس"، الذي تدور أحداثه حول "محمود" حارس الأمن الذي يشهد جريمة قتل يرتكبها أحد الشبان الأثرياء في الكراج الذي يعمل به، فيقرر أن يشهد عليه لمصلحة القتيل، لكن ضابط الشرطة الذي يتولى التحقيق يطلب منه أن يغير أقواله وأن يصلح من شهادته، إلا أنه يرفض، وأمام ذلك يقتلون زوجته ويتهمونه في جريمة أخرى، يدخل على أثرها إلى السجن وعقب انتهاء مدة العقوبة يقرر الانتقام من الرأسمالي الذي زج به في السجن.
أفلام وأفلام
وهناك أيضا فيلم "الكرنك" و"إحنا بتوع الأتوبيس" و"السمان والخريف" و"أرضنا الخضرا" و"حكاية من بلدنا" و"شيء في صدري" و"شيء من الخوف" و"إبراهيم الأبيض" و"كلمني.. شكرا" و"عمارة يعقوبيان" الذي انتهى بقتل ضابط امن الدولة الذي قام بتعذيب المشتبه فيهم بمقر أمن الدولة.
فضلا عن فيلم "الهجامة" الذي شاركت في بطولته الفنانة ليلى علوي عام 1992، ويدور حول الفتاة "نوسة" الت يقبض عليها ظلما وتلتقي في السجن بطالبات وصحفية معارضة، حتى تتحمس لقضيتهم وتصبح سياسية مثلهن.
أهل القمة
ومن أهم الأفلام التي تناولت الفساد الذي استشرى في كل جنباته نجد هناك فيلم "أهل القمة" عن رائعة الكاتب نجيب محفوظ عام 1981، موضوع الفيلم يدور حول النشال "زعتر النوري" الذي أدى دوره في الفيلم الفنان نور الشريف الذي يعمل في إحدى شركات الاستيراد والتصدير ويكلفه صاحب الشركة بمهام مشبوهة، تتعلق بتهريب بضائع من الجمارك.
في إطار استعراضنا لمسيرة السينما المصرية التي دقت ناقوس الخطر من خلال أفلام تناولت الاحتقان والغضب، لا يمكن اغفال فيلم "لاشين" عام 1938، الذي تناول حياة الشعب المتردي الذي يعيش في فقر وظلم شديدين، بسبب انغماس السلطان في ملذاته وانشغاله بالنساء الجميلات، والتفاف حاشية فاسدة حوله، فيقرر الشعب أخيرا أن يتحرك متجها الى القصر معبرا عن سخطه لما يحدث له، باحثا عن قائد شريف يقوده حتى تعم العدالة في البلاد.
من دون شك، هناك أفلام مهمة أخرى تناولت القهر والفساد والرشوة والمحسوبية والتردي في الاوضاع، ولكن هذا يتطلب قراءة أخرى أكبر وأشمل.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف