جريدة الجرائد

أوباما ينفخ الروح في القذافي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


سيد أحمد الخضر

الشعب الليبي يملك مقومات الثورة ولديه رصيد نضالي مرصع بالذهب في سجل التاريخ، ولا ينتقص من كبرياء هذا الشعب العظيم سكوته على قهر الزعيم الأخ العقيد ملك ملوك إفريقيا.. لقد سكت الشعب التونسي طويلا ومثله الشعب المصري لكنهما تخلصا مؤخرا من الاستبداد فعشنا لحظتين تاريخيتين هرمنا من أجلهما جميعا.. الليبيون ليسوا دون التونسيين والمصريين، وعندما قرروا اقتلاع أوتاد خيمة العقيد من طرابلس تمكنوا من قتل النظام سياسيا وضربه أمنيا في 5 أيام. 5 أيام فقط استقال فيها معظم الدبلوماسيين والوزراء وقادة القوات المسلحة، وحالياً يعاني القذافي من وحدة مزعجة حتى الممرضة البلغارية قررت التخلي عنه في هذه الأوقات الحرجة.
إن الثورة الليبية لا تقل في قوتها وتحضرها إطلاقاً عن ثورتي تونس ومصر والفرق فقط هو أن القذافي ليس كمثله شيء.. عندما تتكلم عن زين العابدين بن علي فأنت تتحدث عن دكتاتور متسلط فاسد، لكنه يملك حظاً من العقل، لقد تشبث الرجل بالسلطة حتى آخر لحظة وعندما أيقن أن بقاءه بات مستحيلاً رحل إلى حيث يأمن على نفسه، فغنّى التونسيون: بن علي هرب بن علي هرب.. هو هروب فعلاً لكنّ فيه جانباً من الحصافة فقد كان بإمكان الرجل البقاء أياماً أخرى وتسليط حرسه الرئاسي على التونسيين لرفع فاتورة الثورة، تماماً كما وعى مبارك الدرس متأخراً نوعاً ما فتخلى عن الحكم لأنه أدرك أن قتل المزيد من المصريين لن يحفظ له المنصب فهرب هو الآخر.. لكن يجب ألا نقارن الأسوياء بغيرهم.. القذافي شخص مختلف تماماً ومتخلف أيضاً. عندما تقرأ تاريخ العقيد الطويل العريض تجده كتب بالدم كله، وبالمناسبة كثير من الجرائم التي ارتكبها الرجل لا علاقة لها بليبيا ولا حتى بأعداء نظام الزعيم فقتْل المدنيين في الأجواء وتفجير المطارات والأسواق أمور لم يخطط لها أي رئيس دولة في العالم. إذن هو مختلف تماماً وهذا لا شك يضاعف متاعب الثورة الليبية وقد يؤخر مسألة الحسم أسبوعاً آخر أو أسبوعين، لكنها لن تكون ثورة إلا إذا تركت لليبيين فلن يرضوا وهم الشعب المجاهد البطل بأن تدخل قوات غربية أرضهم حتى وإن كانت لا تريد سوى المساعدة في التخلص من الأخ القائد صاحب النظرية الثالثة.. لا نقول إن الغرب يريد احتلال ليبيا ولا نريد افتراض أنه يسعى إلى نهب النفط لأن هذا يبدو مستبعداً في ظل الظروف الراهنة على الأقل فحرب العراق لم تحسم بعد وكذلك أفغانستان. إنهم لا شك في غنى عن فتح جبهة ثالثة، لكننا نناشدهم عدم دخول ليبيا فالنتيجة ستكون لصالح "معمّر وعياله".. سيتمكنون من كسب أنصار جدد تحت راية محاربة الغرب الكافر والإمبريالية الأميركية.. أرجوكم فخامة الرئيس أوباما: دع الليبيين وشأنهم. إنهم ليسوا جرذاناً، كما قال الرجل الذي حكمهم اثنتين وأربعين سنة.. إنكم بالحديث عن التدخل العسكري تنفخون الروح في القذافي بعد أن صار جثة هامدة.
هناك خطوات يمكن القيام بها لمساعدة الليبيين دون المس من كرامتهم مثل الاعتراف الكامل بالمجلس الانتقالي وطرد سفراء ليبيا المعينين من النظام البائد والقبض على جميع مساعدي القذافي المتواجدين في الخارج لتسليمهم لحكومة بنغازي.. وبإمكان أميركا أيضاً أن تمنع تشاد من إدخال السلاح إلى ليبيا، والحديث إلى الرؤساء الأفارقة بجدية وتهديدهم بقطع المعونات لو استمروا في مد القذافي بالمرتزقة.
ذات النداء أوجهه لساركوزي وجميع قادة الغرب، وأقول لهم إن الشعوب العربية بلغت أشدها وقادرة على التخلص من الحكام المفسدين، وسنزحف عليهم بيت بيت شبر شبر زنقة زنقة حتى آخر طاغية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف