سياسة التضليل.. والخداع!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يوسف الكويليت
لا أحد يزعم أن الأنظمة العربية تقدم سياسات تتفق مع مطالب مواطنيها، ولا ينكر أي إنسان الحصول على حقوق متساوية مما تفرضه الشرائع والقوانين، بنفس الوقت نجد أوروبا وأمريكا في حالة هستيريا مما يجري في المنطقة، تنطلق الوصايا والضغوط وتستخدمان سلاح إعلامهما الرهيب في تغذية روح الانتقام، وهي التي تعاملت مع الزعامات المطاح بها بصداقات حميمة دون الاعتراض على سياستهم تجاه شعوبهم، وعندما اتجهت البوصلة إلى الشارع الذي خلق مفهوماً جديداً لأهداف تتعارض مع السلوك الذي جرى في السنوات الماضية، شهدنا كيف خرجت من الإخبارات السرية سيل الاتهامات لحلفاء الأمس، وشهادات ممهورة من الرؤساء والدوائر الحكومية الأمريكية والأوروبية بالاستبشار بهذه الحركات، بينما في أمريكا يجتمع الكونجرس، ودوائر الأمن والاستخبارات في مناقشة ملاحقة الإرهاب الإسلامي لدرجة أن أي مسلم زائر أو طالب أو رجل أعمال أو دبلوماسي يذكر اسم القاعدة، أو ابن لادن، يتعرض للمراقبة والتجسس وإخضاعه لمساءلات حتى لو جاءت تلك الكلمات أو الآراء نقداً أو تكفيراً لعمل القاعدة وقادتها..
وفي أوروبا انظروا كيف عاملت فرنسا المحاربين معها من دول المغرب العربي في فيتنام، فهي لم تعطهم حقوقهم، بل تخضع ملايين المهاجرين إلى معاملات غير إنسانية، وفي بريطانيا، وفي ظل ما تعتبره قانونها الخاص، تؤوي دعاة الانشقاق وتتحالف مع المنظمات الإرهابية، والمنفيين من بلادهم لاستخدامهم سلاح ضغط على دولهم..
في ألمانيا يتعرض الأتراك إلى ما يشبه الفصل العنصري حين يعزلون بأحياء خاصة، ثم يأتي من يطالبهم بالاندماج في المجتمع الألماني، وانظر إلى هولندا والنمسا وبقية الدول الأخرى التي وصلت إجراءاتها إلى الطرد والإيقاف وبروز شخصيات عنصرية تنادي بطرد الأجانب، وفي كل هذه التصرفات نجد نفاق الغرب يتواصل، يريد لنا ديموقراطيات وحكومات وأحزاباً، تفصل قوانينها ونظمها في دوائرهم الخاصة، وحتى عندما يقولون إن إسرائيل الديمقراطية تعيش في واحة من الوحوش، لم تعرض أي دولة منها إجرامها أو سعت لكشف ممارساتها..
علينا أن لا نغالط أنفسنا، فالغرب يكرهنا بنظمنا الدكتاتورية، ولا يحبنا أن نسعى لنظم عادلة، لأن المعادلة ستنقلب ويجد نفسه في حالة خسارة مادية وسياسية، فنظرته لنا لن تتغير، فنحن إمكاناتنا مادية وبشرية يجب أن يكون مصبها بنوكهم ومؤسساتهم، وأن نكون طبيعيين شرفاء بما يسمونه التقاء المصالح، ونحن الذين عوملنا من عهد الحروب الصليبية، وإلى العراق على أننا عرب تسود عقولنا مركبات النقص، بينما هم خرجوا من الاستعمار المباشر إلى غير المباشر في نهب الثروات وإقامة الحروب..