جريدة الجرائد

«درع الجزيرة» في البحرين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالله اسكندر


يعني دخول قوات من "درع الجزيرة" التابعة لمجلس التعاون الخليجي الى البحرين، أن ثمة تقديراً خليجياً بأن الأزمة في هذا البلد تجاوزت حدود مشكلة داخلية بين حكم ومعارضة الى تحدٍّ إقليمي يطول كل دول المجلس.

لقد كانت لهذا التحدي مقدمات ومؤشرات ظهرت منذ ان بدأت حركة الاحتجاج في البحرين واتخذت طابعاً فئوياً، في الوقت الذي حاولت السلطات البحرينية، سواء بمبادرات مباشرة او عملاً بنصائح من الخارج، احتواء الاحتجاجات، بالاعتراف بأن ثمة خللاً ينبغي تصحيحه، وأن الحوار كفيل بالإصلاح المطلوب. وفي الوقت الذي اعتبر مجلس التعاون أن أي خطة إصلاحية في البحرين، كما في سلطنة عُمان، تفترض توافر إمكانات مالية لتنفيذ مشاريع تنموية تستجيب تطلعات المواطنين، أقرَّ مساعدات لكل من البلدين تصل الى عشرة بلايين دولار.

بكلام آخر، اعترفت السلطات البحرينية، ومعها مجلس التعاون، ان ثمة حاجة لإصلاح داخلي، وأنه ينبغي توفير الإمكانات لهذا الإصلاح.

لكن لا الدعوات الرسمية البحرينية الى الحوار مع المحتجين من أجل دراسة المطالب والعفو العام عن مدانين، ولا المساعدات المالية الخليجية الكبيرة الهادفة لدعم هذا الاصلاح، نفعت في إقناع المحتجين بضرورة إخلاء الشارع وقبول المعالجة السياسية المقترحة، متمسكين بشروطهم تغيير الطابع الدستوري للسلطة لحسابات فئوية. وهنا تكمن المشكلة في أزمة البحرين.

في عودة الى المقدمات، لقد جرى في البحرين كشف خلايا ترتبط بإيران، وجرت محاكمات لمتورطين فيها بتهم ضرب الاستقرار والعمل على قلب نظام الحكم، وصدرت أحكام في هذا الشأن. وذلك في الوقت الذي صدر كلام من طهران عن تبعية البحرين لإيران.

ومع اتضاح هذا الجانب من المشكلة، سعت البحرين الى إبقاء هذه الأحكام في إطار فردي، وحاولت الحفاظ على علاقة ايجابية مع إيران. وربما دفع وزير الخارجية الايراني السابق منوشهر متقي ثمن تصريحات تصب في هذه الايجابية، عندما أقاله الرئيس أحمدي نجاد بعيد حضوره مؤتمراً في المنامة تحدَّث فيه عن علاقة ندية مع دول مجلس التعاون عموماً، والبحرين خصوصاً.

وفي الوقت ذاته، نأت اطراف شيعية بحرينية بنفسها عن المواقف المتطرفة التي عبرت عنها الحركة الاحتجاجية في الشارع، خصوصاً بعدما سحبت السلطات قواتها وكررت الدعوات الى الحوار. ومع إطلاق مدانين في الشبكة الايرانية وعودة بعضهم من الخارج، اتخذت الحركة الاحتجاجية طابعاً فئوياً صريحاً في المطالب والتحركات، وتجاوز بعض الشعارات مطالب الاصلاح والتنمية الى تغيير النظام، مع التشدد في الاعتصام وتعطيل الحياة العامة في البلاد.

وفي موازاة ذلك، أعلنت طهران رسمياً دعم المعتصمين، محذِّرة من التعرض لهم، ومطالِبة بتلبية مطالبهم كمعارضة سلمية، وذلك في الوقت الذي ترفض السلطات في ايران الاعتراف بالمعارضة الإيرانية وتطارد أفرادها في الشوارع وتمنع تظاهراتهم السلمية وتعتقلهم وتُصدر الأحكام في حقهم، بما ينفي أيَّ تأييد ايراني للاصلاح ويجعل موقف ايران من أحداث البحرين مشكوكاً فيه، إن لم يكن تدخلاً عبر مؤيدين لقلب المعادلة في المنامة لمصلحة إيرانية، لتتخذ الأزمة طابعاً إقليمياً واضحاً، بعدما استنفدت المعالجات المحلية لها.

التبريرات الرسمية لدخول قوات "درع الجزيرة" الى البحرين تناولت جانب الاتفاقات داخل مجلس التعاون وتلبية لطلب من المنامة في إطار هذه الاتفاقات. لكن مقدمات الأزمة البحرينية تحمل على الاعتقاد بأن البعد الاقليمي لم يكن غائباً عن الحساب. ويشكِّل هذا الدخول إشارة رمزية من مجلس التعاون، الى أن دوله لن تقبل بتغيير المعادلة البحرينية، سواء بضغط من الداخل او بتدخل من إيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
دروس خليجيه
احمد الواسطي -

صدقني المسالة ليست مسالة سنه وشيعة او دول إقليميه المسالة ان دولكم العربيه مختطفة من عوائل وهذه العوائل تحرق الدول والشعوب ولا تقبل التغير فهل هناك شيعه في ليبيا او الخارجين في اليمن شيعة لا حبيبي المسالة هي مسالة حياة او موت لهذه العوائل فعاشت ايدك معمر وعلي عبد الله صالح وعندما الان يسمع حسني وزين العابدين كم سيتندمون علي خروجهم السلمي فهم كان بامكانهم ان يستعينوا بالمرتزقه وجيوش دول اخري لقمع شعوبهم هذه دروس سيستفيد منها باقي حكام العرب مع التحيه;

دروس خليجيه
احمد الواسطي -

صدقني المسالة ليست مسالة سنه وشيعة او دول إقليميه المسالة ان دولكم العربيه مختطفة من عوائل وهذه العوائل تحرق الدول والشعوب ولا تقبل التغير فهل هناك شيعه في ليبيا او الخارجين في اليمن شيعة لا حبيبي المسالة هي مسالة حياة او موت لهذه العوائل فعاشت ايدك معمر وعلي عبد الله صالح وعندما الان يسمع حسني وزين العابدين كم سيتندمون علي خروجهم السلمي فهم كان بامكانهم ان يستعينوا بالمرتزقه وجيوش دول اخري لقمع شعوبهم هذه دروس سيستفيد منها باقي حكام العرب مع التحيه;

إلى الواسطي
فاطمة -

بل هي مسألة شيعة اما انت شيعي وبالتالي انت مدافع بدون ان تفكر فالعقيدة الشيعية تدعوك إلى اتباع الفقية بدون تفكير ـ أو انك لا تعرف الشيعة حقا عاشرهم سنوات و دافع عنهم ولكن ستجدهم يوما يطعنوك بدون اسف ، عاشرهم عن قرب وستعرفهم حقا . انهم قوم لا تأمن لهم .

لكل شعب عدو ولكل حاك
الشمري -

لكل شعب عدو ولكل حاكم ابواق . عاشت فلسطين وعاشت الثورة العربية من البحرين الى تونس ويسقط المثقفون (الطائفيون )

كفاكم
عواطف -

لايمكن لكاتب هذا المقال مقتنع بما يقول ..... وانه لمن المحزن العزف على وتر الطائفيه لكي يباح قتل الشيعه البحرينين كما يقتل الشيعه بالعراق بدم بارد يوميا. لوجربت الظلم والتميز والقهر والاعتقال والاهانه كما جربتها جميع الشعوب العربيه لما تجرأت وكنبت هذا المقال

لكل شعب عدو ولكل حاك
الشمري -

لكل شعب عدو ولكل حاكم ابواق . عاشت فلسطين وعاشت الثورة العربية من البحرين الى تونس ويسقط المثقفون (الطائفيون )