البحرين في خطر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
صالح القلاب
كان من اللازم والضروري أن يتحرك مجلس التعاون الخليجي، وأن يرسل هذه الوحدات الرمزية إلى البحرين التي هي أحد أعضاء هذا المجلس الذي كان ذات يوم قد شكل قوة عسكرية موحدة تحت اسم "درع الجزيرة"، من أجل مثل هذه الحالة، إذ بات التدخل الإيراني السافر يهدد حتى وجود هذه الدولة العربية التي تشكل بوابة منطقة الخليج العربي كلها من الكويت في الشمال حتى سلطنة عمان في الجنوب.
والمؤكد أنه لم تكن هناك أي ضرورة لمثل هذه القوات ولقوات عربية أخرى, إذا اقتضت تطورات الأمور هذا, لو أن المشكلة في البحرين بقيت تتخذ طابع المطالبات الشعبية بالإصلاح, الذي هو ضروري وواجب وحانت لحظته, ولم يأخذ التدخل الإيراني هذا الطابع السافر الذي بات يهدد كيان هذه الدولة ووجودها، والذي لم يعد بالإمكان احتماله أو السكوت عنه.
والواضح أن إرسال هذه القوات الرمزية هو رسالة إلى إيران كي توقف تدخلها, الذي لم يعد بالإمكان احتماله, في الشأن الداخلي لدولة أثبتت, لولا هذا التدخل, أنها قادرة على التفاهم مع هذا الطيف المذهبي من شعبها على غرار ما جرى في مرات سابقة كثيرة، وهو أيضا لطمأنة البحرينيين سنتهم وشيعتهم بأن أشقاءهم لن يتخلوا عنهم إذا تضاعف التهديد الإقليمي لهم ولدولتهم.
والملاحظ هنا أن الولايات المتحدة, التي من المفترض أن مصالحها تجعلها ضد أي تدخل إقليمي وغير إقليمي في شؤون أي دولة من دول الخليج العربي, قد بادرت بعد لحظات من وصول هذه القوات الخليجية الرمزية إلى البحرين، إلى مطالبة رعاياها بعدم السفر إلى هذه الدولة، والى المقيمين منهم إلى مغادرتها على جناح السرعة، وهذا مؤشر خطير وله معان كثيرة، خاصة أن هناك معلومات مؤكدة تتحدث عن اتصالات أميركية-إيرانية بدأت عبر السفارة السويسرية في طهران، كانت المبادرة إليها قد جاءت من قبل أحد كبار المسؤولين الإيرانيين.
وبالطبع فإن إيران، التي تتعامل مع البحرين على أنها منطلقها نحو منطقة الخليج كلها ونحو إقامة دولة مذهبية تمتد من جنوب العراق حتى المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية، قد بادرت إلى رفض إرسال مثل هذه القوات الخليجية الرمزية، فهي تريد الاستفراد بالوضع الداخلي لهذه الدولة العربية، وقلب معادلتها الداخلية، بحيث تصبح نقطة ارتكاز لها في هذه المنطقة الاستراتيجية والحساسة والهامة، ولهذا فإنه على العرب كلهم أن يعلنوا وقوفهم إلى جانب دولة شقيقة باتت مهددة بالفعل، وعليهم أن يتذكروا ذلك المثل الذي يقول: أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض!