الكويت والبحرين: الحوار يطفئ النار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الخرافي: أمر المشاركة العسكرية من اختصاص الأمير ... ولسموه دور في لمّ الشمل
حسين الحربي ومخلد السلمان ووليد الهولان وأحمد المطيري
مشاركة بالقوات وبالسلاح، أو مشاركة بالديبلوماسية، المهم أن يعود الأمن والاستقرار الى ربوع البحرين.
فبعد اللغط الذي دار في اليومين الماضيين حول مشاركة الكويت بقوات رمزية من "درع الجزيرة" في البحرين، والحديث عن قوات أخرى أكبر قد تتوجه الى هناك، جزم عدد من النواب بعدم وجود قوات كويتية في البحرين، واعتبر رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي ان هذا الامر في عهدة صاحب الأمر سمو الأمير عاقدا الثقة على "الأمير الحكيم المتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الخارجية"، مؤكدا يقينه بأنه "سيكون لسموه دور في لم الشمل".
رئيس كتلة الوفاق الوطني البحرينية الشيخ علي السلمان كان حاضرا أمس في المشهد السياسي الكويتي، فأكد لـ"الراي" أن البحرين استقبلت عدم ارسال الكويت قوات الى بلاده "بما يتناسب مع دولة حكمتها رائدة في المنطقة"، داعيا الى رحيل قوات "درع الجزيرة" تجنبا لـ "تشويه" صورة دول الخليج بالقمع، معتبرا ان قرار دخول قوات "درع الجزيرة" يدل على "غباء سياسي شديد".
ونفى السلمان أن يكون قد طالب بتدخل ايراني "فنحن على ثقة كاملة بأبنائنا وقدرتهم على التضحية من اجل تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة".
وأكد الخرافي ثقته الكبيرة بحكماء مملكة البحرين الشقيقة من القيادة والشعب، مشددا على ضرورة نهج الحوار بين الطرفين للخروج من الاوضاع التي تشهدها البحرين حاليا.
وقال الخرافي ان مثل هذه المواضيع "خطرة على البحرين وعلى شعب البحرين ويجب الا تعالج بطريقة لا توصل الاطراف المعنية الى النتيجة المرجوة ويكون الحوار بينهم كما حوار الطرشان الكل فيه يتكلم ولا احد يسمع وليس فيها من يكسب بمثل هذا الاسلوب من المعالجة".
واعرب عن تمنياته بأن "تسود الحكمة وان يستمع الجميع لما يمكن ان يتحقق من اصلاحات"، مضيفا "كما اتمنى من الجميع ان يحذروا ممن يعملون على تأجيج واثارة الفتن".
وردا على سؤال عما اذا كان وجود قوات "درع الجزيرة" في البحرين يعتبر تدخلا في الشأن البحريني ام انه من منظومة عمل مجلس التعاون الخليجي، قال الخرافي "لا استطيع ان اجيب عن هذا السؤال لانه من اختصاص سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح".
واضاف ان هناك قواعد وضوابط وضعت لما يتعلق بالتدخل السريع "واذا كانت تنطبق على الاجراءات التي يريد ان يتخذها سمو الامير فانه باعتقادي سيتخذ سموه القرار الذي فيه صالح التوصل للنتيجة المرجوة، وايضا ردود الفعل التي من الممكن ان تنتج عن مثل هذا القرار".
وقال ان لدولة الكويت "ولله الحمد أميرا حكيما يتمتع بخبرة واسعة في الشؤون الخارجية وبدأ بدور كبير في ما يتعلق بلم الشمل في الكثير من القضايا".
واكد في هذا السياق يقينه بأنه سيكون لسموه "ايضا دور ان شاء الله في لم شمل" الاخوة في البحرين في اشارة الى ان ذلك من شأنه العمل على انهاء الاوضاع الحالية الناتجة عن الاحداث هناك.
وحذر الخرافي من اثارة التصريحات "غير المسؤولة من اي طرف كان" داعيا الى الاعتماد "اعتمادا كاملا على حكمة سمو الامير واتاحة الفرصة لسموه لمعالجة ما يحتاج من علاج بحكمته المعهودة".
من جهة أخرى، أكد الخرافي عدم تسلمه اي طلب لاستجواب اي من الوزراء، مشيرا الى ان الحوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في شتى المواضيع ذات الخلاف من شأنه ايصال الجميع الى النتيجة المرجوة.
وأكد ان قاعة عبدالله السالم هي مكان ما يتعلق بمناقشة المواضيع "وليس مكانها تجمعات في ساحة الصفاة او في ساحة الارادة ومناقشتها هناك".
وقال "اذا كان هناك من لا يريد رئيس الوزراء او يريد تغييره او رحيله فماذا سيستفيد من رسالته تلك التي ارسلها في الشارع او المكان غير المناسب؟".
وناشد النائب صالح عاشور سمو الامير "التدخل السياسي" لحل الخلافات في البحرين، مؤكدا ان التدخل العسكري ليس في صالح القضية.
وحول مشاركة قوات كويتية في البحرين قال عاشور ان القوات المتواجدة هناك هي سعودية فقط مع قوات رمزية من الامارات، مؤكدا أن سياسة الكويت هي احتواء الأزمات والدور السياسي مهم في هذه المرحلة. "وأؤكد انه لا توجد قوات كويتية في البحرين".
وقال النائب الدكتور حسن جوهر ان "قرار صاحب السمو عدم ارسال أي جندي كويتي لمواجهة الشعب البحريني يسجل بأحرف من نور".
من جهته، قال رئيس كتلة الوفاق الوطنية البحرينية الشيخ علي السلمان لـ "الراي": "لقد استقبلنا رفض الكويت ارسال قوات الى البحرين بما يتناسب مع دولة رائدة في الحكمة ولا ترضى مبدأ القمع من قبل الحكومات ضد شعوبها، خاصة خلال المظاهرات السلمية".
وقال السلمان إن "والد الشهيد محمود أبو تاكي أثنى على الكويت في ميدان اللؤلؤة وقال بأنها ساهمت في بناء المدارس في البحرين، مجسدا ما يكنه البحرينيون لهذا البلد الشقيق الذي تعود على العطاء".
وطالب الشيخ علي قوات "درع الجزيرة" بـ "الرحيل عن البحرين حتى لا توسم بصفة القمع، وان تترك لقوات الأمن البحرينية مهمة ادارة الجريمة التي تمارسها ضد شعبها" مؤكدا "نحن لا نريد لدول الخليج ان تتشوه صورتها بهذا التدخل لذا نطالب برحيل قواتها".
وأضاف "لتتركنا قوات درع الجزيرة لمواجهتنا السلمية وللمواجهة بيننا وبين القوات البحرينية"، معتبرا ان قرار دخول قوات "درع الجزيرة" يدل على "غباء سياسي شديد".
ونفى الشيخ علي السلمان أن يكون هناك أي تدخل ايراني أو دعم ايراني لما يحدث في البحرين "بل ان الدعم أتانا من أميركا لمطالبنا المشروعة ومن ضمنها ان تكون لنا حكومة منتخبة" متهما البعض باللجوء الى "خلط الاوراق" متسائلا "لماذا يخلطون المطالبة بالحقوق بمطالب دينية؟".
وشدد الشيخ علي "لم أطالب بتدخل ايراني. ونحن على ثقة كاملة بأبنائنا وقدرتهم على التضحية من اجل تحقيق مطالبهم العادلة والحقوق المشروعة".
وطالب بدستور جديد "نحقق من خلاله مجلسا نيابيا في ظل ملكية دستورية".
وقال الشيخ علي ان "اذا استمرت هذه المذابح سنجد ارتفاعا في الاصوات المطالبة بتغيير النظام".
في الموضوع نفسه لم تتجاوز انباء الدعوة الى تجمع متظاهرين بحرينيين امام السفارة البحرينية في الكويت أمس حشداً امنياً أمام السفارة "لفرض اكبر قدر ممكن من الامن" على حد قول القيادات الامنية المتواجدة، حيث عبر عن الموقف السفير البحريني لدى الكويت الشيخ خليفة آل خليفة بقوله إن هذه القوة المنتشرة حول السفارة "تؤكد ان مملكة البحرين ليست وحدها تواجة المتظاهرين بل معها دول الخليج الست، وذلك يرجع الى التاريخ العريق الذي يربطنا ببعضنا والقيم التي غرسها اجدادنا في نفوسنا".
وأكد "لايوجد شيء يدعو للخوف، خصوصاً وان وحدة الصف الخليجية في ازهى صورها"، مشيراً الى ان موقف دول الخليج "رسالة لكل من يريد الاضرار بأمن اي منها".